موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الأمين العام يعزي محمود الكحلاني بوفاة نجله - الشريف يعزي بوفاة الشيخ منصور المرجلة - نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ صالح سيف العلوي - قيادات حزبية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر المبارك - التكوينات الشبابية والطلابية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر - دائرة المنظمات الجماهيرية تهنىء ابوراس بعيد الفطر - فروع المؤتمر في المحافظات والجامعات تهنئ أبو راس بعيد الفطر - عميد البرلمانيين اليمنيين يهنئ رئيس المؤتمر بمناسبة عيد الفطر - هيئات المؤتمر التنظيمية تهنئ ابو راس بعيد الفطر - الدكتور لبوزة يهنىء الشيخ المناضل ابو راس بعيد الفطر المبارك -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 22-مارس-2021
‬حاوره‮ / ‬جمال‮ ‬الورد‮ ‬ -
قال الدكتور عبدالعزيز الشعيبي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، إن الصمود الذي يبديه شعبنا اليمني جاء ليوضح حقيقة جلية إن أهداف العدوان هي اهداف متعلقة به ولم يتمكن في فترات ماضية أو حاضرة ولا في المستقبل بإذن الله من تحقيقها، أو أن تنال من عزة وتاريخ هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الأبي‮.‬
ودعا د.الشعيبي مختلف القوى والأحزاب السياسية اليمنية إلى تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، والتوجه نحو طاولة الحوار بما يضمن للجميع حقوقهم ومشاركتهم في بناء هذا الوطن الذي يحتاج لكل أبنائه، باعتبار الحوار واجباً وطنياً ودينياً وأخلاقياً مقدساً،‮ ‬مهما‮ ‬بلغت‮ ‬الخصومة‮.‬
كما‮ ‬تناول‮ ‬اللقاء‮ ‬دور‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬والقوى‮ ‬الدولية‮ ‬الفاعلة‮ ‬والمؤثرة،‮ ‬وعدداً‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬السياسية‮ ‬والتحليلية‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬طيات‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:‬

