غازي أحمد علي ❊ - الثلاثون من نوفمبر 1967م كان وسيبقى يوماً مجيداً وخالداً ليس فقط في تاريخ الوطن والشعب اليمني بل والأمة العربية، ذلك أنه أحد الردود الحية على عام نكسة العرب في الحرب الاستعمارية الصهيونية على أمتنا، ليمثل - انتصار الثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 أكتوبر« بنيل الاستقلال الناجز من الاستعمار البريطاني بعد سنوات من الكفاح المسلح وعقود من النضال خاضه أبناء شعبنا وخاضته حركة التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني بعد تفجير ثورته السبتمبرية الأكتوبرية - بارقة أمل في سماء حلكة الخامس من يونيو 1967م.
اليوم وبعد ما يزيد على خمسة عقود تحاول قوى الاستعمار أن تصفي حسابها وتأخذ بثأرها من هذا الشعب ومن أولئك المناضلين الأبطال الشجعان الميامين الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل استقلال وسيادة ووحدة اليمن وكرامة وعزة أبنائه مستخدمين في عدوانهم ومؤامراتهم الجديدة أدوات وواجهات داخلية واقليمية مركزين على أبناء وأحفاد مناضلي وشهداء الثورة اليمنية 14 أكتوبر وصانعي انتصارها في الثلاثين من نوفمبر وهذا ما يجعل من ذلك اليوم العظيم مناسبة نستلهم منها الروح الكفاحية والوعي النضالي في مواجهة المحتلين الجدد، الذين استطاعوا تزييفه وتوجيهه نحو استعادة مشاريعهم القديمة وبصورة ابشع مما كانت عليه قبل 53 عاماً، ومع ذلك لن يدوم هذا طويلاً وهاهم أبناء شعبنا في المحافظات المحتلة يستعيدون مجد نضال آبائهم واسلافهم ليصنعوا مع كافة أبناء اليمن ملحمة التحرر الثانية ملتحمين مع كل القوى الصامدة والمتصدية لعدوان التحالف السعودي الإماراتي بعد أن ادركوا حقيقته وحقيقة أدواته المستخدمة في عودة المستعمر القديم.
وهكذا فإن احتفالنا بيوم التحرر من الاستعمار البريطاني إنما نجسد حقيقة أن تاريخ الشعوب حلقات مترابطة وأي محاولة للعودة إلى الخلف لن تكون إلا لتحقيق قفزة لحلقة أعلى في مسيرة نضال هذا الشعب العظيم.
وفي هذا السياق فإن ستة أعوام كافية لفهم مخططات مشاريع تحالف العدوان على شعبنا والنهوض لمواجهتها بروح وطنية تؤمن بأن هذا الشعب الذي هزم الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية لن يعجزه ممالك ومشيخيات النفط والرمال ومدن الملح وأن الثلاثين من نوفمبر 1967م ما زال حياً في الذاكرة والوعي الوطني لهذا الشعب الحر الحضاري العريق وسيجد اعداؤه وواجهتهم أنهم واهمون ويلهثون وراء السراب.
ندرك أن الظروف في المنطقة والعالم قد تغيرت عما كانت عليه قبل ستة عقود ولكن الإيمان والإرادة لم تتغير عند هذا الشعب الذي لا يمكن إلا أن ينتصر لسيادته ووحدته واستقلاله، وسيظل الثلاثون من نوفمبر أكثر تألقاً ولن يتمكن المستعمرون والخونة والعملاء من إبهاته في عقل ووجدان شعبنا واجياله لأنه شعب حضاري وليس طارئاً على الجغرافيا والتاريخ.
❊ الأمين العام المؤتمر الشعبي العام
|