أحمد الزبيري - بعد فشل كافة الجهود لحل الأزمة الخليجية التي نشبت عام 2017م بين السعودية والبحرين والامارات ومعها مصر من جهة ودولة قطر من جهة أخرى والتي أدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض حصار شامل جوي وبري وبحري على قطر، فجأةً يبرز الحديث مجدداً عن التوصل لحل شامل لهذه الازمة بعد تدخل الولايات المتحدة الامريكية عبر كوشنر مستشار الرئيس المنصرف ترامب..
مؤشرات المصالحة السعودية القطرية التي ترعاها امريكا تقول ان الدول المحاصرة لقطر قد تراجعت عن غالبية او كل شروطها الـ»13« دون سابق إعلان عن محادثات تجري بينهما مما يؤكد صحة ماذهب اليه بعض المتابعين من أن هذه الازمة ما كان لها ان تنشب لولا الضوء الاخضر من الرئيس ترامب بعد زيارته المربحة للسعودية في بداية فترته الرئاسية والذي يعطي الضوء الاخضر مجدداً لحلها وبمايستجيب للمتغيرات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها التطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي..
وعلى ما يبدو أن ترامب يريد ان يختتم فترته الرئاسية بحل هذه الازمة من أجل تحصين التحالف الخليجي مع اسرائيل والذي ظهر الى العلن من خلال تطبيع الامارات والبحرين مع اسرائيل ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بحضور الراعي الامريكي ممثلاً بوزير الخارجية بومبيو في نيون قبل اسابيع..
اللافت في هذا السياق ان دولة قطر تريد تقديم المصالحة كهدية للرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن بعد دخوله البيت الابيض وتسلمه مهامه في العشرين من يناير القادم ،في حين ان السعودية وأخواتها المنخرطات في هذه الازمة تريد ان تودع ترامب بهذه المصالحة ليستخدمها في طموحاته للعودة الى البيت الابيض في2024م..
مايهمنا هو الوقوف على انعكاسات انهاء الازمة الخليجية على استمرار او وقف الحرب العدوانية التي تقودها السعودية على شعبنا اليمني لاسيما وان الحليفين القطري والتركي كانا جزءاً من هذه الحرب حتى نشوب الازمة الخليجية، خصوصاً وان ابرز المؤشرات في هذا الاتجاه تشير الى ان حرارة الخطاب الاعلامي لحزب الاصلاح " اخوان اليمن" المتحالف مع قطر وتركيا قد تراجع عن حملته الاعلامية ضد السعودية والامارات مع تصاعد وتيرة اخبار المصالحة الخليجية..
مع ان بعض التحليلات تذهب الى ان حل الازمة الخليجية يعزز احتمالات انفراجة على مستوى المنطقة وفي مقدمتها وقف العدوان ورفع الحصار المستمر على اليمن للعام السادس على التوالي..خاصة وان عودة الديمقراطيين لقيادة الولايات المتحدة الامريكية ربما يؤدي الى سياسة مغايرة عن تلك التي اتبعها ترامب ..
ومثل هذا الطرح يطعن البعض في صحته باعتبار ان العدوان على اليمن شُنّ في عهد الرئيس اوباما والذي كان بايدن نائباً له..
وفي كل الاحوال والتوقعات يبقى رهان الشعب اليمني على صموده في مواجهة هذا العدوان حتى تحقيق النصر في ساحات المواجهة، او من خلال جنوح المعتدين للسلام العادل والمشرف. |