كتب‮ / ‬صفوان‮ ‬القرشي -
تتسبب الامطار الموسمية التي تهطل على العاصمة صنعاء بأضرار كبيرة وتتحول الشوارع الى انهار جارية مما يعيق حركة المارة والسيارات ويؤدي إلى اختناقات مرورية تستمر لعدة ساعات , بسبب انسداد عبارات مياه الشوارع والأنفاق كما تؤدي إلى انهيارات عدد من المنازل اضافة للحفر التي تتواجد في معظم الشوارع لعدم وجود صيانة للشوارع التي اوشكت على الانتهاء في عدد من مديريات أمانة العاصمة.. اشكالية تتكرر كل عام في موسم الامطار ومازالت الاجراءات لمعالجة هذه المشكلة غير كافية رغم الجهود التي تبذلها أمانة العاصمة للحد من آثار الامطار‮ ‬والسيول‮.. ‬
فما‮ ‬الاجراءات‮ ‬التي‮ ‬اتخذتها‮ ‬أمانة‮ ‬العاصمة‮ ‬للحد‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الآثار‮ ‬التي‮ ‬تتسبب‮ ‬بها‮ ‬الامطار‮ ‬والسيول‮ ‬على‮ ‬الممتلكات‮ ‬العامة‮ ‬والخاصة‮ ‬وما‮ ‬تشكله‮ ‬من‮ ‬مخاطر‮ ‬على‮ ‬الارواح‮ ‬؟‮ ‬

أسر‮ ‬ضحايا‮ ‬السيول‮ ‬وانزلاق‮ ‬التربة
لمتابعة الاوضاع والوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بأضرار السيول والامطار في امانة العاصمة والمحافظات فقد تم انشاء غرفة عمليات رئيسية في مجلس الوزراء تقوم بمتابعة وتواصل ورصد مستمر للآثار الناجمة عن السيول وفقاً للبيانات الواردة من السلطات المحلية واستلامها بلاغات وشكاوى المتضررين، كما أقر في اجتماعه الاخير مواساة اسر ضحايا السيول وانزلاق التربة بمبلغ 2 مليون ريال لأسرة المتوفي ومليون للمصاب وتكليف المحافظين بالتنسيق مع وزارة الاشغال العامة والطرق لإعداد دراسة لإنشاء منازل لمن تدمرت بيوتهم أو جرفتها السيول ويتم تمويلها من قبل الهيئة العامة للزكاة . كما اقر مجلس الوزراء تخصيص مبالغ مناسبة لأمانة العاصمة والمحافظات من الموارد المحلية والمشتركة لمواجهة الاحتياجات والاعمال الطارئة المتصلة بمواجهة الآثار الجانبية للسيول والاحتياجات الطارئة.. مؤكداً اهمية العمل بالمصفوفة‮ ‬التنفيذية‮ ‬المقدمة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الامانة‮ ‬وما‮ ‬اشتملت‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬مشاريع‮ ‬وكذلك‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬مياه‮ ‬الامطار‮ ‬في‮ ‬تغذية‮ ‬المياه‮ ‬الجوفية‮.‬
وكلف وزارة الزراعة والري بإعداد خطة شاملة بالتنسيق مع السلطات المحلية لتحقيق الاستفادة المثلى من مياه الامطار عبر تجميعها في سدود او حواجز مع مراعاة اقامة كرفانات في جوانب السوائل وقنوات لتحويل كميات من المياه اليها للحد من قوة تدافعها في سائلة صنعاء وغيرها‮.. ‬
كما كلف وزارة البيئة بتحديث قرار مجلس الوزراء بشأن التخلص من الاعتماد على الاكياس البلاستيكية في عملية البيع والشراء والانتقال الى بدائل صديقة للبيئة نظراً للآثار الكبيرة على التربة والبيئة وتسببها المباشر في سد قنوات تصريف مياه الشوارع

