موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 22-نوفمبر-2021
طه‮ ‬العامري‮ -
‬في تراثه الإبداعي قدم لنا المبصر في بلاد العميان الرائع الخالد الأستاذ الشاعر عبد الله البردوني من الأعمال الإبداعية المتميزة والاستثنائية ما عرفنا بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا في صورة إبداعية تعجز بلاغتنا عن وصفها ؛ فبدت إبداعات الأستاذ عبد الله البردوني _ رحمة الله تغشاه _ ووصفها لواقعنا الوطني وكيف كان ماضينا وكيف هو حاضرنا وماذا سيكون عليه مستقبلنا وكأنه يقدم لنا خارطة طريق أو لوحة فنية خط عليها بسلسلة (دواوينه الشعرية ؛ وكتبه النثرية ؛ وأحاديثه الصوتية) ما يجب أن نكون عليه ؛ وما علينا أن نقوم به ؛ ولكن للأسف‮ ‬وكما‮ ‬يقال‮ (‬لا‮ ‬كرامة‮ ‬لنبي‮ ‬في‮ ‬قومه‮) ..!‬
الأستاذ‮ ‬محمد‮ ‬عبد‮ ‬الولي‮ ‬هو‮ ‬الآخر‮ ‬قدم‮ ‬لنا‮ ‬في‮ ‬رائعته‮ (‬يموتون‮ ‬غرباء‮) ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬نسترشد‮ ‬به‮ ‬في‮ ‬مسارنا‮ ‬الحضاري‮ ‬الحديث‮ ‬والمعاصر‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬فكرنا‮ ‬في‮ ‬كيفية‮ ‬تجنب‮ ‬معاناة‮ ‬الإنسان‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬الرواية‮ ‬الرائعة‮ ..‬
تذكرت أعمال (البردوني) ورواية (محمد عبد الولي) وأنا اتابع تداعيات أزمة اللاجئين والظروف التي يعانون منها وتلك التي اجبرتهم على هجر أوطانهم ومغادرة أوطانهم قهرا وقسرا ومن غير نوايا مسبقة أو تخطيط مسبق بل تفاعلا مع أخطار داهمت أوطان هؤلاء اللاجئين ؛ الذين لم يتخلوا عن أقدس بقع على الأرض عشقوها وانذروا أنفسهم للاستماتة من أجلها لو كانت هذه البقع بادلتهم حبا بحب أو اعطتهم من عطفها وحنانها ما يساوي حبهم لها ؛ لكن للأسف كان خيار الهجرة واللجوء حصيلة طبيعية بعد أن تحولت الأوطان إلى طاردة لأبنائها وغدت مجرد إقطاعيات خاصة بأصحاب القوة والنفوذ الذين يخوضون معاركهم من أجل فرض وصاياهم على الوطن بأرضه وإنسانه ويرى هؤلاء النافذون الوطن كل على طريقته ؛ وكل يرى أنه أحق بالوصاية والولاية والسيطرة والتحكم وما دونه عليهم أن يقبلوا به طائعين خاضعين ..
الأمر الذي دفع الكثيرون للتخلي عن كل شيء يحبونه بحثا عن النجاة والحياة الكريمة ؛ ويبدو أن المرحوم والمبدع الرائع محمد عبد الولي في روايته الشهيرة (يموتون غرباء) لم يكن يقصد حكاية بذاتها ولا أحداث محصورة في معاناة (اللاجئ اليمني في بلاد الحبشة) بل تبدو الرواية اليوم وكأنها تحاكي مسارنا الزمني والحضاري بكل تحولاتهما ؛ ومن يتوقف عند عنوان الرواية فقط يجد أن هذا المصطلح أصبح ينطبق على واقعنا اليوم بكل تداعياته فالصراع الدموي الذي تشهده بلادنا جعل الموت (غريبا) وضحاياه أيضاً..!!
