د. بشير العماد* - الحمد لله القائل "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (103) سورة آل عمران
والصلاة والســـلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الراشدين القائل "يد الله مع الجماعة".
الوحدة اليمنية تعد وحدة وجدانية واقعية اجتماعية قبل أن تكون وحدة سياسية، والدلائل على ذلك كثيرة منها النظام الإداري والتكوين الاجتماعي لليمن على مر التاريخ حيث أن اليمن كان موحداً اجتماعيا ويؤكد ذلك الروابط الاجتماعية والمصاهرة بشكل يثبت أن الوحدة قائمة وأن كانت الأشكال السياسية للدولة في بعض المراحل توحي بعكس ذلك.
كما أن استعراض القيادات الإدارية في مراحل زمنية متعددة في الشمال والجنوب يؤكد بشكل أوضح أن التعيين في الوظائف الإدارية بكافة مستوياتها كان يتم وفق رؤية وطنية حيث أن العديد من أبناء المحافظات الجنوبية كانوا يشغلون أعلى المناصب في الدولة في الشمال قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 1990م وكذلك كان العديد من أبناء المحافظات الشمالية يشغلون المناصب العليا في الجهاز الإداري في جنوب الوطن ،هذا البعد يعد دليل واضح على ان القيادات الإدارية في شطري البلد سابقاً وإلى اليوم يتم تعيينهم وفق مبدأ وطني ووحدوي وليس لاعتبارات شطريه انفصالية.
واذا كان البعد الاجتماعي والاداري الوظيفي يمثل الحقيقة الواقعية للوحدة إلا أن هناك ابعاد اقتصادية تؤكد أن الوحدة اليمنية تمثل عامل قوة مؤثرة فالوحدة تجعل اليمن قوة اقتصادية تمتلك الموارد المتعددة التي تعزز الوضع المالي والاقتصادي حيث أن اليمن تملك بدائل واسعة من الثروات الطبيعية والموارد البشرية اضافة الى الموقع المتميز الذي يتمتع به اليمن.
ويجب التأكيد علي ان التآمر على الوحدة اليمنية يعود الى تضرر مصالح بعض الدول من وجود يمن قوي وموحد ومستقر سياسيا واقتصاديا اجتماعيا.
وهنا أوجه كلمة إلى كل مواطن يمني يجب أن نعي جميعاً أن الوحدة تمثل مصلحة وقوة للجميع كمجتمع ودولة ولا يوجد فيها مصالح فردية شخصية بمعزل عن المصلحة العليا للوطن فيجب علينا أن نعمل من أجل ترسيخ وتعميق الوحدة وأن ندرك أن الوحدة هي مصدر عز وفخر لنا جميعاً وأن قوتنا جميعاً في وحدتنا.
وختاماً نقول إن الوحدة اليمنية هي الواقع التاريخي والطبيعي والجغرافي والسياسي والثقافي الذي لن يستطيع أحد إلغاءه.
*رئيس دائرة الرقابة التنظيمية
|