موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 22-مارس-2021
علي‮ ‬صالح‮ ‬تيسير‮ ❊‬ -
أنبأنا التأريخُ قديمُه وحديثُه والمُعاصرُ باعتداءاتٍ مارستْها دولةٌ على دولةٍ، وبجرائمَ في حقِّ شعبٍ ارتكبَها غازٍ أو مُحتلٌّ، أو دولةٌ باغيةٌ في حُدودِ النديَّةِ والشَّكلِ المُتعارفِ عليه.. لكنْ لم يُسجِّلِ التأريخُ البشريُّ عُدواناً كونيَّاً تضافرتْ فيه إمكاناتُ دُولٍ عُظمى وأخرى، فاجرةٌ وفاحشةٌ في أفعالِها وثرائها للانقضاضِ على بلدٍ مُنفردٍ، ونهبِ مُقدراتِ أجياله وثرواتِها والاستحواذِ على مجاله الحيويّ والجغرافيّ الأكثرِ من مُهمٍّ، والاجهاز على كاملِ بنيتِه التحتيَّة؛ بلدٍ عريقٍ يُذكِّرُ قائدتي تحالفِ الإرهاب (السُّعوديَّة والإمارات) بعُقدِ نقصٍ مُركَّبةٍ تعانيانِ منها؛ بوصفِهما نتواءاتٍ برزتْ ضدَّ حقائقِ التأريخ، ومنطقِ الجُغرافيا وتؤديانِ دوراً يخدمُ الدول الاستعماريَّةَ وأعداءَ الاسلام.. لم تستطيعا أن تستوعبا يمناً مُسقلاً ذا حضارةٍ، ومُنطلقاً للبشريَّةِ، وأصلاً لكلِّ العرب.. فاستنفرتْ -لتدميره - ترسانةً منَ الملياراتِ، وأطناناً من مُتفجراتِ الدَّمار الشَّامل، والقنابلِ والصَّواريخِ المُحرَّمةِ دولياً؛ مُستعينةً بكلِّ وسائلها القذرةِ من حصارٍ خانقٍ وتجويعٍ مُمنهجٍ، ووقفٍ كاملٍ للمصدرِ الوحيدِ لحياةِ مُوظفي‮ ‬الدَّولة‮ ‬بملايينهم‮ ‬الثلاثة‮. ‬
فلم تذَّخرْ وسيلةً من وسائلِ الإرهاب إلا استدعتْها بمُباركةٍ دوليَّةٍ، وغطاءٍ أمميٍّ شرعنَ لجرائمِها ومجازرِها التي لم تتوقفْ منذُ سنواتٍ ستٍّ - هي عُمرُ العُدوانِ المأفون - حتى دقائقِ كتابةِ هذه السُّطورِ العجلى، اغتالوا فيها مئاتِ الآلافِ منَ الأرواح البريئة.. جرائمَ اختلطتْ فيها دماءُ المدنيين أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً في مُدنِ اليمنِ وأريافها المأهولة بالآمنين،وفي المدارسِ والجامعاتِ والمعاهدِ والمزارع، وفي الأسواقِ المُكتظة، وفوقَ الجُسُورِ وتحتِها، ومحطَّاتِ الوقود، وفي الطُّرقاتِ، وأعالي الجبالِ‮ ‬والسُّفوح،‮ ‬وفي‮ ‬إشاراتِ‮ ‬المُرور،‮ ‬وفي‮ ‬كلِّ‮ ‬موقعٍ‮ ‬فيه‮ ‬حركةٌ‮ ‬لإنسانٍ‮ ‬أو‮ ‬حيوانٍ‮.. ‬استخدموا‮ ‬التجويعَ‮ ‬والاغتصاباتِ‮ ‬والتهجيرَ‮ ‬القسريَّ‮ ‬والتعذيبَ‮ ‬وسائلَ‮ ‬وضيعةٍ‮ ‬لعُدوانهمُ‮ ‬الجبان‮. ‬
