استطلاع : صفوان القرشي -
رغم مرور 58 عاماً على قيام ثورة 14 أكتوبر التي تمخضت عن جلاء المستعمر البريطاني البغيض عن اليمن ورحيله ذليلاً منهزماً تحت ضربات الثوار من أبناء اليمن إلا أن احلامه بالعودة من جديد لم تنقطع ومؤامراته تتواصل.. وها هو اليوم يعود من جديد بأسماء مختلفة وادوات متعددة وأياد محلية وإقليمية فتحت المجال من جديد لعودة المستعمر المحتل لنهب ثروات اليمن وخيراته . وهو اليوم وعبر ادواته يعمل لترسيخ قدمه من جديد في جنوب الوطن ويتبع نفس سياسته السابقة ونظريته للسيطرة القائمة على مبدأ فرق تسد ..والواقع يؤكد ذلك بكل تفاصيله وهاهم ادواته يتقاتلون ويعملون جاهدين على تمزيق النسيج الاجتماعي واشعال الثأرات بين ابناء الوطن الواحد حتى لا تتوحد صفوفهم ضده ويعلنون صرختهم المدوية برع برع يا استعمار برع من أرض الاحرار.
فهل يدرك اليمنيون خطر المستعمر الجديد القديم وماذا يقولون وهم يحتفلون بالثورة التي طردت الاستعمار إلى غير رجعة .
إلى التفاصيل :
يقول الأخ المناضل سعيد عبده ناجي أحد المشاركين في فرقة صلاح الدين التي كان يقودها المناضل الكبير ومؤسس التعاونيات في الشمايتين المرحوم عبدالرحمن الصريمي : الحقيقة أن هذا المستعمر منذ رحيله عن عدن وهو يتربص ويحيك المؤامرات ويجند العملاء ويحلم بالعودة من جديد ..وما يحصل اليوم في عدن وغيرها هو بفعل المستعمر وتحقيقاً لأهدافه القذرة وان كان عبر ادواته وعملائه في الداخل..
ادعو لمواجهة المستعمر
من هنا ادعو الجميع من قدماء المناضلين الى أن لا يقفوا متفرجين وهم يروا أن ثورتهم واستقلال وطنهم في خطر وعليهم أن يدعوا لمؤتمر جامع لكل رفاق السلاح واقصد اعضاء جبهة التحرير والجبهة القومية ويدعوا لحمل السلاح لمواجهة المستعمر الجديد وتحرير وطنهم من دنس العملاء والخونة وحماية مكتسبات ثورتهم ووحدة وطنهم حتى لا تذهب دماء اخوانهم وتضحياتهم هدراً.. الفرق بين جيلنا وهذا الجيل أن الوطن ومصالح الشعب آخر من يشغلهم وبوصف آخر نحن أكثر وطنية وولاء وتضحية منهم .
أعداء الداخل اخطر
فيما يقول الأخ المناضل محمد العموق الذي يعد من الطليعة الشعبية أيام الكفاح المسلح ضد بريطانيا وتم اعتقاله أكثر من مرة : قبل أن نلوم الغير على ما يحصل في وطننا يجب أن نعلم أن اعداء الداخل اخطر من العدو الخارجي ولولا وجود اياد يمنية تعمل مع أعداء اليمن لما كان هذا الوضع الذي نعيشه اليوم هو امتداد لما عشناه أيام الاستعمار البريطاني الذي عاد من جديد باسم السعودية والامارات وهذه الدول هي صنيعة الاستعمار وادوات التآمر على العالم العربي والاسلامي، والنظام السعودي كان ضد سبتمبر وأكتوبر و22 مايو لأن قوة اليمن واستقراره يعني بنظرهم هزيمة للمخططات والمؤامرات التي كانت ولا تزال تحاك ضد اليمن وشعبه ..
ويضيف المناضل العموق قائلاً : إن الروح الوطنية والتلاحم بين اليمنيين من الشمال والجنوب هو من هزم الاستعمار وافشل كل مخططات الرجعية والملكية .
واذا اردنا أن ننتصر اليوم على الاستعمار بشكله الجديد والقديم لابد أن يكون ولاؤنا لليمن.. ولا عزة لوطن اذا خانه أبناؤه..
شراء الذمم
بدوره يقول المناضل الشيخ البوكري : نحتفل اليوم بعيد ثورة 14 أكتوبر التي طردت المستعمر البريطاني الذي خرج يجر اذيال الهزيمة في الوقت الذي تقع عدن والمحافظات الاخرى تحت الاحتلال وتنهب الخيرات وتدمر المقدرات على يد السعودي والاماراتي والبريطاني والامريكي الذين نجحوا في شراء الذمم لنعود من جديد إلى عهد السلطنات والمحميات .
وما يحز في نفوسنا أن معقل الثورة ومنطلقها ورجالها الضالع هي اليوم من تساند المحتل ونسوا تضحيات لبوزة وعلي عنتر وكعده وغيرهم وباعوا الجمهورية والثورة لأكثر الدول عداوة للثورة والجمهورية والوحدة ولليمن كله وهي السعودية والامارات .
بين الأمس واليوم
ويحكي المناضل البوكري عن الدور النضالي الذي كان سائدا حينها بين شركاء النضال ويقارنها بما يحدث اليوم فيقول : كنا نتقاسم لقمة الخبز إذا وجدت بس ما حد فكر يبيع صاحبه أو يتآمر مع الاجنبي ضد بلده وأبناء بلده، اليوم الولاء للريال السعودي والدولار حتى الدين يفسر حسب ما يريد المشائخ وأسفاه على اليمن وعلى عدن.. وعاد زادونا الاخوان الذين منهجهم وعقيدتهم ضد ثورة سبتمبر واكتوبر وضد الوحدة وأنا اتحدى الزنداني أو غيره يعلن أنه مع اهداف سبتمبر واكتوبر ومع الوحدة اليمنية وضد المستعمر .. كلهم مع من يدفع أكثر والضحية اليمن وشعبه.
