موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية - كيف تضمن تصفحا آمنًا للأطفال على منصات التواصل.؟ إليكم 9 خطوات - شهيد بانفجار قنبلة من مخلفات العدوان في صرواح بمأرب -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 11-أكتوبر-2021
الميثاق نت - إعداد- جمال الورد: -
يحتفل اليمنيون بالعيد الثامن والخمسين لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، وهو احتفال يحاول فيه الإنسان اليمني اليوم، استذكار واسترجاع تلك الملاحم البطولية والنضال الأسطوري الذي سطره أولئك الرجال والذي توج برحيل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، خصوصاً وان المحتل‮ ‬القديم‮ ‬قد‮ ‬طل‮ ‬برأسه‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬عبر‮ ‬أدواته‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬الإقليم‮ ‬وعملاء‮ ‬الداخل‮ ‬الذين‮ ‬يريدون‮ ‬لهذا‮ ‬الشعب‮ ‬أن‮ ‬ينكص‮ ‬عن‮ ‬عهد‮ ‬ودرب‮ ‬المناضلين‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬الحرية‮ ‬والاستقلال‮.‬
اليوم نقف إجلالاً وتعظيماً لتلك التضحيات التي قدمها الشهداء (راجح لبوزة، فيصل الشعبي، مهيوب الشرعبي، علي عنتر، علي شايع، سالم ربيع علي، قحطان الشعبي، خليفة عبدالله خليفة، عبدالفتاح إسماعيل، المناضلة دعرة.. الخ) من قائمة الشرف الوطني التي تطول وتتسع لكل حر رفض‮ ‬الخنوع‮ ‬والخضوع‮ ‬للمستعمر‮.‬
دماء‮ ‬زكية‮ ‬قدمها‮ ‬أحرار‮ ‬جنوب‮ ‬الوطن‮ ‬وشماله‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬رحيل‮ ‬الاستعمار‮ ‬والتخلص‮ ‬من‮ ‬الحكم‮ ‬الإمامي‮. ‬
اليوم نتذكر باعتزاز ذلك "الطلق الناري" الذي أرسله أسد ردفان "لبوزة" داخل ظرف إلى المستعمر الأجنبي، كرد على طلب الأخير منه عدم العودة إلى شمال الوطن، كما نتذكر مهندس العمل الفدائي في ثورة أكتوبر الشهيد مهيوب الشرعبي، وهو أيضاً يوم تاريخي نتذكر فيه المناضل فيصل الشعبي الذي أسقط كريتر، وكذا علي شايع هادي مؤسس أول ثورة لتحرير الضالع وعلي عنتر الثائر البطل ورجل الوحدة من الطراز الأول، وعبدالفتاح إسماعيل قائد جبهة عدن والمناضلة دعرة المرأة الحديدية والمقاتلة العنيدة.
‮ ‬ساحة‮ ‬كبيرة‮ ‬تكتظ‮ ‬بأسماء‮ ‬شهداء‮ ‬ومناضلي‮ ‬الثورة،‮ ‬نقتطف‮ ‬منها‮ ‬اليوم‮ ‬عدداً‮ ‬من‮ ‬مواقف‮ ‬التضحية‮ ‬والفداء‮ ‬في‮ ‬مسيرة‮ "‬نضال‮ ‬شعب‮ ‬وهزيمة‮ ‬إمبراطورية‮".‬

لبوزة‮.. ‬أسد‮ ‬ردفان
عاش طفولة قاسية فنشأ يتيماً وعانى الفقر والأمية، لكنه كان يعشق الحرية ويتوق العيش الكريم، كان قرويا متمردا حتى على نفسه وثائرا لا يشق له غبار، حمل بندقيته فانطلق إلى جوار إخوانه يطارد الإمامة ويدافع عن الجمهورية، فكان شامخا شموخ جبال ردفان، لا يهاب المستعمر الأجنبي ويتوق إلى يوم لقائه، وعندما طلب المستعمر منه ترك السلاح ودفع 500 شلن غرامة والتعهد بعدم العودة إلى الشمال، لم يجد أمامه سوى طلق ناري وضعه داخل ظرف الرسالة وأرسله إلى الضابط البريطاني كرد مناسب على شروطه. إنه الشهيد راجح بن غالب لبوزة، أسد ردفان وفارس الثورة الأكتوبرية، وأول شهدائها، أشعل فتيل الثورة الخالدة 14 أكتوبر 1963م، هو ومجموعة من رفاقه يقدرون بسبعين مناضلاً بعد عودتهم من شمال الوطن، حيث تم توزيعهم إلى أربع مجموعات.. قاد لبوزة وابنه بليل اثنتين منها، واستطاع لبوزة ورفاقه المناضلون منع تقدم القوات البريطانية التي ترافقها الدبابات والمدافع والطائرات وأجبروها على التراجع، أمام ضراوة القتال والاستبسال اللذين أبداهما المرابطون في ردفان، وبعد ساعات من القتال استشهد راجح لبوزة في هذه المعركة متأثراً بشظايا قذيفة اخترقت جسده ليكون أول شهيد في معركة‮ ‬الذود‮ ‬عن‮ ‬الوطن،‮ ‬والتي‮ ‬انطلقت‮ ‬من‮ ‬جبال‮ ‬ردفان‮ ‬لتعم‮ ‬بعدها‮ ‬كل‮ ‬أرجاء‮ ‬جنوب‮ ‬الوطن‮ ‬اليمني‮ ‬المحتل،‮ ‬ودخلت‮ ‬الثورة‮ ‬باستشهاد‮ ‬لبوزة‮ ‬مرحلة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬النضال‮ ‬ضد‮ ‬المستعمر‮. ‬