فأضحتْ جرائمُهم - الخالدةُ ذِكْراً وسِفْراً - شاهداً على بشاعتِهم، وعلى التواطؤ الدُّوليّ الذي مثَّلَ وصمةَ عارٍ على جبينِ الانسانيَّة الصَّامتة، وخلَّفَ نُدوباً غائرةً في وجهِ آليَّاتِ الأممِ المُتحدةِ التي تدَّعي - منذُ اثنتينِ وسبعينَ سنةً - وصلاً بحقوقِ الإنسان، وحقوقُ الإنسانِ لا تقرُّ لهم بذاك. غيرَ أنَّ إرادةَ الخالقِ أبتْ إلا أن يكونَ هذا العُدوانُ المُتوحشُ - مُتعددَ الجنسيَّات - فاضحاً لتلكَ الأنظمةِ الإرهابيَّةِ التي تفنَّنتْ بازهاقِ أرواح اليمنيينَ طَوالَ ستِّ سنواتِ عُدوان مُتتاليةٍ، وما تزالُ فيها عجلةُ التدمير دائرةً حتّى اللحظة التي طالتْ كلَّ حيويٍّ وأساسيٍّ لحياةِ المدنيينَ من دُورِ العبادة ودُور المكفوفينَ، والأشخاصِ ذوي الإعاقة،والمصانع والمعاملِ والمزارع واسطبلاتِ الخيول، ومخازنِ الغداء والدَّواء،والمطاراتِ والموانئ؛ ليستشهدَ - بفعل اجرامِهمُ الفاضح وحصارهمُ المضروب برَّاً وجوَّاً وبحراً - ما يربو على 300 ألفِ مدنيٍّ منعتْ دولُ العُدوان أكثرَهم من تلقي العلاجِ خارجَ اليمن من أمراضهمُ المُستعصيَّة والمُزمنة،ومنعتْ دخولَ المُشتقاتِ النفطيَّةِ التي أوقفَ غيابُها 80٪ من المُستشفياتِ والمرافقِ الصِّحيَّة التي تعالجُ مرضى الفشل الكلوي والسُّكري والسَّرطاناتِ، وعطَّلَ غُرفَ العنايةِ الفائقة، وحاضناتِ المواليد الخُدَّج،وضاعفَ من مُعاناةِ عشرينَ مليوناً ماعادوا قادرينَ على الحُصُولِ على المياه الصَّالحةِ للشُّرب التي يحتاجُ ضخُّها إلى مُشتقاتٍ نفطيَّةٍ؛ لتشغيلِ المضخَّاتِ الكهربيَّة الموجودةِ في بيوتهم ومُدنهم وقُراهم، وفي مواطنِ النُّزوح، بعددهم الذي تجاوزَ أربعةَ ملايينَ نازحٍ، بينَهم مليونا طفلٍ يعانونَ من سُوءِ التغذيةِ الحادّ، ومليونٌ ونصف طفل غادروا مدارسَهم، وأصبحوا نهباً للضَّياعِ والتشرُّد خارجَ صُفوف الدِّراسة،ليلتحقَ أغلبُهم بسُوقِ العمل الذي لايتَّسقُ مع أعمارهمُ الغضَّة،التي سرتْ في ثناياها أمراضٌ نفسيَّةٌ وعاطفيَّةٌ وعضويَّةٌ،دفعتْ أكثرَهم إلى اللجوءِ إلى أكلِ أوراق الشَّجر؛ دفعاً لجائحةِ الجُوع والمجاعة التي فتكتْ بأجسادِهمُ الهزيلةِ التي ما عادتْ قادرةً حتى على البكاء؛ فرتَّبتْ أفعالُهمُ الإجراميَّةُ كارثةً إنسانيَّةً هي الأسوأُ في التأريخ المُعاص.،باعترافِ كلِّ المُنظماتِ الإنسانيَّةِ والحقوقيَّةِ الدّوليَّةِ، ومُنظمات الأمم المُتحدة التي احترفتِ النفاقَ السِّياسيَّ، وباتتْ تمارسُ عبثاً‮ ‬غيرَ‮ ‬جميلٍ‮ ‬بدماءِ‮ ‬اليمنيينَ،‮ ‬الذين‮ ‬لو‮ ‬كانتْ‮ ‬دماؤهم‮ ‬نفطاً‮ ‬لتهافتتْ‮ ‬على‮ ‬حمايتها،‮ ‬كما‮ ‬وصفَ‮ ‬الشَّهيدُ‮ ‬الخالدُ‮ ‬الرئيسُ‮ ‬صالح‮ ‬الصَّماد‮ .‬
