موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 04-يناير-2021
طه العامري -
الحديث عن تنظيم سياسي بحجم ومكانة المؤتمر الشعبي العام فعل لا يقدم عليه إلا خبراء العمل السياسي وباحثون متخصصون ومتمكنين قادرون على استيعاب خارطة الحضور الجماهيري لتنظيم ظل متربعاً على عرش السلطة قرابة ثلاثة عقود ويكاد يكون التنظيم السياسي الوحيد الذي نبع من رحم الخارطة الوطنية وجاء معبرا عنها وعن الطبقات الاجتماعية التي تتعارك عليها ؛ فالمؤتمر تميز منذ ولادته بكونه التنظيم الجماهيري الذي قد نتفق أو نختلف على أدائه ومنجزاته لكن هذا الاختلاف لا يلغي حقيقة أن هذا التنظيم مثل منذ لحظة ميلاده نواة لعمل سياسي وطني خالص فهو كتنظيم حمل شهادة ميلاد يمنية هي الأولى مقارنة ببقية المسميات التنظيمية والسياسية التي تلقفها بعضنا من بعض عواصمنا العربية ومنها ما جاء من حواضن دولية وكان لها فرع في بلادنا وأداة لنضال وطني تنويري ذات حضور نخبوي غالباً؛ باستثناء المؤتمر الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬حصيلة‮ ‬حراك‮ ‬وطني‮ ‬شكلت‮ ‬أطيافه‮ ‬ومكوناته‮ ‬الحاجة‮ ‬اليمنية،‮ ‬فيما‮ ‬أدبياته‮ ‬السياسية‮ ‬والثقافية‮ ‬والفكرية‮ ‬كانت‮ ‬بدورها‮ ‬حصيلة‮ ‬الواقع‮ ‬الوطني‮ ‬وتلبية‮ ‬للحاجة‮ ‬الوطنية‮ .‬
بيد أن المتأمل في البنية الفكرية والثقافية والمشروع السياسي للمؤتمر الشعبي العام سيدرك أن هذا التنظيم حمل ولأول مرة مشروعاً وطنياً صاغته وشكلته القناعات الوطنية الجامعة وحملت مكوناته التنظيمية أطياف الواقع المجتمعي وتمثلت فيه كل الطبقات الاجتماعية بمختلف شرائحها فكان بمثابة حاضنة لـ(تحالف قوى الشعب العامل)، فيما أدبياته استنبطت من قيم ومعتقدات وتطلعات شعب عانى كثيراً من استبداد أنظمة ما قبل الثورة اليمنية الخالدة »سبتمبر وأكتوبر« ثم عانى ربما وبمرارة أكثر من صراعات ما بعد الثورة وهي الصراعات التي عمت الخارطة الوطنية شمالا وجنوبا مضافا إليها التدخلات الخارجية بشقيها الإقليمي والدولي ؛ وكان ميلاد المؤتمر بمثابة طوق النجاة _ المفترض _ الذي سيضم تحت رايته مكونات المجتمع وطبقاته كخطوة على طريق إزالة الصراعات السياسية والحزبية على اعتبار أن المكونات الحزبية الأخرى قد تجاوزت دوافع وأسباب وجودها المفترض أن يكون وجوداً تنافسياً في خدمة الوطن والشعب وأن تنحصر الصراعات في سياق الصراعات البرامجية لكن المؤسف أن تلك المكونات قد حولت الصراع فيما بينها من صراع تنافسي على خدمة الوطن والشعب إلى صراعات تدميرية دموية وتناحرية مقلقة للسكينة والاستقرار فكان المؤتمر هو طوق النجاة وعلى هذا ومن أجل هذا اتسعت رقعة حضوره لتشمل الجغرافية الوطنية ؛ وقد حاول المؤتمر المضي قُدُماً بمشروعه الوطني المكرس لقيم السكينة والاستقرار غير أن ثمة تحديات داخلية وخارجية فرضت نفسها إلى جانب الكثير من العوامل الذاتية والموضوعية التي ميزت أداء المؤتمر ورحلته الوطنية على مدى ثلاثة عقود شهدنا خلالها منجزات وانتصارات ونكسات منها ما حُسب للمؤتمر ومنها ما حُسب عليه وفي كل الأحوال يبقى المؤتمر الشعبي العام هو التنظيم النموذجي القابل للبقاء في بلاد مليئة بالتناقضات‮ ‬المتعددة‮.‬
لن أتوقف أمام المؤتمر وتداعيات وأحداث فبراير 2011م ولا أمام تداعيات وأحداث ديسمبر 2017م فلهذا الامتداد الزمني 2011-2017م دوافع وأسباب وتداعيات وأحداث لا تقف في نطاق المؤتمر بل لهذا الامتداد الزمني تحديدا علاقة مباشرة مع كل الأطياف السياسية والحزبية وذات صلة‮ ‬بالعوامل‮ ‬والمؤثرات‮ ‬الخارجية‮ ‬إقليمية‮ ‬كانت‮ ‬أو‮ ‬دولية‮ ‬وبالتالي‮ ‬ليس‮ ‬هنا‮ ‬مجال‮ ‬التأمل‮ ‬فيها‮ ‬؛‮ ‬لكني‮ ‬سأقف‮ ‬أمام‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ -‬اليوم‮- ‬مؤتمر‮ ‬الأعوام‮ ‬الثلاثة‮ ‬وليس‮ ‬مؤتمر‮ ‬العقود‮ ‬الثلاثة‮..‬
