إبراهيم الحجاجي - ونحن نحتفل بالذكرى الـ 53 لجلاء آخر مستعمر بريطاني من اليمن يوم 30 نوفمبر 1967، افتتح هذه المادة بالتأكيد أن المصير المحتوم للمحتلين الجدد لجنوب اليمن سيكون الخروج بعار الخزي والهزيمة المؤكدة، وأن تحرير كل شبر من تربة اليمن الطاهرة آتٍ لا محالة.
ما يقارب 120 سنة كانت فترة احتلال بريطانيا لجنوب اليمن، وهذه الفترة كانت كفيلة بالسيطرة على كل مفاصل الجنوب الوطن أرضاً وإنساناً، كانت كفيلة بطمس هوية وثقافة، إلا أن الشعب اليمني وتركيبته الفسيولوجية والمجتمعية والثقافية وغيرته بالفطرة تولد بأي لحظة قرار التحرر والعيش بحرية، لأن إرادة التحرر والانتصار على الغزاة غريزة دائمة حتى قيام الساعة.
هذه الذكرى يجب ألا تكون محطة لاستعراض المآثر البطولية فقط لثوار 14 أكتوبر وسندهم المكمل ثوار 26 سبتمبر، بل ونحن في هذا الظرف وما يعانيه جنوب الوطن من احتلال جديد يجب أن نستحضر منها أهم دافع وأبرز عامل وهو (القرار) قرار التحرر، قرار دحر كل غازٍ ومحتل ومعتدٍ، قرار العيش بحرية ووحدة وتعايش مجتمعي ومواطنة أخوية من صعدة الى عدن ومن حضرموت الى الحديدة، قرار نفث ثقافة التفرقة والتشطير وترميم ما أفسده المحتل الجديد، والقرار هو بيد الشعب اليمني دون سواه، وإذا لم يقرر الشعب اليمني أن تحرر من الاحتلال الجديد وعملائه فمن سيحرر اليمن إذاً ؟
اذا ما نظرنا الى دوافع ومعطيات العدوان على اليمن الذي يشنه النظام السعودي وحلفاؤه وبإشراف مباشر من دول كبرى مثل امريكا وبريطانيا وغيرها منذ 26 مارس 2015 حتى الآن، نجد أن التاريخ يعيد نفسه وأن الاحتلال الجديد هو نفسه الاحتلال القديم، فقط تغير في العباءة والأدوات، لكن الأهم التذكير بتساند وتكامل ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر ونجاحهما في استقلال اليمن وكانتا باكورة وحدة اليمن أرضاً وإنساناً، فإن التاريخ سيعيد نفسه أيضاً عندما يتوحد الشعب اليمني من أقصاه الى أقصاه لتحرير أرضه وطرد كل غازٍ ومحتل ومعتمدٍ وسحق كل مشاريعهم الاستعمارية في حق أبناء هذا الشعب العظيم.
وأنا هنا أتوجه الى صناع القرار بطلب توجيه خطابات وفعاليات الاحتفال بهذه المناسبة، نحو التثقيف والتوعية بضرورة سرعة تحرير كل شبر من أرض اليمن من الغزاة والمعتدين وعملائهم وأدواتهم، لأن الشعب اليمني يدرك ويعي ما فعله وما زال العدوان بحق أبنائه ومقدراته وما يفعله في جنوب الوطن من ممارسات لا أخلاقية بحق ابنائه ونهب مقدراته وميراث اليمن الطبيعي كما يحدث في أرخبيل سقطرى، إلا أن ذلك بحاجة الى قرار الانتفاضة في وجه العدوان وأدواته وممارساته، وحتماً سيتحقق النصر المؤزر بإذن الله.
مرور:
كان المؤتمر الشعبي العام وما زال وسيظل حاضراً ومناصراً للقضايا الوطنية، قولاً وعملا، ثقافة وممارسة، نهجاً وغريزة، ويتجسد ذلك عبر مواقفه الثابتة وعبر مواقف قيادته المخلصة منذ أن تأسس وفي المراحل المختلفة أو القيادة الحالية ممثلة برئيس المؤتمر المناضل الوطني الغيور الشيخ صادق بن أمين ابو راس.
|