وعند انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م عمل الشهيد صلحاً بين قبائل ردفان، وذلك من أجل أن يتمكنوا من الذهاب إلى شمال الوطن للدفاع عن الثورة الوليدة، وانطلق لبوزة من مسقط رأسه من وادي دبسان حتى وصل منطقة »ذي ردم« حيث توجد قبيلتا الداعري والمحلاتي المتقاتلتان فيما بينهما وعقد صلحاً فيما بينهما لمدة سنة وكان يتواجد هناك سيف مقبل عبدالله وأبناؤه حيث ذهبوا معاً ومجموعة كبيرة من أبناء ردفان إلى قعطبة وكانوا حوالي »150« شخصاً، وتم ترحيلهم إلى إب ثم إلى الحديدة، وهناك سلمت لهم أسلحة شخصية وذخيرة، وكان الشهيد يترأس تلك المجموعة، ليواصل الشهيد المسير من الحديدة إلى منطقتي عبس والمحابشة برفقة قائد لواء إب الشهيد أحمد الكبسي وكان في استقبالهم هناك قائد القوات المصرية المرابطة في عبس والمحابشة وتم تمركز القوة التي كان يقودها الشهيد لبوزة في المحابشة في منطقة الوعلية والمفتاح الخاليتين من السكان ولا تتواجد فيهما إلا القوات المصرية ، وكانت تتواجد هناك مجاميع من القبائل المتمردة على الثورة حاصرت تلك المجاميع القبلية من أبناء ردفان والقوات المصرية حيث تقدم الشهيد لبوزة بمجموعة تتجاوز خمسين مقاتلاً، وفكت الحصار عنهم، فكان أن استشهد مجموعة من مقاتلي ردفان في تلك المعركة وبوجود الشهيد أحمد الكبسي برفقة الشهيد لبوزة طلب من القيادة بصنعاء لكي تعود مجموعة الشهيد إلى صنعاء وذلك للالتقاء بالقيادة هناك والتشاور حول عودة المجموعة إلى ردفان وتفجير الثورة هناك لمقاومة الاستعمار البريطاني وانطلاق أول ثورة منظمة ضده، وثم عودة المجموعة مع أسلحتهم الشخصية، وكان لقاء صنعاء يضم المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية وبرفقته قحطان محمد الشعبي ومحمد علي الصماتي وثابت علي وعبدالحميد بن ناجي وغيرهم وخرج اللقاء بقرار عودة المجموعة برئاسة الشهيد لبوزة إلى ‮ ‬ردفان‮ ‬إلا‮ ‬أنه‮ ‬لم‮ ‬تحدد‮ ‬ساعة‮ ‬الصفر‮ ‬لانطلاق‮ ‬الثورة‮.‬
وعندما سمع الضابط السياسي البريطاني الموجود في الحبيلين بعودة الشهيد لبوزة ومجموعته إلى ردفان مع أسلحتهم وكذلك امتلاكهم قنابل يدوية، أرسل رسالة يطلب فيها من الشهيد لبوزة ومجموعته تسليم أنفسهم وأسلحتهم إليه، وعدم عودتهم إلى الشمال بضمانة قدرها خمسمائة شلن آنذاك، وعندما استلم الشهيد رسالة الضابط السياسي البريطاني دعا فوراً إلى عقد لقاء يضم جميع العائدين من الشمال على أن يكون اللقاء في وادي عقيبة وجبال ردفان، وكان اللقاء عصراً حضره أكثر من 200 مقاتل وتمت قراءة الرسالة المرسلة من الضابط الانجليزي على الحاضرين،‮ ‬فسأل‮ ‬لبوزة‮: ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬تريدونه‮ ‬الاستسلام‮ ‬أم‮ ‬الرد‮ ‬والمواجهة؟‮ ‬فاختار‮ ‬جميع‮ ‬من‮ ‬في‮ ‬المجلس‮ ‬خيار‮ ‬الرد‮ ‬والمقاومة‮.. ‬فأرسل‮ ‬الشهيد‮ ‬لبوزة‮ ‬رسالة‮ ‬إلى‮ ‬القائد‮ ‬الانجليزي‮ ‬مظرفة‮ ‬وبداخلها‮ ‬طلقة‮ ‬نارية‮.‬
وعلى إثر ذلك تقدم الجيش العربي الاتحادي والبريطاني إلى وادي المصراح حيث هجموا على شخص من مجموعة لبوزة أثناء عمله في الحصاد فأخذوا سلاحه وتم حجزه وأخذوه إلى الحبيلين، وأثناء ذلك دعا الداعي إلى الشهيد لبوزة ومجموعته، وتحركوا ليلة 13 أكتوبر إلى جبل البدوي، ووزعت المجموعة على قمة الجبل وأسفله وكانت المواجهة يوم 14 أكتوبر في معركة استمرت حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، استشهد فيها المناضل لبوزة جراء القصف المدفعي الشديد للعدو البريطاني، حيث أصيب بشظية في الجانب الأيمن تحت الإبط اخترقت جسده حتى الجانب الأيسر على موقع القلب في حين كان قابضاً على سلاحه يطلق النار على مؤخرة القوة..، وتم دفنه بعدها في وادي عقيبة وواصل من بعده أبناء ردفان وأبناء الجنوب مسيرة الكفاح المسلح في الريف والمدينة حتى تم إجلاء المستعمر البريطاني دون قيد أو شرط في 30 نوفمبر المجيد".

