|
|
|
الميثاق نت - عبدالرحمن الشيباني: - أثار إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية ردود أفعال غاضبة محلياً وخارجياً ، فقد دان المؤتمر الشعبي العام القرار منذ الوهلة الأولى محذراً من انعكاساته السلبية والكبيرة على السلام والتسوية في اليمن مشيرا إلى أن ذلك سيعقّد من الجهود الرامية إلى إيجاد حلول تفضي إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني بحسب البيان.. وجدد المؤتمر وحلفاؤه موقفهم الرافض لأي استهداف يطال أي يمني محذرا من أن هذا القرار يستهدف شريحة كبيرة من المجتمع اليمني ولا يمكن القبول به..
البيان قال أيضاً إنه كان الأحرى بالخارجية الأمريكية الضغط باتجاه ايقاف العدوان وانهاء الحصار ودعم جهود تحقيق السلام بدلاً من تعقيد الوضع بمثل هذا القرار الذي لا قيمة له سوى زيادة المعاناة الإنسانية التي ستطال اليمنيين الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في العالم.. ودعا المؤتمر الشعبى العام وحلفاؤه الهيئات والمنظمات الدولية إلى عدم التعامل مع القرار الأمريكي الأحادي الذي يعكس رغبة إدارة الرئيس ترامب في تعقيد المشهد السياسي في اليمن.. وقال: إن هذا القرار يساعد فى إطالة أمد العدوان والحصار المفروض على شعبنا..
حكومة الإنقاذ من جانبها دانت القرار ووصفته بأنه يأتي تتويجاً لجرائمهــا بحق الشــعب اليمنــي على مدى سنوات العدوان والحصار.. وقال ناطق الحكومة ضيف الله الشامى: " إن التصنيف الأمريكي لن يؤثر على مسارنا العسكرى او الاجتماعى بل سيزيدنا قوة وعزيمة واصراراً على المواجهة..
تنديد دولي
على الصعيد الدولي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التأثير المحتمل لتصنيف الولايات المتحدة أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية على الوضع الإنساني في اليمن.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في بيان نشره مكتب المبعوث الأممي على فيسبوك: إن غوتيريش يشعر بقلق بالغ إزاء التأثير المحتمل لتصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية على الوضع الإنساني في اليمن لا سيما خطر المجاعة..
اما الاتحاد الأوروبي بدوره فقد أكد ان هذا الأمر يعيق أي تسوية سياسية قادمة ، فيما أكد المجلس النرويجي للاجئين ان ما اعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيكون له تأثير على الوضع الإنسانى المتردى بالفعل فى اليمن ..إذ ستعيق هذه العقوبات قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة.. وأكد المجلس فى بيانه ان الاقتصاد اليمني المتعثر سيتعرض لضربة مدمرة أخرى وسيصبح إدخال الغذاء والدواء إلى اليمن- وهو بلد يعتمد بنسبة 80٪ على الواردات- أكثر صعوبة..
عقاب جماعي
كما حذرت منظمة العمل ضد الجوع الدولية من عواقب اقتصادية، لافتةً إلى أن الاقتصاد اليمني الكارثي بالفعل سوف يسقط في أزمة أعمق ويدفع مئات الآلاف من اليمنيين إلى الفقر والجوع حتى مع اقتراب المجاعة أكثر من أي وقت مضى..
واعتبرت أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية اجنبية قد يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي للشعب اليمني ، الذي يواجه انعدام الأمن الغذائي المتزايد نتيجة للصراع المستمر، كما اعتبرت أن هذا القرار انتهاكاً لروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2417 ، الذي يدين تجويع المدنيين باعتباره سلاحاً في الحرب.
17 مليون يمني لا يعرفون من أين سيأتون بالوجبة التالية، هذا ما قالته الأمم المتحدة.. وأضافت لقد مات الكثير من الأطفال بالفعل بسبب هذا الصراع وعواقبه المباشرة وغير المباشرة، مثل القدرة على الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية..
الولايات المتحدة الأمريكية سبق أن أدرجت كيانات ودولاً تحت لائحة ما تسميه الإرهاب لا لشيء إلا أن هذه الدول والكيانات لا تنسجم مع سياساتها وتوجهاتها الرامية إلى إخضاعها وفق قانون الغاب التى تحاول أمريكا تطبيقه ، ولعل ما يجرى اليوم في اليمن منذ ست سنوات من تدمير وعدوان وحصار خانق خلف كوارث إنسانية وقبلها سوريا والعراق وكوبا وفنزويلا وإيران والقائمة تطول خير دليل على ان أمريكا تمارس الإرهاب بصفاقة وتدعمه ، وتحاول اظهار نفسها على انها راعية السلام فى العالم بينما الجميع يعرف أنها منبع الارهاب وصانعه ، إنها فضيلة تدعيها وهي فاقدة تماما لها، وتعكس مدى تخبط سياسات ترامب وادارته التى توشك أن تلفظ أنفاسها..
