د. علي محمد الزنم ❊ - عندما تطل علينا ذكرى التأسيس لتنظيمنا الوطني المؤتمر الشعبي العام نجدها لم تعد ذكرى عابرة خاصة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن في ظل عدوان غاشم وأحداث جسام مر ويمر بها المؤتمر الذي يعد جزءاً لايتجزأ من آلام وآمال هذا الوطن الجريح الذي يصمد ليقهر كل المؤامرات التي تحاك ضده.. وفي ذكرى التأسيس الـ39 لن نتكلم عن القيادة التأريخية أو عن رصيد المؤتمر النضالي أو إنجازاته وعلاقته الواسعة مع مختلف أبناء الشعب اليمني ومحيطه الأقليمي والدولي كتنظيم حكم 33 عاماً، لكن نتحدث اليوم عن واقع ومستقبل الحزب في خضم الأمواج المتلاطمة بين مد وجزر بين عدوا يتربص به وصديق متأرجح قليلاً في شراكته مع المؤتمر..
مع أن القاعدة التي لا مناص منها بأن كل من يعيش على أرض وطن الـ22 من مايو هم شركاء فيه وفي مواجهة العدوان السعودي الإماراتي وفي تحديد مستقبله وإنْ تعدد الشركاء، وهنا يأتي دور القوى الوطنية الصادقة وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام في تقديم مشروع جامع لكل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية، والمهمة كبيره وصعبة وهذا ما يضطلع به المؤتمر الشعبي العام بقيادة المناضل ورجل الدولة والقبلية والمدينة الشيخ صادق بن أمين أبو رأس رئيس المؤتمر الذي ورث تركة ثقيلة من الأزمات والتعقيدات والمشاكل في المؤتمر ومكوناته التنظيمية من رأس الهرم حتى الجماعات التنظيمية، وما مر به المؤتمر من بعد أحداث ديسمبر ومغادرة القائد والمؤسس الحياة السياسية والتنظيمية الزعيم علي عبدالله صالح بفعل الموت الذي لابد منه ومارافق تلك الأحداث من صدمات كادت أن تكون الضربة القاضية التي لا شفاء منها، وهنا يُذكر الشيخ صادق أبوراس ومعه الشيخ يحيى علي الراعي وكل القيادات التنظيمية المخلصة الذين تصدروا الموقف بثبات وحكمة وتعاملوا بمسؤولية مع كل المتغيرات التي حدثت على مستوى الوطن عموما والمؤتمر الشعبي العام على وجه الخصوص، وقاد أبو رأس السفينة إلى أن أوصلها بر الأمان ويعود ذلك لقدرته على التعامل مع الأحداث وشركاء المرحلة من جهة وحرص وتعاون قيادة أنصار الله من منطلق المصلحة الوطنية التي تقتضي الحفاظ على المؤتمر كأكبر تنظيم على مستوى الوطن وخطورة بقائه مندثراً وعرضة للاستقطاب الخارجي والداخلي الذي نرفضه جملة وتفصيلاً، وبالتالي لملم المؤتمر جراحاته الغائرة وتجاوز منعطفات خطيرة ومازالت.. ولن يكون المؤتمر في مأمن إلا عندما يأمن الوطن بدحر العدوان وتحقيق الانتصار الناجز للشعب اليمني الأبي وجيشه ولجانه الشعبية ورجال القبائل الشرفاء وكل القوى الوطنية التي يهمها وطن وأعرق شعوب الأرض الذي يستحق حياة آمنة ومستقرة وإحلال السلام العادل والشامل والمشرف للجميع تُحقن فيه الدماء وتحفظ فيه الأرض والإنسان اليمني أينما كان..
وختاماً التهاني والتبريكات لقيادة وقواعد وأنصار وحلفاء المؤتمر الشعبي العام وكل جماهير الشعب اليمني الذين ارتبطوا بالمؤتمر سواء موالين أو معارضين له للجميع التهنئة بمناسبة ذكرى التأسيس الـ39 التي نرجو أن تكون نقطة فارقة في العمل التنظيني والسياسي المستقبلي وانعكاس ذلك على مستوى الوطن.
والله يتولى عون كل وطني غيور يهمه اليمن ثم اليمن ثم اليمن.
❊ عضو مجلس النواب
عضو اللجنة الدائمة
|