زعفران علي المهنأ - جذب مسلسل لؤلؤ الشارع بشكل كبير وعند تخصيص بعض الوقت لمتابعة هذا المسلسل الذي وحد الناس على شاشة اليوتيوب والشاشة الجدارية التلفزيون.. لنبحث عن سبب هذا التوحيد لتجد في هذا المسلسل الكثير من ظاهرة العنف الأسري، خاصة العنف بين الأزواج بصورة ملحوظة والذي بسببه نتجت عنه شخصية لؤلؤ.
كذلك الفوضى الاخلاقية وتفتيت القيم من خلال العلاقات المحرمة في ديننا الاسلامي التي قدمها "الفنان أحمد زاهر" وعلاقاته النسائية ونكرانه لابنته، إضافة الى غرس مفاهيم مغلوطة بالذاكرة البصرية للبنات والاولاد بأنه لا يمكن أن تكون هناك موظفة تعمل إلا وهي تخطئ وممكن تقوم بأخطاء تصل الى أنها تقوم بتزويج نفسها ووسعوا الخيال بأن البنت عندما تكون موظفة ممكن تولد وتقوم من الولادة وتضع ابنتها في مدينة وهي في مدينة مدة 20 عاماً.. يا الله كأن الحمل والولادة وتربية المولود برنامج ينزل في التلفون وتشغل من خلاله لمدة عشرين عاماً.. ما كل هذه الفوضى وتمزيق المجتمع وتغيير دور المرأة والانتقاص من دورها العظيم الذي تقوم به الى موظفة تربي بنتها عشرين عاماً لوحدها من دون علم أهلها وكأن أهلها لاعبون في (بلي ستيشن) تحركهم بضغطة زر.. عد شيء عقل ؟!
يا عالم هذه المسلسلات ستترك أثراً سلبياً على الجيل الجديد وتناول العنف الاسري وتعزيز الصورة الذهنية للفوضى الخاصة بالقيم والاخلاق لتمزيق المجتمع .
فيجب أن لا تتفشى مثل هذه الظاهرات في الدراما والسينما فهي تسهم في تكسير الكثير من القيم والمبادئ المهمة في المجتمعات العربية وأن يكون هناك حدود للمواضيع التي تتطرق لها الدراما، ولا نساهم في أن يكبر أولادنا قبل أوانهم بمشاهدتهم لقصص ومشاهد أكبر من عمرهم وبعيدة عن قيم دينهم الاسلامي بالإضافة إلى أنه سيكون مشجعاً لإثارة العنف بين الناس.
وجميع كل هذه الخفايا تختفي وراء الابهار عبر الصورة حيث يصاحب مثل هذه المسلسلات الهدامة فستان زفاف ضخم يبهر كل المشاهدين فيقوم الرجل بضرب زوجته في أقدس ليلة وثقت بشرع الله وإشهار الموضة في اللبس والمكياج وقصات الشعر مما تكون حديث الناقدين والمادحين تخيلوا أصبح الناقدون ينتقدون الفساتين وقصات الشعر والمكياج وأيضاً استخدام أبعاد وزوايا في التصوير وديكور مبهر جداً لتتسلل كل تلك الفوضى والتمزيق المجتمعي بهدوء لوجداننا ومنها يتفشى كالسرطان ليلتهم كل الثوابت في الوجدان..
في الاخير مسلسل لؤلؤ أو غيره من المسلسلات التي اصبحت تقدم على هذا الاساس هي تماماً مثل الحروب بين المكونات والاحزاب والصراعات والتعدي والعدوان وجميعها تمضي نحو تمزيق النسيج المجتمعي.
يارب ارزقنا عقلاء القلوب وارزقنا عقولاً في قلوبنا وأعطنا الارادة القوية التي تجعلنا نحافظ على قيمنا التي تجعل منا بلدة طيبة.
|