‮< ‬بدايةً‮ ‬لو‮ ‬تحدثوننا‮ ‬عن‮ ‬دلالات‮ ‬الصمود‮ ‬الشعبي‮ ‬والقوى‮ ‬الوطنية‮ ‬معمستهل‮ ‬العام‮ ‬السابع‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬العدوان؟
- في البداية الشكر كل الشكر لصحيفة »الميثاق« الغراء التي دائماً ما تضع نصب أعينها الأهداف الوطنية والأهداف الكبيرة، والمواضيع التي تتعلق بحاضر وماضي ومستقبل الأمة بشكل عام، وفيما يتعلق بهذه الدلالات المتعلقة بالصمود لهذه الفترة الطويلة من الزمن، والتي أقل ما يقال عنها بأنها ستسجل في ذاكرة التاريخ لسنوات طويلة، كون أن شعب يصمد هذا الصمود العظيم طيلة هذه الفترة من الزمن، يدل على معانٍ كثيرة وأولى هذه المعاني أن الشعب اليمني لم ولن يكون بأي حال من الأحوال وليد لحظة تاريخية معينة بسيطة، كما ظهرت بعض الدول اليوم بمجموعة بسيطة مرفهة تتبع عناصر خارجية بمسمى دول وهي لا تعرف من معنى الدول حتى مجرد الاسم، ولذلك شعب يقف بهذا الصمود ذلك يعني أن هناك تاريخاً طويلاً وموغلاً في القدم لم يتعلم منه الشعب اليمني حياة من نوع واحد، فيها الرفاهية المطلقة، ولكنه عانى مختلف ظروف الحياة، في صعوباتها، في ترفها وفي قسوتها أيضاً ولذلك ما اكثرها في حياته وفي التاريخ بشكل عام، ولذلك فإن البقاء المستمر في هذه البقعة الجغرافية على الرغم من الغزوات الكبيرة والتحديات التي أحاطت به من كل مكان وفي مختلف ظروفه التاريخية، ينبئ بأن هناك جذوراً راسخة في حياة الشعب اليمني الذي لا يمكن لأي قوة بأي حال من الأحوال أن تنتزعه أو تحركه من مكانه، بل بالعكس فإن الظروف الصعبة التي عاشها الشعب اليمني هي دليل على تمسكه بهذه الأرض والجغرافيا وبهذه الثوابت التي لم تزده إلا رسوخاً واستمراراً ليس فقط هنا بل امتد نفوذه في كثير من الأحيان إلى ما عداها في إطار الجغرافيا التي قرأناها في التاريخ سواءً في منطقة الجزيرة العربية بأسرها أو ما دونها أي إلى أفريقيا، وما هذه الأطروحات التي سمعناها و قرأناها عن المجتمع اليمني إلا تأكيد واضح أن شعبنا لم يخنع لتلك الصعوبات بل قهرها‮.‬
من ناحية ثانية يمكن القول إن هذا الصمود جاء ليوضح حقيقة جلية، أن أهداف العدوان هي اهداف متعلقة به ومن ساعد وعاون العدوان في هذه القضية على وجه التحديد، إنما ساعد في أهداف لم تتمكن قوى العدوان في فترات ماضية أو حاضرة ولا في المستقبل بإذن الله من تحقيقها، أو أن تنال من صمود وعزة وتاريخ هذا الشعب الأبي، وبالتالي كانت بعيدة كل البعد عن الأهداف الحقيقية لما يمكن أن يرسخ أو يوحد حياة اليمنيين، ولذلك كان التعارض والتناقض وكان الوقوف بثبات وشجاعة أمام هذه التحديات مهما كانت سواءً أكانت داخلية أو خارجية.
المسألة الثالثة، أن الشعب اليمني وهو باحث دائماً عن الوحدة، والوحدة في حقيقة الأمر ليست متعلقة بمسألة سياسية فقط بل مسألة دينية ولذا فقد بحث عنها اليمنيون في التاريخ واهتدوا إليها، بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ولهذا فالشعب يعلم يقيناً أن عليه الاجتهاد وأن النصر‮ ‬هو‮ ‬بيد‮ ‬الله‮ ‬تعالى،‮ ‬ولذلك‮ ‬هذا‮ ‬الترابط‮ ‬الروحي‮ ‬بين‮ ‬الإيمان‮ ‬بالله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ ‬وبين‮ ‬الحقائق‮ ‬التاريخية‮ ‬الثابتة‮ ‬لشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬بلا‮ ‬شك‮ ‬ستزداد‮ ‬صموداً‮ ‬وثباتاً‮.‬

