|
|
|
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : - بالرغم من التطورات العسكرية والسياسية في اليمن وظهور واقع جديد على الارض وفي الوقت الذي يبحث المجتمع الدولي عن صيغ أخرى للسلام، إلا أن البعض ما زال يرى أن المرجعيات الثلاث ما زالت تشكل اساس الحل ، وهو الأمر الذي يعده المتابعون للشأن السياسي اليمني قفزاً على الواقع وغير مقبول في الوقت الراهن وأن هذا الأمر لم يعد يشكل أساساً لإنجاز أي تسوية سياسية قادمة ويعقد من التوصل إلى حل شامل في عملية السلام المتعثرة أصلاً..
كما يرى هؤلاء أن هناك واقعاً جديداً على الارض ولم تعد تشكل تلك المرجعيات اسساً ثابتة للحل خصوصا وأن هناك خطاباً سياسياً جديداً يتحدث عن صيغة أخرى للسلام، هذا في الوقت الذي تحاول فيه حكومة ما تُسمى بـ"الشرعية" القفز على الوقائع بتمسكها بتلك المرجعيات وبشكل بائس بل وباستحياء قبل أن يأتيها الرد من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن " هانز غروندبرغ " في احاطته أمام مجلس الأمن في 10 سبتمبر 2021م من الشهر المنصرم الذي تجاهل ذكر أيٍ من المرجعيات الثلاث تلك و المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الخاص باليمن رقم (2216) وهي رسالة مفادها »لا جدوى من الحديث عن هذه المرجعيات اليوم«..
تلك الاحاطة التى قدمها غروندبرغ لمجلس الأمن تستشرف بصورة مبدئية ما يمكن فعله خلال الفترة القريبة المقبلة لإرساء النهج الذي سيسير عليه والذي أقر بتعقيدات كثير تواجه مهمته التي يراها البعض تحصيل حاصل مالم يستجب الطرف الآخر (العدوان) الذي هو أصل المشكلة بالايفاء بمتطلبات السلام الحقيقية في وقف عدوانه وفك حصاره على الشعب اليمني..
تغير الموازين
كل ذلك دفع الولايات المتحدة الأمريكية الى الضغط على السعودية لإعلان مبادرة خاصة بها وضعت نفسها فيها فى موقع المحايد الحريص وليس المشارك فى القتل والعدوان الذي جعل من اليمن تشهد أكبر كارثة إنسانية فى العالم بحسب تعبير الأمم المتحدة..
سياسيون وصحفيون واعلاميون قالوا لـ"الميثاق" إن الحديث عن مرجعيات ومبادرات لا توقف الحرب على اليمن بشكل عملي هو عبث وذر الرماد على العيون، مؤكدين أن الشعب اليمني انتصر في المواجهة بالرغم من التواطؤ الدولي وأن تطبيق القرار(2216) سيئ الصيت معناه الاستسلام والرضوخ..
الصحفي اللبناني/ علي مراد قال لـ"الميثاق" في هذا الصدد: إن الشعب اليمني تحرر من سطوة الهيمنة الأمريكية والسعودية وهذا انتصار للشعب اليمني عمده بالدم والصمود وأن دول العدوان انهزمت وكل شروطهم التى كانت في بداية العدوان سقطت..
واستطرد: "إذا عدنا إلى مفاوضات جنيف والكويت فسنجد أن تحالف العدوان كان يحاول جاهداً أن ينتزع اعترافاً من الوفد الوطني المفاوض"..
وعن المرجعيات الثلاث قال مراد: " إن ما تسمى »المرجعيات الثلاث« التي هي أساس الحل كما يروج ، وعلى رأسها »المبادرة الخليجية« التي فرضتها السعودية بطلب أميركي قد سقطت وسقطت معها الغطرسة والهيمنة السعودية على قرار وسيادة صنعاء حتى أذناب تحالف العدوان باتوا لا يتحدثون عن هذه المرجعيات، وكثير منهم باتوا يقولون: »الموازين قد تغيرت«، وحتى أولئك الذين يحاولون توسيط أطراف في سبيل إنقاذ تحالف العدوان من ورطتهم لم يعودوا يتحدثون عن هذه المرجعيات المدعاة، والحقيقة أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن كانت مجحفة بحق الشعب اليمني وسقطت عند أقدام المجاهدين في الجبهات ومع صواريخ ومسيّرات الجيش واللجان التي استهدفت العمق السعودي..
