بقلم/ يحيى علي الراعي* - احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المباركة الـ59 لثورة الـ26 من سبتمبر والـ 58لثورة 14أكتوبر والـ54 ليوم الاستقلال المجيد الـ30 من نوفمبر تأتي هذا العام ووطننا وشعبنا اليمني يواجه عدواناً غاشماً وحصاراً جائراً للعام السابع على التوالي وهو يحمل دلالات التلازم التاريخي المعبر عن وحدة اعدائها وهذا يعطيها معاني تؤكد عظمتها المستمدة من انتصاراتها في مختلف المراحل التى مرت بها متجاوزة منعطفات تاريخية خطيرة من عمرها المجيد.
وفي هذا المنحي تمثل أزمة 2011م المرحلة الأخيرة الاخطر كونها جاءت في سياقات ثورات ما تُسمى الربيع العربي ومخطط يستهدف الدول العربية التي انبثقت من ثورات وطنية وقومية اتخذت اشكالاً وصوراً من الفتن المناطقية والمذهبية والطائفية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة في إطار مؤامرة مخططات الفوضى الخلاقة لتدمير اوطاننا وتفكيك شعوبنا بأيدينا ليتمكن أعداؤنا من المستعمرين القدماء والجدد من تحقيق مخططات مشاريعهم التآمرية على شعبنا وأمتنا.
وهكذا تأخذ تلك المخططات والمشاريع التدميرية التقسيمية تعبيرها المكثف في منحاها اليمني بشن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الاجرامي على شعبنا حرباً وحشية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها في 26مارس 2015 للثأر من الثورة اليمنية »26سبتمبر و14 أكتوبر« وكل ما هو نبيل وعظيم تحقق لشعبنا في ظل رأيها وفي المقدمة الوحدة اليمنية التي كانت نتاجاً لنضال طويل خاضته الحركة الوطنية اليمنية وقدمت التضحيات وقوافل الشهداء على طريق الخلاص من طغيان النظام الامامي الاستبدادي الرجعي المتخلف وجبروت المحتل البريطاني الغاصب بانتصار نظامه الجمهوري ونيل استقلاله الناجز وهزيمة الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
وهذا الانتصار وحده كافٍ لتأكيد عظمة الثورة اليمنية 26سبتمبر التي مثلت الأساس لانطلاقة كبرى وتحول نوعي في مسيرة شعبنا وحركته الوطنية اليمنية..
ان هذه الواحدية عبر عنها شعبنا بطليعته الثورية في كل اليمن بانخراطه في معركة الدفاع عن نظامها الجمهوري..
لقد اتخذت الثورة اليمنية مسارات لا تنسجم مع تطلعات شعبنا لتحقيق حلمه التاريخي المتمثل بالوحدة اليمنية بفعل تأثيرات تلك المرحلة واستقطاباتها الاقليمية والدولية واحتاج شعبنا إلى 23 عاماً لاستعادة وحدته بإعلان قيام الجمهورية اليمنية 22 مايو الاغر 1990م وبغض النظر عمن حقق هذا الانجاز العظيم فهو انتصار لشعبنا اليمني ولثورته الخالدة ولحاضره ومستقبلهة..
إننا ننطلق في قراءتنا للثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر« من فهم موضوعي لمساراتها وسياقاتها كمثيلاتها من الثورات الوطنية والقومية والإنسانية الكبرى التي لم تسر في خط مستقيم بل مرت بمنعطفات ومنعرجات وانتكاسات لا ترجع لكينونة ثورته بل للطبيعة البشرية وللظروف والاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما يصاحبها من متغيرات في مسارات تطورها التاريخي لكنها تبقى ثورة عظيمة لانها نقلت الشعب اليمني من أوضاع القرون الوسطي إلى آفاق العصر ومن الاحتلال والهيمنة الاستعمارية إلى السيادة والاستقلال والوحدة والديمقراطية.
ان من يحاول فصل ما يتعرض له شعبنا اليوم عما واجهه قبل 59 عاماً قراءته قاصرة للتاريخ الوطني ومن يتوهم ان عملية القطع للسياق التاريخي يصب في صالحه فهو مشتبه، لان المستهدف بالأمس لثورته وسيادة اليمن واستقلاله وهو ذاته اليوم .. لذلك فإن أفراحنا بأعياد الثورة اليمنية الـ 26 من سبتمبر والـ 14 أكتوبر والـ 30 من نوفمبر تؤكد عمق وعي شعبنا الوطني الحضاري المستوعب لحقيقة ان التاريخ مسار متصل ويجسد اصالته واستمرار تجدد تطلعاته لمستقبل مشرق في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة..
❊ نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام
رئيس مجلس النواب |