‮< ‬نسمع‮ ‬حديثاً‮ ‬هنا‮ ‬وهناك‮ ‬حول‮ ‬رؤى‮ ‬ومبادرات‮ ‬للحل،‮ ‬هل‮ ‬وصلت‮ ‬قوى‮ ‬العدوان‮ ‬لقناعة‮ ‬باستحالة‮ ‬تحقيق‮ ‬ما‮ ‬كانت‮ ‬ترمي‮ ‬اليه،‮ ‬وعدم‮ ‬جدوى‮ ‬الحل‮ ‬العسكري؟
- بلا شك أن هذه الحلول التي تأتي من هنا وهناك، لا بد أن نغوص ونقرأها، هل تخدم بالفعل أهداف الشعب اليمني، وأيضاً نتساءل من أين نبعت هذه الحلول، هذه الحلول جاءت من العدوان نفسه، وبالتالي لا يمكن أن نظن أنها هذه الحلول ستخدم أهداف الشعب اليمني، هذه هي المشكلة بحد ذاتها، اليمنيين ليسوا ضد السلام، وهم من بنوا الكثير من الحضارات وهم بناة سلام، ولم يكن اليمنيون في وقت من الأوقات دعاة حرب وصراع، حتى في الظروف التي كانت تمتلك اليمن فيها إمكانات كبيرة جداً لم تسخرها في دعم الصراعات والنعرات، وهذا هو التاريخ المشرق لليمن بشكل عام، ولذلك أقول بأن مسألة الحل السياسي هناك ترحيب بها بلا شك، ولكن لابد أن يخدم هذا الحل القضية اليمنية حاضراً ومستقبلاً، أما إذا كانت تجتزئ حلولاً بسيطة، ووفقاً لشروط معينة وتصوير اليمن كأنه قاصر وأن الأخرين يرون أنفسهم ذوي حق في التدخل في شئونه فهذه‮ ‬ليست‮ ‬حلولاً‮ ‬مطلقاً‮.‬
ومع الأسف الشديد ان الأهداف "خارجية" وعلينا أن نقرأ العدوان بشكل صحيح، فما حصل على اليمن حصل على كثير من الدول، ولذا علينا أن نتأمل مثلاً ما جرى في الصومال والحلول الترقيعية التي طرحت حتى هذه اللحظة لم تلق الصومال عافية منذ تدخلت القوى الخارجية، وكذلك في العراق وفي ليبيا، ولذا ما الذي يمكن أن يجعل اليمن بدعاً !! العدوان الخارجي لا يمكن له أن يحقق سلاماً، ولو كان يحقق سلاماً لحققه منذ اليوم الأول ولما احتاج لهذا التدخل العبثي ولأوجد الحلول وليس التعقيدات، ولذلك يجب أن تعي النخب اليمنية أن الحلول لا يمكن ن تأتي من دول الإقليم أو أمريكا أو غيرها بل لابد أن تنبع منهم وإذا ما توافرت الإرادة لدى الآخرين الذين يجب أن ينصرفوا إلى القضية اليمنية ويعلموا أن تاريخهم لابد أن يكتبوه هنا وليس من خلال دول العدوان والدول الخارجية، فتلك الدول لا يهمها أن تكتب تاريخ بلد ما بل‮ ‬تعمل‮ ‬على‮ ‬تشويهه‮ ‬وتقزيمه‮ ‬ولذا‮ ‬وجب‮ ‬التنبه‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬النخب‮ ‬اليمنية‮ ‬كونها‮ ‬الوحيدة‮ ‬المعول‮ ‬عليها‮ ‬لإخراج‮ ‬اليمن‮ ‬مما‮ ‬يعانيه‮.‬

من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮ ‬دكتور،‮ ‬ما‮ ‬هى‮ ‬متطلبات‮ ‬تعزيز‮ ‬الصمود،‮ ‬سواء‮ ‬أكان‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬الدولة‮ ‬أو‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬عموما؟
متطلبات تقع على عاتق الجميع، السلطة والمواطن، والمواطن سواءً أكان ممثلاً بالقوى السياسية أو المجتمعات العلمية أو الدينية، فالكل مسؤول في هذه الحالة بقدر ما يمتلكونه من إمكانية وسلطة إن جاز القول في هذا الأمر، فعلى الدولة "السلطة" دور قيادي ومحوري بمعنى أن المسؤول الأول عليها يجب أن يدرك أن الجميع في محنة واحدة ولابد أن الكل معني بهذا الموضوع ولابد أن يسيروا في اتجاه واحد، أما من الناحية السياسية فلابد أن يكون هناك موقف واحد، والموقف هذا هو موقف الجميع وأن تكون نظرة ثاقبة ورؤية بعيدة المدى، وأن يكون هناك توجه حقيقي لأهداف حقيقية مرسومة والعمل من أجل تحقيقها بالإمكانات المتاحة والحمد لله فإذا ما تجمعت وتحققت كل تلك الأمور فسوف تشكل قوة حقيقية تضاف لقوة الصمود التي أوجدت مساراً عسكرياً وسياسياً لا يمكن نسيانه، وهو نتيجة أن الكل اصطف حول هدف واحد، ولكن قد يتراخى‮ ‬هذا‮ ‬الهدف‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬تتحقق‮ ‬العدالة‮ ‬والمساواة‮ ‬للجميع،‮ ‬وعدم‮ ‬وجود‮ ‬فئة‮ ‬مستقوية‮ ‬أو‮ ‬عنصر‮ ‬مفضل‮ ‬من‮ ‬عنصر‮ ‬آخر،‮ ‬ولذلك‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬إزالة‮ ‬هذه‮ ‬التحديات‮ ‬والعراقيل‮.‬
وكذلك المستوى الاقتصادي هو مسار مهم جداً، فالمسألة الإقتصادية مهمة جداً لابد من التفكير بها رغم هذه الظروف، ولابد أن تكون القضية المحورية والأولى بعد انتهاء العدوان بإذن الله، وجعلها القضية المركزية التي من خلالها سيتم بناء كل العوامل الأخرى التربوية والتعليمية‮ ‬والعسكرية‮..‬
بالإضافة للدور المجتمعي، كونه الدور الأهم، فمهما كان دور الدولة يظل دور المجتمع مهماً لأنه الدور الأكبر والمجهود الذي يبنى عليه، وما هذا التقدم الذي نشهده في مختلف المسارات إلا لأنه في معظمه دور مجتمعي، ولو سخر هذا المجتمع تسخيراً حقيقياً لأنتج جيلاً متسلحاً‮ ‬بعلمه‮ ‬وثقافته‮ ‬وبكل‮ ‬ما‮ ‬يجعله‮ ‬محصناً‮ ‬ولا‮ ‬يُخشى‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬التحولات‮.‬

