موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-فبراير-2021
د‮. ‬علي‮ ‬محمد‮ ‬الزنم‮ ❊‬ -
بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث 11فبراير 2011م أو ما تُسمى أحداث الربيع العربي وبدايته في اليمن وتداعياته، وإلى أين آلت الأمور في وطن دفع بشبابه لرفع مطالب منطقية في بداية الأحداث فتسببت الثورة بتدخل أحزاب اللقاء المشترك وفي المقدمة التجمع اليمني للإصلاح المدعوم من دولة قطر الشقيقة التي تبنت بشكل مباشر مشروع الربيع العربي المدمر لعدد من الدول العربية، حيث تم التنسيق مع الإخوان المسلمين المتحالفين معهم في تونس وليبيا وسوريا ومصر واليمن، وتم الدعم الكبير مادياً وإعلامياً، فيما ظلت الدول الأخرى تتفرج على صنع عبث بأمن واستقرار دول وشعوب في نهاية المطاف أدركت أن المشروع كبير والمقصود منه تدمير المنطقة بكاملها، حيث بدأت العملية بمظاهرات والمطالبة بإسقاط النظام وانتهت أو مازالت حتى اليوم حروب وصراعات سياسية وعسكرية كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا، وسقطت أحلام الشباب الذين خرجوا بنوايا حسنة قاصدين التغيير الإيجابي وتحسين الوضع المعيشي والحد من الفساد والمحسوبية ومشاريع التوريث وغير ذلك، لكن باختصار المحصلة العامة لأحداث ما تُسمى الربيع العربي مأساوية راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين بسبب الصراع الذي مازالت الدماء‮ ‬تنزف‮ ‬بسببه‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮ ‬ومنها‮ ‬وطني‮ ‬اليمن‮. ‬
وقد سبق واستعرضنا بشيء من التفصيل هذه المرحلة الحرجة والمهمة من تاريخ شعبنا اليمني الذي كاد أن يفقد وحدته وأمنه واستقراره، بل مازال الخطر قائماً ولم تهدأ الأوضاع حتى كتابة هذا البحث الذي استعرضنا فيه سلسلة من أحداث اليمن والصراعات الدامية التي مزقت الصف وهددت الداخل والخارج، واليوم يدفع الشعب اليمني ثمناً باهظاً جراء تلك الحماقات غير المحسوبة العواقب والمدمرة لوطن يصل سكانه إلى ثلاثين مليون نسمة، وقد ارتفعت بسبب الأحداث والحروب نسب الفقر والبطالة وانتشار الأوبئة القاتلة وسوء التغذية والمجاعة، فعماذا نتحدث وأي إنجازات نفاخر بها في وطن ممزق زادت من وضعه المأساوي حرب ظالمة شُنت من 17 دولة لدعم ما تُسمى شرعية أشك أنها الدافع الرئيسي لكل هذا الوضع الذي أنتجه 11 فبراير 2011م، لولا رجال الرجال الذين صمدوا في وجه العدوان الكوني وأسقطوا أحلام من خلف هذه الحرب التي أعلنت‮ ‬من‮ ‬واشنطن‮ .. ‬
وعموماً‮ ‬نخلص‮ ‬بالقول‮ ‬إلى‮ ‬الاستنتاجات‮ ‬الآتية‮: ‬
أولاً: الخطوة الأولى للمعالجة الاعتراف بعدم صوابية مشروع ما تُسمى الربيع العربي وأنه كان جزءاً من مخطط استهدف الدول والشعوب حتى إعادة تقسيم الدول أو ما يُسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد، ولم يكن دفع الشباب ومن خلفهم الأحزاب المتناحرة إلا جزءاً من تنفيذ المخطط‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬سوى‮ ‬مؤامرة‮ ‬اتضحت‮ ‬معالمها‮ ‬بوضوح‮ ‬النتائج‮ ‬التي‮ ‬آلت‮ ‬إليها‮ ‬أوضاع‮ ‬الدول‮ ‬المستهدفة‮ ‬بمشروعاً‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮.‬
ثانياً: كل قيادات الأحزاب التي غررت على الشباب ودفعتهم إلى محرقة التدمير والاقتتال الداخلي وإقلاق الأمن والاستقرار والإضرار بالنسيج الاجتماعي والوطني يجب عدم الثقة بهم وإعادة النظر في مواقعهم الحزبية من قبل أحزابهم، باعتبارهم لم يكونوا عند مستوى المسؤولية في‮ ‬توضيح‮ ‬الحقائق‮ ‬والحرص‮ ‬على‮ ‬مصلحة‮ ‬الوطن‮ ‬العليا،‮ ‬بل‮ ‬كانوا‮ ‬جزءاً‮ ‬من‮ ‬حلقات‮ ‬التآمر‮ ‬التي‮ ‬قضت‮ ‬على‮ ‬الدولة‮ ‬ومشروعها‮ ‬الناشئ‮.‬
ثالثاً: تقديم الاعتذار للشعب اليمني وشعوب دول الربيع العربي والاعتراف بالخطأ والدعوة إلى مصالحة شاملة لطي صفحات الصراعات العسكرية والسياسية والتوجه لمعالجة آثار تلك الأحداث المؤسفة التي أصبحت محل صخب وتدمير بل ومستنفدة للكثير من الشعوب لمن مازالوا يقامرون بصوابية‮ ‬مشروعهم‮ ‬الذي‮ ‬أثبت‮ ‬فشله‮ ‬وسقط‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الدول‮ ‬عدا‮ ‬تونس‮ ‬التي‮ ‬خرجت‮ ‬منه‮ ‬بأقل‮ ‬الأضرار‮ ‬وليس‮ ‬عيباً‮ ‬الاعتراف‮ ‬بالخطأ‮ ‬ولكن‮ ‬العيب‮ ‬الاستمرار‮ ‬فيه‮. ‬
