حاورتها/ نادية صالح - قالت الدكتورة فتحية العطاب- رئيسة القطاع النسوي بفرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة صعدة، إن صمود شعبنا اليمني في وجه العدوان السعودي وعلى مدى ست سنوات يؤكد أن من الصعب أن يتم تركيع شعب كشعبنا اليمني الذي له إرثه الحضاري والتاريخي الذي يؤهله للصمود ورفض التبعية والإذلال من قبل أي قوة في هذا الكون مهما عظمت.
واضافت الدكتورة فتحية العطاب في حوار مع »الميثاق«: إن المؤتمر الشعبي العام جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الصامد في وجه العدوان والحصار الجائر، فالمؤتمر قاعدة شعبية عريضة وقيادة وطنية شامخة تعرف حقوق الوطن وواجباتها جيداً.. مشيرةً إلى أن ما يقوم بها رئيس المؤتمر الشيخ صادق أبو راس محط تقدير وتأييد من كل قيادات وقواعد الحزب، نظراً لما يملكه الشيخ صادق من حكمة وحنكة وطنية ولدوره الوطني والحزبي الكبير الذي قام ويقوم به خصوصاً في لململة شتات الحزب وإعادته لدوره الوطني المعهود.
كما تناول اللقاء وضع القطاع النسوي في محافظة صعدة، وغيرها من القضايا الوطنية والحزبية تجدونها في طيات الحوار التالي:
* ما تقييمكم لصمود شعبنا في مواجهة العدوان والحصار على مدى 6 أعوام، وما جسده من صور ملحمية في الاصطفاف والتوحد؟
- الحقيقة إن صمود شعبنا ليس مستغرباً، فما يمتلكه من إرث حضاري وعنفوان وكرامة عُرف بها اليمن واليمنيون منذ الأزل يؤهله بجدارة أن يعطي للعالم أجمع هذا الدرس في التضحية والصمود والصبر، كونه لم يعتد يوماً أن ينحني أمام أي قوى خارجية تريد تركيعه وإذلاله، وهذا ما نراه شاهداً أمامنا في هذا الصمود الأسطوري أمام العدوان السعودي..
ولعل هذه القيم والروابط التاريخية المستمدة إيماننا بالله وثقتنا المطلقة فيه وإتكالنا عليه من تاريخنا العظيم وديننا الحنيف، هي كلها عوامل وروابط وحقائق اصطف حولها شعبنا من مختلف المذاهب الفكرية والسياسية والدينية، وسيستمر هذا الصمود إلى أن يشاء الله لوطننا وشعبنا النصر والعزة، ولأعدائنا الخزي والعار والانكسار.
* كيف تقيمون اداء المؤتمر الشعبي العام ومواقفه ازاء مجمل التحديات التي يواجهها شعبنا جراء العدوان والحصار؟
- المؤتمر الشعبي العام جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الصامد في وجه العدوان والحصار الجائر، فالمؤتمر الشعبي العام قاعدة شعبية عريضة وقيادة وطنية شامخة تعرف حقوق الوطن وواجباتها جيداً، وتدرك أن الوطن أغلى وأن سيادته أهم من أي أمر آخر، ولذا فقد أعلنت منذ اللحظة الأولى للعدوان رفضها هذا الاعتداء والتدخل الخارجي، ووقوفها إلى جانب الشعب والقوى الحرة الرافضة هذا العدوان، وهذا ما أثبتته الأيام وما أكدته الأحداث فالمؤتمر حزب الشعب، ولن يكون إلا حيث يكون الشعب ومصلحة الشعب والوطن بكل تأكيد..
وبتلاحم كل أبناء الشعب من أحزاب وتنظيمات سياسية بكل تأكيد نزداد قوة وصلابة في وجه العدوان، فالمؤتمر يمتلك الكثير من الكوادر الوطنية الشريفة التي ثبتت في ظل هذه الظروف الصعبة بمشاركتها الفاعلة في بناء الصمود والحفاظ على الوطن ، وما نسمعه دوماً من قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق أبو راس من رفض مطلق للخنوع للخارج والتماهي مع العدوان، ودعواته العقلانية للحوار ورأب الصدع الداخلي حتى نتحد كلنا ونتشارك جميعنا نحن اليمنيين في شرف صد العدوان وإفشال مخططاته الخبيثة .