"الميثاق" ناقشت تداعيات هذا القرار مع بعض المتابعين للشأن السياسي اليمني وانعكاساته على الداخل اليمني..
اعتراف المهزوم
يقول الكاتب الصحفي زيد البعوة: إن ما تحدثت عنه وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص احتمال اتخاذ قرار يقضي بتصنيف انصار الله في قائمة الإرهاب هو بمثابة دليل وشاهد على ان أمريكا هي التي تقود العدوان على اليمن وهو بمثابة عدوان سياسي وتضليل اعلامي وتزييف ومغالطة للحقائق التي تؤكد ان أمريكا هي التي تمارس الإرهاب بكل انواعه بحق الشعب اليمني منذ ست سنوات "..
وأضاف: اضف الى ذلك ان حديث وزارة الخارجية الأمريكية عن احتمال تصنيف انصار الله في قائمة الإرهاب قبل رحيل ترامب من البيت الأبيض هو بمثابة اعتراف امريكي بالهزيمة امام انصار الله بشكل خاص وامام الشعب اليمني بشكل عام وانها فشلت وهُزمت امام صمود وثبات الشعب اليمني خلال هذه السنوات اضف الى ذلك ان احد أسباب حديث الخارجية الأمريكية عن تصنيف انصار الله في قائمة الإرهاب هو المطالبات الحثيثة السعودية الإماراتية الأخوانية التي تطلب من ترامب ان يرد لها الجميل مقابل ما منحته إياه خلال سنوات حكمه من أموال وهذا ليس الا سبباً واحداً من الأسباب كما ان إدارة ترامب تهدف من وراء هذا القرار الذي لم يتخذ بعد إلى خلط الأوراق وعرقلة السلام في اليمن وتضليل الرأي العام والهروب المفضوح من الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها أمريكا في اليمن منذ ست سنوات ولكنها ستفشل حتى ولو صنفت انصار الله في قائمة الإرهاب..
ومن اهداف سعي أمريكا الى تصنيف انصار الله في قائمة الإرهاب انها تريد ان توجد شرخاً بين ابناء الشعب اليمني وان تجزئ المعركة بشكل خبيث قائم على الطائفية والمناطقية.. واستطرد البعوة بالقول: لهذا يجب ان يعلن الشعب اليمني بمختلف اطيافه ومكوناته واحزابه وقبائله رفضهم لقرار أمريكا: اضف الى ذلك ان أمريكا تهدف من وراء هذا التصنيف الهروب من حقيقة دعمها ومساندتها للجماعات الإرهابية الداعشية التي تقاتل الى جانب أمريكا وحلفائها ومرتزقتها في مختلف الجبهات ضد الشعب اليمني..
شرعنة للجرائم
منذ بداية العدوان تسعى أمريكا الى التغطية على جرائمها الإرهابية التي ارتكبتها بحق أطفال ونساء اليمن منذ عام 2015م الى اليوم في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية كما ان أمريكا تسعى الى إضفاء شرعية دولية على جرائمها وعدوانها وحصارها للشعب اليمني بحجة انها تواجه الإرهاب في اليمن رغم ان الحقائق تؤكد انها هي التي تمارس الإرهاب وتدعم الإرهاب وترتكب الجرائم الإرهابية ولكن ينبغي التحرك الشامل لفضح مخططات أمريكا وما تهدف اليه من وراء هذا التصنيف..
وقال : " هذا التصنيف لن يغير من مجريات الأحداث أي شيء لمصلحة أمريكا والمتحالفين معها خصوصاً في ميدان المعركة العسكرية لأن الميدان العسكري هو الذي يحكم بقية الملفات والمواضيع الأخرى ويتحكم بها، والكفة الراجحة وزمام الأمور بيد ابطال الجيش واللجان الشعبية.. وامريكا اذا صنفت انصار الله فإنه لا يمثل حزباً سياسياً وإنما يمثل الملايين من أبناء اليمن من مختلف المحافظات والمناطق ومن مختلف الأحزاب والمكونات والأطياف وهذا التصنيف مرفوض من قبل اليمنيين ولن يجلب لأمريكا سوى المزيد من الفشل والهزيمة وهو بمثابة موقف عدائي يشهد على خيبة وحسرة أمريكا والدول المتحالفة معها في العدوان على اليمن..
تفاقم الأزمة
نشوان النصيري الامين العام للجبهة الوطنية اكد أن اعتزام تصنيف حركة (أنصار الله) كمنظمة إرهابية بمثابة محاولة من ترامب وإدارته المنتهية ولايته تصعيد الضغط على شعبنا اليمني بأكمله .. وأضاف بالقول : "هذا ما سيؤثر ويفاقم من معاناة المواطن ،وبالتأكيد سوف يفشل كل المحاولات والجهود الأممية لإنهاء الحرب الظالمة ورفع الحصار الجائر المفروض على بلادنا منذ ست سنوات..