فيصل‮ ‬الشعبي‮.. ‬مهندس‮ ‬جبهة‮ ‬عدن
يجمع الباحثون والكتاب على أن المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي، كان احد أهم رجالات الثورة والتحرير، فهو من يعود له الفضل في فتح جبهة عدن، بل هو أول من دخلها عام 1965م، بهدف إعادة ترتيب وضع الفدائيين ولاسيما بعد اعتقال 43 فدائيا عام 1965م، وهو الأول في ترتيب أوضاع‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬وقيادات‮ ‬الريف‮.‬
وكان المناضل الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي الراعي لاجتماع قيادات الريف عام 1964 الذي أعلن فيه نقل القتال من الريف إلى قلب المستعمرة عدن ليقينه بأن ذلك سوف ينقل للعالم ان هناك ثورة في الجنوب وليس تمرداً قبلياً في ردفان، لهذا فقد تحقق له.. هذا الهدف، حيث أسقط‮ ‬في‮ ‬20‮ ‬يونيو‮ ‬1967‮ ‬مدينة‮ ‬كريتر‮ ‬وأول‮ ‬من‮ ‬دخلها‮ ‬في‮ ‬الساعة‮ ‬الخامسة‮ ‬عصراً‮ ‬إلى‮ ‬عدن‮ ‬يوم20‮ ‬يونيو67م‮. ‬
كما ان المناضل الشهيد فيصل الشعبي نجح في احتواء الخلاف الذي كان دائراً بين فدائيي الجبهة القومية والتنظيم الشعبي للقوى الثورية الذين معظمهم كانوا من فدائيي الجبهة القومية، قائلاً لهم: "أمامنا جميعاً النضال من اجل طرد الاستعمار أولاً، وفعلاً امتثل الجميع له‮ ‬واستلم‮ ‬بعض‮ ‬من‮ ‬فدائيي‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬السلاح‮ ‬مساعدة‮ ‬لهم‮ ‬من‮ ‬التنظيم‮ ‬الشعبي‮ ‬للقوى‮ ‬الثورية‮.‬
شارك الشهيد فيصل الشعبي في مفاوضات الاستقلال الوطني مع الانجليز بدون شروط على أسس التسليم بالسيادة الوطنية، وبعد رحيل الاستعمار البريطاني تقلد منصب وزير الاقتصاد والتجارة والتخطيط في أول حكومة وطنية، وكان يرى ضرورة الاعتماد على رأس المال الوطني في الداخل وفي المهجر لبناء الاقتصاد، وكان مؤمناً بضرورة التعايش مع الآخرين رغم الاختلاف من منطلق حق الآخرين في التعبير عن آرائهم، وكان يرى أن الخطر الحقيقي يكمن في تفكك الجبهة الداخلية، وسبب المزايدات فقدم استقالته من وزارة التجارة، لكن بعد ذلك تم تعيينه وزيراً للخارجية،‮ ‬ثم‮ ‬رئيساً‮ ‬للوزراء‮ ‬في‮ ‬إبريل‮ ‬1969م،‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يجمد‮ ‬نشاطه‮ ‬بعد‮ ‬حركة‮ ‬22‮ ‬يونيو‮ ‬1969م،‮ ‬التي‮ ‬أطاحت‮ ‬بحكومته‮ ‬وبالرئيس‮ ‬قحطان‮ ‬الشعبي‮.‬

عبود‮" ‬الشرعبي‮.. ‬مخطط‮ ‬العمل‮ ‬الفدائي
مهيوب علي غالب الشرعبي الشهير بـ" عبود"، يعد مخطط ومهندس العمل الفدائي ضد المستعمر الأجنبي، نفذ وقاد عمليات فدائية كبيرة، في كل مستعمرة عدن، أغلبها في حي المعلا وخور مكسر، في عمليات فدائية في أخطر وأهم المواقع البريطانية في عدن، وتمكن الشهيد بفضل قدراته ومواهبه وروح الإقدام والإخلاص والاستعداد للتضحية والسرعة في الحركة والدقة في التخطيط والشجاعة العالية، تمكن من تنفيذ العمليات الفدائية الجسورة والخطيرة، وبحسب العديد من الشهادات التي أدلى بها مناضلون وثوار، فإن هذه المزايا مكنته من الإفلات من الوقوع في أيدي سلطات‮ ‬الاحتلال‮ ‬وأجهزتها‮ ‬الاستعمارية،‮ ‬كما‮ ‬مكنته‮ ‬من‮ ‬تبوؤ‮ ‬مواقع‮ ‬قيادية‮ ‬فدائية‮ ‬مهمة‮ ‬في‮ ‬قيادة‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬وثورة‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬التحررية‮ ‬المسلحة‮.‬
