أحمد الكحلاني - في الـ3 من يونيو 2011م تستوقفنا ذكرى تفجير جامع دار الرئاسة التي وصفها مجلس الامن بالجريمة الارهابية.
وتُعد بحق هي وجريمة تفجير الصالة الكبرى من اكبر الجرائم الإرهابية.
هناك جرائم قتل جماعي اخرى حصلت ولكن يمكن اعتبارهما اكبر وأسوأ جريمتين ارهابيتين حدثتا في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر عمليتا قتل جماعي متعمد ودون تمييز استهدف فيهما اكبر تجمع لمدنيين من مختلف الاعمار وهم يؤدون واجبا دينياً، الاول في صلاة الجمعة والثاني في عزاء .
كل الكتب والقوانين والاعراف السماوية والبشرية تحرم وتجرم ارتكاب مثل هاتين الجريمتين مهما كانت الخصومة واياً كان المستهدف.ولا يسقط الحق فيهما بالتقادم.
وكل جرائم القتل والدمار التي حدثت في بلدنا من 2011 الى الآن كفيلة ان تجعل اي انسان يحمل ذرة من الانسانية والوطنية وهو في موقع قرار او اي طرف من اطراف الصراع ان يتوقف عن الحرب مهما كانت الخصومة وان تقدم كل الاطراف المبادرات واكبر التنازلات من اجل توقف الحرب واحلال السلام .
لكن هاهي السنوات تمر وقتل اليمنيين لبعضهم مستمر وكل طرف استعان بطرف او اطراف خارجية لها حساباتها ومصالحها واهدافها، لكن يظل القرار بيد اليمنيين لأن هذه الاطراف الخارجية ما جاءت او ساعدت اي طرف من نفسها وانما بطلب هذا الطرف او ذاك .
ان قلوب اصحاب القرار مازالت كالحجارة او اشد قسوة لم تؤثر فيهم تلك الدماء التي سُفكت والهامات التي قتلت والنساء التي رُملت ولا البنية التحتية التي دُمرت والمنظومة الاقتصادية التي تهاوت ولا النداءات والمناشدات والمبادرات والبيانات التي أُعلنت.. مازال التصلب في المواقف وكأننا في السنة الاولى للحرب وكأنه لم يحصل شيء من ذلك .
السلام لن يأتي الا من داخل اليمن من اليمنيين انفسهم ولايمكن ان يأتي من الخارج.. والامم المتحدة ماهى إلا عامل مساعد ولا تستطيع ان تفرض سلاماً.. واذا انتظر اليمنيون ذلك من الخارج فإن من المؤكد ان فترة الحرب ستطول وتطول..
والمتضرر والمظلوم شعب.. والمستفيدون اشخاص فقط للاسف الشديد.. ولا قوة الا بالله.
|