موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 13-يوليو-2021
حاوره‮ / ‬جمال‮ ‬الورد -
قال الشاعر والأديب اليمني عباس الديلمي، إن صمود شعبنا اليمني في وجه العدوان والحصار هو تجسيد عملي وفعلي لوصف اليمنيين بأنهم "أولو قوة وبأس شديد"، وترجمته الوقائع على الأرض خلال سبع سنوات من الصمود والتحدي.
وأشار الديلمي إلى أن من الصعب أن يفصل الشاعر قصائده ونتاجه الأدبي عن السياسة والوضع السياسي، وقال: إذا لم يكن الشاعر سياسياً كيف سيتبنى قضايا وطنه؟ كيف سيتبني قضايا الناس؟ كيف سيعطي حياته ثمناً من أجل رأيه؟ فالشاعر لا يمكن أن يعطي حياته من أجل رأيه وهو يكتب‮ ‬في‮ ‬الغزل‮ ‬أو‮ ‬الوصف‮ ‬أو‮ ‬المدح‮ ‬وإنما‮ ‬يعطي‮ ‬حياته‮ ‬ثمناً‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬مواقفه‮ ‬المنحازة‮ ‬لشعبه‮ ‬والفقراء‮ ‬والقضايا‮ ‬العادلة‮.‬
واضاف الشاعر والأديب عباس الديلمي في حوار مع »الميثاق« أنه لا يوجد في الجزيرة العربية تراث وموروث فني إلا في اليمن، وكل من في الجزيرة العربية يغرفون من اليمن، ولو تنظر إلى اليمن مثلاً ستجد أنها أغنى بلد عربي في الموروث الشعبي، سواء في مجال الغناء أو الرقص وغيرهما‮ ‬من‮ ‬الفنون‮..‬
كما تناول اللقاء أثر الأغنية في المجتمع، وضرورة تخصيص يوم للأغنية اليمنية، وحفظ الفلوكلور والموروث الفني اليمني من السطو والنهب الذي يتعرض له وغيرها من القضايا الأدبية والسياسية تجدونها في طيات الحوار التالي :

‮* ‬أولاً‮ ‬أهلا‮ ‬وسهلاً‮ ‬أستاذ‮ ‬عباس،‮ ‬وشكراً‮ ‬لكم‮ ‬لإتاحة‮ ‬هذه‮ ‬الفرصة‮ ‬لصحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬للحديث‮ ‬معكم‮ .. ‬كما‮ ‬هو‮ ‬معروف‮ ‬أنت‮ ‬تكتب‮ ‬القصيدة‮ ‬الشعرية‮ ‬والمقالة‮ ‬السياسية،‮ ‬أين‮ ‬يلتقي‮ ‬الشاعر‮ ‬والسياسي‮ ‬لديك؟
- أشكرك على هذا الترحيب وأنت ترحب بي إلى بيتي، لأني من أوئل من كتبوا مع »الميثاق« منذ أن كان يرأسها المرحوم عمر السقاف، وخلال تولي رئاستها الأخ محمد شاهر كان لدي عمود أسبوعي في هذه الصحيفة التي اعتبرها إحدى المنابر التي منحتني فرصة للحديث.
بالنسبة لسؤالكم كما تعرف معظم الشعراء أو جميعهم يدخلون عالم الشعر من أبواب متعددة، ومنها بوابة السياسة، والسياسة لها حضورها دائماً لدى الشاعر، وإن كان يحاول تجنب سلبياتها ومشاكلها التي تعرفونها جميعاً، وطبعاً السياسة تتمازج مع شاعريتي منذ بدأت أكتب القصيدة‮ ‬وأكتب‮.. ‬ولو‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬السياسة‮ ‬حاضرة‮ ‬ما‮ ‬اصدرت‮ ‬هذه‮ ‬الدواوين‮.‬
السياسة تكون حاضرة في شعري، ولا أقول لها أن تتباعد قليلاً إلا عندما أكتب القصيدة العاطفية الوجدانية، ولا أخفيك إنني حتى عندما اكتب القصيدة الوجدانية أجد السياسة موجودة ولا أستطيع أن ابعدها كما هو الحال في بعض الأغاني مثل (وحدة عاشقين) التي غنتها وأعجبت بها الفنانة هيام يونس من لبنان وغنتها هنا في اليمن، مع الفنان نصر دحمان، وكذلك (وحدك ويكفيني) التي غناها الفنان محمد مرشد ناجي، وكذلك في أغنية في (مزهريات روحي) التي غناها الفنان أيوب طارش، هذه الأغاني وغيرها تشعر أن سطحها هو الجانب العاطفي والوجداني، ولكن تجد أن باطنها هو السياسة، فالسياسة تتواجد بشكل لا نستطيع أن نبعدها وكان لها دورها الذي لا أنساه عندما كتبت ديواناً كاملاً من الوحدويات، وكذلك من القصائد الوطنية التي غُنيت داخل اليمن وخارجه، لا نستطيع أن نبعد السياسي عن الثقافي إطلاقاً، بل إنهما مرابطان ارتباطاً‮ ‬وثيقاً‮ ‬وأحياناً‮ ‬يموت‮ ‬السياسي‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يتلقفه‮ ‬الثقافي‮.‬

