موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 03-أغسطس-2021
مطهر‮ ‬تقي -
بحلول هذا العام يكون قد مر على إنشاء حركة الإخوان المسلمين (92) عاماً على يد الشاب حسن البناء (ولد1905م) الذي كان يعتبر الصحفي والمفكر رشيد محمد رضا صاحب مجلة المنار الذي كان أحد داعمي الحركة الوهابية إعلاميا ويعتمد ماليا على هبات عبدالعزيز آل سعود قدوته وملهمه‮ ‬حين‮ ‬انشأ‮ ‬الحركة‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬الاسماعيلية‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬عام‮ ‬1928‮ ‬ومن‮ ‬اختار‮ ‬اسم‮ ‬جماعته‮ ‬بالإخوان‮ ‬بناء‮ ‬على‮ ‬نصيحة‮ ‬استاذه‮ ‬رشيد‮ ‬محمد‮ ‬رضا‮ ‬تقليداً‮ ‬لاسم‮ ‬حركة‮ ‬الاخوان‮ ‬الوهابية‮..‬
وقد انشأ البناء هذه الحركة رداً على الغاء مصطفى اتاترك الخلافة الإسلامية واعلن نهجاً علمانياً في تركيا، وكأن حسن البناء بذلك الإنشاء أراد ان يواصل مسيرة الخلافة الإسلامية السنية التي استمرت قرابة خمسمائة عام وبلغت من العمر عتياً في وهن أدائها ومهامها في عدد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬الإسلامية‮.. ‬
وقد‮ ‬اشتد‮ ‬عود‮ ‬حركة‮ ‬الاخوان‮ ‬المسلمين‮ ‬بفضل‮ ‬همة‮ ‬مؤسسها‮ ‬ودعم‮ ‬الحكومة‮ ‬البريطانية‮ ‬للحركة‮ ‬ماليا‮ ‬ومعنوياً‮ (‬حسب‮ ‬ماذكرته‮ ‬الوثائق‮ ‬البريطانية‮ ‬وقيادات‮ ‬إخوانية‮)..‬
وبعد مقتل حسن البناء عام 1947 استلم الراية من بعده الصحفي والشاعر سيد قطب(اعدم عام 1965) الذي اضاف من خلال كتابه الشهير »معالم في الطريق« بُعداً جديداً لحركة الإخوان المسلمين اتسم بالتشدد وتكفير اي مسلم لايؤمن بفكر وأهداف الإخوان فالمجتمع الإسلامي في نظره كافر‮ ‬بل‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬كفر‮ ‬الجاهلية‮ ‬وأصبح‮ ‬ذلك‮ ‬الكتاب‮ ‬وما‮ ‬تضمنه‮ ‬من‮ ‬أفكار‮ ‬مرجعاً‮ ‬لحركة‮ ‬الاخوان‮ ‬وماتفرع‮ ‬منها‮ ‬من‮ ‬حركات‮ ‬متشددة‮ ‬كجماعة‮ ‬التكفير‮ ‬والهجرة‮..‬
ويمكن القول إن سبعينات ثمانينيات القرن الماضي كان العصر الذهبي للإخوان بفضل سياسة الرئيس المصري أنور السادات الذي استخدم الإخوان في مصر اداة للقضاء على معارضيه من الناصريين والماركسيين، فقد تمكن الإخوان بعد ذلك من السيطرة على الجامعات والنقابات والمساجد حتى‮ ‬قتلوا‮ ‬السادات‮ ‬وأصبح‮ ‬لهم‮ ‬كيان‮ ‬اقتصادي‮ ‬قوي‮ ‬يمول‮ ‬حركتهم‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬الإسلامي‮ ‬وحتى‮ ‬بين‮ ‬المسلمين‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬أوروبا‮ ‬وأمريكا‮..‬
وكان تبني مصر والسعودية بطلب أمريكي محاربة المد الشيوعي السوفييتي في أفغانستان فرصة كبيرة للإخوان حين قاموا بالتمويل البشري والسعودية بالتمويل المالي لتلك الحرب... وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ورث الإخوان والوهابيون فكرياً ومذهبيا دول جنوب الاتحاد السوفييتي الإسلامية فتوسع نفوذهما في مختلف دول العالم برعاية ودعم امريكي التي استطاعت أن تطوع حركة الاخوان لخدمة أهدافها مقابل فتح أوروبا للنشاط السياسي والمالي الإخواني فكانت المانيا مركزاً سياسياً للإخوان وسويسرا مقراً مالياً بقيادة المفكر الاقتصادي الإخواني المعروف محمد ندى وأصبحت امريكا بذلك هي المتحكمة بالحركات الإسلامية في العالم والمشرفة على تفريخ حركات إسلامية متشددة مثل القاعدة وداعش.. وكتاب وزيرة خارجية امريكا السابقة بيل كلنتون يؤكد ذلك..
