الميثاق نت - نادية صالح: - لسنوات عدة وجهود حكومية وأممية ودولية كبيرة تُبذل على مستوى الوطن العربي ومنها بلادنا، بغية تمكين المرأة من النهوض في كافة المجالات وتفعيل دورها في المجتمعات؛ من منطلق إيمان يقيني بأنها شريك أولي وأساسي في تحقيق أهداف التنمية والنهضة، إلّا أنّه وعلى الرغم من ذلك مازال هناك جزء لا بأس به من الخطاب الإعلامي عاجز عن مواكبة ذلك، عامداً إلى حصر المرأة في صورة نمطيّة سلبية لا تُراعي إمكاناتها الكبيرة ولا تعكس دورها كشريكة في التنمية وصنع السلام واستدامته.
وفي عالم باتت التطورات التقنية والعلمية التكنولوجية هي ابرز سماته، وصلب معظم التخصصات ومنها الإعلام الذي بات يستخدم مختلف الوسائل للوصول الى الجمهور وسعيه عبر تقنيات الإنترنت التكنولوجية الحديثة لدعم الكثير من القضايا التي تكون موضع الاهتمام في الكثير من الدول والبلدان العربية والغربية على حدٍ سواء، ومنها القضايا السياسية بين الدول والاقتصادية وقضايا الطفل والعمال والقضايا الاجتماعية، حيث تشغل قضايا المرأة ومشاكلها في الدول الحصة الأكبر من اهتمام وسائل الإعلام الإلكترونية عل حدٍ سواء.
كما ويجمع الكثير من الباحثين والدارسين والعُلماء الذي اتجهوا نحو تخصص الإعلام والاتصال خاصة في الوسائل الحديثة على أنّ قضايا المرأة وحقوقها ومشاكلها في وسائل الإعلام، وهذا من خلال وضع مسافة واضحة جداً لكافة وسائل الإعلام الحديثة المختلفة وفتحها أمام قضايا المرأة وذلك لأجل تفعيل دور المرأة وأهميتها في الدولة والمجتمع، ودورها في إيجاد الكثير من الحلول حول قضاياها.
المستوى الذي تمت صناعته لرسائل الوسائل الإعلامية التي تكون من قِبل القائمين بالعملية الاتصالية، هذا من خلال تمكين الكثير من الأشخاص من الوصول إلى الكثير من المواقع التي تتخصص بصنع القرار وتشكيله في وسائل الإعلام الحديثة المختلفة على حدٍ سواء.
المرأة والمجال الاعلامي
تشير معظم الدراسات والتقارير الى تدني نسبة النساء العاملات في وسائل الإعلام مقارنةً مع الرجال في جميع دول العالم، فهنّ يظهرن في ربع نشرات الأخبار التلفزيونية والإذاعية والمطبوعة فقط، ووفقاً لأحدث التقارير فقد شاركت النساء بنسبة 19٪ كخبراء في النشرات الإخبارية، وبنسبة 37٪ فقط كمراسِلات على مستوى العالم.
وتؤكد عدد من الأكاديميات والعاملات في المجال الصحفي والإعلامي إلى أن محدودية تواجد المرأة في الإعلام أدّت إلى محدودية التركيز على قضايا المرأة عبر وسائط الإعلام، ويرجع السبب من وجهة نظرهن إلى ضعف الوعي بما يتعلّق بالمرأة من أدوار وحقوق ومشكلات ومكانة مجتمعيّة مهمّة، حيث يظهر ذلك كواقع مجتمعي يُشكّل الإعلاميّون جزءاً منه ويعكسونه بما يقدّمونه من رسائل إعلاميّة، ويكمن حل هذه المشكلة في تزويد الإعلاميين بالمعرفة والوعي الكافيين لنقل الصورة السليمة للمرأة وما يتعلّق بقضاياها.
ويكمن السبب الثاني في انفصال التدريب الفكري والمهني للإعلاميين عن اتجاهات العمل الإعلامي الحديث بما يتعلّق بقضايا المرأة، بالإضافة لضعف التواصل الفعّال بين المؤسسات الإعلاميّة نفسها، أو بينها وبين باقي المؤسسات المعنيّة من أجل خدمة قضايا المرأة، وهو الأمر الذي يستدعي وجود شراكات فاعلة ومتّسقة بهدف تجاوز هذه المشكلة.
وللتغلب على هذه الإشكالية لابد من تحسين دور المرأة في وسائل الإعلام من خلال وجود تعاون مشترك من أجل تحسين دور وسائل الإعلام في تحقيق إظهار المرأة كما يجب عبر مختلف الثقافات والحدود، ويكون ذلك من خلال بذل المزيد من الجهود لإظهار النساء في مواقفٍ غير نمطية.
كما تؤكد الباحثات في مجال قضايا المرأة على دور الحكومات في تحسين وضع المرأة من خلال أنظمتها الوطنية، كإنشاء مراكز لمراقبة وسائط الإعلام الوطنية بجميع أنواعها وتمويلها،و تعزيز وسائل الإعلام وشبكات الاتصالات النسائية، وذلك من خلال إيجاد برامج مشتركة بين وسائل الإعلام ومؤسسات أخرى تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص وتهتم بإقامة مشاريع تُعزّز من صورة المرأة في وسائط الإعلام، إضافة الى تمكين النساء من إقامة شبكات وطنية واقليمية بل وحتى دولية خاصة بها في جميع المجالات المتاحة لها، من خلال إتاحة الفرصة لهنّ للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فمن الملاحظ وجود فئة قليلة من النساء قادرات على الوصول إلى التقنيات الجديدة والتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ومن ناحية ثانية ، لابد من متابعة وتقييم مستوى المضمون الذي تحتوية الرسالة الإعلامية، ليتم تعزيز قضايا المرأة وحقوقها ومشاكلها في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى فتح المجال أمامها للتعبير عن رأيها وطرح أفكارها ورأيها إزاء الكثير من القضايا المتعلقة بها
ومما لا شك فيه أن الإعلام الإلكتروني بات له دور فعال في تعزيز قضايا المرأة من خلال طرح البرامج الحوارية الإلكترونية وعقد الندوات والمؤتمرات المسموعة والمرئية عبر شبكة الإنترنت العالمية والمؤسسات النسوية والنشاطات المختلفة.
إن دور وسائل الإعلام في دعم المرأة أمر مهم للغاية لبناء مجتمع متزن ومتكافئ ، حيث ساعدت تلك الوسائل ومثلها مواقع التواصل الإجتماعي من خلال الاستخدام الهائل لها وخصوصاً من قِبل النساء على دعم قضايا وحقوق المرأة وجعلهم من أهم القضايا التي يتمّ الاهتمام بها عند إصدار السياسات.
|