موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 22-فبراير-2021
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
قبل أكثر من اسبوع عرضت القناة التركية الحكومية الأولى خريطة لمناطق النفوذ التركي المتوقعة بحلول عام 2050م ، وتشمل الخريطة سوريا والعراق والأردن ومصر وليبيا وشبه الجزيرة العربية بأسرها واليونان، إضافة إلى منطقة ما وراء القوقاز وبعض الأقاليم في جنوب روسيا والقرم‮ ‬وشرق‮ ‬أوكرانيا‮ ‬وأجزاء‮ ‬من‮ ‬كازاخستان‮ ‬وتركمانستان‮ ‬تطل‮ ‬على‮ ‬بحر‮ ‬قزوين‮..‬
كل هذه المناطق الواسعة تمثل الإمبراطورية العثمانية التي ظهر اردوغان أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية يتحدث عنها ويعطي لنفسه الحق في التدخل بشئونها باعتبارها كما قال "إرث أجداده وجغرافيتها جزء من إمبراطوريته العثمانية" ، ولا غرابة في أن تذهب القناة التركية لعرض‮ ‬تلك‮ ‬الخريطة‮ ‬التي‮ ‬وردت‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ ‬بعنوان‮ "‬الـ100‮ ‬سنة‮ ‬القادمة‮: ‬التوقعات‮ ‬للقرن‮ ‬الـ21‮" ‬بقلم‮ ‬الباحث‮ ‬السياسي‮ ‬الأمريكي‮ ‬جورج‮ ‬فريدمان‮ ‬مؤسس‮ ‬مركز‮ "‬ستراتفور‮" ‬للأبحاث‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬السياسة‮ ‬الدولية‮..‬
لم تكن توقعات مؤلف الكتاب صادرة عن فراغ وإنما وفق قراءة واقعية للأحداث وطموحات الإدارة التركية التي كشف عنها اردوغان بوضوح ونراه يفتش دفاتر اسلافه العثمانيين انطلاقاً من فكرة الإمبراطورية العثمانية الجديدة الراسخة في ذهنه ، وعلينا ان نتصور حجم الوهم في عقلية‮ ‬التركي‮ ‬الطوراني‮ ‬اردوغان‮.!!‬
أردوغان برر تدخله العسكري في سوريا وليبيا طيلة السنوات الماضية بقوله "الأتراك اليوم يتواجدون في جغرافيتهم احتراماً لإرث الأجداد" كما انه ذهب في اتجاه دعم اذربيجان أثناء حربها مع ارمينيا وفقاً لهذا الاتجاه الإمبريالي المعشعش في ذهنه المريض.!!
فما الهدف التركي وراء عرض تلك الخريطة في هذا الوقت الذي نرى فيه تركيا تتحرك يمنة ويسرة وفي كل الاتجاهات عبر العديد من البلدان المذكورة لا سيما سوريا وليبيا والعراق وتسعى جاهدة للوصول والتدخل المباشر في اليمن.؟!
وفي الاتجاه الآخر لماذا استثنت الخريطة التي تم تظليلها باللون الأحمر دولة فلسطين المحتلة؟! ..، هل كانت فلسطين خارجة عن إطار الإمبراطورية العثمانية؟! أم أن اللوبي الأمريكي الصهيوني اخرج تلك الخريطة بهذه الصورة لإرسال رسالة لروسيا والبلدان العربية وفي مقدمتها‮ ‬مصر‮ ‬والسعودية‮ ‬باسم‮ ‬تركيا‮ ‬وجس‮ ‬نبض‮ ‬قيادات‮ ‬انظمة‮ ‬تلك‮ ‬البلدان‮ ‬وردود‮ ‬افعالها‮ ‬حيالها‮.‬؟‮!‬
تركيا‮ ‬تبحث‮ ‬عن‮ ‬الزوايا‮ ‬وتعمل‮ ‬استدارة‮ ‬باتجاهات‮ ‬مغايرة‮ ‬لتحالفاتها‮ ‬السابقة،‮ ‬لكن‮ ‬إلى‮ ‬أي‮ ‬مدى‮ ‬تستطيع‮ ‬استكمالها‮ ‬،‮ ‬وإلى‮ ‬أي‮ ‬مدى‮ ‬أيضاً‮ ‬طموحات‮ ‬اردوغان‮ ‬قابلة‮ ‬للتحقق؟‮!.‬
اردوغان ينفذ نفس سياسة الكيان الصهيوني التوسعية التي مارسها منذ العام 1948م في الاراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية .. وهو بهذا التوجه يكشف عن طموحاته التوسعية على حساب الأراضي السورية والعراقية وغيرها من البلدان العربية كمقدمة للتوسع في بقية البلدان‮ ‬المذكورة‮ ‬في‮ ‬الخريطة‮ ‬،‮ ‬وليس‮ ‬شرطاً‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬هذا‮ ‬التحرك‮ ‬عبر‮ ‬العمليات‮ ‬العسكرية‮ ‬وإنما‮ ‬عبر‮ ‬إيجاد‮ ‬الكيانات‮ ‬الداعمة‮ ‬له‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬حال‮ ‬الإخوان‮ ‬المسلمين‮.. ‬
كثير من المحللين السياسيين كانوا قد اشاروا عقب تحركات اردوغان العسكرية قبل عامين إلى أن اردوغان لديه طموحات توسعية في العراق وسوريا وفي اكثر من منطقة اخرى ، وهم بذلك يؤكدون حقيقة المساعي والتوجهات "العثمانية" خلال العقود القادمة..