‮* ‬إلى‮ ‬أي‮ ‬مدى‮ ‬تأخذك‮ ‬السياسة‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الشعر؟
- طبعاً السياسة لا تأخذني عن الشعر، بل تفتح لي أبوابه، ولايمكن أن تجد شاعر على وجه الأرض لم تأخذه السياسة، عدا شاعر واحد وهو (العباس ابن الأحنف) الذي سخركل شعره للغزل، وترك كل شيء ما عدا الغزل، هو الشاعر الوحيد الذي وجدت أنه لم تأخذه السياسة، أما بقية الشعراء لا تستطيع أن تفصل بينه وبين السياسة، لإنه إذا لم يكن سياسياً فكيف سيتبنى قضايا وطنه؟ كيف سيتبني قضايا الناس؟ كيف سيعطي حياته ثمناً من أجل رأيه؟ الشاعر لا يمكن أن يعطي حياته من أجل رأيه وهو يكتب في الغزل أو الوصف أو المدح وإنما يعطي حياته ثمناً من أجل مواقفه‮ ‬المنحازة‮ ‬لشعبه‮ ‬والفقراء‮ ‬والقضايا‮ ‬العادلة‮.‬

‮* ‬ماذا‮ ‬يعني‮ ‬صمود‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬أمام‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬في‮ ‬مخيلتك‮ ‬وماذا‮ ‬يثير‮ ‬في‮ ‬قريحتك‮ ‬الشعرية‮ ‬؟
- صمود الشعب اليمني في مخيلتي، أسطورة، والأساطير هي اختراق لكل ما هو طبيعي، اختراق للعادات.. والصمود هذا في خيالي هو إسطورة، أما على الواقع فهو تجسيد عملي وفعلي لمعنى وصفنا بأننا "أولو قوة وبأس شديد"، وهذا تترجم على أرض الواقع خلال سبع سنوات من الصمود والتحدي، وأنت تشاهد هذا الفارق الكبير في كل شيء، في الجانب المالي نحن نواجه إمبراطورية مالية في العالم، في الجانب العسكري نحن نواجه إمبراطورية عسكرية، إذا نظرنا إلى تحالف (المحميات الخليجية) سنجد أن من ورائها دولاً عظمى هي الأولى في امتلاك الأسلحة في العالم، أيضاً نواجه إمبراطورية إعلامية هم مسيطرون على الإعلام ومع ذلك استطاع الشعب اليمني أن يصمد أمام الإمبراطوريات بأكملها واستطاع أن يصمد أمام مؤامرات ما تُسمى (جيوش الحروب القذرة) الحروب التي خاضتها الدول العظمى الواقفة إلى جانب التحالف في أكثر من دولة ونحن نواجه‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬تخوض‮ ‬الحروب‮ ‬القذرة،‮ ‬فصمود‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬شيء‮ ‬نادر‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬أذهل‮ ‬العالم،‮ ‬ولفت‮ ‬انتباهه‮ ‬نحو‮ ‬اليمن‮.‬

