راسل عمر -
ثلاث سنوات تقريباً مرت على تعيين مارتن غريفيث مندوباً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن .. وكلنا يتذكر اولى تصريحاته التي أطلقها عقب تعيينه وقال فيه إن الحل السياسي في اليمن غير وارد ..، وهو التصريح الذي خيب آمال الكثيرين لاسيما بعد أن مثل تعيينه خلفاً لولد الشيخ بادرة أمل جديدة في انهاء العدوان والتوصل إلى حل سياسي يضع حداً للصراع القائم منذ الـ26 من مارس 2015م ويزيح شبح المعاناة المتزايدة عن اليمنيين ويحقق لليمن السلام ، اضافة إلى خبرته الواسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الانسانية..
اغلق غريفيث بوادر الأمل الموضوعة وخيب آمال ليس اليمنيين فقط وانما كل من يشعر بآلامهم وأوجاعهم ومعاناتهم..
انزاحت تلك الآمال وذهبت أدراج الرياح مع أول تصريحاته المخيبة ..، واليوم وبعد ثلاث سنوات من تعيينه كيف يمكن تقييم عمل غريفيث .. وما الذي قدمه في سبيل حل الأزمة السياسية بين الفرقاء السياسيين وفيما يتعلق بالعدوان السعودي الإماراتي الغربي على اليمن واليمنيين..؟!!
غريفيث الذي كان ينوه - قبل تعيينه مندوبا للأمم المتحدة في اليمن - إلى إمكانية الوصول لحل سياسي في اليمن.. وفي الإطار نفسه كان يوجه انتقاداته لتحالف العدوان ويحمله مسئولية استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وتفاقم معاناة اليمنيين.. كما قال في احدى محاضراته : "الأزمة في اليمن استثنائية ويمكن حلها"..، فهل يتذكر غريفيث اليوم الأسباب والمسببات التي افشلت دوره في اليمن حتى اصبح مجرد ببغاء يكرر نفس الحديث الذي يقوله دائماً..
الأسبوع الماضي قال غريفيث : " إن اليمن لا يحتمل مزيداً من الانتظار لإنهاء الحرب التي تشهدها البلاد للعام السادس على التوالي"..
ودعا في السياق نفسه أطراف النزاع اليمني إلى وضع مصلحة الوطن أولا ،مشيرا إلى أنه حان الوقت لإسكات الأسلحة والاتجاه نحو السلام والمصالحة..
ولم يذكر غريفيث في سياق تصريحه الدور السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني في هذا العدوان وكأنهم لا وجود لهم ولا علاقة لهم بالعدوان لا من قريب ولا من بعيد..!!
وهنا سنذهب ونؤكد ما قاله غريفيث من إنه حان الوقت لإسكات الأسلحة والاتجاه نحو السلام والمصالحة .. وفي الوقت نفسه نطرح عليه السؤال : كيف يمكن إسكات الأسلحة والاتجاه نحو السلام والمصالحة في ظل سيطرة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني على سلطة القرار.. خاصة وأن غريفيث يعلم جيداً أن الطرف اليمني الآخر الذي يسمي نفسه "الشرعية" لا يمتلك سلطة اتخاذ القرار وليس سوى أداة بيد قوى العدوان؟!.
كيف يمكن لمن اسماهم أطراف النزاع اليمني أن يضعوا مصلحة الوطن في المقدمة ويعملون على إنهاء الحرب في الوقت الذي تلقت صنعاء رسالة من الإدارة الأمريكية مضمونها " لا سلام في اليمن دون موافقة واشنطن"..؟!!
الرسالة الأمريكية واضحة ولا تحتاج إلى تفسيرات أو وضع مبررات لها من غريفيث .. فقد اكدت الرسالة أن قرار العدوان واستمراره وبقاء الصراع في اليمن هو امريكي بامتياز فعن أي مصالحة واطراف صراع وسلام يتحدث غريفيث؟!.
ثلاث سنوات وغريفيث يواصل دوره في بيع الكلام وتوزيع التحذيرات في المسلسل الأمريكي العدواني على اليمن واليمنيين.؟!
ثلاث سنوات ومندوب الأمم المتحدة غريفيث يدعو أطراف النزاع اليمني إلى وضع مصلحة الوطن في المقدمة ولكن ماذا عن العدوان .. ماذا عن النظامين السعودي والإماراتي .. وماذا عن الإدارة الأمريكية؟!
فعن أي مصالحة وسلام يتحدث مارتن غريفيث؟! | 
رسالة أمريكية لصنعاء "لا سلام في اليمن دون موافقة واشنطن"! 
