علياء فيصل عبداللطيف - الأحزابُ السِّياسيَّةُ التَّحرُّريَّةُ والتَّقدُّميَّةُ مهما عصفتْ بها الرَّياحُ في مراحلِ مسيرتها، وإن اضطَّرتْ في بعضِها أن تُغيَّرَ غلافَها فإنَّها تتمسَّكُ بمبادئها كطوقِ نجاةٍ؛ لتثبتَ جدارتَها بأنَّها استطاعتِ البقاءَ والصُّمودَ بالرّغمِ منَ المُعوِّقاتِ التي قذفتْ بها العاصفةُ في طريقِها؛ لتفرضَ المُقاومةَ منهجاً، وتجعلَ منه مُلحقاً لنظامِها الأساسيّ .أحياناً نجدُها تُغيِّرُ مسارَها في بعضِ المُنعطفاتِ؛ كي لا ترضخَ للتحوُّلِ إلى أحزابٍ "أوليجاركيّة".
فالمُشكلةُ التي تعاني منها بعضُ الأحزابِ السِّياسيَّةِ العتيدةِ هي ضعفُ النظرِ أثناءَ قراءتِها المُستقبلَ السِّياسيَّ العالميَّ.. لهذا نجدُها مُتسرِّعةً في قفزاتِها وتحولاتِها .
فعندَما كانتْ أحزاباً ثاقبةَ النظرِ كانتْ تتعاملُ كجُزءٍ منَ المنظومةِ الحزبيَّةِ السِّياسيَّةِ العالميَّةِ، تارةً ترقصُ (الفالس) وأخرى نراها راقصةً في فرقةِ (لوكتيف)، وتشدُّنا خفتُها وهي ترقصُ (الروك أند رول)، ومازجةً ببعضِ رقصاتِها بينَ "السالسا "و"الصِّينيِّة" مُبتكرةً رقصةً خاصَّةً بها، تجمعُ فيها ما بين "العرضة" و "الفارسيّة ".
وبالرغمِ من ذلك يقفُ أمامَها تحدٍّ كبيرٌ جداً، وهي الأزمةُ الحقيقيَّةُ التي تعاني منها الأحزابُ السِّياسيَّةُ التقدُّميَّةُ.. إنَّها (لم تغيِّرْ أدواتَها القديمةَ، ولم تحاولِ الاستعانةَ بأدواتٍ حديثةٍ قادرةٍ على الصُّمودِ في المضمارِ حتى نهايةِ السِّباق).
فكم هي الأحزابُ التي أقصتِ الشَّبابَ وهمَّشتْ دورَهم.. غيرُ مُؤمنةٍ بهم كعقولٍ وطاقةٍ سياسيَّةٍ خلاقةٍ قادرةٍ على الحفاظِ على المبادئ لا تهزُّها الرِّياحُ مهما اشتدتْ..
|