ووفقاً لشهادة اللواء سالم علي بن حلبوب، فقد التحق الشهيد عام 1961م، بدراسة قواعد اللغة العربية، في نادي الأعروق، بمدينة المعلا في عدن، وأثناء الدراسة في النادي تعرف الشهيد على مبادئ وأهداف حركة القوميين العرب وذلك من خلال الأستاذ عبدالرزاق شائف، الذي قام بترتيب أمر التحاق الشهيد مع رفيق دربه في عضوية وصفوف الحركة، و في نهاية عام 1961م، وأدى الشهيد القسم التنظيمي على يد الأستاذ عبدالرزاق شائف والفقيد عبدالوارث الإبي، حيث رتب وضع تنظيمي للشهيد في إطار القطاعات التنظيمية لحركة القوميين العرب في عدن.
وبانطلاقة ثورة 14 أكتوبر التحررية المسلحة في عام 1963م، لتحرير الجنوب اليمني المحتل، رتب وضع الشهيد عبود، بحيث صار عضواً في الجبهة القومية، وضمن قيادة العمل السياسي والفدائي في عدن. وفي مطلع عام 1964م، سافر الشهيد عبود، مع مجموعة من الفدائيين والمناضلين إلى مدينة (تعز) للالتحاق بدورة تدريب عسكرية وبعد إكمال الدورة عاد الشهيد، مع مجموعته، إلى عدن، وعلى الفور بدأت العمليات الفدائية وبدأت عدن تشهد عملاً فدائياً واسعاً وقوياً ضد قوات الاحتلال البريطاني وكان يوم توقيت فتح جبهة عدن في يوم 2 أغسطس 1964م ونفذ وقاد الشهيد‮ ‬عمليات‮ ‬فدائية‮ ‬كبيرة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مستعمرة‮ ‬عدن،‮ ‬أغلبها‮ ‬في‮ ‬حي‮ ‬المعلا‮ ‬وخور‮ ‬مكسر‮.‬
وفي نهاية عام 1964م تفرغ الشهيد عبود الشرعبي للعمل الفدائي لقيادة وتخطيط وتنفيذ العمل الفدائي، حيث تبوأ الشهيد مواقع قيادية في إطار قيادة القطاع الفدائية للجبهة القومية في مدينة عدن، وصار من أبرز قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية في مستعمرة عدن.
وفي 1965م وفي شهر يناير تحديداً، وفي الساعة السادسة صباحاً اعتقلت القوات البريطانية الشهيد عبود وهو خارج من منزل رفيقه الدائم أحمد قاسم سعيد، في فناء مستشفى الملكة (الجمهورية)، وذلك بإيعاز من عملاء بريطانيين رصدوه وهو يدخل المنزل، وأودع معتقل المنصورة لمدة‮ ‬ستة‮ ‬أشهر،‮ ‬تعرض‮ ‬خلالها‮ ‬لتعذيب‮ ‬جسدي‮ ‬ونفسي‮ ‬شديدين،‮ ‬وبسبب‮ ‬التعذيب‮ ‬بترت‮ ‬إحدى‮ ‬أصابع‮ ‬يده،‮ ‬وحكم‮ ‬عليه‮ ‬بالتسفير‮ ‬إلى‮ ‬مدينة‮ ‬تعز‮.‬
وفي مدينة تعز بعثته قيادة الجبهة القومية، المتواجدة هناك إلى الخارج في دورة تدريبية على أساليب طرق قيادة حرب العصابات والعمل الفدائي في المدن، وعند إكماله دراسته في حرب العصابات في المدن والمعسكرات، منح من عناصر الجبهة القومية في جيش اتحاد الجنوب العربي والبوليس بطاقات قائد عسكري، مما مكنه من القيادة والتخطيط والتنفيذ لعمليات فدائية في أخطر وأهم المواقع البريطانية في عدن، وكان للشهيد دور في دعم ومساندة الثورة الجمهورية 26 سبتمبر في الشمال، حيث أشترك مع رفيق دربه وزملاء آخرين، ضمن فرق شكلت في عدن لجمع التبرعات المالية وتعبئة المواطنين والمتطوعين وإرسالهم للالتحاق بالحرس الوطني والجيش الجمهوري للدفاع عن الجمهورية، هذا إلى جانب التعقب والمطاردة لفلول الملكيين، الذين كانوا يحاربون الجمهورية من مناطق الجنوب، وخصوصاً من عدن وبيحان.
