الميثاق نت: - هنأ المؤتمر الشعبي العام جماهير الشعب اليمني بمناسبة الأعياد الوطنية للثورة الخالدة »العيد الوطني التاسع والخمسين لثورة 26 سبتمبر والعيد الوطني الثامن والخمسين لثورة 14 أكتوبر، والعيد الوطني الرابع والخمسين للاستقلال الـ30 من نوفمبر.
وأصدر المؤتمر بياناً مهماً بمناسبة حلول العيد الوطني الـ59 لثورة 26 سبتمبر 1962م فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام بمناسبة أعياد الثورة »سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر«
يحتفل شعبنا اليمني العظيم هذه الايام بالأعياد الوطنية لثورته الخالدة (العيد الوطني التاسع والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962م، والعيد الوطني الثامن والخمسين لثورة 14 أكتوبر 1963م والعيد الوطني الرابع والخمسين للاستقلال 30 نوفمبر 1967م) في ظل ظروف بالغة التعقيد، وفي مرحلة من اخطر المراحل التي يعيشها شعبنا اليمني الذي يتعرض للعدوان الغاشم والحصار الجائر من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات منذ مارس 2015م .
والمؤتمر الشعبي العام وهو يهنىء جماهير شعبنا اليمني العظيم من اقصاه الى اقصاه بهذه الأعياد الوطنية ، ليؤكد انها كانت وستظل اعياداً يحتفى بها من منطلق كونها محطات تحول تاريخية في مسيرة النضال الوطني لشعبنا ضد الحكم الإمامي المتخلف ، والاحتلال البريطاني البغيض ،ومفتتحاً لعهد جديد هو عهد الجمهورية التي وفرت لشعبنا حقوقه في التعليم والانفتاح والتواصل مع العالم ،وبدء تاريخ من بناء دولته القائمة على تأسيس علاقات مع مختلف دول العالم ،وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية .
ومما لاشك فيه ان عظمة ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر تتجسد في عظمة اهدافهما (التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات) حيث ارتكز جوهر الثورة اليمنية على التخلص من الاستبداد والنظام الإمامي لبيت حميد الدين الذي كان يحكم شمال اليمن آنذاك بسياسة التخلف والعزلة والتجهيل، والتحرر من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثماً على جنوب الوطن لنحو 128 عاما وهو الامر الذي اكتمل تحقيقه بالاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م ولذلك كانت هذه الثورة وستظل عظيمة بعظمة ما حققته من تحرير للإنسان اليمني من الجهل والتخلف والفقر والحرمان والعبودية وفتح ابواب الحرية والانفتاح على العالم وتوفير كل متطلبات الحياة .
ولابد ونحن نحتفي بأعياد الثورة اليمنية ان نتذكر ان احد اهم اهدافها كان (العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة) وهو الهدف الاسمى الذي ناضل من اجله اليمنيون وقدموا في سبيله التضحيات الكثيرة والكبيرة حتى استطاعوا ان يحققوه في الثاني والعشرين من مايو 1990م ليمثل بذلك تحولا في مسار الوفاء لأهداف الثورة اليمنية وهو الامر الذي يفاخر المؤتمر الشعبي العام بأنه كان احد اطراف تحقيقه مع الحزب الاشتراكي اليمني .
واليوم ونحن نحتفي بأعياد الثورة اليمنية لابد ان نعيد قراءة ماضي وحاضر ومستقبل بلادنا في ضوء الظروف والمتغيرات التي رافقتها منذ اليوم الاول حيث عانت الثورة اليمنية من التدخلات الخارجية التي حاولت وأدها في مهدها والانحراف بمسارها، ويتذكر الجميع كيف واجهت الثورة اليمنية حرباً ضروسا استمرت لثماني سنوات قبل ان تتمكن الثورة من الانتصار بعد حصار السبعين يوما وهو الامر الذي يتكرر اليوم بالعدوان الغاشم والحصار الجائر والحرب الاقتصادية الشعواء التي تشن على شعبنا ووطننا في محاولة من التحالف الذي تقوده السعودية والامارات ومن يقف خلفهما ويدعمهما لمصادرة استقلالية قرارنا الوطني وتمزيق وحدتنا الوطنية وتحويل اليمن الى كانتونات متصارعة ومتناحرة لا تقوم لها قائمة وتخدم أجندة واهداف القوى الاقليمية والدولية التي لا تريد لليمن وشعبه أي خير او أمن او استقرار او سلام .