فمن مارس 2015 حتَّى مارس 2021 عبرتْ جرائمُ الحربِ، وجرائمُ ضدَّ الإنسانيَّة، وجرائمُ الإبادةِ الجماعيَّة على أجسادِ البراءةِ والنساءِ والمُسنينَ والشَّباب الذينَ أبوا الالتحاقَ بسلكِ المُرتزقةِ المأجُورينَ، وآثروا الموتَ والجوعَ والمرضَ والشتاتَ على أن يبيعوا ترابَ الوطنِ وأنفسَهم للمُحتلينَ الجُدُد، والرُّضوخ لإغراتهمُ المُلوثة، ولسانُ حالِهم يردِّدُ موتٌ بكرامةٍ أحبُّ من عيشٍ مُترعٍ بالذُّلِ والمهانة، في ظلالِ قيادةٍ ثوريَّةٍ وسياسيَّةٍ حُرَّةٍ، سقفُ عزتِها، وكرامةِ أبنائها السَّماء؛ مُبرهنةً على عزيمةِ رجالها المُجاهدينَ في جبهات العزَّةِ والشَّرفِ الذينَ قهروا جبروتَ المُعتدينَ وتعاليهم، ولقنوهم دُروساً بليغةً في فنونِ القتال أدهشتْ خبراءَ الاحترافِ العسكريّ في العالم، ورفعوا بمآثرِهمُ البطوليَّة اسمَ اليمن عالياً، وأعادوا لأهلِ اليمن والحكمة اعتبارهم بعدَ‮ ‬تماهٍ‮ ‬طويلٍ،‮ ‬وارتهانٍ‮ ‬مُذلٍّ‮ ‬لأعداءِ‮ ‬اليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وانساناً،‮ ‬وعلى‮ ‬قدرِ‮ ‬أهلِ‮ ‬العزم‮ ‬تأتي‮ ‬العزائمُ‮.‬
وها هو العالمُ اليومَ يتابعُ بإعجابٍ الضَّرباتِ المُزلزلةَ التي يلحقُها جيشنُا البطلُ،واللجانُ الشعبيَّةُ في كلِّ ميادينِ الشَّرفِ؛ حتى بلغتْ ذُرى الانتصاراتِ عُمقَ دولِ العُدوان في تحوُّلٍ مُذهلٍ من مُربع الدَّفاع إلى دائرةِ المُبادرة والهُجُوم، وإلحاق الهزائم المُذلة بتحالفِ الإرهاب العالمي ّ،ذكَّرتْ المُعتدينَ ومُرتزقتَهمُ المأجورينَ بحقيقةٍ تعمَّدوا تناسيها بأنَّ اليمنَ - عبرَ التأريخ - مقبرةٌ لكلِّ غازٍ مُعتدٍ سوَّلتْ له نفسُه المريضةُ التطاولَ وتخطِّيَ الخُطوطِ الحُمر؛ والاقتراب من سياجِ اليمن المنيعة،‮ ‬والتعديَ‮ ‬على‮ ‬تراب‮ ‬الوطنِ‮ ‬الغالي‮.‬
سيموتُ‮ ‬رمزُ‮ ‬الطُغاةِ‮ "‬نيرون‮"‬،‮ ‬ولن‮ ‬تموتَ‮ ‬أو‮ ‬تركعَ‮ ‬سعيدتُنا‮ ‬اليمن‮ ‬لو‮ ‬تكالبتْ‮ ‬على‮ ‬وأدِها‮ ‬كلُّ‮ ‬البشريَّة،‮ ‬مادامتْ‮ ‬في‮ ‬أوردةِ‮ ‬أحرارِ‮ ‬اليمن‮ ‬وشرايينهم‮ ‬دماءٌ‮ ‬طاهرةٌ‮ ‬تجري‮. ‬
وإنَّنا‮ ‬على‮ ‬موعدٍ‮ ‬قريبٍ‮ - ‬بإذنِ‮ ‬اللهِ‮ ‬تعالى‮- ‬لإعادةِ‮ ‬مأرب‮ ‬الحضارة‮ ‬والإباء‮ ‬إلى‮ ‬أحضان‮ ‬الوطن‮.. "‬وسيعلمُ‮ ‬الذينَ‮ ‬ظلمُوا‮ ‬أيَّ‮ ‬مُنقلبٍ‮ ‬ينقلبون‮". ‬صدقَ‮ ‬اللهُ‮ ‬العظيم‮.‬
الخُلودَ‮ ‬الأبديَّ‮ ‬لشُهدائنا‮ ‬الأبرارِ‮ ‬الأحياءِ‮ ‬عندَ‮ ‬ربهم،‮ ‬والشِّفاءَ‮ ‬العاجلَ‮ ‬لجرحانا‮ ‬الميامينِ،‮ ‬والخزيَ‮ ‬والعارَ‮ ‬للمُرتزقة‮ ‬بائعي‮ ‬الأرض‮ ‬والعرض‮.. ‬ولانامتْ‮ ‬أعينُ‮ ‬المُجرمينَ‮ ‬الجُبناء‮. ‬
ومنَ‮ ‬الله‮ ‬وحدَهُ‮ ‬النصرُ‮ ‬والتمكين‮.‬

‮❊ ‬وكيل‮ ‬وزارة‮ ‬حقوق‮ ‬الإنسان
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)