اليوم وقبل أن نتحدث عن أبناء شعبنا الذين يموتون على حدود دول العالم ويغرقون في بحار العالم ومحيطاته ويتعرضون للقتل بدم بارد من قبل مافيا الاتجار بالبشر والمهربين في ظل عالم تجرد من كل القيم والاخلاقيات وحول الإنسان إلى _ سلعة _ وحدد لكل جنسية ثمن ومكانة ؛ أقول وقبل الخوض في قضايا اللاجئين في الخارجين الذين يموتون غرباء دعونا نتحدث عن مأساتنا الداخلية ونحن نرى أبن (صعدة) يموت في (طور الباحة) وأبن طور الباحة يموت في صرواح وأبن تعز يموت في جيزان وأبن المحويت يموت في باب المندب ؛ والموت يحصد شباب ورجال من أبناء الوطن وهم بعيدون عن أهلهم وذويهم وقد يقول قائل إن هذا الموت مقدس ومن اجل الوطن ؟ وهي وجهة نظر تحترم _ لكني مجازا اتحدث عن ظاهرة _ ظاهرة الغربة والاغتراب الذاتي بين الوطن ومواطنيه فهذه الحرب وهذا الموت القسري كان يمكن تجنبهما لو أن الله قيظ لهذا الوطن وهذا‮ ‬الشعب‮ ‬بعضاً‮ ‬من‮ ‬العقلاء‮ ‬والحكماء‮ ‬لكانوا‮ ‬بعقليتهم‮ ‬وحكمتهم‮ ‬جنبونا‮ ‬هذه‮ ‬المآسي‮ ‬وهذا‮ ‬الموت‮ ‬المجاني‮ ‬في‮ ‬بقع‮ ‬الاغتراب‮ ‬سواء‮ ‬بداخل‮ ‬الوطن‮ ‬أو‮ ‬خارجه‮ ..‬
يوم أمس وأنا اتابع تداعيات أزمة اللاجئين بين بيلاروسيا وبولندا والتي ارتفع صداها إلى أن يقول بعض المراقبين والمحللين بإمكانية تطور الأزمة إلى مواجهة عسكرية بين روسيا الاتحادية وبيلاروسيا من جهة وبولندا وبقية دول الترويكا الأوروبية من جهة ثانية فيما واشنطن تدفع الأزمة نحو التصعيد وكأنها وجدت الفرصة سانحة لتصفية حساباتها مع روسيا الاتحادية ؛ أي أن الأزمة تحولت من مجرد أزمة لاجئين على حدود بولندا عددهم لا يتجاوز بضعة مئات إلى أزمة سياسية قد تفضي إلى مواجهة عسكرية ؛ في تدليل على أننا نعيش في حالة انحطاط حضاري وقيمي‮ ‬واخلاقي‮ ‬وإنساني‮.. ‬هذه‮ ‬الصفات‮ ‬ليست‮ ‬محصورة‮ ‬على‮ ‬تخوم‮ ‬الحدود‮ ‬الدولية‮ ‬بل‮ ‬تبدأ‮ ‬في‮ ‬أوطان‮ ‬اللاجئين‮ ‬الاصلية‮ ..!‬
على ضوء هذه التداعيات قررت دولة مثل العراق يوم أمس تحريك جسرا جويا لنقل اللاجئين العراقيين إلى وطنهم وعلى حساب دولتهم ؛ وحذت حذوها سوريا والهند وبنجلادش وبوركينافاسو وجزر القمر باستثناء بلادنا اليمن التي لم يكلف مسئوليها أنفسهم حتى مجرد اصدار بيان تضامني مع‮ ‬هؤلاء‮ ‬الضحايا‮ ‬من‮ ‬رعاياها‮ ‬العالقين‮ ‬الذين‮ ‬يموتون‮ ‬غرباء‮ ‬قتلا‮ ‬أو‮ ‬تجمدا‮ ‬من‮ ‬البرد‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬الجوع‮ ‬والعطش‮ ‬حتى‮ ‬قنصلياتنا‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬البلدان‮ ‬لم‮ ‬تتحرك‮ ‬لمعرفة‮ ‬مصير‮ ‬مواطنيها‮ ‬على‮ ‬حدود‮ ‬البلدين‮..!!‬
والحقيقة كدت أنفجر غضبا من هذا الموقف الرسمي اليمني لكني فجأة تذكرت أن من يحكمون في صنعاء غير معترف بهم دوليا وليس لهم كلمة ؛ ومن هم معترف بهم ويطلقون عليهم (حكومة أو دولة الشرعية) بدورهم يعانون من نفس المشكلة ويعيشون مأساة اللجوء منذ سنوات وبالتالي فاقد الشيء‮ ‬لا‮ ‬يعطيه‮ ‬والضرب‮ ‬بالميت‮ ‬حرام‮ ..!!‬
فإذا تأمل المتأمل في مأساة الإنسان اليمني بل في حال اليمن بارضها وإنسانها سيجدنا بأزماتنا وعاهاتنا نشكل لوحة (سريالية) عبثية لو بعث الله لنا (سلفادور دالي) لتفسيرها وفك طلاسمها لاعتذر الرجل وعاد لقبره سيرا على قدمه ..!!
حتى صرت اجهل فعلا من عليه أن ينقذ من عذاب اللجوء ؟ هل مطلوب من الشعب أن ينقذ الدولة والحكومة ويعيدهما لأرض الوطن من بلدان اللجوء ؟ أم أن المهمة من صلاحيات الدولة والحكومة ؟ ولكن كيف ؟ شخصيا أترك الإجابة عليكم اعزائي فأنا أجهل الجواب كما أجهل متى ؟ وعلى أي شاكلة‮ ‬سوف‮ ‬تنتهي‮ ‬تغريبتنا‮ ‬هذه‮ ‬؟‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬قدرنا‮ ‬كما‮ ‬وصفه‮ ‬اديبنا‮ ‬الراحل‮ ‬محمد‮ ‬عبد‮ ‬الولي‮ ‬وإننا‮ ‬سنموت‮ ‬غرباء‮ ‬من‮ ‬المهد‮ ‬إلى‮ ‬اللحد‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮.!!‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)