‮* ‬أثر‮ ‬الأغنية‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬ودورها‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬الثوابت‮ ‬الوطنية؟
- الأغنية دورها الكبير، أولاً من حيث تكوينها، الشاعر لا يكتب الأغنية من خاطرته وإنما من خلال تجربتي، أنك تستوعب ما عند الناس أجمعين، تستوعب ما في القصور وتستوعب ما في الأكواخ، وتستوعب ما لدى الغني وما لدى الفقر، تستوعبها جميعاً وتخرجها في قالب غنائي جميل يعبر عن كل ما استطاع قلبك أن يستوعبه، وأن يجعل قلب الشاعر في اتساع العالم، فالأغنية تولد من هنا، ولهذا قيل إن المقاتل -إذا ما حصرنا الموضوع على الحروب والصمود الذي نحن فيه- بحاجة إلى كلمة جيدة وأغنية جيدة، والبندقية المدافعة عن وطن وعن قضية تحتاج إلى الأغنية‮ ‬الجيدة‮ ‬التي‮ ‬توجهها‮.‬
فالأغنية تتحدث عن كل ما في الشعب من خصوصيات، ولهذا من أراد أن يختصر الوقوف أمام تاريخ أي شعب فليقف أمام الأغنية، وسيعرف من خلالها هذا الشعب، كيف يحب، كيف يكره، كيف يزرع، كيف يقاتل، كيف يمارس عادته وتقاليده، كل من أراد أن يعرف تاريخ أي شعب عليه أن يرجع إلى الأغنية ليجد الطريق السهل والقريب لمعرفة نفسيته وخصوصيته، وهناك الكثير من الأغاني في تاريخ الوطن العربي بشكل عام، كتب لها الخلود وأقترنت بقضايا وطنية، وبمواقف عظيمة كالصمود في وجه الاحتلال الصهيوني، ولو نظرت إلى مصر في الستينيات، ولبنان بعد أن حمل راية الصمود،‮ ‬وإلى‮ ‬العراق‮ ‬وسورية،‮ ‬ستجد‮ ‬أن‮ ‬الأغنية‮ ‬ترافق‮ ‬علم‮ ‬الصمود‮ ‬الذي‮ ‬يحمله‮ ‬الأحرار‮.‬

‮* ‬هناك‮ ‬من‮ ‬أطلق‮ ‬دعوة‮ ‬لتحديد‮ ‬يوم‮ ‬وطني‮ ‬للأغنية‮ ‬اليمنية‮... ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- نعم، أنا ممن تلقف هذا الاقتراح بالتأييد، ولكن لدي سؤال .. لماذا تم اختيار هذا اليوم بالذات؟ مثلاً نحن في اتحاد الأدباء عندما اخترنا يوم الصحافة بحثنا عن اليوم الذي يمكن أن نخلده، وجدنا أنه يوم وفاة المرحوم (أحمد عبدالوهاب الوريث) أول رئيس تحرير المجلة الحكمة اليمانية التي تولى إصدارها إتحاد الأدباء، طبعاً في العالم كله عندما تختار يوماً لقضية معينة تختار هذه اليوم ليكون له حدث معين، وقد تواصلت مع بعض الأخوان وقالوا نحن من المجموعة من الشباب لم نجد يوماً قريباً لإحياء هذه الفعالية إلا هذا اليوم، وممكن أن نلتقي معك ونجلس ونتشاور ونختار اليوم الذي له أكثر من دلالة، للتدليل على اختيار يوم ليكون يوماً (للأغنية اليمنية) والحقيقة أن الأغنية اليمنية تحتاج يوماً بالفعل، وهي مصدر إعجاب الكثيرين، وكل من هو موضوعي في فهمه وفي رؤيته إلى الفن في الوطن العربي، سمعت أنا من أكثر الفنانين العرب الكبار يقولون إنه لا يوجد في الجزيرة العربية تراث وموروث فني إلا في اليمن، وكل من في الجزيرة العربية يغرفون من اليمن، ولو تنظر إلى اليمن مثلاً ستجد أنها أغنى بلد عربي في الموروث الشعبي، سواء في مجال الغناء أو الرقص وغيرهما من الفنون.
ولو تنظر فقط إلى حي من أحياء صنعاء، مثلاً حي (القاع) ستجد أن هناك أربع رقصات، في حي واحد لها خصوصيتها بأنها رقصة القاع، فما بالك عندما تنظر إلى اليمن بشكل عام، فاختيار يوم للأغنية والفنون اليمنية ضرورة، ولكن علينا أن ندقق ونحسن اختيار هذا اليوم ليكون مناسبة‮ ‬لإحياء‮ ‬الأغنية‮.‬