وفي يوم السبت 11 فبراير 1967م استيقظ الشهيد عبود الشرعبي من نومه مبكراً، وكان نائماً في منزل المناضل احمد قاسم، وركب سيارته التي كانت معبأة بالألغام، وتوجه إلى مدينة الاتحاد (الشعب)، وكان في انتظاره هناك الشهيد الدوح وآخرون، حيث قاموا بزرع الألغام في ميدان الاتحاد، الذي كان مقرراً ان يقام فيه الاحتفال بعيد الاتحاد الفيدرالي الثامن، والذي تأسس في 11 فبراير 1959م، وحضر كل السلاطين ووزراء حكومة الاتحاد الفيدرالي والقادة والمسؤولون البريطانيون، وعند حضور المندوب السامي البريطاني وقائد القوات البريطانية في الشرق‮ ‬الأوسط،‮ ‬بطائرة‮ ‬مروحية‮ ‬تم‮ ‬اكتشاف‮ ‬ان‮ ‬ميدان‮ ‬الاحتفال‮ ‬مزروع‮ ‬بالألغام،‮ ‬فلم‮ ‬تهبط‮ ‬الطائرة‮ ‬وقفلت‮ ‬عائدة‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬أتت‮ ‬إلى‮ ‬حي‮ ‬التواهي،‮ ‬وانفض‮ ‬الاحتفال‮.‬
وخلال هروب السلاطين والعملاء والضباط البريطانيين فتح الشهيد النار مع رفاقه ورموهم بقذائف المدفعية المختلفة الأنواع وسقط عدد كبير من ضباط وجنود الاحتلال البريطاني وعملائهم صرعى، واستشهد من فدائيي الجبهة القومية الشهيد الدوح، وفي نفس اليوم اشتعلت أول المعارك الضارية في كل أنحاء عدن، وانتقل الشهيد عبود الشرعبي من مدينة الاتحاد إلى مدينة الشيخ عثمان وقاد المعارك بنفسه، ليستشهد (عبود) في عملية فدائية نوعية، عندما قفز على سطح ناقلة جنود بريطانية، وألقى بقنبلة يدوية في فتحتها في الأعلى، لتنفجر محدثة إصابات كبيرة بين قتلى وجرحى من الجنود البريطانيين، ومن ثم جرى خلال سوق البلدية في الشيخ عثمان، ورصده جندي بريطاني كان متمركزاً مع ثلة من الجنود فوق سطح عمارة البنك القريب من مسجد النور، وأطلق عليه النار ليسقط شهيد الثورة والتحرر، لتشهد عدن أكبر وأضخم جنازة في تاريخها .

علي‮ ‬شايع‮.. ‬أول‮ ‬نواة‮ ‬لتحرير‮ ‬الضالع
نشأ الشهيد البطل علي شايع هادي في أسرة فلاحية فقيرة وحرم من حنان أبيه منذ نعومة أظفاره، وقد تلقى دراسته الابتدائية خلال الفترة 1952-1956 في مدينة قعطبة، وعاد إلى قريته الصغيرة في أحداث انتفاضة 1956 المشهورة، واندفع بقوة للمشاركة في صفوف المقاتلين من ثوار أكتوبر رغم حداثة سنه، والتحق في مطلع ستينيات القرن الماضي بصفوف حركة القوميين العرب ضمن الخلايا الأولى التي نظمها الشهيد علي أحمد ناصر عنتر، وكانت بداية ممارسة العمل السياسي والوطني المنظم للشهيد علي شايع في مشوار نضاله العام والخاص.. وقد شارك الشهيد علي شايع هادي خلال الفترة الممتدة من 14 أكتوبر 1963 يوم انطلاق الثورة حتى 24 يوليو 1964 (وهو تاريخ فتح الجبهة العسكرية الثانية في الضالع) في نقل الأسلحة والذخائر وتموين ثوار الجبهة القومية في ردفان، وكان هذا العمل مصحوباً بعمله مع رفاقه في الإعداد العسكري الشامل‮ ‬لفتح‮ ‬جبهة‮ ‬الضالع،‮ ‬حيث‮ ‬شارك‮ ‬في‮ ‬تأسيس‮ ‬أول‮ ‬نواة‮ ‬لجيش‮ ‬التحرير‮ ‬في‮ ‬الضالع،‮ ‬وترأس‮ ‬أول‮ ‬مجموعة‮ ‬عسكرية‮ ‬أرسلت‮ ‬للتدريب‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬تعز،‮ ‬معسكر‮ (‬صالة‮) ‬لمدة‮ ‬أسبوعين‮.‬
كما شارك الشهيد علي شايع في أول هجوم عسكري ضد الوجود البريطاني في منطقة الضالع ليلة 24 يوليو 1964، كما شارك في عمليات أخرى كانت إحداها في العام 1965، وأصيب في تلك المعركة بطلقتين في الفم وثالثة في الذراع الأيمن، والشهيد علي شايع هادي حاصل على عدد من الأوسمة‮ ‬الوطنية‮ ‬والميداليات‮ ‬أبرزها‮ (‬وسام‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮)‬،ولقي‮ ‬الشهيد‮ ‬علي‮ ‬شايع‮ ‬هادي‮ ‬نحبه‮ ‬في‮ ‬أحداث‮ ‬13‮ ‬يناير‮ ‬1986‮ ‬المؤسفة‮.‬

علي‮ ‬عنتر‮.. ‬وحدوي‮ ‬من‮ ‬الطراز‮ ‬الأول‮ ‬
