موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


في الذكرى الـ"57" لطرد آخر جندي بريطاني..30 نوفمبر.. كابوس يُخيّم على المحتل ومرتزقته - سياسيون وصحفيون:التحركات العسكريةالأخيرةتهدف للتحكم بالممرات المائيةونهب خيرات اليمن - أكاديميون لـ"الميثاق": لـ30 من نوفمبر قدّم دروساً لكل الطامعين في أرض اليمن - فعالية خطابية في صنعاء بذكرى 30 نوفمبر - الوهباني: الـ30 من نوفمبر تاريخ كتبه اليمنيون بدمائهم - الراعي: شعبنا لا يُذعِن ولا يقبل بمن يدنّس أرضه أو يمس سيادته - 30 نوفمبر.. انتصار شعب - الشريف : تضحيات المناضلين أثمرت استقلالاً وطنياً ناجزاً في الـ 30 من نوفمبر - مجيديع: على القوى الوطنية تعزيز مواجهتها للاحتلال الجديد - الخطري: 30 نوفمبر محطة لتعزيز النضال ومواصلة الدرب لنيل الحرية والاستقلال -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-يناير-2021
حاورها : جمال الورد -
قالت‮ ‬الإعلامية‮ ‬اليمنية‮ ‬منى‮ ‬صفوان‮ ‬إن‮ ‬إمكانية‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬حالة‮ ‬الصراع‮ ‬وإيقاف‮ ‬العدوان‮ ‬تتطلب‮ ‬اتفاقاً‮ ‬سياسياً‮ ‬بين‮ ‬مختلف‮ ‬القوى‮ ‬والجماعات‮ ‬المتصارعة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
وأكدت في حوار أجرته معها »الميثاق« أن انعكاسات اتفاق الرياض على الشأن اليمني لن تكون ملموسة في المنظور القريب، خصوصاً وأن هناك صراعاً كبيراً بين طرفي الاتفاق الذي يمثله الإصلاح بمشروع اليمن الاتحادي، والمجلس الانتقالي الذي يحمل مشروع دولة الجنوب العربي، وهذان‮ ‬المشروعان‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬الممكن‮ ‬أن‮ ‬يلتقيا‮ ‬في‮ ‬مشروع‮ ‬واحد‮.

‬ وأشارت‮ ‬صفوان‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الصراع‮ ‬محكوم‮ ‬بمدى‮ ‬التقارب‮ ‬الإماراتي‮ - ‬القطري،‮ ‬واتفاق‮ ‬الدولتين‮ ‬على‮ ‬أجندة‮ ‬سياسية‮ ‬موحدة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬

وفي حديثها عن الإعلام اليمني أكدت منى صفوان، إن أكبر معوقات الإعلام اليمني هي افتقاره للمهنية والموضوعية، وتحوله إلى إعلام يبث الأحقاد والكراهية والسطحية، دون الاهتمام بالفكرة والحجة، وهذا ما يجعله متخلفاً عن مواكبة الأحداث والتحول إلى إعلام مؤثر.

‮* ‬أهلا‮ ‬وسهلاً‮ ‬بك‮ ‬أستاذة‮ ‬منى‮ ‬صفوان،‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ »‬الميثاق‮«‬؟
‮- ‬أهلاً‮ ‬وسهلاً‮ ‬بكم‮ .‬

‮* ‬نود‮ ‬ان‮ ‬نعرف‮ ‬ماذا‮ ‬تتطلب‮ ‬امكانية‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬حالة‮ ‬العدوان‮ ‬والصراع‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬القوى‮ ‬والنخب‮ ‬الفاعلة‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك؟
- تطلب شيئاً واحداً فقط أن يكون هناك اتفاق سياسي بين كل أطراف الصراع، واتفاق سياسي بين مختلف المشاريع الموجودة لأن كل طرف له مشروع سياسي، فإذا استطاعوا الاتفاق على مشروع سياسي واحد أو مشروع يحتوي كل المشاريع هنا ممكن يتم إنهاء الصراع الداخلي، فالصراع الداخلي‮ ‬إذا‮ ‬إنتهى‮ ‬سينتهي‮ ‬الصراع‮ ‬الخارجي‮ ‬وليس‮ ‬العكس‮.‬ ‮

* ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬دعا‮ ‬في‮ ‬بيان‮ ‬له‮ ‬مؤخرا‮ ‬الى‮ ‬تجاوز‮ ‬اخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬واحقاده‮ ‬واعتماد‮ ‬الحوار‮ ‬المسؤول‮.. ‬ما‮ ‬دلالات‮ ‬هذه‮ ‬الدعوة‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظركم‮ ‬؟
- هذا أمر يسأل عنه المؤتمر، ولكن السؤال الأهم هو أنه هل ما زال المؤتمر قوة حقيقية سياسية وعسكرية مؤثرة بعد مقتل علي عبدالله صالح، أشك بذلك، ولذا أشك أن دعوته ستلقى قبولاً لدى مختلف الأطراف السياسية الفاعلة، اليوم الأطراف السياسية الفاعلة تنحصر في أنصار الله‮ ‬والإصلاح‮ ‬والانتقالي،‮ ‬وبالتالي‮ ‬دعوة‮ ‬الهدوء‮ ‬والحوار‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬من‮ ‬أحد‮ ‬الأطراف‮ ‬السياسية‮ ‬الفاعلة‮ ‬التي‮ ‬تنحصر‮ ‬في‮ ‬طرفي‮ ‬اتفاق‮ ‬الرياض،‮ ‬وطرفي‮ ‬اتفاق‮ ‬جنيف‮ ‬والكويت‮.‬ ‮

* ‬ترحيب‮ ‬المؤتمر‮ ‬بالمصالحة‮ ‬الخليجية‮ ‬بين‮ ‬قطر‮ ‬والسعودية،‮ ‬كيف‮ ‬نظرتم‮ ‬لها‮ ‬خاصة‮ ‬وانه‮ ‬ترحيب‮ ‬تجاوز‮ ‬جراحات‮ ‬العدوان؟ ‮
- ‬لست‮ ‬في‮ ‬موقف‮ ‬التقييم‮ ‬لأي‮ ‬حزب‮ ‬أو‮ ‬طرف‮ ‬سياسي‮ ‬ماذا‮ ‬فعل،‮ ‬فكل‮ ‬حزب‮ ‬حر‮ ‬فيما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬وفق‮ ‬قناعاته،‮ ‬ففي‮ ‬النهاية‮ ‬هذا‮ ‬بروتوكول‮ ‬وليس‮ ‬مهماً‮.‬

‮* ‬ماذا‮ ‬تقولين أيضا ‬عن‮ ‬جهود‮ ‬التحديث‮ ‬التي‮ ‬تتم‮ ‬بالمؤتمر‮ ‬والانتقال‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬حزب‮ ‬كان‮ ‬حاكماً‮ ‬الى‮ ‬حزب‮ ‬خارج‮ ‬السلطة؟
- بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام لدية مشكلة كبيرة جداً، مشكلته الحقيقية أنه فقد الزعامة، فالمؤتمر كان اسمه حزب الزعيم، وبالتالي فقدان هذه الزعامة ووجود الرجل الأول الذي كان يربط علاقات المؤتمر الخارجية، اليوم الأحزاب في اليمن قوتها الداخلية بعلاقاتها الخارجية هذه حقيقة لا نستطيع أن نتجاوزها سواءً أكنا مع أو ضد، ولكن وجود الزعيم في حزب سياسي كان يضمن بقاءه في الساحة كمؤثر وأيضاً كمتفاعل، والأطراف الخارجية كانت تنظر له كحليف، اليوم هو فقد هذا التأثير لأنه ليس لديه القدرة على التواصل الخارجي، وبنفس الوقت ليس لديه القدرة على التواصل الداخلي أيضاً حتى يظهر أنه قادر على التواصل مع كل الأطراف، وهذا ينطبق على مؤتمر الداخل أو الخارج، فهناك انشطار في حزب المؤتمر، وبرغم أنه موجود في مجلس النواب ويمتلك أغلبية جيدة، وهو جزء من شرعية لحد ما على الأقل الشرعية التي تنتمي للبرلمان، ويمنح الثقة للحكومة، ويستطيع أن يستخدم هذه الورقة في يده للتأثير على القرار السياسي الداخلي، وفي الطرف الآخر هو أيضاً شريك مع حكومة أنصار الله في صنعاء، ولكن يبدو أن هناك تهميشاً حقيقياً له هنا في صنعاء من قبل أنصار الله وليس صاحب قرار بالرغم أن رئاسة‮ ‬الوزراء‮ ‬من‮ ‬المؤتمر،‮ ‬وإذا‮ ‬ما‮ ‬شاهدنا‮ ‬مجريات‮ ‬الأحداث‮ ‬على‮ ‬الأرض‮ ‬،‮ ‬نتساءل‮ ‬أين‮ ‬قوة‮ ‬المؤتمر‮ ‬العسكرية،‮ ‬هي‮ ‬فقط‮ ‬تنحصر‮ ‬في‮ ‬القوات‮ ‬التي‮ ‬تتبع‮ ‬طارق‮ ‬محمد‮ ‬صالح‮.‬ ‮

