موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 21-ديسمبر-2020
د. محمد هادي القهالي* -
جميل ذلك الاعلان العالمي لحقوق الانسان في مواده الثلاثين المُتراصة والأنيقة في صياغتها .. جميل أن يحتفل العالم اجمع بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان الأمم المتحدة تلك الوثيقة في العاشر من ديسمبر عام 1948م بقصر شايو في باريس، باعتبارها وثيقة حقوقية عالمية، ولحظة‮ ‬فارقة‮ ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬الانسانية‮.‬
إلا أن هذا الاعلان قد أفل نجمه عند اليمنيين في اليوم الأول من العدوان على أرضه وشعبه، فقد صادر ذلك الغاشم المعتدي كل الحقوق الواردة فيه تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة التي لم تُحرك ساكناً رغم أننا تعودنا عليها الشجب والتنديد في القضايا العربية، إلا أنها قد استكثرته‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين،‮ ‬انها‮ ‬لم‮ ‬تندد‮ ‬أو‮ ‬تشجب‮ ‬تصرفات‮ ‬الصلف‮ ‬العدواني‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮.‬
لقد تقرحت العيون بُكاء وغيمت السماٌء عزاءً مما ارتكبوه من جرائم إرهابية ومجازر منظمة ضد الانسانية، أُستخدمت فيها مُختلف الأسلحة المُحرمة لأستهداف الأحياء السكنية بكافة المُدن والعُزل والقرى اليمنية، وراح ضحيتها الآلاف من المواطنين المدنيين معظمهم نساء وأطفال تمزقت أشلاؤهم أمام العالم المُتحضر الذي يتغنى بحقوق الانسان وهو يُشاهد شعباًٌ يُباد وتُصادر حقوقه وتُدمر مقوماته وبُنيته التحتية .. ولم تُحرك ضميره الأوضاع الانسانية الكارثية التي تسبب فيها الحصار الخانق واللانساني المفروض على اليمنيين بتغطية وقرارات أممية‮.‬
إذاًَ ليس لنا من هذه الذكرى إلا الاحتفال، أما مُحاسبة المُعتدي على جرائمه فلا، إنهم يُريدون منا الاحتفال فقط كشعار ظاهري ذهب بريق حقيقته، وأصبح مُجرد أوراق خُضبت بمداد قد جف حبره، فاليمن يُقتل بعيون أممية، بينما وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الانسان لاتشهد سوى‮ ‬صمت‮ ‬ينام‮ ‬في‮ ‬أروقة‮ ‬ورفوف‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬ودهاليزها،‮ ‬أو‮ ‬أصبحت‮ ‬في‮ ‬عداد‮ ‬الموتى‮ ‬في‮ ‬نظر‮ ‬اليمنيين‮ ‬وقد‮ ‬أفل‮ ‬نجمه‮ ‬وذُبح‮ ‬من‮ ‬الوريد‮ ‬إلى‮ ‬الوريد‮.‬
أصبح هذا اليوم لا يعنينا وليس محور اهتمامنا طالما سُفكت دماء أطفال اليمن وفُجّعت نساء اليمن ودُمرت بُنيته التحتية .. أنهم يُريدون منا الاحتفال بالأوراق التي خطت في صفحاتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان بأوراق لم تُؤتِ أُكلها، إنها مُجرد ورق وصكوك جامدة طالما ظلت نظرة المجتمع الدولي للشعب اليمني - وغيره من الشعوب المقهورة - لم ترق لأبسط مبادئ وقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولا يزال التمييز والعُنصرية بمُختلف أبعادها الدينية والعرقية هي المُحرك الرئيس للدبلوماسية الغربية والموجه الأساسي للمجتمع الدولي والمنظمات‮ ‬الدولية‮.‬
سيظل الشعب اليمني والأوضاع الكارثية التي يعيشها، وجرائم الحرب التي تُمارس ضده مُنذ ست سنوات، خير شاهد على عدم عالمية هذا الإعلان، وأبشع دليل على العبثية والهمجية الأممية والتي شرعنت لأكبر جرائم الإبادة المُنظمة في القرن الحادي والعشرين.