* لو تحدثيننا عن القطاع النسوي فرع المؤتمر الشعبي العام في صعدة، وما أبرز الأنشطة التي يقوم بها؟
- الحقيقة إن الفرع بشكل عام يعاني ما تعانيه كل الفروع التابعة للحزب، جراء الظروف القاهرة التي فُرضت على الوطن، وكذلك نتيجة المؤامرات التي تحاك ضد الحزب، وتعمل على تشتيته، وأيضاً أقول إن انشطة القطاع النسوي في محافظة صعدة تأثرت بذلك مثلها مثل ما يعانيه هذا القطاع في مختلف محافظات الجمهورية، ونتيجة لذلك فإن أنشطة القطاع النسوي أصبحت محدودة جداً.
* باعتبارك رئيسة القطاع النسوي للمؤتمر في صعدة، هل أنت راضية عن تمثيل المرأة في الحزب سواءً في الفروع أو اللجان الدائمة والعامة؟
- أكيد لا ولكن هذا هو وضع البلاد في الوقت الراهن، ولكني ايضاً متفائلة جداً بأن هذه الغمة ستنزاح، وسيعود العمل الحزبي والسياسي وتعود الحياة لطبيعتها وفاعليتها ومنافستها، بعد انتهاء العدوان والحصار، والتوصل إلى سلام دائم يتطلع إليه اليمنيون جميعاً بلا شك، كما أنني واثقة بأن المرأة اليمنية عموماً والمؤتمرية على وجه الخصوص كما صمدت وضربت أروع معاني الصمود، ستسطر أيضاً أفضل فصول الإبداع والنشاط والفكر في المستقبل، فنحن في المؤتمر نثق بحكمة الشيخ صادق بن أمين أبوراس، ونعرف مدى اهتمامه بالقطاع النسوي ودرايته بأهميته ودوره الوطني والفكري والتنموي لذلك لن يبخل أو يتلكأ في تقديم كل الدعم والمساندة عندما تسنح الظروف وسيساعد المرأة المؤتمرية في الوصول إلى مكانتها المستحقة وهذا ما عهدناه من قيادة حزبنا منذ التأسيس.
* قدم المؤتمر الشعبي العام الكثير من التضحيات والصبر والصمود في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضده منذ 2011م.. ما تعليقك على ذلك؟
- نعم المؤتمر الشعبي العام قدم الكثير من التضحيات البشرية والمادية وليس ذلك غريباً على تنظيم عريق مثل المؤتمر، فالمؤتمر ومن يعرف المؤتمر ومن يمتلك ميزة الإنصاف سيعرف أن هذا الحزب دائماً يتواجد فالمكان الذي توجد فيه مصلحة الوطن والشعب، ومهما قيل أو يقال، فالكل يدرك أن المؤتمر ما كان له أن يحقق هذا القبول المجتمعي والقاعدة الشعبية العريضة إلا لأنه حزب الشعب وقريب من الشعب، وهو المعبر الحقيقي عن هموم وتطلعات الشعب برؤية وطنية متمسكة بالثوابت الجمهورية والوحدوية وبنهج ديمقراطي منفتح على الآخر ومتعايش معه.
* ما تعليقك على الخطوات التي يقوم بها الشيخ صادق أبو راس - رئيس المؤتمر- من تحديث وهيكلة داخل الحزب؟
- ما يقوم به الشيخ صادق بن امين ابو راس - رئيس المؤتمر الشعبي العام- من تحديث وتطوير وإعادة هيكلة أمر ضروري، فالمؤتمر عانى كثيراً من الترهل والدخلاء، كما عانى من عدم فاعلية بعض الإدارات، والشخصيات التي اعتبرت الحزب مجرد باب للوصول والتكسب لا أقل ولا أكثر، ولذا فإننا نؤمن بأن ما يقوم الشيخ صادق يصب في صالح الحزب والوطن بشكل عام، فعندما تكون هناك أحزاب قوية ومتماسكة ومحدثة ومواكبة للمتغيرات تكون هناك عملية سياسية صحيحة وهذا بدوره يوصلنا إلى وطن متماسك وقوي، ولا أحد بمقدروه أن ينكر دور الشيخ أبو راس، وما قام به من لملمة للحزب والحفاظ عليه من التشتت والتشرذم رغم كل الدسائس والمكايدات والمؤامرات التي يتعرض لها..
* رحب المؤتمر الشعبي العام بمبادرات السلام المطروحة مؤخراً.. ما تعليقك؟
- نعم السلام مطلب كل افراد الشعب اليمني ، ومن الطبيعي أن يرحب المؤتمر بدعوات السلام الصادقة والشجاعة من أي طرف، لأنه لا مصلحة لأحد في استمرار الحرب، واستمرار نزيف الدم وهذا الدمار، فالسلام مطلب شعبي لا شك فيه ولكن السلام المنصف والدائم الذي يحفظ لليمن استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه، وهذه كلها ثوابت يتمسك بها المؤتمر ولن يحيد عنها أبداً.