واختتم مراد حديثه بالقول :"اليوم اليمن عاد سيداً ومستقلاً في قراراته ولم يعد للسعودية ولا لأميركا أي قدرة على إملاء إرادتهما عليه، ولكن اعتراف دول العدوان بهذه الحقيقة مؤجَّل لأنهم كمهزومين لا يزالون يكابرون، لكن في نهاية المطاف سيعترفون وسيقرّون بالحل الذي ستفرضه صنعاء عليهم وفق موازين القوى والأمر الواقع على الأرض".
وصاية مرفوضة
بدوره اعتبر الإعلامي طالب الحسني أن ما تطلق عليه السعودية مرجعيات (المبادرة الخليجية ، الحوار الوطني ، القرار الدولي 2216) لا يخرج عن كونه خارطة طريق يريدها التحالف السعودي الأمريكي ، والتى حين وضعت وقدمت كانت في الايام الأولى من العدوان على اليمن .
مشيراً الى أنه عندما يتم تحليل هذا الأمر لا يمكن ربطه بالواقع الحالي وفي كل الحالات..
وتابع الحسني قائلاً:" المبادرة الخليجية تتعلق بتسوية 2011-2012م وتشكيل فترة انتقالية للحكم ، وعلى الرغم من أنها مرفوضة لانها شكل من أشكال الوصاية والتدخل القاسي ، لا يمكن أن تكون صالحة الآن"..
وقال متسائلاً: "فهل يمكن تجميد الدستور وتعطيل البرلمان وإيقاف الأحزاب السياسية غير الموقعة على الاتفاقية وإعادة تقسيم السلطة بين المؤتمر والاصلاح ، وهذا جوهر المبادرة الخليجية؟.
واستطرد: " الحوار الوطني ، هو عالم من العناوين الواسعة والفضفاضة والنقاش حول المستقبل فكيف يمكن تشكيل الدولة وحل بعض " القضايا " مثلما سميت ، قضيتي صعدة والجنوب، وهيكلة الجيش وو.. الخ ، وهذه كلها ليست مرفوضة جملة ولا مقبولة جملة ولكنها لا ترتبط بالواقع حالياً ولا يمكن اسقاطها عليه .
القرار الدولي 2216 هو عملياً طلب استسلام صنعاء ، وعندما تمت صياغته وقدم كان بعد إعلان العدوان بنصف شهر ، كأن مجلس الأمن الدولي أراد أن يعطي اليمن خارطة طريق الاستسلام ، إذ أن أول بنوده الانسحاب من المدن وتسليم السلاح وو..الخ ، فهل يمكن ان يقدم بعد سبع سنوات من الفشل العسكري للتحالف السعودي الأمريكي كمرجعية للحل السياسي؟!.
واختتم الاستاذ/ الحسني حديثه بالقول: "المجتمع الدولي يدرك تماماً أن الواقع مختلف وأن المقاربات للحل السياسي يجب تغييرها بما في ذلك القرار »2216«.
فالقوى الوطنية حالياً هي من تضع خارطة خروج آمن للتحالف ليس من بينها المفاوضات المحلية لأن الحرب ليست نزاعاً اهلياً بل حرباً اقليمية تجري بين السعودية وحلفائها والجمهورية اليمنية".
المعادلة تغيرت
الكاتب الصحفي/ عبدالمنان السنبلي بدوره أكد أن الحديث عن اعتماد أو العودة إلى ما تُسمى بالمرجعيات الثلاث كأساسٍ للحل حديثٌ لا طائل منه ولا معنى له من أساسه ،والسبب أن هذه المرجعيات ومنذ البداية في طبيعتها وعلى أغلب الظن ذات منشأٍ ومصدرٍ غير يمنيٍ خالص، أتت وفق مواصفات ومقاييس أجنبية بما فيها ما تُسمى بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي لا تخلو من وجود بصمات إقليمية ودولية أسهمت في صياغتها وقولبتها بالشكل الذي يلبي مصالحها أولاً قبل مصالح وخيارات الشعب اليمني .