‮* ‬الحقوق‮ ‬الفكرية‮ ‬للأغنية‮ ‬اليمنيه‮ ‬كيف‮ ‬نجدها‮ ‬لمنع‮ ‬ما‮ ‬تتعرض‮ ‬له‮ ‬من‮ ‬سرقات؟
- كثيراً ما طالبنا وناشدنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، بتوثيق الفلوكلور اليمني والأغنية اليمنية والموروث الشعبي اليمني في المركز المتخصص في فرنسا، لكي نحميه من السطو والنهب، ولا أعرف ما الأسباب التي لم تدفعهم للمسارعة إلى ذلك رغم أنه تولى وزارة الثقافة مجموعة من المثقفين الكبار والذين يعرفون أهمية هذا الوضع، فالاهمال الذي تعرض له الموروث الشعبي اليمني جعل الأغنية اليمنية نهباً للمتفيدين والمدعين وتجد كثيراً من الفنانين في الخليج سطوا على الأغنية اليمنية ونسبوها إليهم أو إلى تراثهم، ومن المضحك وكما يقال إن شر البلية ما يضحك، أنني تابعت ذات يوم في مواقع التواصل الاجتماعي حديثاً مع فنان خليجي وهم يسألونه عن آخر أعماله الفنية قال أنا الآن عاكف على هذه الأغنية، والتقط العود وغنى أغنية (أنا يا بوي أنا) والتي يعرفها اليمنيون أنها منذ سنوات طويلة لحن شعبي وتراثي وكلمات‮ ‬يمنية،‮ ‬وغناها‮ ‬الفنان‮ ‬علي‮ ‬بن‮ ‬علي‮ ‬الآنسي،‮ ‬حتى‮ ‬الفنانين‮ ‬اليهود‮ ‬اليمنيين‮ ‬غنوها،‮ ‬وما‮ ‬يميز‮ ‬يهود‮ ‬اليمن‮ ‬أنهم‮ ‬أكثر‮ ‬وفاءً‮ ‬فعندما‮ ‬يؤدون‮ ‬أغانيهم‮ ‬يكتبون‮ ‬أنها‮ ‬فلولكلور‮ ‬يمني‮ ‬أو‮ ‬أغانٍ‮ ‬يمنية‮ ‬قديمة‮.‬

‮* ‬يلاحظ‮ ‬أن‮ ‬احد‮ ‬جوانب‮ ‬الحقوق‮ ‬الفكرية‮ ‬الخاصة‮ ‬بالشعراء‮ ‬الغنائيين‮ ‬لا‮ ‬يتم‮ ‬الإشارة‮ ‬لأسمائهم‮ ‬عند‮ ‬إذاعة‮ ‬أعمالهم‮ ‬بوسائل‮ ‬الإعلام‮.. ‬ما‮ ‬اسباب‮ ‬هذا‮ ‬القصور‮ ‬؟
- هذا موجود بالفعل، وعندما كنت رئيساً لقطاع الإذاعة ألزمت كل المذيعين بأن لا تقدم أي أغنية إلا بذكر الملحن والشاعر والمؤدي، وكان المذيع الذي لا يلتزم بهذا يعاقب، ولهذا كانت الأغنية تؤدى بثلاثييها (شاعر، وملحن ، وفنان)، ولكن في الوقت الحالي وفي ظل ما تمر به اليمن انحسرت الأغنية قليلاً وحلت محلها الأهازيج الشعبية، إضافة الى أن بعض الإذاعات عندما تستمع إليها لا تحس أن هناك مذيع في الاستديو، وإنما فلاش زود بهذه المادة وترك يؤدي عمله، وعليك بالفعل أن تجرب أي إذاعة وانتظر متى ستسمع صوت مذيع يقول لك هنا إذاعة كذا أو‮ ‬إليكم‮ ‬أغنية‮ ‬كذا‮ ‬لن‮ ‬تجد‮ ‬ذلك‮ ‬حقيقة،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬أثر‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬الإذاعات،‮ ‬ولكنها‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬إذاعات‮ ‬خاصة‮ ‬وليست‮ ‬رسمية،‮ ‬ووُجدت‮ ‬للبحث‮ ‬عن‮ ‬الإعلانات‮.‬