* ‬أستاذة‮ ‬منى‮ ‬صفوان‮.. ‬المؤتمر‮ ‬حزب‮ ‬سياسي‮ ‬وليس‮ ‬لدية‮ ‬قوات‮ ‬عسكرية‮ ‬كما‮ ‬أعلن‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬مرة‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يتضمنه‮ ‬الميثاق‮ ‬الوطني؟
- أي طرف سياسي ليس له علاقات خارجية قوية ولا يمتلك جناحاً عسكرياً في ظل هذا الصراع يبقى ضعيفاً، غير مؤثر وغير مهم وقد يخرج من التسوية السياسية، وهذا ما يحصل اليوم فالمؤتمر خرج من التسوية السياسية وقد لا يكون له مستقبل سياسي إذا استمر بهذه الطريقة.

‮* ‬أثر‮ ‬الإقليم‮ ‬وتحكم‮ ‬بدرجة‮ ‬كبيرة‮ ‬في‮ ‬مجريات‮ ‬الأحداث‮ ‬الحاصلة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.. ‬وانعكست‮ ‬خلافاته‮ ‬البينية‮ ‬علينا،‮ ‬هل‮ ‬سيكون‮ ‬هناك‮ ‬مردود‮ ‬ايجابي‮ ‬للمصالحة‮ ‬الخليجية‮ ‬على‮ ‬الشأن‮ ‬اليمني؟
- لا أتوقع أن يكون هناك انعكاس سريع في المنظور القريب على الأقل، لأن الصراع الداخلي ما زال صراعاً كبيراً جداً بين الانتقالي والإصلاح من جهة، ويبدو أن التقارب السعودي القطري لا يلقي بظلاله لإنهاء ذلك الصراع، لأن التصالح الحقيقي الذي يمكن أن يحدث فرقاً في اليمن بالنسبة لجناحي الشرعية "الانتقالي والإصلاح" سيكون بتقارب الإمارات مع قطر، واتفاقهم على أجندة سياسية واحدة في المنطقة ويبدو أن هذا غير موجود على المنظور الحالي، ربما قد يحدث مستقبلاً وربما قد تتفاقم الأمور نحو الأسوأ. ‮

* ‬ما‮ ‬انعكاسات‮ ‬القرار‮ ‬الأمريكي‮ ‬بتصنيف‮ ‬جماعة‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬كمنظمة‮ ‬ارهابية‮ ‬على‮ ‬الحل‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬اليمن؟
- أولاً هو ليس أمريكياً هو مجرد نية لم يحصل قرار للآن، وهم الأن في أزمة حقيقية وغير متفرغين أصلاً لتصنيف أحد، لديهم أزمة حقيقية فهم يواجهون مسألة عزل ترامب، وحتى وإن أصدروا قراراً وناقش الكونجرس هذا الموضوع، وهذا بالتأكيد لن يحصل، فهذا سيتغير فإدارة بايدن خلال‮ ‬أيام‮ ‬ستلغي‮ ‬كل‮ ‬قرارات‮ ‬ترامب،‮ ‬أمريكا‮ ‬اليوم‮ ‬مشغولة‮ ‬بأزمتها‮ ‬الداخلية‮ ‬وأي‮ ‬رهان‮ ‬على‮ ‬أمريكا‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬طرف‮ ‬كان‮ ‬هو‮ ‬رهان‮ ‬خاسر‮.‬

