الميثاق نت: - ازداد الحديث مؤخراً من قبل قيادات سياسية وناشطين إعلاميين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح عن تركيا ودورها الذي يجب أن يكون في اليمن في اطار العدوان المستمر على اليمن واليمنيين منذ ست سنوات.
عادوا مجدداً للمطالبة بالتدخل العسكري التركي بعد أن اشتدت المعارك العسكرية على مأرب واصبح الجيش اليمني على أبوابها وقريباً من تحريرها وإعادتها إلى الصف الوطني بعد أن ظلت طيلة الأعوام الستة الماضية تحت سلطة العدوان وأدواته.
بعد أن استنجدوا بالنظام السعودي وحلفائه وفشلوا معهم في تحقيق اهدافهم الغبية هاهم اليوم يسعون بل ويرتبون للتدخل التركي لاخراجهم من المستنقع الذي ادخلوا انفسهم فيه بعد الهزائم المتلاحقة التي يتعرضون لها ليس في مأرب فحسب وانما في أكثر من منطقة ومكان على خارطة الوطن الواحد الكبير لاسيما عدن ولحج وسقطرى وبعض المحافظات اليمنية الجنوبية.
"حيَّا بهم حيَّا بهم" شعارات يرددونها هذه الأيام للتهيئة لاستقبال القوات العسكرية التركية دون حياء، وكل ذلك على طريق تنفيذ توجهاتهم في عودة الاستعمار التركي وإعادة اليمن إلى حضن اردوغان العثماني الطامح إلى استعادة املاك اجداده العثمانيين وبناء دولة الخلافة الإسلامية التي يتحدث عنها الزنداني والعديني وصعتر وغيرهم من مشائخ الدفع الاردوغاني العثماني المسبق.!!
بعد ست سنوات من تدمير اليمن وانهاك الشعب اليمني في متوالية من الأزمات التي لم يعد بقادر على تحملها واستمرارها، وفي الوقت الذي تزداد فيه المطالب الشعبية بوقف الحرب العدوانية ورفع الحصار الجائر الذي انهك اليمنيين، تسعى قيادات حزب الإصلاح ونشطاؤه إلى جر تركيا لهذا الصراع غير آبهة بالحالة المأساوية التي وصل إليها الشعب والوطن على حدٍ سواء.!
العلاقة الوطيدة بين اخوان اليمن ممثلة بالتجمع اليمني للاصلاح - الذين يستقر معظمهم في تركيا منذ ست سنوات - وتركيا واضحة ومعلنة وليس هدفها بريئاً كما قد يتصور البعض وإنما هدفها تنفيذ مخطط واسع لعودة العثمانيين إلى اليمن وتحقيق مطامع اردوغان الحالم بإعادة امبراطورية اجداده في الدول العربية التي كان العثمانيون يحتلونها ومنها اليمن خلال الفترة 1583-1918م.
وتنفيذاً لهذا التوجه وتعزيزاً لهذه العلاقة تستعد تركيا لتدخل عسكري شبيه بليبيا في اليمن.. رغم ان الوجود العسكري التركي متواجد في اليمن منذ عامي 2018 و 2019 حيث افادت عدد من المواقع الاخبارية الغربية ومنها الأمريكية أن عشرات الضباط والخبراء الأتراك وصلوا إلى العديد من المناطق اليمنية المطلة على البحر الأحمر والبحر العربي، لا سيما في شبوة وأبين وسقطرى والمهرة وتعز وكذلك مأرب في مهمة تدريب مسلحي الإصلاح وتنمية مهاراتهم ومعارفهم العسكرية والاستخباراتية.. رغم أن تلك المواقع كشفت أيضاً أن هؤلاء الضباط شاركوا في العمليات العسكرية لاسيما في تلك التي دارت في محافظتي أبين وشبوة ضد ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي.!!
كما قامت أنقرة بتدريب المئات من المقاتلين اليمنيين في تركيا وفي المخيمات المؤقتة داخل اليمن، علاوة على ذلك قامت بتجنيد مرتزقة ليبيين وسوريين للقتال في اليمن من خلال وعدهم برواتب كبيرة للقتال من أجل الاخوان المسلمين في المناطق الجنوبية وعلى طول الساحل الغربي لليمن وفقاً لمصادر تحدثت الى موقع MintPress الأمريكي.
اصبح مطلب التدخل التركي في اليمن اليوم وبعد أن كان مخفياً وغير معلن سابقاً، اصبح معلناً بوضوح ويتم الإعداد له جيداً من قبل ميليشيات الإصلاح الأردوغانية العثمانية وقد يكون هذا التدخل بشراكة واضحة مع النظام السعودي وحلفائه.!!
ومع كل ما يجري من حديث وإعداد للتدخل التركي في اليمن لا ينبغي لقادة الإصلاح ولأردوغان نفسه الاعتقاد أن مهمة الجيش التركي ومرتزقة أردوغان الذين سيأتي بهم من سوريا وليبيا للقتال في اليمن ستكون سهلة وستحقق أهدافها، بل على العكس من ذلك ستكون مهمة قاسية وستقود إلى تدمير طموحات اردوغان وأدواته وإعادتهم - هذا إن تمكنوا من العودة - من حيث أتوا يجرون أذيال الخيبة غير مأسوف عليهم.
|