بقلم / عبيد بن ضبيع❊ - نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة والخمسين على قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م والتي تعد واحدة من أهم الثورات العربية الناجحة والتي غيرت بقيامها مجرى الأحداث وانتصرت للحرية والكرامة بعد سنوات من النضال الثوري المسلح ضد الاستعمار البريطاني قدم فيها اليمنيون أرواحهم ودماءهم وأموالهم في سبيل تحرير البلاد والتي رزحت تحت نار المستعمر لأكثر من 129 عاماً تعرضوا فيها لشتى صنوف القهر والإذلال والاستنزاف والعبودية.
والحديث عن هذه الثورة المباركة يثير الكثير من الحماس والفخر حولها فهي لم تأت بمحض الصدفة أو ولدتها عوامل مؤقتة، إنما جاءت حصاد سنوات من النضال المتواصل في مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف تيارات المجتمع القومية والإسلامية والقبلية ومن كل اليمنيين في الشمال والجنوب، وقد أكدت هذه الثورة بقيامها واحدية الثورة اليمنية ووحدوية اليمنيين عبر التاريخ وهي حقائق لا تقبل الشك أو الجدال مهما حاول البعض ممن لم يعيشوا عصر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والأحداث التي رافقتهما أن يزرعوه في نفوس الأجيال من عوامل التشطير وإثارة العنصرية والمناطقية المقيتة.
لقد تفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر في جبال ردفان الشامخة وذلك بعد نضجها ثورياً وعسكرياً في الشطر الشمالي من اليمن خاصة في صنعاء وتعز وإب والحديدة حيث مثلت هذه المحافظات ملاذاً آمناً للثوار استطاعوا خلالها أن يرسموا مخططاتهم الثورية بدقة بمساعدة رفقائهم من عناصر المد الثوري في الشمال وذلك بعد أن قاتل الجميع في دعم الثورة السبتمبرية والتي كان لها الدور الأساسي في تفجير ثورة الرابع عشر من أكتوبر.
وانسحب الاحتلال البريطاني من عدن عام 1967م بفعل ثورة شعبية عارمة اندلعت عام 1963م ، حيث توارت في السنوات الأربع الماضية مختلف الفعاليات الرسمية والشعبية، مبتعدة عن الاحتفاء بذكرى ثورة 14 من أكتوبر 1963م، بعد أن ظلت طيلة الخمسين سنة الماضية في صدارة المناسبات الوطنية، التي اعتاد اليمنيون احياءها، تخليداً لعظمة التضحيات في مواجهة الاستعمار البريطاني البغيض، حتى تحقيق الاستقلال الناجز في الـ30 من نوفمبر 1967م، والإعلان عن وحدة الجنوب تحت راية الدولة الوليدة »جمهورية اليمن الديمقراطية«، واستمرت جذوة هذه الثورة معبرة عن أهداف وتطلعات اليمنيين في الحرية والعدالة والمساواة والوحدة، دون أن تتوقف لعقود أمام العوائق التي ظلت القوى المعادية لها من الخارج وعملاؤها من الداخل، تعمل من أجل قمعها، والعودة باليمنيين إلى الخلف، مجردين من حقهم في الطموح والتطور، حتى تسنى لتلك القوى تحقيق تطلعاتها في النيل من الثورة اليمنية التي نجحت في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو 1990م واسقاط الدولة اليمنية.
ولكن الاحتلال العربي الجديد جاء بعد قيام دول قيادة »التحالف« بالاعتداء على اليمن أرضاً وانساناً، كنتيجة لمعاناتها من نجاح اليمنيين في العقود الماضية في التأسيس لنظام جمهوري طموح، وكانت هذه الدول تجد في الدولة اليمنية عدواً لها، خاصة في الجنوب التي كانت قد تبنت في سبعينيات القرن الماضي خط المواجهة مع جيرانها، ودعوتها لتحرير الخليج من الأنظمة الموالية للاستعمار.
ويرى العديد من الكتاب والمفكرين ان (الثورة اليمنية ظلت مستهدفة من دول الجوار، وفي مقدمتها السعودية، التي مثلت لها هذه الثورة صدمة سياسية كبيرة، خاصة ثورة 14 أكتوبر، التي أوصلت إلى السلطة في الجنوب نظاماً يسارياً صارماً، استطاع تحدي الأنظمة الاقطاعية والسلطوية، وهددها أيّما تهديد، لذلك ظلت تتحيّن الفرص المواتية لتحقيق أهدافها، حتى تحقق لها ذلك في السنوات الأخيرة، التي شهدت فيها اليمن اختلالات سياسية وحروباً داخلية، أدّت إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ما فتح الطريق أمام هذه الدول كخصوم تاريخيين للثورة اليمنية للتدخل، وفرض أهدافها في اليمن بالقوة).. وان خطورة ما آلت اليه الأوضاع اليمنية، بعد أن وجدت هذه الدول فرصتها لتأتي هذه المناسبة في ظل هذا الظرف الاستثنائي وغيرها من المناسبات الوطنية، لتعبر عن حجم الخسارة التي لحقت باليمنيين، خاصة بعد اتضاح أهداف التحالف العربي، بقيادة السعودية والامارات، في عدوانه الظالم على اليمن شعبا وارضا ومازال منذ ان بدأ في 26 مارس 2015م وحتى الآن، ونجاحهما في إلغاء السيادة اليمنية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهما، وتحولهما الى دور المحتل ، ولذا فإن دعوتنا الى التحرر من الاستعمار العربي الجديد بقيادة السعودية والامارات والعمل على دحرهما من كل أراضي اليمن واجب وطني وتحرر انساني لابد من العمل لأجله وان تصطف كافة القوى الوطنية من اجل العمل على ذلك ،وهذا ما يدعو اليه السيد القائد /عبد الملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي وكافة القوى الوطنية المناهضة للاستعمار والعدوان الجديد على اليمن وإنَّا على هذا النهج لسائرون . .
❊ وزير الشئون الاجتماعية والعمل
|