انعدام الوعي
وتقول الأستاذة والمربية سعاد العبسي إن التربية الوطنية وغرس الولاء الوطني في قلوب الشباب هو الضامن الوحيد لحماية مكاسب الثورة والدفاع عن الجمهورية والوحدة..
وتضيف العبسي إن انعدام الوعي والحاجة هي من جعلت الكثير من الشباب يقعون ضحية للمغريات ويقفون مع اعداء وطنهم وشعبهم.
والمسؤولية تقع اليوم على عاتق الاحزاب السياسية التي تخلت عن دورها الوطني وتمسكت بأهدافها الخاصة والمناكفات الحزبية والصراعات المذهبية على حساب الثورة والجمهورية .
دور المثقف غائب
وتشير الاستاذة سعاد العبسي إلى أننا اليوم نراهم يصطفون مع السعودية الدولة التي حاربت الثورة وكانت ولا تزال من الد اعداء 14 أكتوبر منذ انطلاقها من جبال ردفان والضالع .
كما أن دور المثقف غائب تماماً وبالذات فيما يتعلق بغرس مفاهيم ثورة اكتوبر وأهدافها وبطولات وتضحيات من قاموا بها .
وتتساءل العبسي في ختام حديثها قائلة : هنا اوجه سؤالاً أين من بقوا من ثوار أكتوبر وسبتمبر والمحاربين القدماء ؟ هل يرضيهم هذا الوضع وهل اصبحت السعودية والامارات وأن كنا نعرف أنها بيادق بيد المستعمر البريطاني والامريكي اصبحت حامي حمى الثورة والجمهورية؟ ولمَ هذا الانبطاح من قبل القوميين والعروبيين والاشتراكيين ؟ ..
نحن بحاجة لثورة تصحيحية لمسار الثورة وتنقيتها من المتطفلين والعملاء وأدوات المستعمر الجديد تسبقها ثورة ثقافية والا لن يبقى من 14 أكتوبر الا الاسم فقط .
التربية الوطنية
* وتتحدث الأستاذة أنيسة الأديمي عن الاحتفالات التي كانت تقام في الأمس وتقارنها بما يحدث اليوم قائلة :
كانت طريقة الاحتفال بعيد الثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر من "نصار" وهو اشعال النار في سقوف المنازل ورؤوس الجبال واطلاق الالعاب النارية له بهجة وفرحة في النفوس وخصوصاً الاطفال والشباب وكنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ونتسابق من يشعل ناراً اكثر وتبقى اطول.. وهي جزء من التربية الوطنية وربط الاجيال بالثورة .
ولهذا كان جيلنا وجيل من سبقونا أكثر وعياً وارتباطاً بالثورة وأكثر معرفة بتاريخها ومن قاموا بها ومن هم اعداؤها وكانت حكايات من عاشوا قبل الثورة ومن شاركوا بها تجعلنا نشعر بالفخر والحماس والكرامة .
أفكار وثقافة مشوهة
وتسترسل الأخت أنيسة : مازلت اتذكر حكايات جدتي الله يرحمها عن المقاومة الشعبية في عدن وكيف شاركت بالمظاهرات ضد بريطانيا وكيف كانت النساء يساعدن الفدائيين ويقمن بإخفائهم عن الانجليز وكنت أرجو لو أنا موجودة معهن .. ولهذا نجحت الثورة وهزم المحتل الانجليزي ..اما اليوم كثير من الرجال والنساء باعوا وطنهم وثورتهم وتحولوا تجار حروب وسماسرة .
وتختتم أنيسة الأديمي قائلة : اليمن اليوم محتل من الداخل .. من العملاء والمرتزقة .. نحن مستعمرون بأفكار وثقافة مشوهة كما هو حال الاصلاح الذي دمر البلاد، وتعز نموذج لهذا الفكر والتوجه .. هذا هو الاستعمار الجديد والاخطر من السعودية وبريطانيا والامارات، احتلال الفكر اخطر من احتلال الوطن .
رهاننا على الشعب
وختاما ترى الأخت الأستاذة نوال الصبيحي: أن ثورة 14 اكتوبر هي نقطة التحول في التاريخ اليمني ويحسب لثوار أكتوبر من مختلف محافظات اليمن انهم هزموا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .. صحيح أن التآمر اليوم كبير يهدد الجمهورية والوحدة بفعل المحتل السعودي الذي جاء تنفيذا لأوامر بريطانيا التي اوجدته وترغب بالعودة تحت رايته ومعها الامارات ، إلا أن اكتوبر ستنتصر من جديد وستهزم المستعمر بكل أدواته الجديدة والقديمة .
وتشير الأستاذة نوال الصبيحي إلى أن الخونة والمرتزقة والعملاء والمتاجرون بالدين والوطن لا يمثلون الا أنفسهم ومن صنعهم ورهاننا على الشعب .. اليمنيون يدركون من هم اعداؤهم واعداء ثورتهم ووحدتهم ..والتاريخ والايام هي الكفيلة بفضح الجميع من كان في صف الوطن ومن كان مع العدو المستعمر .
وتختتم بالقول : انا معلمة وهذا ما ادرسه للتلاميذ حتى لا ينسى الاجيال الثورة والوحدة وتبقى في ذاكرتهم أن السعودية اخطر عدو يهدد اليمن والجمهورية ويجب الوقوف ضدها وافشال كل مخططاتها.
| 
أعداء أكتوبر.. مسميات عدة لمستعمر واحد
