أحمد الزبيري - جمال بنعمر المبعوث الأممي السابق إلى اليمن عاد إلى المشهد بعد ست سنوات من حرب عدوانية وحشية قذرة وشاملة يشنها تحالف يمتد من واشنطن إلى لندن إلى تل أبيب وبينهما مشاركة اقليمية ودولية أعطيا للنظام السعودي والاماراتي الدور الاساسي والرئيسي باعتبارهما الاكثر استعداداً للقيام بحرب وحشية تمكن اصحاب الاجندة الحقيقيين من حصاد عوائدها المالية والسياسية والعسكرية الجيو استراتيجية والتحلل من تبعاتها القانونية والأخلاقية والانسانية.
ما كتبه بنعمر في" النيوز ويك" فيما يخص اتجاهات السلام وإجهاضها بشن هدا التحالف عدوانه ليس جديداً فقد ذكر ذلك وإنْ بصورة مختصرة بإحاطته الاخيرة آنذاك لمجلس الأمن لكنه كان هذه المرة أكثر ايضاحاً وتفصيلاً لشهادته وإنْ كان بلغة دبلوماسية تعكس طبيعة عمله في المنظمة الدولية والأمم المتحدة لكنها تكشف جانباً من المزايا الشخصية لهذا المناضل المغربي السابق .
تحدث بنعمر أنه توصل إلى حل سياسي على تقاسم السلطة بين القوى والاطراف السياسية اليمنية بمعرفة الجهات الدولية وبالتشاور مع النظام السعودي والجميع كان ظاهرياً داعماً لجهوده ولهذا الحل بين الاطراف اليمنية واشار إلى انه ذهب أو كان في الرياض قبل يومين من شن الحرب وأبدا النظام السعودي ودعمه للحل وتشاور معهم على مكان التوقيع لكنه وبعد عودته إلى اليمن يفاجأ بالضربات الجوية الوحشية المفاجئة والتي كان ينظر اليها من شرفة الفندق الذي كان يقيم فيه وفريقه الأممي ساعتها أدرك ضمنياً ان النظام السعودي ومن خلفه القوى الدولية الكبرى أمريكا وبريطانيا كانت تمارس عليه الخداع وهذا هو المعنى من كلامه السابق.
علينا أن نتذكر لفهم ما اراد الكلام عنه في مقاله هذا ..هو اصدار مجلس الأمن القرار 2216 بأثر رجعي لشرعنة هذه الحرب الاجرامية بعد شنها معتبراً أن القرار كان سعودياً بتبنٍّ أمريكي وبريطاني وفرنسي وتحمل اشارته إلى ان شن هذه الحرب بمثابة ترضية للنظام السعودي الرافض للاتفاق النووي مع ايران ..قد يكون بمعنى معين هناك شيء من الصحة فيما اشار اليه لكن اشارته إلى ان حلفاء السعودية الامريكيين والاوروبيين كانوا يتوقعون أن تتخذ روسيا حق الفيتو وكأنهم لم يكونوا على تنسيق في هذا الجانب معا النظامين السعودي والاماراتي اللذين اشتريا الصمت الروسي بصفقات تجارية وعسكرية وهو هنا ربما اراد التمويه على أن قرار الحرب في الاساس هو أمريكي وبريطاني وفرنسي ومع ذلك وبافتراض أن كلامه صحيح هل كان هذا العدوان سيأخذ كل هذه السنوات دون أن يكون هناك موقف حازم لإيقافه من قبل أمريكا وبريطانيا.. نحن نطرح تساؤلاً فقط امام بنعمر والعقل والمنطق ؟
فيما يخص الأمم المتحدة هي في الحقيقة لم تكن عقيمة في ايجاد الحلول طوال سنوات العدوان بل كانت متواطئة وشريكة وواضح ذلك في اختيار المبعوث الاممي الذي تلاه الموريتاني ولد الشيخ المعروف علاقته بالنظامين السعودي والاماراتي بعد اقالة بن عمر كما يقول برغبة سعودية مرجعاً ما اعتبره حكماً للمنظمة الدولية الى عقم القرار غير القابل للتطبيق ولا يمكنه أن ينتج حلولاً واقعية لإيقاف هذا العدوان بقدر دوره في انتاج كل الفظاعات التي ارتكبها التحالف بحق اليمن وشعبها المسالم الصامد الشجاع والمنتصر لسيادته ووحدته واستقلاله وحريته وكرامته .
عموماً.. جمال بنعمر في هذه الشهادة انما يسجل موقفاً سيحسب له سياسياً وتاريخياً مقارنة بمواقف من تلوه من مبعوثين.. كما ان اليمنيين المدافعين عن وطنهم وشعبهم يدركون أفضليته في اطار الدور الذي قام به ويقدرون له مواقفه المنحازة للحقيقة في نطاق المساحة المسموح له التحرك فيها .
بقي أن نشير إلى اهمية مقال بنعمر في ظل المتغيرات في الساحة اليمنية والاقليمية والدولية والتوجهات التي مازالت في طورها الاعلامي من الرئيس الامريكي الجديد وادارته.. خلاصة الخلاصة هو أن الفضل كله لصمود الشعب اليمني وتضحيات ابناء قواته المسلحة جيشاً ولجاناً شعبية في كل المتغيرات حتى وإن كانت سياسة إعلامية ولو حقق تحالف العدوان أهدافه في الأيام والأسابيع والأشهر أو السنوات الأولى لما كان عليه الوضع اليوم.
|