عبدالسلام السودي - الوحدة اليمنية وُجدت لتبقى.. لاتخضع للأهواء والأمزجة السياسية المختلفة..
الوحدة كانت ومازالت خيار شعب.. حتى ولو اختلفت الحكومات والنظم السياسية المتشرذمة هنا وهناك..
الوحدة اليمنية ضاربة جذورها في الأعماق.. هي رمز قوتنا.. هي أصالتنا.. هي عنوان ترابطنا..
الوحدة اليمنية لم تمت.. لم تنته.. هي باقية ببقاء أبنائها المخلصين.. بعيداً عن حصار النزعات الانفصالية.. والتصرفات الفردية.. وادعاء حق تقرير المصير.. هاهم إخواننا الجنوبيون أكثر إصرارًا اليوم عليها بعد ما رأوا من الحكام الجدد.. والطامعين الى السلطة.. الدمى المتحركة بالمصلحة والمادة..
منذ نكبة فبراير والوحدة مهددة بالضياع لكنها حتى اليوم صامدة.. وحتى بعد الحرب والعدوان والمعاناة والنسيان كنا نشك أنها السبب وأن العيب فيها وأكتشفنا لاحقًا أن أعمال البشر وأخطاءهم هي من أودت لذلك الشرخ.. لكن الوحدة بريئة من كل هذا..
ماذا سنقول لأبنائنا.. أجدادنا حققوها ونحن أضعناها.. بعد ثلاثة عقود من التنمية والرخاء النسبي نعود الى مثلث الفقر والخوف والمجاعة.. أصبحنا اليوم من أفقر الدول بل أفقرها ليس بسبب الوحدة وإنما بفعل الحرب والتدخلات الخارجية والأجنبية التي هددت استمرار الوحدة ومصادرة الفرحة الكبرى في حياة الشعب اليمني المعاصر..
وحتى أولئك الذين كانوا يحمّلون الوحدة فوق طاقتها تجلت أمامهم حقيقة أنها كانت ومازالت الخيار الأمثل في ظل وضع ضبابي غامض من حسابات المصالح والمغانم..
تظل الوحدة اليمنية خالدة لأنها إرث تاريخي كبير سعى اليه الشجعان الأبطال وحققه الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح.. وهو انجاز غير مسبوق لكل انسان يمني حر أبي وكل مؤتمري مخلص أمين..
رجاءً دعونا لوحدتنا.. ودعوا وحدتنا لنا.. واذا كان لكم مشاريع وهمية تمولها أيادٍ خفية فلن تفلحوا.. والله خير ناصر ومؤيد للحق الوحدوي الأبدي..
|