د. طه حسين الهمداني - تجمعني صداقة طويلة ومتينة بالأستاذ العزيز المرحوم عزي شايف صغير أمين عام الحزب الناصري الديمقراطي ووزير الدولة السابق في حكومة الوفاق الوطني من خلال نشاطنا الحزبي والتنظيمي باعتبار الحزب الناصري أحد الأحزاب الرئيسة المنضوية في إطار أحزاب التحالف الوطني مع المؤتمر الشعبي العام وقد تعمقت تلك العلاقة وتوطدت خلال الفترة الأخيرة عندما جمعنا العمل معاً ضمن فريق دعم الحوار المكون من مجموعة من القيادات البارزة التي تمثل مختلف المكونات والاحزاب السياسية وناشطي وناشطات المجتمع المدني والمستقلين لتبادل الآراء فيما بيننا حول استئناف العملية السياسية والعودة إلى طاولة الحوار.
وخلال هذه التجربة والمهمة الوطنية التي تشاركنا الهم العام فيها معا اكتشفت أكثر شخصية هذا الرجل النبيل وسجاياه وانسانيته المبهرة، ولا أبالغ إن قلت بأنه سياسي بارع وصاحب مبادرات وطنية جادة ورائعة، يظهر من خلالها انتماء وطني عميق وأصيل ومحبة حقيقية للسلام والتوافق، ينتمي بعمق وتجربة ومبادىء لثقافة الحوار، صاحب صوت صادح بالحق، وجرأة في التعبير عن آرائه دون تردد، ومع كل هذا تظهر شخصيته الوطنية والعروبية.
ناضج سياسياً وصاحب قيم ، رجل حزبي وتنظيمي من الطراز الرفيع، يحترم تعاهداته وعلاقاته وتحالفاته، واكاد اجزم انه من اقرب احزاب التحالف الوطني للمؤتمر الشعبي العام وأكثرهم إخلاصاً ووفاء وصدقاً في نهجه وسلوكه.
وعلى الصعيدين الشخصي والأدبي دمث الأخلاق ومثقف وأديب لا يُشقُّ له غبار، كريم النفس، مضياف، بيته مفتوح لكل من يعرفه وواجهة اجتماعية مشرّفة لأهل تهامة الخير والطيبة ولكل أبناء اليمن .
حضرت العديد من جلسات المقيل في منزله وتفاجأت بالتنوع الثقافي والسياسي لابناء تهامة الذين كانوا يمثلون غالبية من يحضر مقيله من مختلف المشارب السياسية واحسست ان هناك حراكاً جديداً وتطوراً يحدث في اليمن وجيلاً تهامياً متجدداً وقادماً له فكره وآراؤه وأطروحاته الجديرة بالاهتمام والإفادة والاستفادة منها على مختلف الأصعدة.
وأعترف أنه عندما كان يتحدث الاستاذ المرحوم شائف عزي يتحدث بفكر عميق ورؤية سديدة ومسؤولة معززة بخلفية تاريخية وأسلوب متميز يظهر من خلال مقدرته على امتصاص غضب الكثير من الشباب وتوضيح الحقائق والإقناع بالحجة والمنطق.
وعن استشرافه للمستقبل فلا يبتعد ابداً عن الأمل والتفاؤل .
أقرُّ بأننا فقدنا شخصية وطنية ثرية تحظى باحترام وتقدير كل من عرفها..
صاحبة علاقات طيبة مع الجميع، قد يختلف معك لكنه وفي وحكيم يبحث دوماً عن القواسم المشتركة.
يحمل صفات ابناء تهامة الجود ،ساهم في العمل الاجتماعي والخيري، وحل كثيراً من مشاكل الناس وساعد أبناء تهامة بكل تواضع وإخلاص.
حلم باستقرار اليمن وساهم في نهضتها الكبيرة التي حصلت خلال العقود الماضية حاملاً مشاعل النور والمحبة والتسامح والعطاء.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
|