موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 04-أكتوبر-2021
د‮/ ‬طه‮ ‬حسين‮ ‬الهمداني -
جاء‮ ‬انبثاق‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬الخالدة‮ ‬بمثابة‮ ‬اعلان‮ ‬نهاية‮ ‬نظام‮ ‬حكم‮ ‬الاستبداد‮ ‬والظلم‮ ‬الذي‮ ‬أذاق‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬المر‮ ‬والعذاب‮ ‬والهوان‮.‬
لقد كانت هذه الثورة الوطنية بداية للتحول من النظام التقليدي المتخلف لتؤسس النظام الجمهوري في شمال اليمن على قواعد راسخة من العدالة والمساواة والحرية، ومن رحم هذه الثورة المباركة ولدت ثورة 14 من اكتوبر 1963 المجيدة لتحرير جنوب اليمن المحتل من الاستعمار البريطاني‮.‬
هاتان الثورتان كانتا بمثابة الانتقال الاول من البنى والنظم التقليدية إلى البنى والتطور الحديث، ومن الوصاية الأجنبية إلى الاستقلال الوطني الناجز، بل شكلتا بداية الانعتاق والتحرر وشكلتا علامة ونقطة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر لتجسيد قيم العدالة والمساواة‮ ‬وازالة‮ ‬الفوارق‮ ‬الاجتماعية‮ ‬بين‮ ‬اليمنيين‮ ‬وبناء‮ ‬جيش‮ ‬وطني‮ ‬قوي‮ ‬يحمي‮ ‬كرامة‮ ‬اليمنيين،‮ ‬وإرساء‮ ‬دعائم‮ ‬مجتمع‮ ‬ديمقراطي‮ ‬عادل‮ ‬يحقق‮ ‬المساواة‮ ‬وإلغاء‮ ‬التمييز‮ ‬والفوارق‮ ‬الطبقية‮ ‬وغيرها‮.‬
لقد كان من الاهداف العظيمة السامية للثورة المباركة العمل على احداث نقلة سياسية واجتماعية واقتصادية باعتبارها ثورة انسانية لجميع اليمنيين بمختلف مناطقهم وجهاتهم من مدنيين وعسكريين في الداخل والخارج، حيث اجتمع رجال الثورة على تأسيس عقد اجتماعي تمثل بمبادئ‮ ‬الثورة‮ ‬الخالدة‮ ‬وأهدافها‮.‬
لقد واجهت الثورة منذ انطلاقها تحديات عدة وجابهتها صعوبات جمة سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي او الفضاء الخارجي حتى تمكنت من تثبيت دعائم النظام الجمهوري وتأمين سلامته، ومع ذلك تحققت الكثير من الانجازات العظيمة في مختلف المجالات ولعل من ابرزها اعادة تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة‮ ‬في‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990‮ ‬والتي‮ ‬كانت‮ ‬بمثابة‮ ‬التحول‮ ‬الثاني‮ ‬الذي‮ ‬أسس‮ ‬لعقد‮ ‬اجتماعي‮ ‬جديد‮.‬
وترافق مع اعادة تحقيق الوحدة كذلك السعي لارساء التعددية السياسية والحزبية وافساح المجال لمنظمات المجتمع المدني وتوسيع قاعدة المشاركة واشراك المراة في مختلف الانشطة ومساواتها بأخيها الرجل والاهتمام بحقوق الانسان والحريات العامة، كما كان لمنظمات المجتمع المدني‮ ‬ادوار‮ ‬فاعلة‮ ‬في‮ ‬الشراكة‮ ‬مع‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬التنمية،
وتم اجراء عديد الدورات الانتخابية رئاسية وبرلمانية ومحلية لتكريس حق المشاركة الشعبية ومفهوم أن الشعب مصدر السلطة وحقه في اختيار حكامه عبر صناديق الاقتراع الحر.. وقد مارس الشعب حقه في الترشح والانتخاب وتطور النظام الانتخابي في كل الدورات الانتخابية وكان هناك‮ ‬إشادات‮ ‬عدة‮ ‬من‮ ‬المنظمات‮ ‬المحلية‮ ‬والدولية‮ ‬المعنية‮ ‬بالديمقراطية‮ ‬والرقابة‮ ‬على‮ ‬العملية‮ ‬الانتخابية‮ ‬وضمان‮ ‬الشفافية‮ ‬ونزاهة‮ ‬الانتخابات‮ ‬واعتبار‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬الديمقراطية‮ ‬الناشئة‮.‬
وقد حققت الثورة جملة من الانجازات الكبرى، من اهمها بناء الانسان، والمشاريع التنموية، في مجالات التعليم والصحة والخدمات، كما تبنت الدولة اصلاحات هيكلية ادارية ومالية واقتصادية بهدف بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحسين نظام الحكم ومواكبة التحولات الدولية، وصاحب تلك التحولات العديد من الصعوبات على الصعيد المحلي، كما رافقها الكثير من المطالب الدولية التي شكلت ضغوطاً على النظام السياسي ومثلت تحديات حقيقية أمام جهود الحكومات المتعاقبة الرامية لبلوغ الحكم الرشيد.
ان الاحرار الذين عمدوا هويتنا الجامعة بدمائهم الزكية لم يكونوا اصحاب هويات ومشاريع صغيرة وانما مشاريع وطنية كبرى، لقد دافع اليمنيون عن ثورتهم ومكتسباتهم ومازالوا مستعدين للتضحية بدمائهم واموالهم في سبيل انتصار تلك القيم والمبادئ التي ناضل من اجلها الآباء والاجداد‮.‬
وأياً كانت حيثيات الصراع وأدواته ودوافعه وحيثيات التدخل الخارجي في شؤون اليمن فلا بد من العودة الى طاولة الحوار وايقاف الاقتتال، ذلك أن التجارب التاريخية السياسية تثبت لنا أنه لا يمكن لفصيل سياسي منفرداً حكم اليمن بالقوة، كما أن وعي الشعب اليمني الذي اكتسبه‮ ‬خلال‮ ‬ستة‮ ‬عقود‮ ‬من‮ ‬الثورة‮ ‬وثقافة‮ ‬الثورة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬لن‮ ‬يسمح‮ ‬لأي‮ ‬كان‮ ‬اعادة‮ ‬عجلة‮ ‬التاريخ‮ ‬للوراء‮ ‬سواء‮ ‬بعودة‮ ‬الامامة‮ ‬او‮ ‬التراجع‮ ‬عن‮ ‬الوحدة‮ ‬ومكتسبات‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮.‬
ومن‮ ‬الواجب‮ ‬على‮ ‬اليمنيين‮ ‬ادراك‮ ‬ان‮ ‬الحرب‮ ‬العبثية‮ ‬الدائرة‮ ‬ليست‮ ‬لمصلحتهم‮ ‬وان‮ ‬استمرارها‮ ‬هو‮ ‬حرب‮ ‬بالوكالة‮ ‬لأن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يستخدمهم‮ ‬كأدوات‮ ‬لتحقيق‮ ‬أهدافه‮ ‬التخريبية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
وفي الاخير مهما كانت التحديات فإن ثورتي اليمن (سبتمبر وأكتوبر) المجيدتين ستظل اهدافهما بمثابة النور الذي يضيئ طريق اليمنيين والاجيال الشابة نحو ترسيخ مفهوم الدولة المدنية والمواطنة المتساوية القائمة على العدالة والمساواة والديمقراطية.
الرحمة‮ ‬والخلود‮ ‬لشهداء‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ »‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬و14‮ ‬أكتوبر‮«.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)