موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-فبراير-2021
محمود‮ ‬ياسين -
في‮ ‬بيروت‮ ‬كنت‮ ‬أتثاءب‮ ‬طوال‮ ‬الوقت‮ ‬غير‮ ‬قلق‮ ‬ولا‮ ‬مبتهج‮ ‬لا‮ ‬أنفك‮ ‬أفكر‮ ‬في‮ ‬وليد‮ ‬جنبلاط،‮ ‬ثم‮ ‬أنام‮.. ‬
صنعاء‮ ‬صخب‮ ‬ولهج‮ ‬وقلق‮ ‬وعطش‮ ‬ومسرات‮ ‬ذهنية‮ ‬وأحسني‮ ‬موجودا‮ ‬بكلي‮ ‬أهتز‮ ‬على‮ ‬ايقاع‮ ‬اليمن‮.‬
في الكويت كنت نائما طوال الوقت وافتح عيني فقط لأرفع السماعة في فندق هوليداي لأطلب من المطعم "ايتاليان سلات"،لا أسوأ من السلطة الإيطالية، إنها لزجة وتترك لديك حساً ضفدعياً بالوجود ، لكنني كنت مولعاً بنطق "ايتاليان سلات"، لأبدو لنفسي فندقياً نوعاً ما ، وربما‮ ‬لكون‮ ‬الصوت‮ ‬في‮ ‬جناح‮ ‬الخدمة‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬العذوبة‮ ‬حد‮ ‬التماهي‮ ‬بأنوثة‮ ‬جنوب‮ ‬إيطاليا‮ ‬،‮ ‬الإصغاء‮ ‬لذلك‮ ‬الصوت‮ ‬لوهلة‮ ‬ولو‮ ‬مقابل‮ ‬أن‮ ‬تبقى‮ ‬بعدها‮ ‬لزجاً‮ ‬لساعات‮ .‬
كنت أفكر وأنا في غرفتي بفندق الداون تاون كيف سأخبر الكويتيين غداً أن الشعب اليمني يحب الفريق الكويتي وتحديداً عبدالعزيز العنبري ، نوع من مبادلة الدماثة فقد أظهروا احتراما شديدا وحالة مقاومة نفسية لضغينة مابعد حسهم بالخذلان ، دون إمعان في مدى صوابية أو خطأ موقفنا‮ ‬اليمني‮ ‬بعد‮ ‬غزو‮ ‬صدام‮ ‬،‮ ‬هكذا‮ ‬فقط‮ ‬حالة‮ ‬عاطفية‮ ‬مزيج‮ ‬من‮ ‬التفهم‮ ‬وتقدير‮ ‬مزاجهم‮ ‬الاقل‮ ‬ثأرية‮ ‬والأقرب‮ ‬لفكرة‮ ‬التخطي‮.‬
لكنني‮ ‬ضجرت‮ ‬في‮ ‬الكويت‮ ‬فهي‮ ‬ابراج‮ ‬مصمتة‮ ‬لا‮ ‬تومئ‮ ‬اليك‮ ‬بشيء‮ ‬،‮ ‬ضجرت‮ ‬رغم‮ ‬وجود‮ ‬سائق‮ ‬بنجالي‮ ‬بتصرفي‮ ‬ومسبح‮ ‬في‮ ‬سطح‮ ‬الفندق‮ ‬والكثير‮ ‬من‮ ‬الإيتاليان‮ ‬سالات‮.‬
أحب‮ ‬بلادي‮ ‬بديونها‮ ‬والقبائل‮ ‬والحصبة‮ ‬والطرق‮ ‬الجنوبي‮ ‬على‮ ‬رأسي‮ ‬يلح‮ ‬على‮ ‬جعلي‮ ‬شمالياً‮ ‬ويحاول‮ ‬بكل‮ ‬استماتة‮ ‬اقناعي‮ ‬كم‮ ‬انني‮ ‬متخلف‮.‬
في دمشق كان صاحب المكتبة مندهشاً بكل قلة تهذيب يمكن للعالم التحلي بها وهو يستغرب بإصرار من كوني يمنياً يبحث عن رواية، وكان السائق ينتظرني في الباب ليغالطني مجدداً في الاجرة ويلمح لكونه متقدماً علي في اشياء لا أذكرها، ولقد استخدمت ولعي بالروايات في التهكم من صاحب المكتبة الذي يتصرف كقارضة كتب ، وكشخص تقدمي دخل عليه " حي بن يقظان " الذي هو أنا ، يمني يبحث عن كتب ، فاستعرض ببجاحة ولم أمهله أكثر فسألته : معك " خوف حارس المرمى عند ضربة الجزاء ؟" ، لم تكن الرواية هذه قد عرفت أيامها " فازت بنوبل مؤخرا " قال بتعالٍ‮ ‬إنه‮ ‬لا‮ ‬يبيع‮ ‬كتبا‮ ‬في‮ ‬الرياضة‮ ‬،‮ ‬أشعلت‮ ‬سيجارة‮ ‬واخبرته‮ ‬بنبرة‮ ‬تهكم‮ ‬شافٍ‮ ‬انها‮ ‬رواية‮ ‬فتدلى‮ ‬فك‮ ‬قارضة‮ ‬الكتب‮ .‬
غادرت‮ ‬دمشق‮ ‬ليلتها‮ ‬أظن‮ .. ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬مزيج‮ ‬الانسان‮ ‬الذي‮ ‬يقاوم‮ ‬حظه‮ ‬العاثر‮ ‬بالشهامة‮ ‬وفي‮ ‬الاعالي‮ ‬هناك‮ ‬ينشب‮ ‬وجوده‮ ‬على‮ ‬حافة‮ ‬المدرجات‮ ‬مناوشاً‮ ‬الريح‮ ‬والشمس‮.. ‬
تمضي الحياة في اليمن بأناقة التلقائية الوجودية وحسن النية دون ان تجد الوقت للرد على فيصل القاسم وكأن اليمني قد تصالح مع قلة التهذيب العربية مدركاً لا جدوى الشوفينية وبمرور الوقت امسى الزهد في الشوفينية مفارقة وطن..
أينما‮ ‬ذهبت‮ ‬لا‮ ‬أكف‮ ‬عن‮ ‬التثاؤب‮ ‬ومصادفة‮ ‬المتحاذقين‮ ‬الذين‮ ‬وكأنهم‮ ‬كانوا‮ ‬مدرسين‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ايام‮ ‬حكم‮ ‬الامام‮ ‬احمد‮.. ‬
واعود‮ ‬متحسساً‮ ‬روائح‮ ‬صنعاء‮ ‬والتعب‮ ‬المنتمي‮ ‬وتخطر‮ ‬لي‮ ‬لندن‮ .. ‬ماذا‮ ‬في‮ ‬لندن؟‮ ‬شوارع‮ ‬نظيفة‮ ‬وسيقان‮ ‬مكشوفة‮!!! ‬
لصنعاء‮ ‬طعم‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)