كان الشهيد البطل علي أحمد ناصر عنتر، مناضلاً وحدوياً من الطراز الأول، ومن الأوائل في صفوف المناضلين المدافعين عن ثورة سبتمبر، حكم عليه المستعمر الأجنبي بالموت، وفي كل مرة كان يكتب له عمر جديد.
الشهيد البطل علي احمد ناصر عنتر، هو من يعود إليه الفضل في انطلاق الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع بتاريخ 24 يوليو 1964م، عقب عودة عدد من الشباب من تعز الذين خضعوا فيها لدورة تدريبية عسكرية دامت شهرين لينضموا إلى صفوف الرجال العائدين من شمال الوطن بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في صفوف الحرس الوطني، كما قاد معارك التحرر ضد قوات الاحتلال البريطاني في الضالع حتى اندلاع ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان، وخاض مع رفاقه في جيش التحرير القتال الضاري في الكفاح المسلح لمدة 4 سنوات اجترح‮ ‬خلالها‮ ‬الملاحم‮ ‬والمآثر‮ ‬البطولية‮ ‬حتى‮ ‬تحقق‮ ‬لشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬اليمن‮ ‬العزيز‮ ‬آنذاك‮ ‬استقلاله‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬30نوفمبر‮ ‬1967م‮.‬
ويكتب التاريخ أنه عند انفجار ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م في شمال الوطن واشتداد الهجمات المضادة في محاولة يائسة لوصول الثورة الوليدة إلى مهدها برزت الضرورة الملحة للإسهام في الدفاع عن الثورة أمام عنتر ورفاقه باعتبارها اهم وأنبل مهمة نضالية تقع على عاتق المناضلين الشرفاء في الشطرين وإزاء هذه المستجدات الجديدة وبرئاسة عنتر عقد ابرز قادة حركة القوميين العرب في الضالع اجتماعهم في منزل الشهيد المناضل علي شائع هادي حيث تم في الاجتماع تدارس الخطة للإسهام المباشر في الدفاع عن ثورة 26سبتمبر بكل الإمكانات المتاحة وبمختلف الطرق كما انه ناقش إمكانية الثورة في الشطر الجنوبي من الوطن بعد أن توافر له أهم طرف موضوعي لذلك وعقب الاجتماع تحرك عدد كبير من الفدائيين مع إخوانهم من الجنوب للدفاع عن الجمهورية الفتية ولم يقتصر دور عنتر ورفاقه على هذا الجانب بل انه لعب دوراً كبيراً في إقناع عدد من أبناء الشطر الشمالي الذين فروا إلى الضالع عقب الثورة بالتوقف عن معاداتها وخدمة أهداف الاستعمار حيث استطاع إقناع جزء كبير منهم بالعودة إلى ديارهم والمساهمة في الدفاع عن الجمهورية وقد قال لهم عبارته الثورية الصادقة :»الثورة قامت من أجلكم‮ ‬ولن‮ ‬تعود‮ ‬الإمامة‮ ‬بعد‮ ‬اليوم‮".‬
تؤكد العديد من الوثائق والكتابات والشهادات، على ان دور علي عنتر ورفاقه برز أكثر عند انطلاق الثورة في ردفان، وذلك في توضيح عظمة جبهة ردفان وأهمية الثورة ومع اشتداد الضغط على هذه الجبهة وعقب لقاء سري مع المناضل المرحوم الرئيس قحطان الشعبي وفخري عامر ومندوب القيادة‮ ‬المصرية‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬تبنى‮ ‬عنتر‮ ‬مسألة‮ ‬إيصال‮ ‬التعزيزات‮ ‬بدون‮ ‬أية‮ ‬تكاليف‮ ‬وبالفعل‮ ‬كلف‮ ‬عنتر‮ ‬مجاميع‮ ‬من‮ ‬رفاقه‮ ‬بمهمة‮ ‬نقل‮ ‬الذخائر‮ ‬والأسلحة‮ ‬على‮ ‬ظهور‮ ‬الحمير‮ ‬والجمال‮ ‬من‮ ‬قعطبة‮ ‬إلى‮ ‬جبال‮ ‬منطقة‮ »‬شقع‮«.‬
وفي يوم 20 يونيو 64م وبعد استكمال المجاميع الفدائية تدريباتها في تعز بدأ الاستعداد للعودة لتفجير جبهة الضالع ومع بداية الدقائق الأولى من الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصبيحة 24يونيو 1964م كانت الطلقات الأولى هجوم على معسكر الانجليز ومقر الضابط السياسي في الضالع ونسف محطة تموين القوات البريطانية بالمياه وبهذا تم الإعلان عن فتح ثاني جبهة بعد جبهة ردفان، دشن بها مرحلة جديدة من حرب العصابات المنظمة التي لا تعرف التوقف أو التهدئة أو الرحمة ولا تعرف حدوداً للزمان والمكان ولا حصراً للطرق والأساليب.