وقد ظنت قيادة حركة الاخوان العالمية مع مطلع الالفية الثانية أن الوقت قد حان لها بعد قرابة ثمانين عاما من الميلاد والفتوة والانتشار السياسي الواسع للسيطرة السياسية على عدد من دول العالم العربي وكانت شرارة بوزيد من تونس عاما 2011 هي البداية لحركة الإخوان نحو السيطرة على الحكم في كل من مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا التي شهدت مظاهرات إخوانية وشعبية أخرى تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد في تلك الدول.. وظهر ما تُسمى بثورة الربيع العربي على امل ان تتوسع تلك المظاهرات إلى الأردن والسعودية ودول الخليج غير أن السعودية وقتها فتحت خزائنها لصرف المليارات لقطاع واسع من الشعب السعودي الفقير وتمكنت الأردن من المحافظة على أمنها وكانت أخطر تلك المظاهرات والاضطرابات في مصر واليمن وليبيا التي تمكن الإخوان من السيطرة على الحكم فيها بالإضافة إلي السودان التي سبق للبشير اخونة الحكم‮ ‬فيها‮.. ‬
ولعل حكم الإخوان في مصر هو الأخطر بحكم تواجد القيادة الإخوانية للعالم العربي فيها...وكان أمام حركة الاخوان فرصة ذهبية للاستمرار في الحكم وتغيير الخارطة السياسية الدينية في العالم العربي والإسلامي تغييرا جذريا طال انتظار الحركة له أكثر من ثمانين عاما من الصبر وبناء الكوادر التي تؤمن ايمانا قاطعا بحكم الجماعة وطاعة ولي الأمر لو أنهم اختاروا نموذجا سياسيا لهم منفتحا يتجاوز حلقة الجماعة والعشيرة وانتهجوا سياسة الانفتاح المذهبي والثقافي مع من يخالفهم مذهبيا وثقافية وأمنوا الأقليات وفي مقدمتها الطائفة المسيحية ولم يهرولوا بتلك السرعة لاعلانهم تقديم جزء من سيناء المصرية للفلسطينيين بدلا من الأرض التي تحتلها إسرائيل للتقرب الفاضح نحو إسرائيل وأمريكا.... ولو أنهم قدموا كذلك نموذجا تنمويا وسياسيا في اليمن وليبيا يكون افضل من سابقيه ويدخلون في شراكة حقيقية مع المكونات السياسية‮ ‬في‮ ‬الحكم‮ ‬وتحمل‮ ‬عبء‮ ‬التغيير‮ ‬إلى‮ ‬الأفضل‮.. ‬
وخلال عشر سنوات من الحكم ثم الإخفاق في كل من مصر التي وصل حال الإخوان فيها إلى الموت السريري وفي اليمن التي أصبح حزب الإصلاح لاعبا ثانويا يعاني من وطأة سندان السعودية ومطرقة الإمارات وتشتت قواه، ثم ليبيا الذي أصبح فصيل الإخوان فيها بالرغم من الدعم التركي في انحسار لصالح خليفة حفتر.. إلى السودان الذي شهد نهاية الحركة الإخوانية فيه عام 2019 وسجن البشير وإمكانية تسليمه إلى محكمة الأمن الدولية، وأخيرا تونس وحزب النهضة الإخواني الذي يترنح اليوم بفعل انتفاضة الشعب التونسي ضده واجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد ضد حزب‮ ‬النهضة‮ ‬ورموزه‮..‬
وخلال العشر السنوات الأخيرة أيضا قامت السعودية والإمارات والبحرين والأردن باتخاذ جملة إجراءات مشددة ضد حركة الاخوان واعتبرتها جماعة إرهابية محظورة كما قامت اوروبا وفي المقدمة فرنسا بإجراءات مشددة على الجماعات الإسلامية المحسوبة على حركة الاخوان واعتبرتها حركة‮ ‬إرهابية‮ ‬وكأن‮ ‬هناك‮ ‬اجماع‮ ‬عالمي‮ ‬على‮ ‬محاربة‮ ‬حركة‮ ‬الاخوان‮ ‬وحصرها‮ ‬في‮ ‬اضيق‮ ‬حدود‮.. ‬
ولا أدري بعد تلك الإخفاقات السياسية والمذهبية لحركة الإخوان هل تمكنت قياداتها في تلك الدول واليمن بالطبع في مقدمتها من إعادة تقييم تجربتها وادائها وإعادة النظر في طبيعة علاقاتها الفكرية والدعوية مع الجماهير الاسلامية..
أرجو‮ ‬ذلك‮ ‬خصوصا‮ ‬ونحن‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬يرى‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬مصلحتنا‮ ‬الوطنية‮ ‬التنوع‮ ‬السياسي‮ ‬والفكري‮ ‬المعتدل‮ ‬والوسطي‮ ‬واستمرار‮ ‬حزب‮ ‬الإصلاح‮ ‬في‮ ‬التواجد‮ ‬السياسي‮ ‬بفكر‮ ‬ومنهج‮ ‬معتدل‮..‬
والاعتقاد عندي أن اي حركة سياسية سواء إخوانية او وهابية او جعفرية أو سلفية تعتمد على الخطاب الديني المتشدد وتعتمد في أسلوب تعاملها على العنف والقسوة مع من يخالفها في النهج المذهبي والفكري بعيدا عن الوسطية للوصول إلى الحكم وتدعي أيضا احقيتها باحتكار الدين ووراثة الحكم من منظور مذهبي ضيق وتختار من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما تشاء وتفسرها بما يتوافق مع أهدافها وتهمل الآيات والأحاديث التي تدحض وتعري خطأ دعوتها واستغلالها للدين بهدف الوصول إلى الحكم لا يمكن أن يكتب لها النجاح مهما طال عمرها.. واقرأوا التاريخ وابحثوا عن نموذج ديني واحد نجح وكتب له العمر اعتمد على التشدد والقوة والعنف مع من يخالفه.. وانصح ألا تتعبوا في البحث فلن تجدوا، وما على أولئك السياسيين إلا أن يعيدوا قراءتهم لتجربتهم ويستخلصوا العبرة من التاريخ واخباره..
والله‮ ‬أسأل‮ ‬أن‮ ‬يهدي‮ ‬الجميع‮ ‬إلى‮ ‬الصواب‮..‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)