إبراهيم الحجاجي - تحل علينا الذكرى 31 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، في ظل ظروف معقدة وتحديات كبيرة ومخاطر تحدق بهذا المنجز الوطني القومي العظيم من كل جانب، إلا أن هذه المخاطر التي تهدد وحدة اليمن أرضاً وإنساناً يجب أن تكون درساً لكافة الشعب من أجل الحفاظ على وحدتهم كمصير محتوم يجمعهم.
عندما نتحدث عن الوحدة اليمنية على هامش هذه الذكرى، فإننا نتحدث عن عظمة بلد موحد ووطن قوي عتي وشعب متماسك، نتحدث عن قوة ونهضة تنموية وأمن واستقرار وسيادة بلد وقرار ذاتي حر عن الوصاية والتدخلات الخارجية، نتحدث عن علم وإنتاج وصحة، نتحدث عن مكانة عظيمة نتباهى بها بين الأمم والشعوب، هكذا هي القيمة الحقيقية للوحدة اليمنية إذا ما حافظنا عليها وتصدى الشعب لكل المشاريع والتآمرات التي تستهدفها.
ولأن الوحدة اليمنية كانت منذ وجودها ملهماً لقوة وتماسك اليمنيين ونهضة بلدهم في مختلف المجالات، ومثلت بارقة أمل للوحدة العربية كنواة للمشروع القومي (الحلم)، ظل أعداء الوحدة وأعداء اليمن يحيكون المؤامرات لتمزيقها، حتى وجدوا ضالتهم في الخلافات السياسية التي نشبت منذ مطلع 2011 مروراً بالأحداث التي تلتها، وانتهاء بالعدوان الخارجي المكون من تحالف لعدة دول بقيادة النظام السعودي وبإشراف أمريكي مباشر منذ 26 مارس 2015 حتى الآن.
هذا العدوان وبمساعدة مجموعة عملاء يمنيين أحدث شرخاً كبيراً في الوحدة، سواء على المستوى الجغرافي أو النسيج الاجتماعي، وهو ما كان يبحث عنه على مدى أكثر من عقدين من الزمن، أن يمزق وحدة اليمن والنسيج الاجتماعي لشعبها، من أجل تمرير مخططاته الاستعمارية ومصالحه الاقتصادية على حساب سيادة اليمن وكرامة ومقدرات شعبها، وما يحدث الآن في مناطق جنوب الوطن لدليل وبرهان واضحان، ولا يحتاج الى أي تفسيرات أو تحليلات أكثر من هذا.
وبعد أن تكشفت كل الأوراق وبانت كل الحقائق، خاصة أمام أولئك المغرر بهم من قبل دعاة التشطير وتمزيق اليمن ومحاولة التفريق بين ابناء الوطن الواحد، أصبح الجميع وفي مقدمتهم هؤلاء يدركون ان الوحدة هي مكمن قوتنا وملاذ جمعنا لا غنى عنه، وآن الأوان لاستشعار المسؤولية الوطنية لطرد الاحتلال وإعادة الوحدة الى عافيتها وإعادة القرار اليمني الموحد الى ذاتيته وسيادته.
|