وفي صبيحة 22يونيو 1967م شهدت الضالع أكبر مسيرة جماهيرية قادها عنتر ورفاقه ومن على متن إحدى الدبابات البريطانية القي الشهيد المناضل الثائر علي عنتر خطاباً سياسياً مهماً وخاطب الجماهير المتحمسة للثورة والتحرر قائلاً: "أيها الرفاق تحقق النصر وتحررت منطقة الضالع من المستعمرين والانتصار صنعته هذه الجماهير الغفيرة بفضل تضحياتها الكبيرة من أجل الحرية والاستقلال". وفي سبتمبر بدأت مسيرة التحرك نحو عدن عبر عدة جبهات حيث وصل إلى البريقة في نوفمبر ليحتفل مع الشعب اليمني كله بعيد الاستقلال لجنوب الوطن من 30نوفمبر 1967م.‮. ‬وقد‮ ‬استشهد‮ ‬المناضل‮ ‬الشهيد‮ ‬علي‮ ‬أحمد‮ ‬ناصر‮ ‬عنتر‮ ‬في‮ ‬13‮ ‬يناير‮ ‬1986م‮.‬

فتاح‮.. ‬المطلوب‮ ‬الأول‮ ‬للمستعمر
ينتمي عبدالفتاح إسماعيل إلى أسرة انتقل عائلها من الجوف واستقر في قرية "الاشعاب" أغابرة مديرية حيفان محافظة تعز، حيث ولد فيها في 28 يوليو 1939م، أكمل تعليمه في عدن موظفاً في مصافي عدن ومحرضاً ضد القوات البريطانية ومطلوباً لديها، وأحد مؤسسي جبهة التحرير لجنوب‮ ‬اليمن،‮ ‬رئيس‮ ‬الوفد‮ ‬المفاوض‮ ‬لنيل‮ ‬الاستقلال‮ ‬عن‮ ‬بريطانيا‮ ‬عام‮ ‬1967م،‮ ‬ومؤسس‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬اليمني،‮ ‬رأس‮ ‬مجلس‮ ‬الرئاسة‮ ‬في‮ ‬دولة‮ ‬جنوب‮ ‬اليمن‮ ‬لفترات‮ ‬متقطعة‮.‬
اتسم‮ ‬عبدالفتاح‮ ‬إسماعيل‮ ‬بالنضج‮ ‬الفكري‮ ‬وعمق‮ ‬المعارف‮ ‬النظرية‮ ‬لنهمه‮ ‬في‮ ‬البحث‮ ‬عن‮ ‬المعرفة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬القراءة،‮ ‬واكتسب‮ ‬تجربة‮ ‬العمل‮ ‬النقابي،‮ ‬شارك‮ ‬في‮ ‬الإضراب‮ ‬العمالي‮ ‬لعمال‮ ‬المصافي‮ ‬الذي‮ ‬استمر‮ ‬أشهر‮. ‬
وفي أبريل عام 1960م ورغم تدخل الشرطة وتوزع فرق الجيش البريطاني لحماية منشآت المصافي تصدر عبدالفتاح إنزال منشور يحمل مطالب العمال ويحثهم على الصمود، وبعد تدخل الاتحاد الدولي للنقابات حقق عمال المصافي جزءاً كبيراً من مطالبهم، لكن نشطاء العمال تعرضوا إلى الاعتقال‮ ‬والتحقيق‮ ‬وتعرض‮ ‬عبدالفتاح‮ ‬إسماعيل‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬ذلك‮ ‬إلى‮ ‬الفصل‮.‬
وفي بداية 1964م عين عبدالفتاح المسؤول الأول عن العمل العسكري الفدائي والسياسي لجبهة عدن وأصبح اسمه التنظيمي (عمر) خلفاً لفيصل عبداللطيف الذي أصبح عضو المجلس التنفيذي للجبهة القومية والمسؤول التنظيمي.