مؤتمر الثلاثة أعوام قدم نموذجا استثنائياً راقياً وفعالاً اختزل فيها وعبر أطيافها صورة مصغرة عن مؤتمر العقود الثلاثة بغض النظر عن منظومة الشوائب التي ر افقت رحلة المؤتمر خلال العقود الثلاثة إلا أنه وخلال رحلة السنوات الثلاث قدم المؤتمر ما يمكن اعتباره تجسيدا لمنهجه الفكري وتطبيقا لنصوص ميثاقه الوطني الذي لو كان المؤتمر أخذ به وطبق نصوصه منذ لحظة إقراره لكان حال اليمن يختلف جذرياً عن الحال الذي هو عليه اليوم أرضاً وإنساناً؛ وبغض النظر عن مقولات (الشرعية والقبول الدولي) فإن مؤتمر السنوات الثلاث بدا أكثر التحاماً بجماهيره وبوطنه وبميثاقه وبمشروعه الفكري والسياسي ورؤيته التي راهن عليها الكثيرون باعتبارها طوق النجاة لشعب عانى كثيراً من ويلات الصراعات والخلافات التي غالباً ما كانت تنتهي ببحر من الدماء بين الأخوة الذين كثيرا ما كانوا أعداء حتى في لحظات الاستقرار الحَذِر‮..‬
ثلاث سنوات من قيادة الشيخ والمناضل صادق بن أمين أبو راس للمؤتمر الشعبي العام والذي انتخب من قبل اللجنة العامة للمؤتمر وهي أعلى سلطة قيادية في التنظيم ؛ هذه السنوات الثلاث رغم قصرها لكنها عبرت عن هوية المؤتمر وعن منهجية المؤتمر وعن وسطية المؤتمر وقبل كل هذا عبرت عن انتماء المؤتمر ووطنيته وانحيازه للوطن والشعب ؛ ثلاث سنوات تقول وبصوت عال إن للمؤتمر مشروعاً وميثاقاً وادبيات ورؤية وطنية وأنظمة وقوانين داخلية تحتم على كل مؤتمري أصيل الاحتكام إليها والالتزام بنصوصها حرفياً؛ وكل أدبيات المؤتمر تؤكد أن المرابطين في صنعاء الصامدين في وجه كل المؤامرات وفي وجه كل الأعداء ويخوضون مع شعبهم وعلى أرضهم معركة الحرية والاستقلال والتصدي للعدوان والحصار والمؤامرات الداخلية والخارجية هؤلاء هم المؤتمر وهم من يجسدون بمواقفهم روح الميثاق الوطني الدليل الفكري والنظري للمؤتمر الذي لا يزال محل رهان الكثيرين من أبناء اليمن الذين يتطلعون للمؤتمر الشعبي كتنظيم وطني متميز بمهجه السياسي المعتدل وبقدرته على احتضان كل الطبقات والشرائح الاجتماعية وبالتالي فإن مؤتمريي الخارج -افتراضاً - مطالبون بالانحياز الكامل لقيادتهم في صنعاء وهم على دراية كاملة بمنهج المؤتمر ويدركون جيداً المواقف المطلوبة منهم صراحةً لان المؤتمر اليوم يمر في لحظة تاريخية مفصلية وحاسمة، وعلى كل من ينتمي إليه أن يدخل في كل حساب او يسقط من كل حساب ومن سيسقط من كل حساب هو كل من يراهن على الخارج أو يبحث عن سند خارجي ليستقوي به على‮ ‬الداخل،‮ ‬فمثل‮ ‬هذا‮ ‬السلوك‮ ‬يجرمه‮ ‬المؤتمر‮ ‬وتجرمه‮ ‬أدبيات‮ ‬المؤتمر‮ ‬ولوائحه‮ ‬وقوانينه‮ .‬

لماذا‮ ‬تأسس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ..‬؟
ندرك جميعاً ممن عائش مرحلة ما بعد الثورة والتحولات الوطنية وما رافقها من صراعات دامية وتناحرات حزبية ومرحلة السجون والمطاردات والتصفيات الرسمية والذاتية ؛ إذ عشنا في مرحلة تاريخية كانت الأحزاب المتنافسة والمتصارعة تصفي بعضها من ناحية وتتآمر على بعضها ؛ فيما كانت السلطة وأجهزتها بدورها تطارد وتعتقل وتصفي خصومها دون استثناء ؛ بل عشت في مرحلة كانت فيها بعض المسميات الحزبية المناهضة للنظام واجهزته تتعاون مع النظام واجهزته لضرب بعض خصومها ومنافسيها من المسميات الحزبية الأخرى..
