راسل القرشي - لأن ديننا يأمرنا بالحب والتراحم والتعاطف وينظر إلى المحبة تجاه أبناء مجتمعنا المسلم وبقية خلق الله كنوع من التسامي الروحي الذي يتعارض مع الكراهية والحقد والبغضاء وبهذا المعنى وهذه الدلالة فإن النفس المؤمنة تعي أن العبادات من صيام وصلاة توجب تطهير النفس من الشر وفتح مساحة من الخير كتجسيد للإيمان الصادق الذي يرتقي إلى مستوى التقوى والإحسان ولن نصل إلى هذه المرتبة إلا بالحب.
والحب الذي نعنيه هو ذلك الحب بالمفهوم الصوفي الإسلامي .. وقياسا على هذا فالحب يبني ولا يهدم .. يؤسس لوطن يجمعنا ويزرع في قلوبنا كل القيم السامية التي تعزز من البناء وتدفعنا للمضي صوب المستقبل بأمل وتفاؤل.
الحب هو اساس الحياة .. والحب يصاحبه تسامح ووفاء واخلاص وابتسامة دائمة ، وإن انعدم الحب في اعتقادي سيفقد الإنسان كل تلك التفاصيل الصوفية الروحانية الجميلة التي نحن بأمس الحاجة اليها.
هل تدركون لمَ نحن في اليمن أو في أكثر من منطقة عربية نعيش في ظل الحروب والصراعات.؟!
لان الكراهية والاحقاد طغت وضاع الحب والسلام!
علينا أن ندرك أن الحياة المليئة بالحزن تبكي الأعين وتدمي القلوب وتدفعنا للبحث عن الموت.. فكيف سنعيش وسط هذه الأوجاع والآلام التي تطغى وتكاد تفتك بنا .. هل نستسلم لها أم نسعى جاهدين لغرس الحب ونبذ كل صور الأحقاد والكراهية ونعمل على بناء وطن يجمعنا بعنوان الحب والحب و.. كفى.
لنهرب من كل تلك الأوجاع ولو قليلاً من اوقاتنا بحثاً عن جو آخر يشعرنا بأن القادم أجمل.. والأيام التي لم نعشها بعد هي الأجمل والأروع والأحلى بإذن الله.
ستزول أوجاع الوطن وأوجاعنا بكل تأكيد وسنعيش بكل حب .. فقط لنبدأ السير في الاتجاه الصحيح .. الاتجاه الذي يعزز فينا روح التفاؤل والأمل .. بعيداً عن كل صور اليأس والاحباط القاتلة.
الحب يولد التعايش ويخلق السلام .. ولا أعتقد أن يكون هناك تعايش في ظل تسيّد الكراهية والاحقاد وانعدام الحب.
فتخيلوا كيف سينعكس الحب في ظل الأحقاد والكراهية على سلوك الشخص وتفكيره واخلاقه .. وعلى كل مناحي الحياة.
فازرعوا الحب في كل مكان .. اتركوه أثراً طيباً لكم.. اجعلوه عنواناً لإيمانكم لنحصل على الوطن الذي طالما بحثنا عنه ، وعنواناً يسود بيننا ونجتمع عليه.
وكل أيامكم حب وعبادة
|