وفي يوليو 1964م بدأت أول عملية فدائية على المطار العسكري ومن ذلك التاريخ استمر العمل الفدائي يتصاعد بحنكة قيادة فتاح وتضحيات رفاقه، وتجلت حنكة عبدالفتاح ويختصر اسمه بفتاح في قدرته على الحركة وساعده على ذلك احترام وحب رفاقه له، فقد كان يشارك في تنفيذ العمليات، وتتبعه كل صغيرة وكبيرة وخلق عوامل مساعدة هيأت أماكن للقائه بالفدائيين، للتشاور، وتوزيع المهام فابتدع ملابس التخفي، إذ كانت بعض العمليات الفدائية يقوم بها الفدائيون بملابس ضباط الهجرة أو الجيش، وملابس أخرى وقد تنكر في ملابسه أكثر من مرة بصفته بائعاً متجولاً‮.‬
أصبحت جبهة عدن من أوجع جبهات القتال ضد القوات البريطانية غير أن الاستخبارات البريطانية اخترقت جيباً من جيوب الفدائيين في أبريل 1965م من خلال رجال الاستخبارات المحليين الذين يعرفون عدن أكثر من أسيادهم الإنجليز ولسد تلك الثغرة تمكن (فتاح) من عقد اجتماع موسع لقيادة جبهة عدن، وتم تشكيل جهاز استخبارات للجبهة، جهاز أمن الثورة، وجهاز متابعة رجال الاستخبارات المحليين، وكان الرد أن شن الفدائيون حملات اغتيال لأخطر العناصر العاملة مع البريطانيين بعد أن يتم إنذارها، الأمر الذي قطع كل خطوط الوصول إلى مخابئ الفدائيين، خاصة بعد أن طالت الاغتيالات عناصر بريطانية في قيادة الاستخبارات والاستطلاع العسكري، تلاشت حرارة من كانوا يتابعون العمل الفدائي، ومثل هذه المسوغات أدت إلى تأمين استمرار الكفاح الفدائي في عدن، كما عجزت الاستخبارات من الوصول إلى الرأس القيادي عبدالفتاح إسماعيل رغم أنها علمت أنه من طلائع الثوار واغتيالها لأخيه المهندس عبدالجليل الذي لم يعترف رغم ما واجهه من تهديد، وحصولها على صورة لعبدالفتاح إسماعيل من إدارة المرور طبعتها ووزعتها على كل نقاط التفتيش في أنحاء عدن، ورصدت مبلغ نصف مليون دينار لمن يدل عليه، إلا أنها‮ ‬عجزت‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬تطاله‮ ‬فقد‮ ‬كان‮ ‬عبدالفتاح‮ ‬يتحرك‮ ‬بسرية‮ ‬وحذر‮ ‬وفق‮ ‬نظام‮ ‬تخفًّ‮ ‬ابتدع‮ ‬من‮ ‬وحي‮ ‬ظروف‮ ‬المعارك‮.‬
ولتوسيع نطاق المجابهة والعمل السياسي أجرى عبدالفتاح حوارات مع القوى الأخرى منها اتحاد الشعب الديمقراطي، وإلى جانب قيادته للعمل الفدائي فقد كان في طليعة المشاركين في العمل السياسي، فقد شارك في التحضير للمؤتمر العام الأول للجبهة القومية الذي انعقد في تعز في يونيو 1965م، وانتخب عضواً في المجلس التنفيذي، إذ شكل المؤتمر نقلة كبيرة في تصعيد الكفاح المسلح، ففي عدن ذكرت الإحصاءات البريطانية أن الخسائر التي منيت بها بريطانيا وصلت إلى (36)إصابة بين قتيل وجريح، عام 1964م وفي عام 1965م وصلت الحوادث أي العمليات العسكرية‮ ‬إلى‮ (‬286‮)‬حادثة‮ ‬تسببت‮ ‬في‮ (‬227‮) ‬إصابة‮ ‬بين‮ ‬قتيل‮ ‬وجريح‮.‬
وفي نوفمبر 1967م اعترفت بريطانيا بأن الجبهة القومية لم تعد منظمة إرهابية واعترفت بها كممثلة لشعب الجنوب وقررت التفاوض مع قيادتها، وترأس عبدالفتاح إسماعيل رئيس وفد الجبهة القومية في اللقاء الذي عقد مع الزعيم جمال عبدالناصر، في نوفمبر 1967م. وأصبح عضواً في وفد‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬المفاوض‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الاستقلال‮ ‬برئاسة‮ ‬المناضل‮ ‬قحطان‮ ‬الشعبي‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)