موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 18-يناير-2021
أحمد عز الدين -
يعتريك إحساس بالمهانة وأنت تتابع مضطراً بعضاً من هذه التعليقات، التي تجري على ألسنة أكثر الوجوه حضوراً مستديماً على شاشات الإعلام المصري، حول القمة الخليجية (قمة العلا) فقد يبدو لك أن مصر قد غدت بدناً بغير قلب، وأن عليها أن تصمت دون تعليق على ما يبدو جحوداً‮ ‬بدورها،‮ ‬وطمساً‮ ‬لرسالتها،‮ ‬واستلاباً‮ ‬لأمنها،‮ ‬ونكراناً‮ ‬لما‮ ‬حملته‮ ‬فوق‮ ‬أكتافها‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬فوق‮ ‬الطاقة‮ ‬والاحتمال‮.‬
لقد بذل أحد مقدمي البرامج الرئيسية وهو رئيس لتحرير إحدى الصحف ، جهداً محموماً ليروج لرسالة زائفة عن نتائج أعمال القمة، فقد عزا بعض المعلومات التي انتشرت في بعض وسائل الإعلام إلى غياب البيان الكامل للقمة ، الذي انفرد بحضوره معه ، مدللاً على مكانة مصر كما انعكست في البيان بفقرة يتيمة ، اختصها به متجاهلاً 116 فقرة أخرى تضمنها البيان ، معتبراً أنها مجرد محددات للسياسة الخارجية لدول الخليج التي لا شأن لمصر بها، وهو أمر أحسب أنه يخرج من حدود التجهيل والتزييف، إلى حدود التبعية الفكرية والإعلامية .

لماذا‮ ‬؟
أولاً : من واقع البيان الكامل نفسه، فإن الفقرة المذكورة التي تناولت شيئاً عن مصر، جاء ترتيبها في فقرات التقرير برقم 98، وقد استبقتها 97 فقرة ، لم تخلُ دولة في الإقليم أو حول محيطاته الممتدة غربا وشرقا من ذكرها، بما في ذلك حتى الإشادة والترحيب بتمدد الدور البريطاني الاستعماري عسكريا في أنحاء الإقليم ، وإذا كان التقرير من أوله إلى آخره يتضمن 117 فقرة، فإن وضع مصر في هذا الترتيب لا يعطي انطباعاً إيجابياً بالمرة ، لما يراد لمصر وزناً ودوراً ومكانة .

ثانياً: أن الفقرة اليتيمة المذكورة نفسها ، التي تم الاستدلال بها على ما منحه البيان لمصر من إشادة ودعم واستقرار ، تضمنت في صلبها إشارة إلى الموقف من سد النهضة ، وهو موقف مجرد من أي دعم ، ومناهض لأي استقرار ، فلم يغسل النص يد دول الخليج من أي مسئولية قومية تجاه موضوع السد فحسب ، بل غسل ألسنتها أيضا ، فقد ساوى بين أطراف الأزمة ، بين الحقوق التاريخية الثابتة وبين العدوان عليها ، ولم يجد ما يشيد به غير أدوار مبهمة للحل ، لا تبدو قائمة ولا هي موصولة به أو بها .
مع ذلك فإنني أريد أن أبدأ من النظرة الكلّية قبل الدخول في التفاصيل ، أي من (تقدير الموقف) الخاص بالقمة كما أراه ، وهو أن القمة تمثل توجهاً مدروساً لاستكمال عملية الانقلاب الاستراتيجي الشامل في أوضاع الإقليم بمراحلها المتتالية والتي بدأت بضرب العراق ، وأنها تمثل تحديداً قمة الاستراتيجية الغربية المضادة للإقليم ، وليس في ذلك أي قدر من المبالغة أو المزايدة ، رغم كل تلك التعليقات والتحليلات والبيانات البائسة التي سعت بسوء نية أو بسوء فهم أو بهما معاً، إلى تسكين القمة في إطار دائرة محدودة مغلقة هي المصالحة) مع قطر‮.‬
ربما لذلك يبدو إجلاء التوجه الاستراتيجي للقمة أكثر وضوحاً وتحديداً مما تضمنته المفردات الصريحة في بيانها ، إذا رصدنا بعضاً من البنود المهمة التي اختفت من البيان ، أو (المسكوت عنه) في البيان بلغة منهج آخر :