‮< ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يرى‮ ‬ان‮ ‬الممارسات‮ ‬والتجاوزات‮ ‬الخارجة‮ ‬عن‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون،‮ ‬بالإضافة‮ ‬للانتقاص‮ ‬من‮ ‬الأدوار‮ ‬الوطنية‮ ‬للآخرين‮ ‬تضر‮ ‬بالصمود‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- أي ثبات لأي أمة ما لم يقم على المسألة الأخلاقية بلا شك أن الأنهيار سوف يصاحبه، ولذلك من المهم أن نعي أن الإسلام لم ينتشر بالقوة كما يدعي البعض، الإسلام انتشر من خلال الأخلاق، ولذا ما يخصني كمواطن هو التعامل ولا شأن لي بغيرها، فالإنسان لا يخلد إلا من خلال‮ ‬قيمه‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬قوته‮ ‬أو‮ ‬لفيف‮ ‬الأصحاب‮ ‬والأنصار‮ ‬من‮ ‬حوله،‮ ‬فالقيم‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬تبقي‮ ‬المرء‮ ‬خالداً‮ ‬على‮ ‬مدار‮ ‬التاريخ‮.‬

‮< ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬دعا‮ ‬في‮ ‬بيان‮ ‬له‮ ‬مؤخراً‮ ‬الى‮ ‬تجاوز‮ ‬اخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬واحقاده‮ ‬واعتماد‮ ‬الحوار‮ ‬المسؤول‮.. ‬ما‮ ‬دلالات‮ ‬هذه‮ ‬الدعوة‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظركم؟
- المؤتمر الشعبي العام كان وما يزال داعياً للحوار وفي مختلف الظروف والأحداث كان يقف من هذه القضية موقفاً حاسماً لا شبهة فيها ولا تردد، لاعتقاده الراسخ أن قضية الحوار هي التي من الممكن أن تكسر أي صعوبة كانت، مهما كانت الظروف والأحداث، وحتى من اختلفنا معه ينبغي أن نتفاوض معه، حتى نقف على طريق صلب لتحديد المسار، واليوم الحوار هو وسيلة سواءً في الإطار الديني أو السياسي أو الأخلاقي، هو وسيلة للوصول إلى أهداف، فالله عزوجل يقول "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، وهذا توجيه رباني بأنه حتى من اختلفت معه لابد من الحوار، فمسألة التقارب في حد ذاتها تقضي على الكثير من المشاكل التي كانت تدور في ذهنك أو ذهن الآخرين، وأيضاً هناك أهداف مشتركة يتفق عليها الجميع، وبالتالي في مثل هذه الحالات سيخرج الجميع إلى طريق يحقق المصلحة العامة، ولا يختلف الناس إلا عندما تكون المصالح شخصية، وبالتالي هنا لن يستطيع الناس أن يصلوا لنتيجة حاسمة لأنه مع الأسف النخب السياسية لا تفكر إلا في المصالح الشخصية، ولو أنها فكرت في المصالح العامة لما اختلفوا لأن المصلحة العامة لا تتطلب البحث عن منصب بل توجب كيفية توجد حياة تحقق مصالح الناس، وليس مطلوباً منك أن تدافع فيها عن مصالحك، وأعتقد أن المؤتمر الشعبي العام في كثير من الظروف والأحداث كان يقف عند هذه النقطة ومطلبه هو تحقيق المصلحة الوطنية، ولطالما نادى وكرر مراراً دعواته حول الحوار، حتى لا نصل إلى ما نعانيه اليوم، والسبب في ذلك هو عدم وجود استجابة من البعض خصوصاً أولئك الذين ظنوا ان المؤتمر يريد من الحوار مصلحة سياسية استخلصها لنفسه رغم أن تلك الدعوات كانت وما زالت تبتغي المصلحة العامة للشعب‮ ‬بأكمله‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮ ‬حول‮ ‬جهود‮ ‬التحديث‮ ‬التي‮ ‬تتم‮ ‬في‮ ‬الموتمر‮ ‬والانتقال‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬حزب‮ ‬كان‮ ‬حاكماً‮ ‬الى‮ ‬حزب‮ ‬خارج‮ ‬السلطة؟
- الشيخ صادق بن أمين أبو راس، يقوم بأدوار وطنية رائعة كبيرة جداً سواء في إطار المؤتمر الشعبي العام كحزب وطني كبير، أو في إطار الوطن بشكل عام، ولذلك كان هناك اعتراف بالواقع الذي وصل إليه المؤتمر، كان حزباً في إطار السلطة وأصبح خارج هذا الإطار ولو ان هناك من يرى أنه ما زال في السلطة، ولكني أقول إنه بحدود بسيطة جداً وليس فاعلاً رئيسياً في اتخاذ القرارات بشكل عام، ولذا فإن التحديثات مهمة جداً في ظل وجود شخصية كالمناضل أبو راس بخبراته السياسية والحياتية الكبيرة، ولذلك فالقرارات التي يتم اتخاذها ورغم أن البعض يحلو لهم أن يصنفوها هناك أو هناك، ولكن خبرة الشيخ صادق أبو راس وبما يمتلكه من الكثير من المعلومات وتجارب الحياة تجعل الآخرين يدركون أنها تصب في خانة مصلحة المؤتمر الشعبي العام، التي هي مصلحة الوطن بشكل عام.
وباعتقادي قد يكون من المفيد تحولالحزب إلى الحياة المعارضة أفضل بكثير من الحياة في إطار السلطة لسبب بسيط، لأن المؤتمر في السابق كان عبارة عن اسم بلا جسد وكان يحوي الكثير من العناصر التي لا تمت بصلة للمؤتمر وكانت عبارة عن أرقام بدون قيمة مطلقاً، وهذا ما حصل في‮ ‬إطار‮ ‬التداعيات‮ ‬التي‮ ‬حدثت‮ ‬لمن‮ ‬كانوا‮ ‬يعتبرون‮ ‬كوادر‮ ‬وقيادات‮ ‬واستغلوا‮ ‬السلطة‮ ‬السياسية‮ ‬ونهبوا‮ ‬وأساءوا،‮ ‬واليوم‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬هذه‮ ‬فرصة‮ ‬رائعة‮ ‬للمؤتمر‮ ‬للتطهر‮ ‬مما‮ ‬علق‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬أدران‮ ‬أولئك‮ ‬الانتهازيين‮ .‬
فالمؤتمر مليئ بالكوادر الوطنية المخلصة والمجربة والمؤهلة والمدربة وكوادر تحمل إرثاً تاريخياً في الإطار النضالي الوطني مشهوداً له ليس له في اليمن فحسب، ولذا لابد أن يعاد البناء من جديد للمؤتمر الشعبي العام من خلال ترتيبات أخرى تكون أكثر فاعلية وتفسح المجال لتلك‮ ‬الكوادر‮.‬