‮* ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬الاعلام‮ ‬العالمي‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالعدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وهل‮ ‬تحرر‮ ‬من‮ ‬الرؤية‮ ‬والرواية‮ ‬السعودية؟
- بالعكس ... من أول يوم للعدوان على اليمن وهي موجودة في القنوات العالمية، وفي الأخير الإعلام حر فيما يطرح، ولا نستطيع أن نضع له نحن سياسته الإعلامية ونفرض عليه ماذا ينبغي أن يتناول، السؤال هو ماذا فعل أنصار لله واليمنيون عموماً كي يصلوا للإعلام العالمي، السعودية‮ ‬ما‮ ‬دامت‮ ‬استطاعت‮ ‬أن‮ ‬تصل‮ ‬للإعلام‮ ‬العالمي‮ ‬وأن‮ ‬تؤثر‮ ‬عليه،‮ ‬هذا‮ ‬يعد‮ ‬شطارة،‮ ‬وهذه‮ ‬هي‮ ‬السياسة‮.‬ لماذا لا تعمل مثلها؟!! لا أن نلقي هذا الفشل في عدم الوصول للإعلام العالمي على نجاح السعودية، هم نجحوا واستطاعوا السيطرة على الإعلام، لأن الحرب 70٪ إعلامية، ومن يستطيع أن يسيطر على وسائل الإعلام يفوز في هذه الحرب، وهذا أمر معروف منذ الحرب العالمية الثانية وليس‮ ‬من‮ ‬الآن،‮ ‬وبالتالي‮ ‬كون‮ ‬أنهم‮ ‬نجحوا‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬هذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬فشل‮ ‬وعليه‮ ‬أن‮ ‬يتحمل‮ ‬مسؤوليته،‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬منتظر‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬السعودية‮ ‬بتبني‮ ‬خطاب‮ ‬أنصار‮ ‬الله،‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬كيف‮ ‬ستكون‮ ‬حرباً؟‮!!‬
لذا‮ ‬ما‮ ‬ينبغي‮ ‬فعله‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬تعمل‮ ‬وتظهر‮ ‬شطارتك‮ ‬وتوصل‮ ‬لهذه‮ ‬المنابر‮ ‬الدولية‮ ‬وحاول‮ ‬توصل‮ ‬صوتك‮.‬ ‮

* ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬ينقص‮ ‬الاعلام‮ ‬اليمني‮ ‬المقاوم؟
- ينقص الإعلام اليمني أشياء كثيرة جداً، أولاً المهنية، فمن حق الإعلام اليمني أن يتبنى أجندة سياسية، وبالعكس كلما تبنى أجندته السياسية كلما أعطى له قيمة، لكن بشرط أن يكون مهنياً وموضوعياً، ويوضح كل وجهات النظر، وأن لا يظل خائفاً من وجهة النظر الأخرى، فإذا منطقك‮ ‬قوي‮ ‬فلن‮ ‬تخاف‮ ‬من‮ ‬وجهات‮ ‬النظر‮ ‬والآراء‮ ‬المخالفة‮ ‬في‮ ‬وسيلتك‮ ‬الإعلامية،‮ ‬لأن‮ ‬منطقك‮ ‬قوي‮ ‬وتواجه‮ ‬الحجة‮ ‬بالحجة‮ ‬والكلمة‮ ‬بالكلمة‮ ‬والفكرة‮ ‬بالفكرة،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬ينقص‮ ‬الإعلام‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الأطراف‮.‬
ولذا تفتقر جميع الأطراف الحجة والمنطق والقدرة على الإقناع، دون أن يحاول استقطاب الجمهور الأخر، فالإعلام اليمني مازال مقصوراً وقاصراً ولا يتمتع بالمهنية الكافية وسقفه ضيق، وسطحي وهزلي، فهو إعلام تحريض وكراهية، وهو ربما السبب وراء الحرب الحقيقية اليوم، فقادة‮ ‬الإعلام‮ ‬اليوم‮ ‬هم‮ ‬قادة‮ ‬الحرب‮ ‬اليوم‮.‬
رغم أنه من الممكن جداً أن يكون إعلام حرب وإعلام صراع ولكن بطريقة أذكى، اليوم العالم تطور ، يعني كل الإعلام في العالم هو إعلام حرب في الحقيقة، ولكن بطريقة ذكية ومهنية، من قال إن البي بي سي ليس إعلام حرب ولا تتبنى أجندة بريطانيا، ومن قال إن سي ان ان لا تتبنى‮ ‬أجندة‮ ‬أمريكا‮ ‬ولكن‮ ‬بطريقة‮ ‬ذكية،‮ ‬طريقة‮ ‬تجعل‮ ‬الجمهور‮ ‬الآخر‮ ‬يتابع،‮ ‬فإذا‮ ‬استطعت‮ ‬أن‮ ‬تقنع‮ ‬الجمهور‮ ‬المضاد‮ ‬أن‮ ‬يتابعوك‮ ‬ويصدقوك‮ ‬فأنت‮ ‬قد‮ ‬كسبت‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮.‬

