"الميثاق نت"أحمد غيلان -
أن تقوم أحزاب اللقاء المشترك باستدراج الأطفال لحضور فعالية تنظمها لمهرج سياسي فذلك هو قمة الإفلاس وذروة سنام الاستهتار بمستقبل البلاد وتشريعاتها النافذة ، وقبل ذلك انتهاك صارخ للبراءة وحقوق الطفل المكفولة في دستور الجمهورية اليمنية وقوانينها والاتفاقات العالمية ذات الصلة بحقوق الأطفال .
ما حدث في مدينة دمت بمحافظة الضالع يوم الخميس الماضي الموافق 28-2-2008م من حشد للأطفال الأبرياء وإقحامهم في عمل سياسي حزبي ، يعد خرقاً للقوانين وتجاوزاً للأعراف والمواثيق الإنسانية التي تحرَّم وتجرَّم استغلال براءة الأطفال في عمل سياسي لخدمة حزب سياسي أو فئة تمارس عملاً حزبياً اتفق العالم أن مشروعية ممارسته لا تبدأ إلا بعد سن الرشد .
وأياً كانت الغايات والأهداف والمقاصد التي يرمي إليها مهرَّجو المشترك ،فليس يعنينا أن هذا التكتل الخرف بلغ مرحلة الإفلاس، وعجز عن مخاطبة العقلاء والراشدين ، ولكن ما يعنينا هو أن يفهم هؤلاء بأن الوطن لا يحتاج إلى مهرَّجين جدد ، ولا يحتاج إلى مدارس تفقَّس للمستقبل أجيالاً تمتهن التهريج والتضليل والتزييف ، بقدر حاجته إلى مواطنين أسوياء يحبون الوطن ويُسَّخرون كل جهودهم وقدراتهم الإبداعية لخدمته ، ليس من على منابر الخطابة ، ولا فوق منصات التهريج ... بل في ميادين العلم والمعرفة والإبتكارات .
ما فعله مهرِّجو المشترك في دمت جريمة في حق الطفولة وفي حق الأجيال وفي حق المستقبل وفي حق الوطن وفي حق الإنسانية ، وها نحن إذ نحذر ونستنكر ما حدث ندعو أجهزة الدولة وحُماة القانون وحماة العدالة في النيابة والقضاء والمنظمات التي تدَّعي حماية الطفولة وحقوقها ، ندعو الجميع إلى موقف جاد وحازم ضد مثل هكذا عبث بالبراءة واستهتار بالتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية التي حرَّمت استغلال براءة الأطفال ،، لأن السكوت على استغلال الأطفال في عمل سياسي حزبي قد يغري هؤلاء لاستغلال براءة الطفولة في تفقيس عناصر غير سوية ، وذات نزوع تطرفي إرهابي
*الصورة عن نبأنيوز