التقاه/ عبدالرحمن الشيباني : - فتى صغير يعطي للألوان لذة وهى تنداح على لوحاته وكأن تلك الانامل التي خطت تلك اللوحات خلاصة تجربة لفنان كبير والحقيقة انه كذلك، انامل طرية العود لكنها تحاكى الكبار وبشكل احترافي، شاكر مراد القدسي تذكرون هذا الاسم جيدا فهو مشروع جمالي كبير ينصت للحياة ويعبر عنها وهو ما زال في المهد لم يعاركها بعد لكنه يعبر عنها برؤيته الخاصة، إنه اشبه ببرتقالة صغيرة كلما غمست اصبعك فيها فاحت رائحتها أكثر لتصل إلى اللب وهنا تكون الدهشة، في لقاء خاطف مع هذا الإنسان الجميل المفعم بالأحاسيس بدأت كلماته القليلة البسيطة تخضب جزءاً من أوراق هذه الصحيفة فإليكم ما قاله..
* كيف كانت بدايتك مع الرسم؟ وهل هناك فنان معين تأثرت به؟
- بدايةً شكراً لكم على هذه الاستضافة والحقيقة كانت بداية مبكرة جداً حيث وعمري ست سنوات وانا في الصف الاول تقريباً بدأت بذلك برسمي للصور الكرتونية والصور المرسومة على اكياس البفك والجعالة وكذلك رسم الصور المتحركة على الشاشة مثل توم وجيري، اما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فقد كنت صغيراً جداً ولم يكن هناك فنان غير والدي في هذا السن، كنت ألاحظه واحاول تقليده وهو من شجعني على ذلك فالأبوة تلعب دورا في تكوين شخصية الفرد، طبعاً هناك عدد من الفنانين الكبار الذين تأثرت برسوماتهم مثل عبدالجبار نعمان وهاشم علي وردفان المحمدي وعلي الذرحاني وغيرهم.
* ما الصعوبات التي تراها تقف حجر عثرة أمام هذا الفن الجميل فى اليمن وكيف يمكن التغلب عليها؟
- هناك بعض الصعوبات التي اواجهها نتيجة الوضع الحالي في اليمن وما يعيشه الشعب اليمني من حرب ومشاكل، وهذا اثر سلبيا على هذا المجال نتيجة الغلاء وعدم القدرة على توفير كل الادوات المطلوبة للرسم وكذلك عدم الاحتضان الرسمي من الجهات المعنية والاهتمام بهذا الجانب لكن كل هذا يمكن التغلب عليه من حيث الاهتمام الشخصي بهذا الجانب اكثر والاستمرار في هذا العمل لان اللوحات الفنية هي من ستوصلك الى القمة او المستوى الذي تريده.
* هل تأتى اليك اللوحة لترسمها ام انت تأتى إليها لترسم؟
- هناك بعض اللوحات هي من تأتي الي لأرسمها فمخيلة الفنان واسعة والأشياء التي تراها وتتخيلها كثيرة وأحيانا مستفزة.. الرسام والفنان لا يقل أهمية عن الشاعر والأديب فهما يعبران عن مجتمعاتهم بالكلمة والفنان بالريشة او القلم، كلنا في خندق واحد خصوصا في هذه الظروف التي نحاول مقاومة الحرب بالحياة والإنصات لها وان ندعو فيما نكتبه او نرسمه للحب والسلام من خلال الرسم والفن وغيرها من الفنون فالحياة لابد أن تستمر، وأعود لأقول ان هناك بعض اللوحات انا من اتي أرسمها من خلال مشاهدتي لها كما ان واقعك الذي انت تعيشه وتغوص في اغواره يؤثر عليك ويجبرك ان تخط ما تشعر به وتوجهه رسائلك للناس من خلال ما تخطه في لوحاتك.
* هل ترى أن النقد فى اليمن مواكب للمشهد التشكيلي؟ وكيف ترى واقع هذا الفن فى اليمن؟
- النقد مهم في هذا المجال لكن بشرط ان يكون بناءً من اجل التطوير والتحسين لامن أجل الهدم والإحباط.. اما واقع الفن في اليمن فهو واضح جداً امامك حيث لااهتمام في هذا المجال أبداً ومخرجاته ايضاً لا تلقى الاهتمام والرعاية وكل فنان عليه ان يثبت نفسه وان يقاوم ذلك التجاهل وانا الآن بصدد إقامة معرضي الأول عما قريب..
* هل تفكر بالالتحاق بمعهد الفنون الجميلة مستقبلاً لصقل موهبتك ام ان الامر مجرد هواية فقط ؟
- طبعاً.. أنا لدي طموح بأن اكون مهندساً معمارياً.. كن لا مانع أبداً بأن أدرس الفن وأصقل موهبتي وبإذن الله احصل على منحة دراسية ويتحقق كل ما أصبو اليه.
* كيف تلقت وسائل الإعلام نشاطك الفني هذا.. ألم يكن هناك تفاعل من قبلهم ؟
- بالنسبة للاهتمام الاعلامي كان ممتازاً في الحقيقة وكانت هناك حفاوة واهتمام من قبلهم وقد تم استضافتي من قبل قنوات كثيرة، فالإعلام مهم جدا في تقديم المبدع اليمنى والتعريف به داخل الوطن وخارجه فالمبدعون اليمنيون وفى كل المجالات كثيرون وما ينقصهم هو الاهتمام والتشجيع والرعاية فالبذرة لن تنمو وتعطي ثمارها دون رعاية في الارض وكذلك المبدعين في بلادنا ومع هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها هناك إنجازات مدهشة يقدمها هؤلاء وأرجو أن يستمروا ولا يتراجعوا.
* أخيراً مراد ماذا نريد أن تقول في نهاية هذا اللقاء؟
- أولاً اقدم شكري لكم على هذا اللقاء وعلى اهتمامكم.. كما اسأل الله في هذا الشهر الكريم ان يخرج بلادنا إلى بر الامان وان تتوقف الحرب.. أرجو ان اكون فناناً مشهوراً وأمثل بلادي في كل المحافل..
* سيره ذاتية
* الاسم: شاكر مراد سيف راجح القدسي
* العمر: 14 سنه
* الصف: التاسع اساسي
* المحافظة: تعز
* السكن الحالي: صنعاء
|