تركيا وعبر سلطانها الطامح لإعادة المجد العثماني يكرر نفس الاعمال التي قام بها السلطان عبدالحميد الذي سهل لإسرائيل تواجدها في الاراضي الفلسطينية .. والتاريخ يذكر الدور الذي قامت به المنظمة الصهيونية العالمية وكيف تحول ولاة الامبراطورية العثمانية الى "سماسرة" عندها ومكنوها من الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية إما عن طريق تسهيل عملية شراء الصهاينة لأراضي الفلسطينيين أو اجبار الفلسطينيين على بيعها لممثلي السلطات العثمانية ليقوموا هم ببيعها للمنظمة الصهيونية أو بالاستحواذ عليها وبيعها لليهود..!!
وهذا‮ ‬يؤكد‮ ‬الاستثناء‮ ‬الذي‮ ‬ذهبت‮ ‬إليه‮ ‬الخريطة‮ ‬وعدم‮ ‬ضم‮ ‬فلسطين‮ ‬المحتلة‮ ‬إلى‮ ‬دولتها‮ ‬العثمانية‮ ‬القادمة‮.!! ‬
السلطان عبدالحميد يكاد يكون اردوغان اليوم شبيهاً له فالأخير يعلن كما كان يعلن سلطانه قبل اكثر من قرن انه مع فلسطين ويرتبط بعلاقة مع المنظمة الصهيونية العالمية وهو نفس الأمر اليوم ولسنا بحاجة إلى ان نتحدث عن علاقة تركيا بكيان العدو الصهيوني..
التاريخ لا يكذب وهذه هي الحقائق المدونة بوضوح .. وأردوغان وعبر خطاباته التي يلقيها في الداخل التركي أو خارجه يتباهي بالمجد التركي وبالامبراطورية العثمانية ويحلم واهماً بإعادة امجاد الامبراطورية العثمانية..
أردوغان الداعم الرئيسي لجماعة الأخوان المسلمين في كثير من البلدان العربية يسعى ومن خلالهم إلى التدخل في شئون بلدانهم لتمكينهم من السيطرة على مقاليد الحكم فيها وكل ذلك من أجل إعادة امجاد دولته العثمانية تحت مسمى "الخلافة" التي غيبتها وأماتتها الحركات الثورية‮ ‬العروبية‮..‬
العصملي اردوغان دائم الحديث عن امجاد اجداده ويرى أن تلك الأمجاد تتمثل في الهيمنة والسيطرة على ليبيا وسوريا والعراق واليمن والبلدان المغاربية ولن يهدأ له بال كما يقول إلا باستعادة بسط هيمنته على هذه البلدان باعتبارها إرث أجداده وجغرافيتها جزء من الإمبراطورية‮ ‬العثمانية‮ ‬وتحويلها‮ ‬إلى‮ ‬ولايات‮ ‬عثمانية‮ ‬تسير‮ ‬وفق‮ ‬إرادته‮..‬
ومع‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬المساعي‮ ‬والطموحات‮ ‬التركية‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تهدأ‮ ‬نسأل‮ ‬هنا‮ : ‬
لماذا لم نسمع ردة فعل عربية واحدة من قيادات الأنظمة العربية التي احتوتها تلك الخريطة..؟! وهل تدرك طبيعة هذه الطموحات العثمانية أم انها تعتبر ما عرضته القناة التركية الحكومية مجرد كلام فارغ ولا يستقيم مع توقعات المستقبل؟!.
وماذا‮ ‬عن‮ ‬اردوغان‮ ‬وشلة‮ ‬العثمانيين‮ ‬الجدد‮ ‬التابعين‮ ‬له‮ .. ‬إلا‮ ‬يدركون‮ ‬أن‮ ‬التاريخ‮ ‬لا‮ ‬يعود‮ ‬إلى‮ ‬الخلف‮ ‬ولا‮ ‬يتكرر‮ ‬مرتين‮ ‬إلا‮ ‬كمأساة‮ ‬وملهاة؟‮! ‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)