يحيى علي نوري - الإثارة يتم إعدادها خصيصاً لشبكات التواصل من قبل متخصصين وبصورة مستوعبة تماماً لرغبات وميول العالم الافتراضي تجد طريقها للانتشار ليس ذلك فحسب وإنما نجدها تأخذ مراحل مختلفة من التطوير والاخراج من يوم لآخر وذلك بفعل الخيال الخصب للذين يتلقفون هذه الاثارة ويعمدون الى تطويرها واخراجها بقوالب مختلفة وحبكات قصصية تمكنها من دغدغة عواطف المتلقين لها عبر شبكات التواصل..
وتلك حالة جعلت هذه الاثارة أو الشائعة تستند لعمليه منظمة باتت تعبر عن اتجاهات مختلفة كل لها مآربها واهدافها بل واصبحت هذه الاتجاهات تعمل على تمويلها بسخاء وكرم كبيرين لضمان ممارستها المزيد من الزيف والدجل..
وازاء اشكالية كهذه فإن النظرة الى شبكات التواصل باتت لاتخلو من الريبة والخوف خاصة في البلدان التي تحركها الشائعات الكيدية المفبركة وهو مايستدعي من ادارة الشبكات الاهتمام الأكبر بالاحترازات الكفيلة برفع منسوب المعرفة النظيفة واحتواء كل ما هو غث ويسيئ للتواصل المجتمعي ويهدم مثل وقيم المجتمعات..
وهو ما اصبح مشهوداً على مستوى العالم العربي حيث صارت شبكات التواصل منتجة للزيف والدجل والخديعة والتي تتم صناعتها من قبل عقليات متعفنة الامر الذي يقدم الشبكات كمعاول هدم من خلال ماتعرضه وتحلله..
وهو مايتطلب اتخاذ الاحترازات والضوابط الكفيلة بتنظيفها من كل مايسيئ ويضر بمبدأ الشفافية والوضوح والنقل الأمين للمعلومة الصادقة..
وستظل للاسف الشديد حالة الكذب والدجل والخديعة سمة عربية بامتياز في شبكات التواصل وهى حالة تعبر عن هول كارثة الزيف التي يعيشها العرب بفعل انتاجهم سيناريوهات الكذب والخديعة..
وهذا امر تؤكده معطيات هذه الشبكات التي ترصد بدقه فظاعة التجاوزات الخطيرة لاستخدام شبكاتها وتحدد منطقتنا العربية الاكثر مناطق التجاوز علاوة على اشاراتها الكاشفة ان العرب اكثر الشعوب استخداماً لميزة الحظر ومصادرة الرأي الآخر.
|