وأمام كل هذا الصلف العالمي، فلم يبق لليمنيين إلا خيار الصمود في وجه العدون .. الخيار الوحيد والأوحد الذي سيحفظ كرامة الانسان اليمني، وستفهم دول تحالف العدوان رسالة اليمن قيادة وشعباً، أن الاستسلام ليس في أجندته، انه شعب سيكتب إعلان عالمي لحقوق الانسان بشعار (نحن لا نستسلم .. ننتصر أو نموت)، وهذا لا يعني أن اليمني لا يقبل السلام، اننا نقبل ونرضى بالسلام لكن سلام الأوفياء القادرين، سلام لا استسلام، إن اعلاننا اليمني العيش بكرامة وعزة سنمد ايدينا للسلام عندما يعترف العالم بأننا احق بالبقاء في أرضنا بقرار سيادي يمني، قرار يمني فقط يمني لا سواه، نحن الأرض والإنسان، والبقاء لصاحب الحق، هذا ايماننا وهذه عقيدتنا، أما إعلانكم وحقوق الانسان فقد ذبلت، فالضحايا وأشلاء القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء اصبح وصمة عار في جبين ما يُسمى بالمجتمع الدولي، وليعلم العالم أجمع عربان وعجمان أن شرعية اليمني أن يعيش على أرضه صامداً في وجه المُعتدي الغاشم، إن صنعاء الحضارة وقيادتها أخذت على نفسها عهداً أن اعلانها هو الانسان اليمني وكرامته وعزته، ولا مكانة لغير ذلك في قاموسه بعد أن فقد اليمنيون مصداقية الأمم المتحدة في تعاملها مع الجرائم والانتهاكات المُرتكبة من قبل العدوان، ومع ذلك اليمن دولة ذات سيادة تحترم كافة المواثيق و الاتفاقيات الدولية المصادق عليها بشرط تفعيلها وتطبيقها في هذه الحرب المنسية، عليهم اخراجها من قوالبها الجامدة، والكيل بميكال المساواة والعدالة.
نحن مع الاعلان ونصوصه ومواده لكن بعد إحيائه وبعثه أمام هذا العدوان ليقف ويُحاسبه على ما اقترفته يداه المُلطخة بدماء اليمنيين، وهو أمل كل حُر عزير في هذا العالم، أن يتحقق ذلك في هذه الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الانسان، انه قانون المحاسبة لا قانون المُجاملة وقانون بترودولار، هذا ما يرجوه اليمني حتى يُعيد ثقته في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، عندما نرى قادة هذه الدول المُعتدية تُحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية سيتغير نظرة اليمني للأمم المتحدة ولكل مواثيقها واتفاقياتها وإعلانها العالمي لحقوق الانسان، أما أن يظل الحال على ما هو عليه فالصمود هو الطريق الذي يسلكه الثائر اليمني المُقاوم، وليعلم الجميع ان اليمني لا يساوم على أرضه وعرضه فهي غالية تُراق الدماء وتُسكب في سبيلها، هذا هو اليمني وهذه اليمن والتاريخ يذكركم بأن اليمن مقبرة الغُزاة وعليكم استيعاب الدروس من الماضي، فالحاضر شاهد على كسر الغازي المُعتدي وخيبة أمله، وإن غداً لناظره قريب، سيُهزم تحالف العدوان وستولي فلولهم هاربة تحت نيران الصمود اليمني، هذا هو القادم سيُرسم بعزيمة يمنية ليعلم كل من تسول له نفسه الاعتداء على يمن الحضارة .. يمن التاريخ والمجد‮ ‬نقولها‮ ‬اليوم‮ ‬وغداً‮ ‬والحاضر‮ ‬والمستقبل‮ ‬لا‮ ‬سبيل‮ ‬لكم‮ ‬إلا‮ ‬الاعتراف‮ ‬بأن‮ ‬اليمن‮ ‬عصية‮ ‬عليكم‮ ‬أيها‮ ‬الجرذان‮.. »‬وسيعلم‮ ‬الذين‮ ‬ظلموا‮ ‬أي‮ ‬مُنقلب‮ ‬ينقلبون‮«.‬
عاشت‮ ‬اليمن‮ ‬حُرة‮ ‬أبية‮ .. ‬المجد‮ ‬لليمن‮ .. ‬الرحمة‮ ‬والخُلود‮ ‬للشهداء‮ .. ‬والشفاء‮ ‬للجرحى‮ .. ‬
‮* ‬رئيس‮ ‬حكومة‮ ‬الشباب
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)