مضى على المبعوث الأممي سنوات عدة ولم نَرَ أي نجاح يُذكر في سبيل وقف العدوان وفك الحصار، كما لم ينجح حتى الآن في إقناع الطرف الآخر بضرورة فتح مطار صنعاء.. ما تقييمك لدوره او لنقل للقيود المفروضة حوله؟
بالنسبة للمبعوث الدولي أولاً في إطار الأمم المتحدة، ما من قضية دخلت الأمم المتحدة وخرجت بحل، لأن القرار ليس بيد الأمم المتحدة ولا بيد المبعوث الدولي، ولنا أن نتأمل أن هناك مبعوثاً أمريكياً، وهذا يدل على أن القرارات الدولية هي بيد الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية فهي صانعة الأحداث وصانعة الحلول بالطريقة التي تريدها، ولذا أرسلت هذا المبعوث الخاص بها، ومن ناحية أخرى إلى عمل الأمم المتحدة أو عمل المبعوثين للأمم المتحدة هو مجرد وسيط، وليس لإيجاد حل، ليس له علاقة أن يتعلق في إطار هذا الطرف أو ذاك، بل إنه ليس له الحق حتى في أن يقترح إلا ما توافقت عليه الأطراف، ويظل اقتراحه غير ملزم، ولذلك لن يصل إلى أي نتيجة، ولابد أن نفهم أن هناك تدخلات كثيرة، هناك الدور البريطاني، وبقية الدول وأقصد "الصين، روسيا" تلعب بهامش بسيط يتناسب ومصالحها فقط.
أما‮ ‬دور‮ ‬المبعوث‮ ‬الدولي‮ ‬فهو‮ ‬رهن‮ ‬لإرادة‮ ‬الأطراف‮ ‬المؤثرة‮ ‬والفاعلة‮ ‬في‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬فقط،‮ ‬ولذلك‮ ‬لا‮ ‬يعول‮ ‬عليه‮.‬