‮* ‬هل‮ ‬حان‮ ‬وجود‮ ‬جائزة‮ ‬الدولة‮ ‬التقديرية‮ ‬للفنون؟
- ليس فقط حان، بل تأخر كثيراً، وهذا ما نستغرب له، فعندما تم وضع قوانين منح الأوسمة العليا والكبيرة، تم إقرار وسام أُسمي (وسام الثقافة في الفنون والآداب) وهو أعلى وسام يمنح في اليمن في الثقافة والآداب، وحصل عليه مجموعة من الأدباء والفنانين وحصلت عليه أنا في عام 2000م، وكانت أيضاَ هناك فكرة باسم (ميدالية البردوني) ولكنها ماتت بعد ميلادها بسبب ظروف الحرب التي نعيشها، وكان هناك بعض الجهات تبنت إيجاد بعض وسائل التكريم مثل مؤسسة السعيد التي كانت تكرم مجموعة من الأدباء والفنانين بشكل سنوي، ولكن كما تعرف الظرف والوضع‮ ‬الذي‮ ‬نعيشه‮ ‬أدى‮ ‬إلى‮ ‬تأجيل‮ ‬بعض‮ ‬هذه‮ ‬الأمور‮ ‬وإن‮ ‬شاءالله‮ ‬مع‮ ‬انتهاء‮ ‬الحرب‮ ‬والعدوان‮ ‬وفك‮ ‬الحصار‮ ‬ورفع‮ ‬يد‮ ‬الوصاية‮ ‬سنرى‮ ‬اليمن‮ ‬السعيد‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬شيء‮.‬

‮* ‬لو‮ ‬تحدثنا‮ ‬في‮ ‬الشأن‮ ‬العام‮ ‬سياسياً‮.. ‬ماذا‮ ‬تتطلب‮ ‬امكانية‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬حالة‮ ‬العدوان‮ ‬والصراع‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬القوى‮ ‬والنخب‮ ‬الفاعلة‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك؟
- الخروج لا يتم إلا بأيدينا نحن، ولو تأملنا مثلاً أقرب فترة تاريخية أو الحروب التي مررنا بها منذ الستينيات حتى الآن، سنجد أن حرب الملكيين والجمهوريين لم تنته إلا بالحوار، وانتهت بما أسميت بالمصالحة الوطنية، وأيضاً حروب المناطق الوسطى والتي كلفت اليمن الكثير والكثير من الإمكانات والشهداء لم تنته إلا بالحوار، والوحدة اليمنية لم تتحقق إلا بالحوار، فكل خلافاتنا وحروبنا لم تنته إلا بالحوار، وحتى حرب 1994 تلاها حوار وتوافق، فما نحن فيه الآن بحاجة إلى أن يلتقي أبناء اليمن، ويجعلوا مصلحة اليمن هي العليا، وهم يعرفون‮ ‬جميعاً‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬سبيل‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬محنة‮ ‬خصوصاً‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬إلا‮ ‬بالحوار‮ ‬والتوافق‮.‬

‮* ‬دعا‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الى‮ ‬ضرورة‮ ‬تجاوز‮ ‬اخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬واحقاده‮ ‬والتوجه‮ ‬نحو‮ ‬شراكة‮ ‬ومصالحة‮ ‬وطنية‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬اليمن‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- هذا ما ندعو إليه بأن نجعل مصلحة اليمن هي الأولى، ودعوة المؤتمر الشعبي العام، لاقت استحساناً من الكثير الذين تلقفوها لانهم يعرفون جيداً بأن هذا هو المخرج الوحيد والمتمثل في الالتقاء والحوار والسمو فوق الأحقاد والضغائن الصغيرة.

‮* ‬يقود‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ - ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮- ‬عملية‮ ‬تحديث‮ ‬وهيكلة‮ ‬للحزب‮ ‬والانتقال‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬حزب‮ ‬كان‮ ‬حاكماً‮ ‬الى‮ ‬حزب‮ ‬أصبح‮ ‬خارج‮ ‬السلطة‮... ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬لذلك؟
- شخصية الشيخ صادق، ولا أتحدث عنه كصديق وإنما كسياسي، فهو رجل ورث الحكمة من مصدرين، من والده الشيخ أمين أبو راس الذي كان من حكماء اليمن، وأيضاً من تجريته في الحياة، وكيف عركته الحياة في هذه الظروف التي مر بها، فقد استطاع بحكمته أن يحافظ على حزب كان في السلطة، وأصبح خارجها، حزباً معارضاً، ولو نظرت إلى الأحزاب التي كانت في السلطة في الوطن العربي، انتهت بعد خروجها من السلطة تماماً، لا أسمي، وإنما أقول انظر إلى مصر كان هناك حزب حاكم، أين هو الآن، وكذلك العراق، لن تجد حزباً مازال له وجود وقاعدة جماهيرية وتواصل جماهيري‮ ‬وتفاعل‮ ‬سياسي‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وهو‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام،‮ ‬وهذا‮ ‬طبعاً‮ ‬بفضل‮ ‬حكمة‮ ‬قيادة‮ ‬التي‮ ‬انحازت‮ ‬إلى‮ ‬شعبها‮.‬