وكان النظام _ حينها _ يستأسد مثل هذه السلوكيات التي تمارس من قبل خصومه ويرحب بها خدمة لمصالحه تكريساً لقاعدة - فرق تسد- هذه الظواهر وهذه الإشكاليات كانت سبباً أساسياً ودافعاً لتأسيس وإيجاد المؤتمر الشعبي العام الذي جاء ليقضي على الصراعات الحزبية ويلغي التناقضات الحزبية فيما بين النشطاء السياسيين من يساريين وقوميين وإسلاميين وقد احتوت قائمة (الألف مؤسس) ممثلين عن كل التيارات الفكرية والشرائح والطبقات الاجتماعية بهدف القضاء على ظاهرة العنف السياسي والصراعات السياسية سواء أكانت تلك الصراعات على السلطة أو على النفوذ الجماهيري والانتشار الحزبي ؛ وشملت لجنة الحوار الوطني التي صاغت (الميثاق الوطني) ممثلين لكل القوى الحزبية فقد صاغ الميثاق الوطني إخواني وناصري وبعثي وماركسي وليبرالي وسلفي ومستقل وشيخ ورجل أعمال واستاذ جامعي وصحفي ومثقف؛ أي أن الميثاق وهو الدليل الفكري للمؤتمر هو حصيلة عصارة أفكار ولكن تمت صياغته تلبية للحاجة الوطنية وبحبر قيم الهوية والانتماء الوطنيين وهذا ليس فيه عيب لكن العيب أن يتجاهل البعض الأهداف والدوافع التي أوجدت المؤتمر والحاجة التي صنعته وقد تم إقرار الميثاق الوطني من قبل كل الشعب اليمني بمختلف اطيافه بمن في ذلك الحزبيون والمثقفون العقائديون الذين أبدوا آراءهم في الميثاق الذي كان مجرد مشروعاً حتى تم إقراره وجاءت (الوحدة اليمنية) بتحولاتها عام 1990م واتاحت الفرصة للتعددية السياسية والحزبية وتنقى المؤتمر ولم يبق فيه إلا من كان مؤمناً بمنهجه وأدبياته والمؤسف أن المسميات الحزبية لم تستوعب تداعيات الماضي ولم تتعظ من أحداثه فعاودت ذات الكرة وذات السلوك التناحري القاصر وأعادتنا إلى المربع الأول الذي تسبب بقيام المؤتمر الشعبي وهذا يدل دلالة قطعية على غياب الرؤية والمشروع الوطني لدى المسميات الحزبية التي‮ ‬تخوض‮ ‬معركتها‮ ‬خارج‮ ‬الميدان‮ ‬الوطني‮ ‬المفترض‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬معاركها‮ ‬فيه
خلال‮ ‬الفترة‮ ‬1990‮-‬2011م‮ ‬نعم‮ ‬كان‮ ‬المؤتمر‮ ‬حاكماً‮ ‬ولديه‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الأخطاء‮ ‬والسيئات‮ ‬والمثالب‮ ‬لكن‮ ‬هل‮ ‬كان‮ ‬لدى‮ ‬‭_ ‬المعارضة‮ ‬مشروع‮ ‬وطني‮ ‬جامع‮ ‬متفق‮ ‬عليه‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬مشروع‮ ‬إصلاحي؟
كان المؤتمر حاكماً وكانت اخطاؤه عنواناً لمزايدات المعارضين الذين كان هدفهم ليس إصلاح الدولة والمؤسسات وتحسين المستوى الحياتي والمعيشي للمواطن ؛ بقدر ما كان هدف غالبيتهم للأسف هو مشاركة المؤتمر(فساده) ومغانمه؟!!
