أحمد عقبات - سميت الحرب العالمية الثانية بالحرب المجهولة واعتبرها الروس حرباً وطنية عظمى لأنها حصدت حوالي عشرين مليون سوفييتي ، وأطلق عليها الأوروبيون تسميات أخرى ، وكذلك دوافع ونتائج الحروب في شتى بقاع العالم كانت كارثية تسبب فيها الساسة والأطماع وتحمل وزرها المستضعفون من النساء والأطفال والشيوخ ، ناهيك عن الانقسامات المجتمعية والثارات المحتملة ، لتنتهي الصراعات المسلحة في مجملها بصفقات جيوسياسية وسلطوية واستعمارية وغيرها ، في حين تبقى آثارها بلا مصلحة حقيقية للشعوب سوى ثمة آمال بفتح باب ازدهار مستقبلي معلق بنوايا صناع القرار.
والمنطقة العربية ومنها اليمن عانت بتجارب من هذا النوع وتجرعت شعوبها ويلات الدمار والتشرد وسوء الأوضاع المعيشية ، ولعل شواهد أحداث العقد الأخير خير دليل على عبثية الصراعات المسلحة على مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية .
إن خصوصية الوضع في اليمن خلال العقود الماضية قد بينت بوضوح عبثية اللجوء إلى السلاح في فرض الإرادات والتوجهات والهيمنة بمختلف أشكالها مما فتح الباب على مصراعيه أمام فتح شهية القوى الخارجية للتدخل السافر بالمال والسلاح والمشاركة الميدانية في الشئون الداخلية كعدوان سافر بلا حدود وخارج نطاق الإنسانية بكل أبعادها.
وستظل تجربة اليمن الأخيرة خلال ستة أعوام في ظل العدوان والحصار مؤشراً ثابتاً على انعكاسات المآسي المستخلصة في تمزيق النسيج الاجتماعي والتباعد المناطق وزعزعة الوحدة الوطنية وأطماع الآخرين .
إن اعتماد اليمنيين على أنفسهم في معالجة مشاكلهم الداخلية هي الضمانة المثلى في التقارب والمصارحة والمصالحة من أجل إيقاف الصراعات العبثية وتوحيد الصف لمواجهة التحديات القائمة.
والمؤتمر الشعبي العام منذ إنشائه قد حدد موقفه بأهمية وحدة اليمن أرضاً وإنساناً باتباع منهجية الاعتدال والاعتراف بوجود الآخر والوسطية في التعاطي مع الآراء والأفكار المختلفة وترجيح الروئ التي تصب في مجرى المصلحة الوطنية . ولذلك فإن المؤتمر سيظل بوصلة التوازن بين جميع القوى المؤثرة في الساحة اليمنية ودليلاً عملياً في وحدة الجبهة الداخلية للسير في اتجاه التسامح والتصالح والتوافق لإحلال السلام وتثبيت الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
|