وستمثل هذه الخطوة الإجرامية نكسة كبيرة للجهود الدبلوماسية والعمليات الإنسانية في البلاد ، وسوف تساهم وبشكل كبير في عرقلة المفاوضات التي تبذلها الأمم المتحدة ،وهذا التوقيت الذي اختاره ترامب قبل مغادرته للبيت الأبيض وتسليمه للسلطة يثبت بل يؤكد أنه عازم على تسجيل نقطة أخيرة ضد إيران ولكن على حساب الشعب اليمني ، متعمداً خلق المزيد من العراقيل أمام الإدارة الأمريكية الجديدة .
قرارات باطلة
من جانب آخر يعلق الإعلامى خالد المنيفى على هذا القرار بالقول :
تبدو إدارة الرئيس الأميركي ترامب بائسة وهي تستميت في سبيل الحيلولة دون نزع شرعيتها في الكونغرس وطرد ترامب من البيت الأبيض قبل انتهاء فترة ولايته الرئاسية بعدة أيام فاعتزمت إصدار قرار باعتبار أنصار الله جماعة إرهابية لمحاولة التخفيف من الضغط عليها في الكونغرس وحمل السعودية لإعطائها المزيد من الأموال لآخر مرة في سلسلة حلب البقرة والتي امتدت لأربع سنوات..
قرارات إدارة ترامب باطلة بعد أن انقلبت على الديمقراطية في أمريكا ولم تعد مؤهلة لإصدار مثل هكذا قرارات كما أن مارتن غريفيث يهبط في صنعاء ويغادرها بين الوقت والآخر كدلالة على اعتراف دولي بشكل أو بآخر بجماعة أنصار الله وبالمجلس السياسي وبحكومة الإنقاذ ولا أعتقد ان مثل هذا القرار سيمرر عبر إدارة بايدن لا سيما أن بايدن يتحفظ على ولي العهد السعودي في عدة ملفات خصوصاً ملف اليمن والصحفي المذبوح جمال خاشقجي..
ويختم حديثه قائلاً: " المجتمع الدولي بحاجة للحوار مع أنصار الله لحلحلة الملف اليمني الشائك ولن يعترف بقرار واشنطن طالما وهو بحاجة للتواصل والحوار مع أنصار الله إذ أن هذا القرار سيجهز على كل فرصة في السلام باليمن وسينسف كل الجهود الأممية المبذولة منذ سنوات في هذا السياق..
الصحفى رشيد الحداد قال : ان ما ذهبت إليه الإدارة الامريكيه بتصنيف أنصار الله كحركة إرهابية لن يسمح بعودة هادي إلى القصر الجمهوري في صنعاء ولن يعيد الوصاية السعودية لصنعاء ولن يوقف الجبهات ،بل سيوقف السلام ويوقف تحركات المبعوث الاممي مارتن جريفيث..
استهداف شعب
وزاد قائلاً: "لا يمكننا تجاهل أثر هذا التصنيف على الوضع الاقتصادي والمعيشي المتوقع ، فسيكون له تداعيات انسانية كبيرة ، وسيتخذ من قبل تحالف العدوان كذريعة لتشديد الحصار الاقتصادي على 21 مليون يمني ، وفرض المزيد من الاجراءات ضد الواردات للموانئ اليمنية واستهداف القطاع الخاص اليمني الذي وقف الى جانب شعبه ووطنه ، وكذلك تشديد القيود على حركة التحويلات المالية الذي سيكون له اثر كبير على القطاع المصرفي ، ولكن في حال تنفيذه هذا القرار سيتم ضرب المستفيد منه ومن وقف وراءه ولا أستبعد ان يتم ضرب كافة موانئ السعودية ومنشآتها النفطية العملاقة ، وليس ببعيد ان يتسبب بوقف كافة صادرات النفط السعودي للسوق العالمية ، كون القرار لايستهدف جماعة ولاتياراً وانما يستهدف شعباً قوامه 21 مليون نسمة..
فإن كانت الرياض تعتبر قرار ادارة المنتهي ولايته ترامب سيمحنها النصر الذي لم تحصل عليه في الجبهات طيلة ست سنوات فهي واهمة ، وعليها ان تتذكر ان احدث منظومات الدفاع الجوي الامريكية فشلت في حماية منشآتها ، ولذلك لن يحميه قرار ادارة ترامب التي ستغادر البيت الابيض بعد أيام.
ترامب تعقيد المشهد السياسي في اليمن وإطالة أمد العدوان والحصار المفروض على شعبه. |
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|