‮< ‬هل‮ ‬ترى‮ ‬ان‮ ‬الأطراف‮ ‬اليمنية‮ ‬المتصارعة‮ ‬متقبلة‮ ‬للحل‮ ‬والسلام،‮ ‬أم‮ ‬ما‮ ‬زالت‮ ‬رهينة‮ ‬للاجندة‮ ‬الخارجية‮ ‬والأحقاد‮ ‬والمصالح‮ ‬الشخصية؟
- هناك قلة من النخب اليمنية والتي لديها رغبة في الوصول إلى حل، لكن من تعود على الحروب باعتبارها إضافة إلى أرصدته والتي كانت دائماً هي عنوان الحياة بشكل عام، فهؤلاء هم الخطر الحقيقي على حاضر ومستقبل البلاد، ولذلك أقول إنه حتى الاقتتال ربما سنصل بإذن الله تعالى في أي لحظة لوقفه، ولكن ما أخشاه أن يدوم الصراع، نتيجة بقاء تلك الأطراف فاعلة، وهي من رأيناها في الماضي تبتز وتأكل وتنهب ثم تفاجأنا بانتقال قمم الفساد ورموزه إلى مربع أزمة 2011 " الثورة العبرية"، ونخشى أن ينتقلوا إلى المستقبل أيضاً، فهم صناع الأزمات والحروب والمشكلات ولم تقم لليمن قائمة بسبب هذه النخب السياسية وبالتالي هذا ما يخشى عليه.. هؤلاء لم يتحرروا من قيود الهوى الموجودة فيهم وعمالتهم للآخر.. ولذلك السلطة السياسية اليوم عليها واجب كبير فيمن يتحمل المسؤولية عما يجري، وإذا لم يتم تحييدهم سيعملون مستقبلاً على إنتاج الأزمات والحروب لانهم لا يستطيعون العيش بدونها، وهم من خلقوا سابقاً قضية صعدة، والقضية الجنوبية، وهم من أثاروا مشكلات كثيرة، وفتحوا أبواب خزينة الدولة على مصراعيها ونهبوها، ولأن العمالة هي الرابط بينهم وبين الآخر نرى ما يقومون به من موافقة وتطبيل‮ ‬للعدوان‮ ‬على‮ ‬بلدهم‮ ‬كمصدر‮ ‬للتكسب‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬توقعكم‮ ‬للمسار‮ ‬السياسي‮ ‬او‮ ‬لنقل‮ ‬للصفقة‮ ‬والتسوية‮ ‬القادمة،‮ ‬هل‮ ‬تعتقد‮ ‬أنها‮ ‬ستؤسس‮ ‬لسلام‮ ‬دائم،‮ ‬ام‮ ‬سلام‮ ‬مؤقت‮ ‬تحت‮ ‬ضغوط‮ ‬معينة؟
- كما قلت لك، مسألة السلام بحاجة إلى إرادة وطنية وصناع لسلام حقيقي، نصنع السلام أولاً في داخل النفس، "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ولذلك قضية الحراك المجتمعي مسألة مهمة، يعني ألا تظل تلك الشخصيات هي القابعة والباقية والمتحكمة في حياة اليمنيين سابقاً وحاضراً ومستقبلاً، ولذلك لابد من استبدال هذه النخب التي عفى عليها الزمن، وهم غير خافين فهم صناع الحروب، وعلينا أن نوجد شخصيات سلام حقيقي بيننا نحن اليمنيين، فالسلام ليس بالمسألة الصعبة بل هو صلب الحياة الطبيعية التي خُلقنا من أجلها، ولذلك هناك واجب وطني وديني وأخلاقي أن نتوجه نحو