موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 01-ديسمبر-2020
أ. معاذ أبو شمالة* -
انعقد في البيت الأبيض عام 1993 اتفاقية السلام الفلسطيني الإسرائيلي والتي كان من مخرجاتها تكوين ما عُرف باسم السلطة الفلسطينية لتستمر المفاوضات لمدة خمس سنوات كما قرروا لها، حيث تنتهي بتكوين الدولة الفلسطينية ولكن المفاوضات استمرت حتى وصلت لطريق مسدود ولم يحصل الفلسطينيون على بعض حقوقهم ولكن الصهاينة أمعنوا في الضغط على الفلسطينيين حتى قام شارون عام 2000م بزيارته المشؤومة للمسجد الأقصى متحدياً بذلك الشعور الوطني والإسلامي للجماهير الفلسطينية والمسلمة فاندلعت انتفاضة الأقصى والتي قلبت المعادلة وأثبتت أن الشعب الفلسطيني رقم صعب وأنه يملك من مقومات القوة ما يمكنه من تغيير الموازين بعد أن ثبت له أن مسيرة التسوية لم تقرب الفلسطينيين من أي نتائج مرجوة من المفاوضات، ثم ارتفعت حدة المواجهات مما دفع بالعدو الصهيوني الى شن حرب على السلطة الفلسطينية منقلباً عليها ولو أنها شريكه التفاوضي واستخدم كل أساليب الضغط السياسي والإعلامي والاقتصادي، ثم دك مؤسساتها عسكرياً في محاولة أن يدفعها للاستسلام بسبب عدم تماشيها مع ما تصوَّره مهندسو التسوية الإسرائيليون والأمريكيون من وظيفة وأهداف.
إن هذه الحملات المسعورة ضد الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية تدل على أن هذا السلام هو سلام بين قوي منتصر وآخر ضعيف مهزوم، وأثمرت حملات الضغط إلى تراجع السلطة في ظل هذه الهجمة الشديدة إلى محاولة إقناع الجانب الصهيوني بتخفيف ضغطه واستئناف المفاوضات، وذلك بقيامها بمنع المقاومة الشعبية العنيفة مثل إلقاء الحجارة وأبدت استعدادها للتعاون الأمني بشكل أكبر مع الكيان الصهيوني وداعمه الأكبر الولايات المحتدة والذي أثمر زيادة الانفصال بين السلطة الفلسطينية وبين الفصائل المقاومة المعارضة لمسار التسوية وقطاع عريض من الشعب‮ ‬الفلسطيني‮.‬
إن هذا التنسيق والتعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني تمكن من نزع مخالب المقاومة الفلسطينية من الضفة الغربية وتمكن من إخماد أي تحرك شعبي منتفض وتوجيهه ليظل هبة مؤقتة سرعان ما تخفت وتزول وبالرغم من كل هذا التعاون لم يحصل أي تقدم في المفاوضات، فلم تعلن الدولة الفلسطينية وانحصر أداء السلطة في دور وظيفي مستخدم لخدمة الاحتلال حتى جاء ترامب بمشروعه المتهور ليقوم بتصفية القضية الفلسطينية وكما يريد الصهاينة، وهذا يعني أن لا دولة فلسطينية ولا عودة للاجئين ولا قدس عاصمة للفلسطينيين، مما أدى إلى حشر السلطة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬في‮ ‬زاوية‮ ‬لا‮ ‬تُحسد‮ ‬عليها‮.‬
وبدأت‮ ‬السلطة‮ ‬تتعرض‮ ‬لضغوط‮ ‬دولية‮ ‬حتى‮ ‬أن‮ ‬بعض‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬توقفت‮ ‬عن‮ ‬دعمها‮ ‬وصمتت‮ ‬عن‮ ‬الاعتراض‮ ‬أو‮ ‬الاستنكار‮ ‬وقامت‮ ‬الدول‮ ‬المطبعة‮ ‬بطعن‮ ‬السلطة‮ ‬في‮ ‬ظهرها‮ ‬إيذاناً‮ ‬بانتهاء‮ ‬صلاحية‮ ‬هذه‮ ‬السلطة‮.‬
ولما شعرت السلطة الفسطينية بانتهاء أيامها واقتراب إلغائها هرولت نحو المصالحة الفلسطينية مع الفصائل المقاومة لترد شيئاً من الاعتبار لها ولتظل في موقع المقدمة أمام الشعب الفلسطيني واستبشر الناس خيراً وتمت الزيارات واللقاءات والتصريحات وكان معظمها يخلو من الحديث‮ ‬عن‮ ‬أوسلو‮ ‬ومخرجاته‮..‬
ولكن‮ ‬بعد‮ ‬فوز‮ ‬بايدن‮ ‬وتصريحاته‮ ‬حول‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬لاحظنا‮ ‬التغير‮ ‬في‮ ‬سلوك‮ ‬وتصريحات‮ ‬مسؤولي‮ ‬السلطة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬باستعدادهم‮ ‬لإعادة‮ ‬مسار‮ ‬التفاوض‮ ‬الأمني‮ ‬والتوقف‮ ‬عن‮ ‬مسار‮ ‬المصالحة‮.‬
إن مسيرة التسوية الطويلة نجحت في تحويل الفدائيين القدامى في قيادة السلطة إلى "بيت الطاعة" الأمريكي والإسرائيلي فأصبحوا لا يرون غِنى عن البقاء في هذا البيت وأن أي محاولة لغير ذلك هو نفخ في رماد وصيحة في واد، وهذا يثبته التحول السريع في الموقف وكأن بايدن سينصف‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬أو‮ ‬السلطة‮ ‬الفلسطينية‮.‬
إن المراهنة على الإدارة الأمريكية الجديدة هو لهث وراء السراب فالإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت منحازة دائما للكيان الصهيوني، وإن هذا الوهم والتسارع نحو مسار التفاوض ليؤكد أن هؤلاء القوم لم يقتنعوا بعد بفشل هذا المشروع وأنهم مازالوا يعتقدون أن وجود السلطة الفلسطينية هو هدف لذاته بل إنه من أهم أهداف الشعب الفسطيني وهذا يعني مزيداً من التدهور للقضية الفلسطينية في المرحلة القريبة حال استجابة السلطة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية أو المراوحة في نفس المكان السابق دون تحقيق أي تقدم يذكر للشعب الفلسطيني وهذا ما ستشهده‮ ‬الأيام‮ ‬القادمة،‮ ‬والله‮ ‬أعلم‮.‬

‮❊ ‬ممثل‮ ‬حركة‮ ‬حماس‮ ‬في‮ ‬اليمن
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)