نعم أقولها وبصريح العبارة واتحدى من ينكر هذه المقولة كانت المعارضة تبحث عن (مغانم ذاتية وليس عن مغارم) مرحلة عشتها بتفاصيلها وكنت قريباً من الجميع سلطة ومعارضة ؛ مرحلة كانت تداعياتها وارهاصاتها تتمحور حول المصالح الذاتية التي كانت تحرك الجميع وتستعبد الكل ؛ كان الكاتب المعارض للنظام والسياسي المهاجم للنظام والشيخ المعادي للنظام والقبيلي المتقطع للطريق كل هؤلاء كانوا يندفعون بكل ثقلهم بحثاً عن (مغانم) ذاتية ومنافع شخصية ولم يكن الوطن والشعب حاضرين في اجندتهم الخاصة وإنْ حضروا في خطابهم العلني لكن خلف الكواليس‮ ‬كان‮ ‬لكل‮ ‬منهم‮ ‬غاية‮ .‬؟‮!‬
وبالتالي فهذه المرحلة الممتدة من عام 1990 _ حتى 2011م كان الجميع مسئولين عنها وربما كانت مسئولية المعارضين تفوق بكثير مسئولية الحاكمين والدليل ما حدث في 2011م وإلى أين أوصلتنا تلك الفوضى العبثية التي دمرت وطناً وفتحت أبواب ومنافذ التدخلات الخارجية على مصراعيها واعتقد جازماً لو بقي المؤتمر كما كان عليه الحال قبل 1990م لما وصلنا لهذه المرحلة، ولو تم الاتفاق بعد 1990م على تنظيم واحد موحد يندرج تحت مظلته الجميع لكان وضعنا اليوم أفضل بكثير ولما كنا والوطن كما نحن عليه اليوم..
إذ يُحسب للمؤتمر دوره خلال السنوات الثلاث ولرئيسه ولقيادته هذا الصمود الاستثنائي رغم كل الظروف والمعوقات والتحديات والتجاذبات والاستفزازات التي يواجهها المؤتمريون من الداخل والخارج وفي الداخل والخارج ؛ ويُحسب للشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس وزملائه في قيادة المؤتمر قدرتهم النضالية على إعادة ترتيب البيت المؤتمري على هدى من وثائق ولوائح وقوانين المؤتمر وأدبياته السياسية والفكرية وتمسكهم بهذه المصفوفة المنظمة لنشاطهم التنظيمي وقبل هذا تمسكهم بمواقفهم الوطنية التي تشربوها من فكر وثقافة المؤتمر وهي المصفوفة التي تمثل المرجعية الحاكمة للمؤتمر افراداً وجماعات سلوكاً ومواقف ونشاطاً تنظيمياً يقدم النموذج الراقي لبقية الفعاليات السياسية والمكونات الحزبية التي عليها أن تراجع نفسها وأن تحدد الهدف من وجودها وهل وجودها جاء لخدمة الوطن والشعب ؟ أم أنها وجدت لراحة الأمين‮ ‬العام‮ ‬وأعضاء‮ ‬القيادة‮ ‬وبعض‮ ‬المقربين‮ ‬للقادة‮ ‬من‮ ‬الأعضاء،‮ ‬إذ‮ ‬أن‮ ‬غالبية‮ ‬المسميات‮ ‬الحزبية‮ ‬قد‮ ‬احتكرت‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬مجموعة‮ ‬اشخاص‮ ‬نافذين‮ ‬وأصبحت‮ ‬شبه‮ ‬أحزاب‮ ‬عائلية‮ ‬واقطاعية‮ ‬نخبوية‮.‬
المؤتمر وبقيادة رئيسه الشيخ صادق بن أمين أبو راس وزملائه في اللجنتين العامة والدائمة (المركزية) من الرموز الوطنية استطاعوا أن يستوعبوا تداعيات الاحداث ويتجاوزوها رغم مرارتها ودمويتها وحددوا خيارهم الطبيعي وهو الانحياز الكامل والشامل لوطنهم ولشعبهم بعيداً عن أي حسابات ومنافع وتكتيكات سياسية وهو الفعل الطبيعي الذي تقره كل أدبيات المؤتمر بغض النظر عن حسابات شركائهم في الداخل ورؤيتهم التي قد تكون قاصرة للمؤتمر أو مترددة، وأقولها صراحةً