جمال الورد - يمضي المؤتمر الشعبي العام بقيادته وأعضائه مجتمعين في نهج الصمود والولاء لله ثم الوطن، وهذا حال الحزب منذ اليوم الأول لتأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي، وهذا هو نهج وقناعة قيادة الحزب في اصطفافها مع الوطن والمواطن، تنفيذاً لمبادئ وقيم الجمهورية والثورتين الخالدتين 26 سبتمبر و 14 اكتوبر، وحماية وصوناً لمكتسبات الشعب، ولذلك ليس مستغرباً أبداً هذا الصمود والتماسك الذي تبديه قيادة الحزب منذ دخولها المعترك السياسي، وما ثبات موقفها في وجه العدوان إلا امتداد لإيمانها الراسخ بالوطن وتمسكها بالقيم الوطنية والأخلاقية بشكل عام.
فمنذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا وقفت قيادة المؤتمر الشعبي العام موقفها الوطني الملتزم برفض العدوان والدعوة للحوار والحلول السياسية السلمية، وهذا ما تؤكده تصريحات ولقاءات وخطابات الشيخ المناضل صادق بن أمين أبوراس- رئيس المؤتمر الشعبي العام، ونوابه ومن قبلهم رئيس الحزب السابق الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام الشهيد عارف الزوكا، فالمؤتمر دوماً موجود حيثما يوجد الوطن وحيثما تكون المصلحة العامة المقدمة على المصالح الشخصية، وهذا أمر يدركه الجميع مهما غالوا في حقدهم ضد الحزب وقياداته، فالمؤتمر يمثل صوت العقل والوسطية والاعتدال، وما يصدر عن قيادته الوطنية في صنعاء ممثلة بالشيخ أبوراس خير دليل على ذلك.
فالمؤتمر الشعبي العام بقيادته المقتدرة الوفية، والصامدة في صنعاء والتي نعتز بمواقفها الوطنية بجانب الوطن، اثبتت للجميع من هو مع الوطن ومن كان يعتبره مجرد فندق عندما تنتهي الخدمة او تسوء يغادره للبحث عن فندق آخر، ولذا نجل ونقدر قيادة المؤتمر الموجودة ممثلة بالشيخ صادق والى جانبه رفاقه واخوانه من القيادات المؤتمرية التي تقف للدفاع عن اليمن من خلال صمودها المشهود.
واليوم ونحن نسمع الحديث المتزايد عن السلام، يجب علينا ان نتوقف ونستذكر خطابات رئيس المؤتمر، والتي لطالما نادى فيها بوقف العدوان والاقتتال، والتوجه نحو طاولة الحوار لحل الخلافات وبناء الوطن الذي يحتاج سواعد كل أبناءه، وهي دعوات من رجال عركتهم السياسة وفطنوا له، ويعرفون ما هي النهايات المحتومة لكل حرب وخلاف، ولذلك كانت قيادة المؤتمر في دعواتها المتكررة لرأب الصدع وحل الخلاف بالحوار والتسامي فوق الجراح، تريد أن تقول للجميع اختصروا الطريق والدماء المسفوكة واجلسوا معاً وسوياً على طاولة حوار بدل التمترس خلف البندقية، فلا يمكن للحلول العسكرية أن تنهي الوضع القائم والخلاف المشتعل، ولن ينتهي الأمر إلا بعقلاء يحتكمون للمنطق ويتوصلون معاً إلى تسويات تحقق مطالب الشعب وتصون الوطن ووحدته وسيادته.
وقد تابعنا جميعاً البيان الصادر عن المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، حول المبادرة السعودية المقدمة مؤخراً، وترحيبه بكل دعوات السلام الصادق غير المنقوص او المجتزأ، ولاحظنا انفتاحه - قيادة وقواعد- على كل ما من شأنه تحقيق السلام، شرط أن يكون بحل يمني مؤمن بهذا الوطن وتضحيات الشعب، لا ينتقص سيادة ولا يمزق وحدة ولا يتجاوز ثوابت، بل يجب أن يكون سلاماً شجاعاً يعترف المخطئ فيه بخطئه ويتحمل المسؤولية بشجاعة أخلاقية.. ولذلك اعتبر المؤتمر ما أعلنته السعودية خطوة في الطريق الصحيح، آملاً أن تتبعه خطوات تؤدي لإيقاف وإنهاء العدوان الغاشم ورفع الحصار الجائر عن كافة المنافذ والموانىء اليمنية البحرية والجوية والبرية.
إن القيادة الحالية للمؤتمر الشعبي العام، تمتلك من الخبرة والحنكة ما يفرض على الآخرين الإنصات لدعوات الحوار والسلام التي تقدمها، وتجاوز الأخطاء والأحقاد التي أوصلت الجميع إلى هذا الحال الذي لا نُحسد عليه، فهذه القيادة لم تأك جهداً في وقوفها مع الوطن وبحثها المستمر والفاعل مع المنظمات الدولية والبعثات الاممية عن كل ما من شأنه تخفيف معاناة أبناء شعبنا، وتبيان حقيقة ما يتعرض له اليمن من إجرام وعدوان ودمار ممنهج، وإصرارها الدائم على الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة ليستعيد اليمن أمنه وإستقراره، وتعود العملية الديمقراطية كطريقة ونهج للوصول إلى الحكم، وتعزيز العدالة والحريات والمساواة والحكم الرشيد.. فالمؤتمر حزب السلام ومع الوطن للوصول إلى السلام الدائم بإذن الله .
|