‮* ‬ما‮ ‬قراءة‮ ‬منى‮ ‬صفوان‮ ‬للوضع‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬بعد‮ ‬تطبيق‮ ‬اتفاق‮ ‬الرياض‮ ‬وتشكيل‮ ‬الحكومة؟
- الحقيقة أرجو أن يستقر هذا البلد، لأن اليمنيين مش ناقصين، بالنسبة للجنوب مشكلته الحقيقية هي مشكلة أمنية، يعني هناك صراع أمني ، الذراع الأمنية متعددة، ولذا عندما نتساءل لماذا استقر الوضع الأمني في صنعاء، سنجد أنه عندما حدث الانشقاق بين الحليفين في الشمال، تمت السيطرة عليها لصالح طرف واحد خلال أيام، ولولم يتم السيطرة عليها لكانت صنعاء تعاني من المشاكل الأمنية كما عدن، بمعنى أنه دائماً عندما تتعدد الرؤوس إما أنهم يتفقوا سياسياً، ولذا اتفاق الرياض لم ينجح أمنياً هو نجح لحد الآن سياسياً، والأهم في هذا الوضع هو الإتفاق الأمني، إما حسم بالدم لصالح طرف واحد كما حدث في صنعاء، أو يحصل اتفاق أمني- سياسي، ويبدو لحد الآن ما زال هناك مشروعان لأن الشرعية أو الإصلاح لديه مشروع اليمن الاتحادي، والانتقالي له مشروع دولة الجنوب العربي، وهذان المشروعان لا يمكن أن يلتقيا في مشروع واحد ولو حتى مؤقتاً، والظاهر من مقابلة عيدروس الزبيدي الأخيرة، عندما قال: " نحن سنحمي الحكومة ، وسنوفر لها الأمن" هذا معناه نحن المسيطرون أمنياً ، الانتقالي هو المسيطر الأمني، ولذلك أنا أخشى أن نكون مقبلين على مرحلة صعبة جداً في المرحلة السياسية القادمة بعد‮ ‬عودة‮ ‬الحكومة،‮ ‬وقد‮ ‬نرى‮ ‬حوادث‮ ‬أمنية‮ ‬مفجعة،‮ ‬وبالأخير‮ ‬نحن‮ ‬نرجو‮ ‬السلامة‮ ‬لأهلنا‮ ‬في‮ ‬عدن‮.‬

* لا يخفى على احد ان المرأة هي من تدفع الفاتورة الأكبر في الحروب جراء الفقد الذي تتعرض له ،والمسؤوليات الملقاة على عاتقها جراء فقدان المعيل أو انتهاء مصدر الدخل وكذلك النزوح وما ينطوي عليه من مخاطر ... برأيكِ ماهي أبرز المخاطر التي تواجهها المرأة اليمنية جراء‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن؟
- بالنسبة للنساء عادة هن في أي وضع اقتصادي وليس فقط عسكري، يبقين الحلقة الأضعف، لأنهن الفئة الأفقر في المجتمع، فهن أقل تعليماً وأقل إنتاجاً وبالتالي هن خارج سوق العمل، لذلك هن المتضررات اقتصادياً والحرب هي أساساً اقتصادية وبالتالي زادت نسبة الفقر، وعادةً العوائل التي تعيلها النساء، وفي ظل الحرب أصبحت كثير من العوائل تعيلها النساء، وطبعاً لأنه السياسة الاقتصادية في بلادنا ليست ناضجة بحيث أنها لا تقوم بدورها في تحويل هذه العوائل والنساء إلى قوة إنتاجية، ونساء منتجات، وتحسن فيهم عجلة الاقتصاد، بدلاً أن يتم تحويلهم إلى عالة ينتظرون للمساعدات ومعونات المنظمات، وهذا هو الغلط، أنه عندما يقوم الاقتصاد على المساعدات لن تحصل طفرة اقتصادية في اليمن، ولن تتحقق هذه الطفرة إلا في حالة الاستفادة من كل اليمنيين نساء ورجالاً وتحويلهم إلى قوة منتجة، والمرأة اليمنية تفوق بعددها‮ ‬الرجال‮ ‬ويمكن‮ ‬الاستفادة‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬مجالات‮ ‬كثيرة‮ ‬جداً‮ ‬مثل‮ ‬المشاريع‮ ‬الصغيرة‮ ‬وهذا‮ ‬يساعد‮ ‬النساء‮ ‬والأسر‮ ‬ويساعد‮ ‬الاقتصاد‮ ‬على‮ ‬المدى‮ ‬الطويل‮.‬ ‮

* ‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬المعوقات‮ ‬التي‮ ‬تعترض‮ ‬المسيرة‮ ‬العلمية‮ ‬والثقافية‮ ‬والسياسية‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية؟
- الحقيقة لا توجد نهضة شاملة، فالمرأة هي جزء من مجتمع، بمعنى لن تكون المرأة متعلمة ومثقفة والمجتمع جاهل ومتخلف، هي جزء من النهضة، ولذا عندما تكون هناك نهضة شاملة للمرأة والرجل على السواء، وأنا ضد فكرة التخصيص بين الرجل والمرأة، فأنا مع نهضة شاملة للجميع، والتعليم للجميع، مع قوة اقتصادية منتجة للجميع، فالمشكلة أن تبقى المرأة في البيت ولا تعمل ، فلابد الاستفادة من الجميع، ولذا لابد أن يكون هناك رؤية حقيقية ونهضة شاملة، ويفترض أن لا نظل معتمدين على المنظمات، فنحن الآن في ظل هذه الحرب لا نحتاج حقيقةً للمنظمات سواءً‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬أو‮ ‬السلم،‮ ‬فبمقدورنا‮ ‬أن‮ ‬نعمل‮ ‬وأن‮ ‬ننتج،‮ ‬وقادرون‮ ‬أن‮ ‬ننهض‮ ‬بمجتمعنا،‮ ‬وحقيقة‮ ‬أقولها‮ ‬هذا‮ ‬الحصار‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬فرصة‮ ‬لتحقيق‮ ‬الاكتفاء‮ ‬الذاتي،‮ ‬فمتى‮ ‬سيتحقق‮ ‬الاكتفاء،‮ ‬الأمم‮ ‬القوية‮ ‬تتقوى‮ ‬بالحصار‮.‬

‮* ‬تناضل‮ ‬المرأة‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬دائرة‮ ‬حصرتها‮ ‬بعض‮ ‬الأحزاب‮ ‬فيها‮ ‬وهي‮ (‬عضو‮ ‬وصوت‮ ‬انتخابي‮ ‬فقط،‮ ‬ما‮) ‬رسالتك‮ ‬لتلك‮ ‬الأحزاب‮ ‬والجماعات‮ ‬؟
- لنكن واقعيين، صحيح أن الأحزاب هي أحزاب ذكورية، ولكنها قامت بعملها كثقافة ذكورية وأقصت النساء، وبالتالي عليهن أن يقمن بعملهن وأن يثبتن أنهن قادرات على المشاركة من غير كوتا، من دون تسوُّل هذه المشاركة، من خلال فرض أنفسهن عبر المشاركة المجتمعية ومنها مجال المشاركة السياسية، دون الانتظار لهذه الهبة من الرجل، على مدى 25 عاماً والمرأة اليمنية تقوم فقط بالمطالبة بإشراكها من قبل الرجال في العمل السياسي والحزبي، ولذا نتساءل لماذا لا تفرض المرأة اليمنية مشاركتها وتكون جزءاً من اللعبة السياسية، فالمرأة اليمنية خارج اللعبة‮ ‬السياسية،‮ ‬ولذا‮ ‬لن‮ ‬يشركها‮ ‬الرجل‮ ‬مادامت‮ ‬تنتظر‮ ‬أن‮ ‬تمنح‮ ‬حقها‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬الكوتا،‮ ‬أو‮ ‬الاهتمام‮ ‬بالتميير‮ ‬الإيجابي،‮ ‬أو‮ ‬الرأفة‮.‬
ولذا عليها أن تعمل على فرض مشاركتها، خصوصاً وأن الواقع أثبت أن المرأة اليمنية فشلت في إقناع أخوتها الرجال السياسيين بأنها شريك قوي، وأصبحت مشاركتها أشبه بالديكور، غير مؤثرة، ولهذا أقول إن المرأة إذا شاركت في العملية السياسية والحزبية من منطلق أنها امرأة فقط فالأفضل أن لا تشارك ما دامت غير مقتنعة أن مشاركتها جاءت لأنها جديرة وعلى مستوى المنافسة، فعلى سبيل المثال " إنجيلا ميركل لم تَقُدْ ألمانيا لأنها امرأة"، بل لأنها كانت سياسية حزبية ذكية قدرت أن تنافس الرجال، وقس على ذلك هيلاري كلينتون ومارغريت تاتشر، وكذلك‮ ‬كاميلا‮ ‬هاريس،‮ ‬وبناظير‮ ‬بوتو،‮ ‬كل‮ ‬أولئك‮ ‬استطعن‮ ‬المنافسة‮ ‬القوية‮ ‬ولذلك‮ ‬وصلن‮ ‬إلى‮ ‬المكانة‮ ‬التي‮ ‬يستحقنها‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬المنافسة‮ ‬والجدارة‮ ‬وليس‮ ‬لأنهن‮ ‬نساء‮ ‬فقط‮.‬
وللأسف المرأة اليمنية أعجبها تقمص دور الضحية، وتنتظر الرحمة حتى يعطوها مقعداً هنا وهناك، ولذلك لا تحتاج مشاركة المرأة وإشراكها في الحياة السياسية والحزبية تعديلات قوانين وتشريعات ، بل تحتاج لتعديل أفكار وتعديل رؤية سياسية، تعزيز الثقة بأنها مثلها مثل أخيها‮ ‬الرجل‮ ‬تستطيع‮ ‬المنافسة‮ ‬داخل‮ ‬الحزب‮ ‬وتنافس‮ ‬على‮ ‬قيادته‮ ‬أيضاً‮.. ‬ولذا‮ ‬أقول‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬نافسي‮ ‬سياسياً‮ ‬في‮ ‬الحزب‮ ‬وفي‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬وفي‮ ‬الحكومة‮ ‬بجدارتك‮ ‬واصنعي‮ ‬شعبيتك،‮ ‬وكوني‮ ‬مشروعك‮ ‬وطموحك‮ ‬السياسي‮.‬ ‮

* ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮ ‬توجهها‮ ‬الإعلامية‮ ‬منى‮ ‬صفوان؟
- طالما نحن منتظرون المساعدات من المنظمات لن نتقدم، لأن اقتصادنا خلال عقود يعتمد على المساعدات الخارجية، والآن في العدوان أوقفنا كل شيء ومنتظرين للمساعدات والمعونات الخارجية، اليوم أقول العدوان والحصار هي فرصة للدول الكبرى أن توجد نفسها، اليابان لم تجد نفسها إلا بعد الحرب، ألمانيا لم تجد نفسها وتبني هذه النهضة والتقدم إلا بعد الحرب والدمار والحصار، حتى إيران، كل الدول الكبرى كانت الحروب والحصار فرصة لتقوية اقتصادها، بمعنى لا ينبغي أن ننتظر حتى ينتهي العدوان من أجل أن نعمل اقتصاداً، نحن من اليوم نستطيع أن نبدأ ونعمل اقتصاداً، نحن بحاجة لسلطة وحكومة تعيد ثقة الشعب اليمني بنفسه لتحقيق اكتفاء ذاتي خلال الحرب ونستطيع أن نصدر بدلاً من أن نستورد، ونتحول لدولة منتجة، واذا لم تكن الحرب هذه فرصة لتحقيق ذلك، فلن تكون هناك فرصة أخرى.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وداعاً أمير القلوب
راسل عمر القرشي

حاضر الاستقلال.. وأتباع الاستعمار
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

في يوم الاستقلال.. كُنا وأصبحنا..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

دعوة لإحياء قِيَم الرجولة السامية
عبدالسلام الدباء *

اليمن يغني ويرقص منذ الألف الأول قبل الميلاد
منى صفوان

مجلس بن عيسى والمزروعي.. وجهان لعملة واحدة
سعيد مسعود عوض الجريري*

الغرب "الأخلاقي" جداً !!
عبدالرحمن الشيباني

الأهمية التاريخية لعيد الجلاء ودلالته في البُعد العربي والقومي
مبارك حزام العسالي

نوفمبر به حل السلام في جسد الوطن
عبدالناصر أحمد المنتصر

نوفمبر.. تتويجٌ لنضال اليمن
علي عبدالله الضالعي

30 نوفمبر يومٌ عظيمٌ من إنجازات شعبٍ عظيم
د. عبدالحافظ الحنشي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)