لقد كان يفترض على الأخوة انصار الله أن يتقدموا أكثر وبثقة في شراكتهم مع المؤتمر وأن لا يترددوا في التكامل معه من أجل الوطن وبمعزل عن حسابات ما حدث وأن يتركوا أيضا للمؤتمر فرصة ومتسعاً لترتيب مكوناته وبيته الداخلي ومنحه قدرا أكبر من الاعتبارات والحضور بما يمكنه من إدارة حواراته الداخلية والخارجية بحرية ودون شروط حتى يستعيد أكبر عدد من النازحين في الخارج عبر زملائهم الذين يخوضون معركة المصير الواحد إلى جانب أخوانهم انصار الله وبقية أبناء الشعب اليمني ويواجهون العدوان والحصار والتجويع والاستهداف من قبل أعداء الشعب والوطن مثلهم مثل انصار الله وبقية أبناء اليمن وأن يكونوا شركاء فعليين وليس صوريين حتى لا تتكرر أخطاء العام 1994م على خلفية احداث ديسمبر لان من بقي وصمد وحدد موقفاً بعد ديسمبر وقدم ويقدم التضحيات في كل الجبهات العسكرية وميادين المواجهة بمختلف ساحاتها لا يجب إقصاؤه أو تهميشه كما حدث مع الحزب الاشتراكي عام 1994م من قبل النظام السابق الذي لو كان بعد انتصاره أعاد الاعتبار للحزب وأعاد اليه مقراته وممتلكاته ومنحه فرصة الشراكة والإدارة لما تنمر حزب الإصلاح وربما لما كان الحال وصل إلى ما وصل إليه اليوم بدءاً من حراك الجنوب الذي لم يكن سوى حصيلة تهميش النظام للاشتراكي وهكذا كما يقال ‮(‬أول‮ ‬المغنى‮ ‬المدوي‮ ‬دندنة‮) ‬فكان‮ ‬الحراك‮ ‬وما‮ ‬تبعه‮ ‬من‮ ‬تداعيات‮ ‬أوصلتنا‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬نحن‮ ‬عليه‮ ‬اليوم‮..‬؟‮!! ‬

المؤتمر‮ ‬وأهمية‮ ‬الشراكة‮ ‬الكاملة
بغض النظر عن كل الأوصاف التي قيلت عن المؤتمر ورموزه وكوادره فإن هذا التنظيم يمثل وجوده حاجة وطنية وهو محور التوازن وعنوان الوسطية والاعتدال ولديه كوادر مؤهلة ومدربة على التعاطي مع كل القضايا الوطنية والتحولات الحضارية كما أن لديه تجربة وطنية وحضارية غنية يحتاجها الوطن ويحتاجها شركاء المؤتمر في الحاضر والمستقبل ؛ لكن هذه الطاقات الخلاقة التي يمتلكها المؤتمر تحتاج لطرف يعي أهميتها ويدرك الحاجة الوطنية، والشريك الذي وقف إلى جانبك في نفس الخندق وحدد موقفه واعلن انحيازه للصف الوطني والشعبي ووقف معك صامداً مقدماً معك كوادره للجبهات وفي مختلف الساحات من حقه عليك أن يشعر بالثقة المتبادلة وأن يحصل على المساحة الكافية التي تمكنه من التحرك والمساهمة الفعالة في إدارة شئون البلاد والدولة والمؤسسات ومن يخطئ يحاسب ويتحمل وزر اخطائه ؛ لكن من غير المعقول والمقبول أن يكون هذا‮ ‬الشريك‮ ‬مكبلاً‮ ‬بالأغلال‮ ‬ومحارباً‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الجهات‮ ‬الداخلية‮ ‬والخارجية‮ ‬ثم‮ ‬يطلب‮ ‬منه‮ ‬الصمود‮ ‬والمواجهة؟‮!‬
