عبدالسلام الدباء - عندما تحل ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من اغسطس من كل عام، هذا التنظيم الرائد الذي انبثق من عمق اليمن الارض والانسان كتنظيم يماني (100٪) وكأول تنظيم سياسي وطني وغير مستورد من الخارج صاغته قلوب وعقول وأنامل هذا الشعب اليمني العظيم بعظمة تاريخه العريق ونضاله وأصالة حضاراته الممتدة عبر التاريخ..
عندما تحل هذه الذكرى فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المتابع اللبيب عن هذا التنظيم الفريد أنه كان ولا يزال وسيظل يمثل نهج الوسطية والاعتدال في العمل السياسي الوطني وأنه محل وأساس الإجماع الشعبي اليمني الشامل، وأنه لم يكن نتاج فكر سياسي معين بذاته او محدود بفئة معينة من المجتمع اليمني، بل كان نتاج عمل سياسي جماعي شاركت في صياغة أهدافه ومضامينه ونهجه الواضح كل فئات الشعب من سياسيين ومثقفين وعمال وفلاحين ونساء وشباب وطلاب من مختلف أرجاء اليمن، ومن مختلف التوجهات الفكرية والسياسية والدينية والوطنية اليمنية ..
أي بمعنى أوضح أنه قد شكل أول حالة إجماع يمني واسع على طول وعرض الساحة الوطنية اليمنية، وهذا ما أعطاه مصدر قوته المتجددة والمتجذرة في عمق العمل الوطني اليمني في الماضي والحاضر والمستقبل ..
ولذلك فمن البدهي أن يظل المؤتمر الشعبي العام إلى ما شاء الله علامة فارقة ورقماً بالغ الأهمية ذا شفرة بالغة الأثر يصعب على أي كان تجاوزها أو النفوذ من خلالها إلى أي أهداف مشبوهة بأي شكل من الأشكال مهما بلغت براعته في تقنيات الاختراق أو أعمال القرصنة المستوردة من الخارج.
فالمؤتمر كان ولا يزال وسيبقى هو روح وعقل المجتمع اليمني بكل فئاته وهو التعبير الصادق عن كل طموحات الوطن اليمني وآمال أبنائه في بناء اليمن الجديد والمستقبل الافضل لأجياله الصاعدة مهما صادفته من عثرات أو رافقته بعض الشوائب.. وسيظل هو اليد البيضاء والصادقة التي ستبقى ممدودة بالخير لكل من ينشدون الخير للوطن ويشاركونه همّ الارتقاء به إلى الأفضل في الحاضر والمستقبل.
|