إنجاز‮ ‬مشروع‮ ‬الرصد‮ ‬والإنذار‮ ‬المبكر‮ ‬
الدكتور حسين مقبولي -نائب رئيس الوزراء لشئون الخدمات رئيس اللجنة العليا لمواجهة الكوارث -اشار في تقريره المقدم لمجلس الوزراء حول نشاط اللجنة ونتائج متابعتها الميدانية للآثار الجانبية التي خلفتها السيول- الى المصفوفة التنفيذية التي اعدتها اللجنة حول مختلف العمليات المتصلة بتعزيز قدرات السلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات المستهدفة خاصة مواصلة تنظيف ممرات السيول والسدود والحواجز المائية , واكد التقرير أهمية انجاز مشروع الرصد والانذار المبكر على مستوى الامانة والمحافظات لتلافي الخسائر البشرية والمادية الناجمة‮ ‬عن‮ ‬التدفق‮ ‬المفاجئ‮ ‬للسيول‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬البلاد‮..‬
‮*‬جهود‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬الآثار‮ ‬التي‮ ‬خلفتها‮ ‬السيول‮ ‬
قدم أمين العاصمة حمود عباد عرضاً شاملاً عن حجم ونوعية الاضرار في عدد من مديريات الامانة نتيجة السيول المتدفقة من المناطق المحيطة بالأمانة وتلك المتجمعة من الشوارع الداخلية على المنازل والانفاق والطرق الداخلية , ولفت الى الاضرار المباشرة والمتكررة التي طالت‮ ‬عدداً‮ ‬من‮ ‬الشوارع‮ ‬الاسفلتية‮ ‬والمنازل‮ ‬والمباني‮ ‬التي‮ ‬شيدت‮ ‬في‮ ‬ممرات‮ ‬السيول‮ ‬منذ‮ ‬القدم‮..‬
واستعرض جهود السلطة المحلية في التعامل مع الآثار التي تخلفها السيول حالياً وما نفذته من مشاريع لتصريف المياه خلال الفترة المنصرمة من العام الجاري في عدد من المواقع لتلافي الاضرار التي طالت عدداً من الاحياء خلال العام الماضي كحارة السد في نقم التي غمرت منازلها‮ ‬بالمياه‮ ‬ومنطقتي‮ ‬الحفاء‮ ‬وغرب‮ ‬دارس‮ ‬واقامة‮ ‬صبيات‮ ‬خرسانية‮ ‬سطحية‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الشوارع‮ ‬وجوانب‮ ‬الانفاق‮ ‬‭,‬
واكد ان هناك مشاريع جديدة يتم تنفيذها حالياً واخرى جارٍ تحليل مناقصاتها تستهدف اجمالاً الحد من اضرار السيول على الاحياء السكنية والطرق والانفاق .وحذر المواطنين الذين يبنون في ممرات السيول من العواقب الوخيمة لما لها من مخاطر على سلامتهم وافراد اسرهم.. مطالباً‮ ‬المجلس‮ ‬بمؤازرة‮ ‬جهود‮ ‬الامانة‮ ‬لإنهاء‮ ‬مشكلة‮ ‬تجمع‮ ‬مياه‮ ‬الامطار‮ ‬والحد‮ ‬من‮ ‬آثار‮ ‬السيول‮ ‬بالأمانة‮ ‬نتيجة‮ ‬موقعها‮ ‬الطبيعي‮ ‬في‮ ‬قلب‮ ‬وادٍ‮ ‬هو‮ ‬في‮ ‬الاساس‮ ‬مصب‮ ‬للسيول‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬الجبال‮ ‬المحيطة‮ ‬بها‮ ‬ومن‮ ‬خارجها‮.‬
ولفت الى اهمية تفعيل نشاط مصلحة الدفاع المدني ودعمها بالتجهيزات اللازمة للقيام بواجبها في الحفاظ على الارواح والممتلكات العامة والخاصة واسناد جهود السلطة المحلية بالأمانة والمحافظات في الحالات الطارئة.. والى مقترحات المعالجة التي تضمنها التقرير المقدم الى المجلس‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬امانة‮ ‬العاصمة‮ ‬بشأن‮ ‬تعزيز‮ ‬جهود‮ ‬وقدرات‮ ‬الامانة‮ ‬خاصة‮ ‬الآليات‮ ‬والمعدات‮ ‬مع‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬المشاريع‮ ‬الضرورية‮ ‬للحد‮ ‬من‮ ‬الآثار‮ ‬المباشرة‮ ‬وغير‮ ‬المباشرة‮ ‬للسيول‮.‬

