يحيى العراسي - يعتبر الكثير من جمهور الناس خصوصاً المتابعين والمهتمين بالتطورات المختلفة ان النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي كان تاريخ عطاء وبهاء ومشرق حيث تأسست فيه ونشأت وتكونت البنى التحتية في مختلف مجالاتها وفعالياتها الوطنية والنهضوية متعددة الوجوه.. بل لا يختلف اثنان ان الانطلاقة في تلك المرحلة الثورية قد مثل انجازاً كبيراً في مجال النهوض والبناء على مختلف مستوياته ومحاوره وبرزت فيه وجوه كثيرة وكوادر عليا حكومية، وفي مجال الاعلام والصحافة والثقافة ومسيرة تطور هذه القطاعات لا يمكن الحديث عنها بمعزل عن الجهود الوطنية الحثيثة والصادقة والخيرة التي اضطلع بها الاستاذ القدير المناضل الوطني يحيى حسين العرشي الذي حظيت به وزارة الاعلام في تسنمه لها وزيراً في مستهل العام 1976م وتحديداً في تاريخ 15 يناير 1976م وشرع منذ الوهلة الاولى وفي ظرف ايام بالتحضير والاعداد لقيام الجمعيات والنقابات وحشد الطاقات والامكانات بأقصى الحدود الممكنة والمتاحة وذلك ما مكن من قيام المؤتمر التأسيسي الاول لجمعية الصحفيين اليمنيين في تاريخ 21 أبريل من نفس العام اي بعد اقل من اربعين يوماً فقط من تعيينه وزيراً للاعلام وهو ما يؤكد قوة العزم والارادة الصادقة والنوايا الوطنية الجادة وعقد المؤتمر التأسيسي الاول لنقابة الصحفيين برعاية كريمة من الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي وحضور عزيز اليمن الشهيد رئيس الوزاء حينها عبدالعزيز عبدالغني وجمع كبير من الوزراء والمسئولين والشخصيات الثقافية والاعلامية والاجتماعية في مركز الدراسات والبحوث في صنعاء كما حضرها ايضا رئيس اتحاد الصحفيين العرب وممثل النقابة الصحفية المصرية الاستاذ كامل الزهيري ولا شك ان جهود الاستاذ يحيى العرشي وزير الاعلام قد مثلت خطوات فعالة نحو آفاق النهوض والتطور في هذا القطاع الحيوي المهم ومواكبة الحداثة وتجاوز حالات التخلف والركود..
ولا نجانب الحقيقة والواقع والصواب اذا ما اعتبرنا عام 1976م في رعاية وزير الاعلام يحيى العرشي كان الانطلاق لقيام المؤسسات على ارض الواقع وإحداث التطور الفعلي والنوعي وبروز مؤسسات الثورة للصحافة والانباء والاذاعة والتلفزيون والجمهورية للصحافة والطباعة والنشر.
وترك الاستاذ العرشي بصمات واضحة وكبيرة على الصعيد العملي وحقق انجازات مشهودة على مختلف المستويات أينما اتجه وكلف منذ قيام الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر«.. نرجو له بكل صدق واخلاص في كل مساعيه ومبادراته للسلام التوفيق والنجاح وبما يحقق التطلعات الوطنية نحو السلام والوئام..
|