أن الأخوة (أنصار الله) وقد آلت إليهم زمام الأمور مطالبون باهتبال الفرصة وإقامة شراكة حقيقية وتحالفات حقيقية قائمة على الثقة المتبادلة بينهم وبين بقية المكونات السياسية الوطنية وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام الذي لديه حضور جماهيري واسع يمتد بامتداد الخارطة الوطنية من صعدة إلى المهرة ومن كمران إلى سقطرى ؛ فالمؤتمر لم ينتهِ في ديسمبر 2017م والمؤتمر ليس أولئك المتواجدين بالخارج وحسب والمؤتمر ليس عبد ربه منصور ولا أحمد علي ولكن المؤتمر تنظيم سياسي جماهيري حاضر في كل مفاصل المجتمع وفي كل الطبقات والشرائح الاجتماعية، ومن الأهمية بمكان على شريكه أن يستوعب هذه الحقيقة ويجسدها من خلال علاقة شراكة ندية ومتكاملة عنوانها الثقة المتبادلة بينهم وبين المؤتمر كمكون تنظيمي حاضر ومنتشر له قواعده وجماهيره وليس عبر رموز وشخصيات بذاتها ؛ إذ اثبت المؤتمر بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبو راس خلال السنوات الثلاث انحيازه للوطن والشعب بغض النظر عن كل المثالب، وهذا الموقف يُحسب للمؤتمر وقيادته الوطنية في صنعاء والمفترض أن تقابل هذه المواقف بمواقف إيجابية متماثلة من الشريك ؛ خاصة والأخوة أنصار الله لم يعد هناك شيء يقلقهم أو يثير مخاوفهم، وهذه نصيحة أقولها صادقاً للأخوة في قيادة انصار الله بأن ينزلوا شركاءهم منازل يستحقونها بعيداً عن سياسة التهميش والإقصاء والترقب والقلق والرصد فمن اختار وطنه وشعبه ووقف الى جانبك لا تقلق منه فهو إن لم ينفعك لن يضرك ولن يبيعك والقابض على السلطة بشقيه العسكري والأمني لا يمكنه أن يستقر بمعزل عن شراكة داخلية حقيقية فتحصين الجبهة الداخلية لا يأتي عبر القوة العسكرية والأمنية بل عبر التوافق والتفاهمات والشراكة الوطنية الحقة والصادقة ومؤتمر صنعاء بقيادة الشيخ المناضل الوطني صادق أبو راس يحتاج لشراكة حقيقية وفاعلة تسودها الثقة المتبادلة من أجل تحقيق المصلحة الوطنية الشاملة فالتفرد بالسلطة والحكم سلوك فاشل وغير مجدٍ ولا يمكن أن تؤسس عليه دولة مستقرة أو يقوم بموجبها نظام سياسي آمن، وهذا ما أكدته احداث التاريخ اليمني، فالمؤتمر إذا نال الثقة من خلال شراكة متكاملة وصلاحية في صناعة القرار فسيمكنه ذلك من استعادة دوره وفعاليته بل سيمكنه، من تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز وتمتين الجبهة الداخلية واسقاط كل الأوراق التي يوظفها البعض في الخارج ضد الداخل الوطني كجزء من العدوان والحصار، وإسقاط هذه الأوراق عمل مهم ومهم للغاية لان العدو سيفقد كل إمكانية المساومة والابتزاز للنظام الوطني ولن يجد بيده أوراقاً يمكن أن يلعب بها على المسرحين الإقليمي والدولي ولن يبقى معه إلا من قرر أن يبيع نفسه للشيطان، وهؤلاء الوطن في غِنى عنهم وعن وجودهم .
ختاماً.. وفي الذكرى الثالثة لانتخاب الشيخ صادق أبو راس رئيساً للمؤتمر الشعبي العام أزجي أصدق التهاني لهذا الهامة الوطنية الشجاعة وأرجو له ولكل كوادر وقيادات المؤتمر الشعبي العام المزيد من التماسك والتفوق والنجاح في صناعة الانتصارات الوطنية.. ولشعبنا الصبر والصمود‮ ‬والإيمان‮ ‬بالغد‮ ‬الأفضل‮ ‬والأكثر‮ ‬حرية‮ ‬واستقر‮ ‬اراً‮ ‬وكرامة‮.. ‬وهو‮ ‬الآتي‮ ‬حتماً‮.‬

‮❊ ‬كاتب‮ ‬صحفي‮ ‬مستقل
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)