ذلك، فالنخب ما دامت مستفيدة من استمرار الوضع على ما هو عليه فلن نصل إلى حل، فمن المهم والملزم أن تتوجه الأحزاب لتحييد تلك النخب التي لا تستقيم مع السلام ولا تؤمن به فعلاً، أما اليوم في وجود هذه النخب وفي وجود العدوان الخارجي الذي لم ينته حتى الآن، ولن ينتهي من خلال هذه المبادرات التي جاءت لاستكمال عدوان من نوع أخر، بالتالي لابد من التنبه لهذه القضية، فالعدوان ليس على اليمن بمفرده، بل على المنطقة العربية بأسرها وهو يتحول من منطقة لأخرى، ويفكر في أن يزيل عبئاً من منطقة حتى‮ ‬يضيفه‮ ‬على‮ ‬منطقة‮ ‬أخرى‮..‬

‮< ‬أنتم‮ ‬أهل‮ ‬باع‮ ‬طويل‮ ‬في‮ ‬الجانب‮ ‬الأكاديمي،‮ ‬كيف‮ ‬تفسر‮ ‬واقع‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬اليمنية‮ ‬وهل‮ ‬تحتاج‮ ‬لخطة‮ ‬تحديث‮ ‬وتنمية‮ ‬ووصول‮ ‬الكفاءات‮ ‬الوطنية‮ ‬مستقبلاً‮ ‬بعد‮ ‬إنتهاء‮ ‬العدوان؟
- في الحقيقة الدبلوماسية اليمنية اليوم تعاني من محنة كبيرة جداً، إذا كانت في السابق تعاني منها فما بالك اليوم وهي تعاني أيضاً من انقسام، فعلى المستوى الداخلي هناك إرادة صلبة في مواجهة العدوان وتصد وهناك ثبات منقطع النظير، ويجب أن يكون على التوازي هذا الجيش الممثل في مسألة الدبلوماسية، لأن حربك اليوم ليست على المستوى الداخلي فقط، فالحرب الخارجية الأكثر ضراوة وضراسة وهي من تبحث عن تحقيق الأهداف، وبالتالي عليك أن توجد هذا الجيش الدبلوماسي وتتبنى ويفترض أن يكون قد تبنيت مفاوضين جيدين يستشعرون حجم المسؤولية وخطورة‮ ‬الوضع‮ ‬الذي‮ ‬هم‮ ‬فيه‮.‬
بمعنى آخر في الحرب ليس هناك من حواجز حتى في ظل ظروف الحرب عليك أن تفاوض عدوك، يعني الولايات المتحدة الامريكية قد تحمل منها ما تحمل وهي عدوتك الأولى، ولكن عليك أن تجلس معها وأن تحاورها فهي المتحكمة فيمن يعتدي عليك، وإذا ما استطعت أن تنفذ إلى صناع القرار في أمريكا بلا شك سيتغير مجرى هذه اللعبة بشكل عام، فالمجتمع الأمريكي منفتح، وصناع القرار في واشنطن ليس الرئيس الأمريكي بل آخرون من حول هذا الرجل، والوصول إليهم في غاية السهولة وأضف إلى ذلك أن علينا أن نلعب وفق المبادئ التي يؤمنون بها، دون التخلي عن المبادئ التي‮ ‬تؤمن‮ ‬بها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬هناك‮ ‬قيم‮ ‬مشتركة،‮ ‬وعليك‮ ‬أن‮ ‬تتقبل‮ ‬معاناتك‮ ‬بشكل‮ ‬يسوق‮ ‬لها‮ ‬وما‮ ‬يحقق‮ ‬هدفك‮ ‬لدى‮ ‬الآخرين‮.‬