أولاً : لم يشر البيان لا بالتصريح ولا بالتلميح ولا بالرمز، إلى الاحتلال والتواجد التركي في أي من الدول العربية، فهو لم ير أثراً له في ليبيا، ولا قواعد له في شمال العراق، وكما تعامى عن قاعدة عسكرية تركية جرى مضاعفتها مساحة وجنوداً مرتين في قطر، فقد غض البصر‮ ‬تماما‮ ‬عن‮ ‬قواعد‮ ‬الاحتلال‮ ‬العسكري‮ ‬التركي‮ ‬في‮ ‬سوريا،‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬غرب‮ ‬الفرات‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬شرقه‮ .‬
ثانياً : لم يتضمن البيان إشارة واحدة ولو مضمرة إلى نزعة التوسع التركي في الإقليم، سواء باستخدام القوة العسكرية ، أو التهديد أو التلويح باستخدامها، بما في ذلك التوسع في توظيف واستخدام التنظيمات والعناصر الإرهابية وصولاً إلى دوره في إثارة التوتر وإشعال فتائل‮ ‬المواجهات‮ ‬العسكرية‮ ‬في‮ ‬شرق‮ ‬المتوسط‮ .‬
ثالثاً : عندما دان البيان الإرهاب فقد عمد إلى أن يدين إرهاباً لا اسم له، ولا كيان له، ولا مكان لتواجده، فهو إرهاب فضفاض، ولهذا فالمسمى الوحيد الذي يمكن أن يطبّق عليه الوصف ، وتتم بشأنه الإدانة هو المجموعات الإيرانية المسلحة التي تساند الجيش السوري في مواجهة الفصائل الإرهابية هناك، أما هذه الفصائل الإرهابية ذاتها التي تتشارك في تدمير سوريا وتحطيم كيانها وقتل شعبها، سواء جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام أو غيرها، فلا مسمى لها ولا توصيف ولا تحديد ولا إدانة .
والأمر نفسه فيما يتعلق بالفقرة اليتيمة التي نطق البيان بها باسم مصر ، فلا فصائل إرهابية قرب حدودها الغربية ، ولا إرهاباً منظماً تواجهه في شبه جزيرة سيناء ، لا مكاناً ولا اسماً ولا كينونة ، ربما خشية أن تُستدعى قطر أو تركيا أو غيرها إلى جملة مفيدة في حدود التحديد‮ ‬أو‮ ‬الإدانة‮.‬
رابعاً : سكت البيان سكوتاً مطلقاً عن جماعة الإخوان المسلمين، فهذا الكيان المسمى بهذا الاسم لا وجود له، ولا حضور له في البيان، وكأنه ليس جزءاً عضوياً من دراما العنف والإرهاب باتساع الإقليم وعمقه .
ولهذا لا تستطيع أن تجد تفسيراً خارج هذا النطاق لصدور بيان تركي مؤيد لبيان القمة ، ولصدور بيان تال من حماس مؤيد له ، بل وفي صدور بيان من جماعة الإخوان المسلمين باستعدادها لمصالحة مشروطة مع الدولة المصرية ، وكأن الطريق قد أصبح مفتوحا أمامها بالقوة الخليجية التركية‮ .‬
خامساً : ليس ثمة اشتباك لفظي واحد في البيان مع كائن مازال يتنفس اسمه الجامعة العربية ، باعتبارها التعبير المؤسسي عن النظام الإقليمي العربي ، بل ولا إشارة حتى إلى هذا النظام مع تغييب الجامعة ، فالبيان لم يتجاهل فقط الجامعة العربية ، ولكنه تجاهل كلياً النظام الإقليمي العربي ، وكأن المجموعة الخليجية قد أصبحت وحدها الوريثة الوحيدة لهذا النظام وبديله ومرجعيته الحاكمة ، وضابط توجهاته ، وما دون ذلك فعليه أن يتقبل راضياً تهميشه وإلغاء دوره ، والشطب على مكانته .
لماذا‮ ‬يبدو‮ ‬الخليج‮ ‬إذاً‮ ‬بقمته‮ ‬وبيانه‮ ‬كأنه‮ ‬غدا‮ ‬كوكباً‮ ‬منفرداً‮ ‬يستدير‮ ‬في‮ ‬اتجاه‮ ‬آخر‮ ‬؟
هل ذلك ما ينطق به ما أُسمي المصالحة مع قطر ، لا أحسب الأمر كذلك ، وحتى إذا اعتبرنا كلمة المصالحة، هي تعبير جانبي عن الحالة ، فإن المصالحة جوهرياً ليست مع قطر ، وإنما مع تركيا ومعها كل توابعها، بما في ذلك قطر ذاتها، في إطار المرحلة الأخيرة في الاستراتيجية الأمريكية‮ .‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)