وإذ يواجه شعبنا اليمني اليوم عدواناً من التحالف الذي تقوده السعودية والامارات لنتذكر كيف ان النظام السعودي قاد تحالفاً مشابهاً لمواجهة الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م منذ اليوم الاول لقيامها وخاض حرباً ضروساً ضد الثورة اليمنية امتدت لثمان سنوات قبل ان يذعن ذلك العدوان وحربه مع النظام الملكي ويعترف بالنظام الجمهوري بعد ان انتصرت الثورة على مرتزقته الملكيين وتحالفه العدواني آنذاك .
وها نحن اليوم نواجه نفس المؤامرة وذات العدوان الذي لا تختلف اهدافه اليوم عن اهدافه بالأمس وان كانت تعاظمت هذه الاهداف من خلال ارتكابها جرائم تدمير مقدرات وطننا وشعبنا ،واعتقادها انها قادرة على مصادرة استقلالنا وانتهاك سيادتنا ،وتمزيق وحدتنا الوطنية وتحويل اليمن الى دويلات تابعة لها ولمن يتحالف معها او يقف خلف عدوانها من القوى الكبرى .
وإذ يكرر المؤتمر الشعبي العام تهانيه لأبناء الشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية فإنه يجدها مناسبة ليجدد ثبات وصلابة مواقفه ضد العدوان والحصار وانتهاك السيادة الوطنية من قبل المحتلين الجدد، وحق شعبنا اليمني في مقاومة هذا العدوان ومخططاته في انتهاك السيادة الوطنية واحتلال بعض المناطق اليمنية والسعي لتمزيق وحدته الوطنية بكافة الوسائل والسبل المتاحة باعتبار ذلك حقاً كفلته له الشرائع السماوية، والمواثيق والاعراف الدولية كافة .
ويثمن المؤتمر الشعبي العام صمود ابناء الشعب اليمني، مباركاً انتصارات الجيش واللجان الشعبية وابناء القبائل الشرفاء في مختلف الجبهات والتي تتزامن مع الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية ، ويحثهم على الاستمرار ومواصلة معركة مقارعة العدوان ومرتزقته والمحتلين الجدد حتى تحرير كامل التراب الوطني من أي وجود اجنبي .
ان المؤتمر الشعبي العام سيظل منحازاً الى صفوف شعبه ويقف مع بقية القوى الوطنية المقاومة للعدوان وفي مقدمتهم انصار الله ،وسيظل حريصاً على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ورافضاً أي محاولات للمساس بها بأي شكل من الاشكال او اسلوب من الاساليب .
كما يؤكد المؤتمر الشعبي العام انه سيظل داعية حوار ومصالحة وطنية وسلام مشرف يقوم على ايقاف العدوان ورفع الحصار ويحفظ لليمنيين حقوقهم وكرامتهم ، ويضمن اخراج اليمن من البند السابع واخراج القوات الاجنبية من أي مكان تتواجد فيه في اليمن، وإلغاء العقوبات المفروضة على كل المواطنين اليمنيين ، وضمان وحفظ وحدة وسيادة واستقلال اليمن وقراره الوطني ،كما انه كان وسيظل حريصاً على مبدأ اقامة علاقات جوار مع الدول المجاورة وفقاً لمفاهيم التعاون وتحقيق المصالح المشتركة وضمان الامن والاستقرار للمنطقة كلها وبعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة في المنطقة من قبل أي جهة خارجية اقليمية او دولية.
وفيما يخص القضايا الخارجية يجدد المؤتمر الشعبي العام موقفه الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في مقارعة الاحتلال الصهيوني وتحرير أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر ونوفمبر« والصحة لمن تبقى من مناضليها وثوارها .
الرحمة لشهداء الوطن.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى .
صادرعن المؤتمر الشعبي العام
صنعاء- السبت الموافق 25 سبتمبر 2021م
|