‮< ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮ ‬يوجهها‮ ‬الدكتور‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬الشعيبي‮..‬
- أقول أولاً لمختلف القوى السياسية إنكم اليوم تصنعون حاضراً ومستقبلاً، واليوم بذرتكم سوف ترتد إليكم، لن تستطيعوا أن تغيروا في اليمن بتاريخه ولا بقيمه ولا بعاداته ولا بثقافته، هذه القيم ستظل ثابتة رغماً عنكم، أنتم زائلون وستبقى هذه ثابتة، فاثبتوا وفقاً لهذا‮ ‬الثبات‮ ‬المجتمعي‮ ‬والقيمي،‮ ‬وسيروا‮ ‬وفقاً‮ ‬لهذه‮ ‬القيم‮ ‬وقدموا‮ ‬تنازلات‮ ‬لأنفسكم‮ ‬انتم‮ ‬أولاً،‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬مصلحة‮ ‬اليمن،‮ ‬فمحنة‮ ‬اليمن‮ ‬ستزول‮ ‬لكن‮ ‬محنتكم‮ ‬هي‮ ‬دنيا‮ ‬وآخرة‮.‬
وأقول لدول العدوان، ما تزرعونه اليوم سوف تحصدوه غداً، فأنتم اليوم تقضون على بيئتكم العربية والإسلامية، والدور قادم عليكم، وبالتالي لن يقف معكم أحد، لأنكم تقضون على هذه البيئة التي كانت ستقف معكم، والآن لديكم فرصة إن أردتم أن تخرجوا من هذه المحنة ومن خلال السياسة‮ ‬الأمريكية‮ ‬الظاهرة‮ ‬للعيان‮ ‬والتي‮ ‬تدل‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬الدور‮ ‬آتٍ‮ ‬عليكم،‮ ‬فعودوا‮ ‬إلى‮ ‬رشدكم‮ ‬فما‮ ‬زال‮ ‬هناك‮ ‬بقية‮ ‬باقية‮ ‬قد‮ ‬يستذكرها‮ ‬الناس‮ ‬لكم،‮ ‬فلا‮ ‬تصروا‮ ‬على‮ ‬فقدان‮ ‬من‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يقف‮ ‬معكم‮ .‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شراقات في العمل الخيري
رياض يحيى

شعب يمتلك إرادته لا يُقهر
توفيق عثمان الشرعبي

أهمية تشجيع أعمال الخير في رمضان
عبد السلام الدباء

فلسطين حرة أبية
أ. فاطمة الخطري*

فلسطين.. ستعود الأرض وتنتصر القضية
راسل القرشي

حرب الريال.. حرب البطون ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

فضفضات رمضانية
أوس الارياني

المتغيرات تتجه نحو معركة شاملة
أحمد الزبيري

تسع سنوات من الصمود والتقدم في مواجهة التحديات
أحمد سلطان السامعي

أقولها، وأنا بذلك زعيم..
الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

العزيز الذي لم ولن يموت في ذاكرة الشعب
عبدالحكيم أحمد الحكيمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)