حاورتها/ نادية صالح - سبأ جلاس فنانة تشكيلية متميزة من اليمن، موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق الى فضاء واسع سعياً لتحقيق جملة من الطموحات والآمال التي تسيطر عليها. شاركت لوحاتها في العديد من المعارض و نالت إعجاب وإنبهار الكثيرين ومن هذا المنطلق أجرت معها »الميثاق« الحوار الآتي:
* بدايةً كيف تقدم سبأ جلاس نفسها للقارئ؟
- أولاً شكراً لصحيفة »الميثاق«، والقائمين عليها، لاهتمامهم بمختلف الجوانب السياسية والثقافية والفنية، ثانياً أنا سبأ جلاس، فتاة يمنية .. أحب الرسم وأتعافى به.
* بمن تأثرت سبأ من الفنانين المحليين والعالميين؟
- لاشك أن الإنسان بطبيعة الحال يتأثر بمحيطه، وبمن يشاركه نفس الميول، وله قدوات يقتدي بها، ولذلك أستطيع أن أقول إني أحب أعمال الفنان عبدالجبار نعمان والفنان هاشم علي رحمة الله عليهما، وحالياً هناك الكثير من الفنانين اليمنيين الذين يقدمون أعمالاً في غاية الروعة، تعد إلهاماً جميلاً، ومدرسة مفتوحة لكل من يهوى هذا الفن السامي.
أما عالمياً فأنا أحب أعمال فناني المدارس الكلاسيكية والواقعية والسريالية، التي أعتبرها المدرسة الأكاديمية لكل الفنون، خصوصاً وأن المدرسة الواقعية هي القاعدة لجميع الفنون والمدارس الفنية، فالفنان الحقيقي ينطلق منها بقية المدارس، وكذلك المدرسة السريالية فهي تخرج الفنان من إطار الواقعية التي تحجم الفنان إلى فضاء واسع من الخيال الناتج من الأحلام واللاوعي حيث تلغي الروابط الزمانية والمكانية وحرية التعبير اللامتناهي.
وفي الإجمال تسعى الفنانة سبأ جلاس، أن تكون لها بصمة خاصة، فالتأثر عام وليس خاصا، هناك فنانون يمنيون وعالميون كبار معاصرون، وكذلك هناك فنانون من مختلف العصور والمدارس لهم تأثير واضح في أعمالها المختلفة لكن في النهاية لكل فنان إحساسه وأسلوبه وبصمته الخاصة.
* متى ترسم سبأ جلاس؟ وهل كان للحرب والظروف التي مرت بها اليمن في الفترة الماضية تأثير في تكوين لوحاتك؟
- أرسم دائماً، ليس هناك وقت معين، وبكل تأكيد أن الفنان يرسم ما يشعر به، وما يعتمل في بيئته من حوله، كما أن الحرب بالتأكيد هي الدافع الرئيسي لعودتي للرسم واتفرغ تماماً له لذلك كان السلام والمحبة والتفاؤل المواضيع الأساسية في اعمالي.
* كيف تتعاملين مع الألوان عادة وكيف تساهم في جمالية لوحاتك؟
- أحب الألوان وأعشقها واحب ان ارى الكثير من الالوان والكثير من الملامس والتأثيرات أحب مزجها ونتائج مزجها ودرجاتها وتنوعها على اللوحة، وأعشق أن أرى الألوان وتدرجاتها ودرجاتها وتنوعها في اللوحة، واعتقد ان هذا ما يميزني ويعطيني بصمتي الخاصة، ولا أشك أبداً أن الألوان تتأثر بالحالة النفسية للفنان، فتراها مشرقة حيناً ومعتمة حيناً آخر.
* شاركت سبأ جلاس في العديد من المعارض المتميزة محلياً ودولياً، فما القيمة المضافة لك التي أتت بها؟
- لاشك أن المشاركة في المعارض وإقامتها أيضاً يحقق اتساع المدارك بشكل كبير، فالانسان يتعلم من خبرات أقرانه ، فنحن نعاني من نفس المشاكل في العملية الابداعية ولكن الحلول مختلفة ، وهذا يوسع المدارك ويجعلك اكثر تقبلاً للآخر، وقد يعطيك حلولاً لمشاكل عدة وخاصة في العملية الابداعية ، وايضاً هي فرصة مهمة لرصد ردود افعال الجمهور المختلف ثقافياً.. جزء من حياة الفنان اكتشاف العالم والانفتاح عليه والعمل مع فنانين آخرين بخبرات مختلفة، وأستطيع أن أقول خلال هذه الفترة وما تتعرض له بلادنا، إن المشاركة في فعاليات مناهضة للحرب شيء يسعدني جداً على أمل ان تصل رسالتنا الى العالم أجمع وهي دافع أيضاً لأستمر وأرسم أكثر.
* شاركت مؤخراً بعدد من اللوحات في معرض أوتار، يا ترى ماذا يعني لكِ هذا المعرض؟
- معرض اوتار تجربة زاخرة عامرة، وهو معرضي الأول، وخطوة عملت لأجلها ست سنوات وهدف من أهدافي التي أرجو إنجازها في إطار ايصال رسالتي التي أرسم لأجلها.. والحقيقة انا سعيدة بنتائج المعرض والصدى الذي حققه، ما يهمني هو ايصال رسالتي بغض النظر عن المكانة التي وصلت لها او التي قد اصل لها مستقبلاً بإذن الله.
* هل الخيال مهم جداً للفنان التشكيلي؟
- بالتأكيد لا بد للفنان ان يكون ذا خيال واسع وغني لينتج أعمالاً مميزة تعبر عنه وعن آماله بطريقة تثير إعجاب المتلقي وتجذب انتباهه، الخيال هو كل شيء للإنسان.
* هل تؤثر في أعمالك المناظر الواقعية مثل الناس والطبيعة والمدن والبحر والشروق والغروب وما إلى ذلك؟
- بالتأكيد أحب المناظر الواقعية وأحب ايضاً إضافة الفنان عليها عند نقلها ورسمها، أنا أرسم وفقًا لموقفي الداخلي ومحيطي الخارجي.
* كلمه أخيرة؟ وما رسالتك للمرأة اليمنية بشكل عام؟
- أرجو ان يعود اليمن سعيداً وان تصل رسالتنا الى صناع القرار وتنتهي أزماتنا وننعم بالسلام والمحبة..
أشعر بالفخر عندما أرى النساء اليمنيات وفي ظل هذه الظروف يكافحن لينجحن، واشعر بالأسى أيضاً لما يعانينه ويعانيه الشعب ككل، وبالنسبة للمرأة اليمنية أرجو ان تظل قوية ومتطلعة للأفضل، داعمة لمن حولها بحب.
|