‮* ‬هناك‮ ‬حراك‮ ‬عالمي‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬هل‮ ‬بنظرك‮ ‬اصبحت‮ ‬أطراف‮ ‬الصراع‮ ‬متقبلة‮ ‬للسلام؟
- أطراف الصراع ممكن تصنيفها إلى صنفين أو ثلاثة، صنف يبحث عن السلام ويحس بأن هذه الحرب ينبغي أن تنتهي، وصنف تدفعه المصلحة ويحس أن مصلحته ارتبطت بهذه الحرب وأنه لم يحن الوقت أن تتوقف مصالحه، وفئة تدفعها النفعية يحس بأن هذه الحرب قد تدفعه إلى ما يطمح إليه ويشرئب‮ ‬إليه،‮ ‬وأملنا‮ ‬كبير‮ ‬بأن‮ ‬يأتي‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬يلتقي‮ ‬الجميع‮ ‬ويجعلوا‮ ‬اليمن‮ ‬فوق‮ ‬كل‮ ‬شيء،‮ ‬ونقول‮ ‬إلى‮ ‬هنا‮ ‬وكفى‮.‬

‮* ‬هل‮ ‬مبادرات‮ ‬السلام‮ ‬التي‮ ‬نسمع‮ ‬عنها،‮ ‬تلبي‮ ‬طموحات‮ ‬الشعب‮ ‬وتحفظ‮ ‬سيادة‮ ‬الوطن،‮ ‬وتؤسس‮ ‬لسلام‮ ‬دائم،‮ ‬ام‮ ‬لا‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك،‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬ان‮ ‬تتضمنه‮ ‬تلك‮ ‬المبادرات؟
- الشعب اليمني في هذه الحرب معتدَى عليه، فاليمن وقياداته لم يعلن حرباً على جار من الجوار، والشعب اليمني هو من تم إعلان الحرب عليه من عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، وتنحصر رؤية الشعب اليمني للسلام بأن يمتلك سيادته كاملة على أرضه وثروته وعلى استقلال قراره، لانه لا يمكن للشعب اليمني أن يقبل بالوصاية والخضوع أو أن يكون كما قال البعض حديقة خلفية لأحد، لا يمكن أن تشهد المنطقة سلاماً بدون أن يكون للشعب اليمني حقوقه السياسية والسيادية على أرضه واستقلال قراره، وسيادته على ثروته، غير هذه البوابة لا يمكن أن ندخل إلى‮ ‬سلام،‮ ‬لانه‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تقدم‮ ‬هذه‮ ‬التضحيات‮ ‬الكبيرة‮ ‬جداً‮ ‬خلال‮ ‬سبع‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬الحرب،‮ ‬لتعود‮ ‬إلى‮ ‬الحظيرة‮ ‬التي‮ ‬كنت‮ ‬فيها،‮ ‬من‮ ‬سيقبل‮ ‬بهذا‮ ‬سيكون‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬خصمه‮ ‬الأول‮.‬

‮* ‬كلمة‮ ‬أخيرة؟
- علينا أن ننتبه, وأن نحذر، وأن نكون في منتهى اليقظة أن لنا عدواً في منتهى الخبث، وله تجربة سابقة تمتد إلى قرون في اضطهاد الشعوب، ولا أتحدث عن المحميات الخليجية، وإنما أتحدث عمن يقف وراءها ، هذا العدو أشعر بأنه يتربص باليمن بعد أن لاحظ أن الحسم العسكري وأن قهر الإرادة اليمنية لا يمكن أن تتم، بدأ يتربص بكل ما يراه وبكل ما يمكن أن يلتقطه من ثغرات داخل الشعب اليمني قد تؤدي إلى خلافات، قد تؤدي إلى احتراب، قد تؤدي إلى صراعات داخلية، الآن سيتجهو نحو هذا الاتجاه وهم أصحاب تجربة سابقة، وبعض الفئات لها أتباع، ولها أيضاً‮ ‬عملاء،‮ ‬فينبغي‮ ‬علينا‮ ‬أن‮ ‬نحذر‮ ‬وأن‮ ‬نغلق‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يجدوا‮ ‬فيه‮ ‬ثغرة‮ ‬إلى‮ ‬وحدتنا‮ ‬الوطنية‮ ‬وإلى‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يثير‮ ‬الشقاق‮ ‬والنفاق‮.‬


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)