وأضاف : "هذا بالطبع دفع القوى الوطنية المقاومة والرافضة للوصاية والتدخل الأجنبي إلى رفض الحديث عن هذه المرجعيات أو التطرق إليها في وقتٍ كان المناخ العام للمفاوضات وكذلك المعطيات على الأرض تسير في اتجاه القوى المحسوبة على العدوان."
وتساءل السنبلي: " كيف سيتم الحديث عنها أو القبول بها اليوم وقد تغيرت المعادلة وأصبحت المعطيات كلها تصب في صالح القوى الوطنية المواجهة للعدوان والرافضة المساس بأمن وسيادة اليمن"؟!.
واختتم حديثه مشيراً إلى أن الموقف الدولي سيجد نفسه مضطراً إلى التعامل مع هذه المعطيات والمتغيرات الجديدة التي فرضت نفسها على الأرض والتي من خلالها سيحاول بناء تصورات جديدة للحل يراعي فيها طبعاً مصالح السعودية وحلفائها ولو بأقل قدرٍ ممكن إلا أنه في الوقت نفسه لن يستطيع مقاومة رغبة وإرادة الشعب اليمني وإصراره على تحقيق النصر..
الرغبة بالسلام
المحلل السياسي / نشوان النصيرى يرى أن المتغيرات تؤشر أن لا حل لما أسماها بـ " الأزمة اليمنية " تكون المرجعيات الثلاث واردة فيه ، منوّهاً إلى أن السلام لن يتحقق إلا بعد أن تثبت الدول المشاركة في العدوان على بلادنا بإشراف أممي رغبتها في إنهاء الحرب ، وما يؤكد صدق نواياها هو رفع الحصار على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي كشرط رئيسي ومهم لقبول حكومة صنعاء ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الطرف الآخر بهدف وقف شامل وفوري لإطلاق النار وإنهاء كلي للحرب"..
أما الإعلامي /فايز الحميدى فيقول فى هذا الشأن :" ان دول العدوان ومرتزقتهم يماطلون فى إنجاز أي سلام ومحاولة الوصول للحل في اليمن ، بترديد الإسطوانات القديمة التي لم يعد أحد يسمعها أو يصغي إليها وهي ما تسمى بالمرجعيات الثلاث .. مشيراً إلى أن دول العدوان تدرك تماما عدم جدوى ذلك..
منهج القوة
"الحل السياسي والتفاوضي هو الأنسب والأفضل والأنجح للوصول إلى السلام في اليمن ، كما أن المجتمع الدولي يدفع بقوة إلى ذلك الحل ، ويرى الحميدى ان ما تُسمى بالمرجعيات الثلاث معناه استبعاد الحل السلمي ويعطل التفاوض وينهج منهج القوة لإرغام الجانب اليمني في صنعاء على قبول الشروط المسبقة التى لا تفضي للحل ، وهذا ما بات يرفضه المجتمع الدولي اليوم ، مرجعاً السبب إلى أوراق القوة التي يمتلكها من يسيطر على الأرض وهي الحكومة اليمنية في صنعاء ، وهذا ما يدركه الجميع وكذا الجانب الأمريكي نفسه..
واختتم الحميدي قراءته هذا الشأن بسعي قوى العدوان إلى شراء الوقت حيث قال: "هناك محاولة منهم لكسب المزيد من الوقت لعلّ وعسى يتحقق شيء على الارض، وهذا الذي لن يكون أبداً ".
المحلل السياسي / عبدالجبار الحاج أشار إلى أنه لم بعد مقبولاً اليوم الحديث عما أسميت بـ"المرجعيات الثلاث" كأساس للحل في اليمن بحسب ما يروج له ،واصفاً ذلك بالتفريط بالسيادة وخيانة لدماء الشهداء بعد عدوان دخل عامه السابع خلّف الويلات واستباح دماء اليمنيين"..
وأضاف: "ولو قبلنا بهذا الأمر فهذا يعني أننا منحنا العدوان صك براءة وصرنا في موقع الجاني ومع العدوان.. متسائلاً:"ألم تكن المبادرة الخليجية وآليتها هي من وضعت السعودية في موقع الوسيط وليس المجرم والتى رفضها الشعب اليمني على اعتبار السعودية عدواً، وعدواً تاريخياً فلا يمكن العودة للوراء مطلقاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|