* هناك من يحاول عبثاً خلق تفرعات للحزب في الخارج، والتحدث باسم هذه القاعدة الشعبية العريضة.. ما رسالتك لهم؟
- قلتيها أنت في سؤالك (يحاول عبثاً) ومهما حاولوا لن يفلحوا أبداً، فالحزب وقيادته الصامدة موجودة في الداخل، في صنعاء، والقاعدة الشعبية هي من يحدد القيادة ومن يمنحها الثقة وهي من وقفت مع قيادات المؤتمر الحالية ممثلة بالشيخ صادق ونوابه، وهم من يرفضون تلك القيادات التي تطعن المؤتمر بما تقوم به في الخارج، وتخدم مصالح أعداء هذا التنظيم السياسي الرائد، ولهذا نقول إن المؤتمر حزب الشعب المخلص للوطن يحتم على القيادة في الداخل وتلك الشخصيات في الخارج أن يعملوا مع بعض بما يخدم الحزب ومصلحة الوطن والشعب أولاً، صوناً للحزب والوطن وتفويتاً لكل المؤامرات التي تستهدف الحزب، وعليهم - أي شخصيات المؤتمر في الخارج- التخلي عن شطحاتهم وسوء تقديرهم للموقف والعودة لروح الميثاق الوطني التي جعلت الوطن فوق كل مصلحة حزبية أو شخصية.
* إلامَ تفتقر القطاعات النسوية في الفروع التابعة للمؤتمر الشعبي العام؟
- تفتقر القطاعات النسوية لوجود مقرات خاصة تستطيع من خلالها ممارسة نشاطها الحزبي والثقافي والفكري والسياسي والتنموي والمجتمعي بالشكل المطلوب، ولعل هذه المشكلة يعاني منها كل القطاعات النسوية في فروع المؤتمر، للأسباب سابقة الذكر، بالإضافة إلى أن القطاعات النسوية تفتقر حقيقةً أهم شيء وهو (الحرية والشفافية) وانعدام التعاون من الأطراف الأخرى.
* من المعروف أن دورات التنمية والتأهيل والتدريب تعد خدمة مجتمعية وواحدة من سبل ارتباط القواعد بالحزب.. هل يقوم الفرع في صعدة بذلك؟
- للأسف لا توجد أي من هذه الأنشطة حالياً، ولا يقوم القطاع بأي تدريب أو تأهيل كما لم يتمكن من التقدم خطوة للأمام جراء الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن بشكل عام ، وليس الحزب فقط.
* ما تطلعاتكم في فرع صعدة، وما خططكم المستقبلية للنهوض بالفرع؟
- تطلعاتنا المستقبلية في المقام الأول تنتهي الحروب ويعم السلام ربوع اليمن، ويتحقق الأمن والأمان والاستقرار، ويتمكن الشعب من العودة لروح التعايش والإخاء السلمي الذي عُرف به اليمنيون، وبكل تأكيد لنا تطلعاتنا وخططنا المستقبلية التي نود من خلالها تفعيل الفرع ودوره الفكري والثقافي والسياسي من خلال دورات التنمية السياسية والتأهيل والاهتمام بالمرأة والشباب، وبمختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية.
* كلمة أخيرة توجهها رئيسة القطاع النسوي في فرع محافظة صعدة؟
- نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يصلح البلاد والعباد وان يوحد بين ابناء اليمن الواحد الموحد أولاً، وأن تعمل كل الأحزاب والشخصيات والتنظيمات السياسية على رأب الصدع والتسامي فوق الجراح، والتخلى عن الأحقاد والخلافات، والتوجه بشكل صادق ونية مخلصة لله نحو تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وتحقيق السلام والعيش الكريم، على الأقل تقديراً واحتراماً لهذا الشعب الذي ثبت وناضل وتحمل كل متاعب الحياة نتيجة الصراعات البينية والأحقاد والخلافات الحزبية.
وبكل تأكيد أوجه رسالة إلى دول العدوان ومن يعاونهم، أوقفوا عدوانكم على اليمن، فاليمن لم يكن يوماً مصدر إرهاب أو إضرار لكم، ولم يعتد اليمنيون عليكم في يوم من الأيام، أوقفوا عدوانكم وارفعوا حصاركم، ودعوا اليمنيين يتفقون فيما بينهم في كيفية بناء دولتهم وتنمية وطنهم، فلن تحققوا شيئاً وإن ظل عدوانكم مستمراً ولن تحصدوا سوى الخيبة والفشل والألم والخزي والعار.
|