رابعاً: نعتبر أن النتائج الإيجابية الوحيدة التي خرجنا بها من مشروع الربيع العربي هي قطع أي مشروع للتمديد للرؤساء السابقين أو التوريث. وفي حقيقة الأمر كانت هذه من المشاريع التي أسقطت بفعل وضغط أحداث الربيع العربي الدامي وما دون ذلك الحديث عنه عبث وتزييف للواقع‮ ‬الذي‮ ‬نعيشه‮ ‬ويعيشه‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الشعوب‮ ‬التي‮ ‬أصيبت‮ ‬بداء‮ ‬ثورات‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮.‬
خامساً: يجب أن توثق كل تلك الأحداث واستخلاص الدروس والعبر سلباً وإيجاباً وتلافي ذلك، فالحسابات الدقيقة هي التي تؤدي إلى تتابع إيجابية بدليل أن الشباب ومن يقف معهم من الأحزاب كانت تقول أولاً يسقط الرئيس علي عبدالله صالح وأركان حكمه، وبعدين نتفاهم على كل شيء، بمعنى أنهم دخلوا الثورة الشبابية وليس لهم خطة وبدائل للحكم وكل ما في الأمر حقد شخصي قاده الإصلاح وحميد الأحمر ومن ورائهم دولة قطر نتيجة خلافات شخصية ومواقف سياسية كانت هي الدافع، فغامروا ببلد وضحوا بمصالح شعب، وفي الأخير تضرروا هم أنفسهم بسبب التداعيات المتلاحقة‮ ‬وصولاً‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬عاصفة‮ ‬الحزم‮ ‬المشئومة‮ ‬التي‮ ‬شُنت‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬جميعاً‮. ‬
سادساً: ما تُسمى الربيع العربي كان يزايد بالديمقراطية كمطلب لكن الواقع عكس ذلك، حيث تم الانقلاب على رؤساء شرعيين منصبين من قبل الشعب وبعد الضغوط تم تسجيل انتكاسة ديمقراطية، حيث تم اختيار رئيس توافقي بدون منافسة وهذا يعد أول عودة إلى الوراء وقد كنا وصلنا إلى‮ ‬مرحلة‮ ‬التنافس‮ ‬الجدي‮ ‬في‮ ‬انتخاب‮ ‬الرئيس‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬النواب‮ ‬والمجالس‮ ‬المحلية‮ ‬وهذه‮ ‬من‮ ‬النقاط‮ ‬التي‮ ‬تسجل‮ ‬أيضاً‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮.‬
سابعاً: نتج عن الأحداث رئيس توافقي لم يكن عند مستوى المسؤولية وقاد البلاد نحو مزيد من الأزمات وصولاً إلى الحرب الشاملة وتهديد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي وكل ذلك كان اختيار قوى ثورة 11 فبراير 2011م وقبل بها الرئيس السابق والمؤتمر الشعبي العام لتفويت الفرصة ومحاولة لإخراج البلد من فوضى ما تُسمى الربيع العربي، برغم اعتراف عبدربه منصور هادي بأنه كان سينضم إلى ثورة الشباب لكن طلب منه التأخر ثم حدث تفجير دار الرئاسة فتولى الأمر تدريجياً بسبب ذلك الحادث الإجرامي دونما يعلن عن انضمامه رسمياً للثورة ومع كل هذا‮ ‬كان‮ ‬عامل‮ ‬إحباط‮ ‬وفشل‮ ‬ولم‮ ‬يستغل‮ ‬دعم‮ ‬العالم‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬مشهد‮ ‬مازال‮ ‬اليمنيون‮ ‬في‮ ‬حيرة‮ ‬مما‮ ‬حدث‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮. ‬
ثامناً: المحصلة العامة من نتائج 11 فبراير 2011م لم تبق لنا دولة موحدة، وانقسام في الجنوب والشمال وإن كنا في حكومة الأنفاذ والمجلس السياسي الأعلى في العاصمة صنعاء مستقرة وآمنة عكس حكومة المرتزقة ، كل تلك الأحداث تجعلنا نفكر ألف مرة بمراجعة الذات وماذا صنعنا‮ ‬بأنفسنا‮ ‬وبشعبنا؟
تاسعاً: ليس أمام اليمنيين للخروج من كل ذلك إلا بالحوار الجاد واعتبار مخرجات الحوار الوطني السابقة واللاحقة ومخرجات جنيف والكويت والتفاوضات الأخرى أرضية لبدء الحوار الجاد والتوافق على دولة تعيد للإنسان اليمني كرامته والعيش الكريم لشعب عظيم صبر وناضل ضد الإمامة والمستعمر البريطاني، واليوم يفاجأ بمستعمرين جدد على ظهر دبابات وطائرات التحالف ليصنعوا لنا مستقبلاً نشك في ملامحه فلن يصنعه سوى أبناءه إذا ترسخت ثقافة التصالح والتسامح ووضع الجميع الوطن فوق كل اعتبار.
‮*‬عضو‮ ‬مجلس‮ ‬النواب
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)