موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-فبراير-2021
محمود‮ ‬ياسين -
في‮ ‬بيروت‮ ‬كنت‮ ‬أتثاءب‮ ‬طوال‮ ‬الوقت‮ ‬غير‮ ‬قلق‮ ‬ولا‮ ‬مبتهج‮ ‬لا‮ ‬أنفك‮ ‬أفكر‮ ‬في‮ ‬وليد‮ ‬جنبلاط،‮ ‬ثم‮ ‬أنام‮.. ‬
صنعاء‮ ‬صخب‮ ‬ولهج‮ ‬وقلق‮ ‬وعطش‮ ‬ومسرات‮ ‬ذهنية‮ ‬وأحسني‮ ‬موجودا‮ ‬بكلي‮ ‬أهتز‮ ‬على‮ ‬ايقاع‮ ‬اليمن‮.‬
في الكويت كنت نائما طوال الوقت وافتح عيني فقط لأرفع السماعة في فندق هوليداي لأطلب من المطعم "ايتاليان سلات"،لا أسوأ من السلطة الإيطالية، إنها لزجة وتترك لديك حساً ضفدعياً بالوجود ، لكنني كنت مولعاً بنطق "ايتاليان سلات"، لأبدو لنفسي فندقياً نوعاً ما ، وربما‮ ‬لكون‮ ‬الصوت‮ ‬في‮ ‬جناح‮ ‬الخدمة‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬العذوبة‮ ‬حد‮ ‬التماهي‮ ‬بأنوثة‮ ‬جنوب‮ ‬إيطاليا‮ ‬،‮ ‬الإصغاء‮ ‬لذلك‮ ‬الصوت‮ ‬لوهلة‮ ‬ولو‮ ‬مقابل‮ ‬أن‮ ‬تبقى‮ ‬بعدها‮ ‬لزجاً‮ ‬لساعات‮ .‬
كنت أفكر وأنا في غرفتي بفندق الداون تاون كيف سأخبر الكويتيين غداً أن الشعب اليمني يحب الفريق الكويتي وتحديداً عبدالعزيز العنبري ، نوع من مبادلة الدماثة فقد أظهروا احتراما شديدا وحالة مقاومة نفسية لضغينة مابعد حسهم بالخذلان ، دون إمعان في مدى صوابية أو خطأ موقفنا‮ ‬اليمني‮ ‬بعد‮ ‬غزو‮ ‬صدام‮ ‬،‮ ‬هكذا‮ ‬فقط‮ ‬حالة‮ ‬عاطفية‮ ‬مزيج‮ ‬من‮ ‬التفهم‮ ‬وتقدير‮ ‬مزاجهم‮ ‬الاقل‮ ‬ثأرية‮ ‬والأقرب‮ ‬لفكرة‮ ‬التخطي‮.‬
لكنني‮ ‬ضجرت‮ ‬في‮ ‬الكويت‮ ‬فهي‮ ‬ابراج‮ ‬مصمتة‮ ‬لا‮ ‬تومئ‮ ‬اليك‮ ‬بشيء‮ ‬،‮ ‬ضجرت‮ ‬رغم‮ ‬وجود‮ ‬سائق‮ ‬بنجالي‮ ‬بتصرفي‮ ‬ومسبح‮ ‬في‮ ‬سطح‮ ‬الفندق‮ ‬والكثير‮ ‬من‮ ‬الإيتاليان‮ ‬سالات‮.‬
أحب‮ ‬بلادي‮ ‬بديونها‮ ‬والقبائل‮ ‬والحصبة‮ ‬والطرق‮ ‬الجنوبي‮ ‬على‮ ‬رأسي‮ ‬يلح‮ ‬على‮ ‬جعلي‮ ‬شمالياً‮ ‬ويحاول‮ ‬بكل‮ ‬استماتة‮ ‬اقناعي‮ ‬كم‮ ‬انني‮ ‬متخلف‮.‬
في دمشق كان صاحب المكتبة مندهشاً بكل قلة تهذيب يمكن للعالم التحلي بها وهو يستغرب بإصرار من كوني يمنياً يبحث عن رواية، وكان السائق ينتظرني في الباب ليغالطني مجدداً في الاجرة ويلمح لكونه متقدماً علي في اشياء لا أذكرها، ولقد استخدمت ولعي بالروايات في التهكم من صاحب المكتبة الذي يتصرف كقارضة كتب ، وكشخص تقدمي دخل عليه " حي بن يقظان " الذي هو أنا ، يمني يبحث عن كتب ، فاستعرض ببجاحة ولم أمهله أكثر فسألته : معك " خوف حارس المرمى عند ضربة الجزاء ؟" ، لم تكن الرواية هذه قد عرفت أيامها " فازت بنوبل مؤخرا " قال بتعالٍ‮ ‬إنه‮ ‬لا‮ ‬يبيع‮ ‬كتبا‮ ‬في‮ ‬الرياضة‮ ‬،‮ ‬أشعلت‮ ‬سيجارة‮ ‬واخبرته‮ ‬بنبرة‮ ‬تهكم‮ ‬شافٍ‮ ‬انها‮ ‬رواية‮ ‬فتدلى‮ ‬فك‮ ‬قارضة‮ ‬الكتب‮ .‬
غادرت‮ ‬دمشق‮ ‬ليلتها‮ ‬أظن‮ .. ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬مزيج‮ ‬الانسان‮ ‬الذي‮ ‬يقاوم‮ ‬حظه‮ ‬العاثر‮ ‬بالشهامة‮ ‬وفي‮ ‬الاعالي‮ ‬هناك‮ ‬ينشب‮ ‬وجوده‮ ‬على‮ ‬حافة‮ ‬المدرجات‮ ‬مناوشاً‮ ‬الريح‮ ‬والشمس‮.. ‬
تمضي الحياة في اليمن بأناقة التلقائية الوجودية وحسن النية دون ان تجد الوقت للرد على فيصل القاسم وكأن اليمني قد تصالح مع قلة التهذيب العربية مدركاً لا جدوى الشوفينية وبمرور الوقت امسى الزهد في الشوفينية مفارقة وطن..
أينما‮ ‬ذهبت‮ ‬لا‮ ‬أكف‮ ‬عن‮ ‬التثاؤب‮ ‬ومصادفة‮ ‬المتحاذقين‮ ‬الذين‮ ‬وكأنهم‮ ‬كانوا‮ ‬مدرسين‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ايام‮ ‬حكم‮ ‬الامام‮ ‬احمد‮.. ‬
واعود‮ ‬متحسساً‮ ‬روائح‮ ‬صنعاء‮ ‬والتعب‮ ‬المنتمي‮ ‬وتخطر‮ ‬لي‮ ‬لندن‮ .. ‬ماذا‮ ‬في‮ ‬لندن؟‮ ‬شوارع‮ ‬نظيفة‮ ‬وسيقان‮ ‬مكشوفة‮!!! ‬
لصنعاء‮ ‬طعم‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)