بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام - يحتفل شعبنا بالعيد الـ54 للاستقلال المجيد وهي مناسبة وطنية تكتسب أهمية أكبر كونها تأتي في ظل عدوان مستمر يشنه تحالف إقليمي ودولي للعام السابع على التوالي، يعيد إلى الذاكرة حقيقة المطامع الخارجية التي هي امتداد للاستعمار البريطاني القديم الحاضر في هذا العدوان ، ولكن هذه المرة بقفازات عربية أكثر همجية وبربرية مستخدمةً شعارات وعناوين خادعة وكاذبة للسيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته عبر ادوات ارتزاقية عميلة لتحقيق مخططات اعداء اليمن التاريخيين المتمثلين بالنظام السعودي والإماراتي وبريطانيا والتي خرجت تجر أذيال هزيمتها في الـ 30 من نوفمبر 1967م الذي يمثل تتويجاً لنضالات شعبنا ضد الطغيان والاستبداد الإمامي والجبروت والعسف الاستعماري البريطاني الخبيث وانتصاراً لتضحيات الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م فكان يوم الاستقلال التجسيد لعظمة هاتين الثورتين ولتطلعات شعبنا في السيادة والوحدة والاستقلال .
لقد كان ذلك اليوم تعبيراً يمنياً عن مرحلة عظيمة مر بها شعبنا وأمتنا، فيه انتصرنا على الغزاة والمستعمرين محققين التحرر الوطني بعد عقود من الاحتلال البريطاني الأوروبي والذي اعتقد ان سيطرته وهيمنته لا يمكن في يوم من الأيام ان تُهزم من شعب ووطن مقسم بكيانات قزمية نصَّب عليها ركائز محلية بقاؤها مشروط ببقاء المستعمر.
وكان الدرس الذي تلقنه البريطانيون هو أن القوة والجبروت والمكر والخبث لا يمكن ان تواجه ارادة الشعوب متى ما توحدت ووعت وآمنت بعدالة قضيتها ووجودها الحر المستقل على أرضها.
لهذا ظل المستعمر يعمل من أجل الثآر لهزيمته والعودة لتحقيق مآربه وغاياته وكانت إحدى وسائله اللعب على التباينات والخلافات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد ، مثيراً الفتن والنعرات بين أبناء الوطن والشعب الواحد، مراهناً على تمزيق النسيج الاجتماعي وضرب الوحدة الوطنية، مستغلاً الأخطاء والعثرات الداخلية التي صاحبت مسيرة الثورة الوطنية التحررية، محاولاً عبر صنائعه استعادة ما فقده، غير مدرك ان التاريخ لن يعود إلى الخلف وان ارتداد الشعوب إلى الوراء لا يكون إلا من أجل قفزة أكبر إلى الأمام، مستفيداً مما مر به وليس هناك أكبر من العدوان الاجرامي الذي يتعرض له شعبنا وواجهه بصمود وإيمان وارادة لا يمكن إلا ان تكون منتصرة فالشعب الذي انتصر على الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس سوف ينتصر اليوم معيداً مساره الوطني إلى سياقه التاريخي الذي لا مكان فيه للتبعية والهيمنة والوصاية الخارجية.
بهذا المعني والدلالة سيظل الـ30 من نوفمبر النبراس الملهم لأبناء شعبنا الأحرار وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة دفاعاً عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن.
ويبقى القول: ان مصير العملاء والخونة الذين استجلبوا الغزاة والمحتلين وعملوا على اخضاع شعبهم وتمزيق وطنهم سيكون حالهم أسوأ بما لا يقاس عن عملاء الأمس وستطاردهم اللعنات أينما ذهبوا وحلُّوا وستتجاوز انتصارات الشعب اليمني نطاقه الجغرافي والعربي ليصبح شريكاً في انتقال البشرية إلى مسارات جديدة من التغيير والتطور الذي يحقق التوازن العالمي لمصلحة المبادئ والقيم الإنسانية العادلة والجامعة. |