إعداد‮ ‬مشروع‮ ‬لحماية‮ ‬الأمانة‮ ‬من‮ ‬اضرار‮ ‬السيول‮ ‬
نائب وزير الاشغال العامة والطرق المهندس محمد الذاري لفت الى اهمية إعداد دراسة معمقة وشاملة لمعالجة وتلافي آثار السيول على الجانبين البشري والمادي ..واعتبر مشروع حماية مدينة تعز من اضرار السيول أنموذجاً ناجحاً يمكن الاستفادة منه في العاصمة صنعاء كونها بحاجة‮ ‬ماسة‮ ‬لمشروع‮ ‬حماية‮ ‬السيول‮ ‬حتى‮ ‬نستطيع‮ ‬الحد‮ ‬من‮ ‬الآثار‮ ‬التي‮ ‬تخلفها‮ ‬السيول‮ ‬وانزلاق‮ ‬التربة‮ ‬على‮ ‬أروح‮ ‬وممتلكات‮ ‬عامة‮ ‬وخاصة‮ ‬وتتكرر‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬عام‮ .‬

إصلاح‮ ‬ممرات‮ ‬وعبارات‮ ‬السيول‮ ‬ضرورة‮ ‬
المهندس خالد غانم، قال: الامطار نعمة ويجب الاستفادة من الكميات الهائلة للمياه في الري والزراعة وتغذية المياه الجوفية , ولا يمكن تلافي أضرار السيول الا بعمل وصيانة عبارات السيول واقامة السدود والقنوات التحويلة والكرفانات، أمانة العاصمة تقع في وادٍ وتحيط بها الجبال من الجهات وهذا يجعلها عرضة للاضرار الناجمة عن تدفق السيول وما تسببه من انزلاقات للتربة وانهيارات للمنازل والطرق مما يودي الى حوادث ووفيات يمكن تجنبها ومن ذلك مشروع حصاد الامطار واستغلال المدارس والمساجد لإقامة خزانات حصاد الامطار والاستفادة منها خصوصا‮ ‬في‮ ‬الحارات‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬نقصاً‮ ‬حاداً‮ ‬في‮ ‬المياه‮ ‬وهذه‮ ‬عملية‮ ‬لا‮ ‬تكلف‮ ‬الكثير‮ ‬ولها‮ ‬منافع‮ ‬وفيرة‮ ‬ويُعمل‮ ‬فيها‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬البلدان‮ ‬العربية‮ ‬والغربية‮ ‬لمواجهة‮ ‬ازمة‮ ‬المياه‮ ‬

تكدس‮ ‬القمامة‮ ‬والاكياس‮ ‬يودي‮ ‬إلى‮ ‬سد‮ ‬ممرات‮ ‬السيول‮ ‬
المهندس باسم الاسودي .. قبل وضع خطط لتلافي آثار السيول يجب علينا اولاً صيانة العبارات ومصارف السيول والانفاق وتنظيفها من القمامة والاكياس البلاستيكية التي تكون سبباً في سد مصارف السيول , اضافة الى البناء العشوائي في ممرات السيول وهو ما يجعلها تبحث عن ممرات جديدة وتندفع الى وسط الشوارع والحارات وهو ما يتسبب بكوارث كبيرة , كما أن غزارة الامطار تهدد وبشكل مباشر المباني الاثرية في صنعاء القديمة وغيرها ولهذا يجب وضع دراسة لحماية هذه الاماكن ذات التراث الانساني.. ونؤكد أن صيانة الشوارع وردم الحفر جزء من مشروع حماية‮ ‬امانة‮ ‬العاصمة‮ ‬من‮ ‬اضرار‮ ‬السيول‮ ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬ضرورة‮ ‬وضع‮ ‬خطة‮ ‬ومشروع‮ ‬متكامل‮ ‬لحماية‮ ‬صنعاء‮ ‬من‮ ‬اضرار‮ ‬السيول‮ ‬وهذه‮ ‬المسؤولية‮ ‬تقع‮ ‬على‮ ‬عاتق‮ ‬أمانة‮ ‬العاصمة‮.‬