الميثاق نت: - تتكشف ازدواجية المعايير لدى منظمة الأمم المتحدة بما يتعلق بالحقوق الإنسانية وتحديداً حقوق المرأة وحقوق الطفولة التي خصصت لهما هذه المنظمة أياماً عالمية للوقوف على قضاياهم ومعاناتهم عالمياً..
وبالتوقف عند اليوم العالمي المخصص للقضاء على العنف ضد المرأة 25 نوفمبر من كل عام والذي صادف الخميس الماضي للنظر فيما قدمه المجتمع الأممي للمرأة اليمنية التي تعيش مأساة وطن طالما وصفتها المنظمة الأممية بأنها (كارثة) بكل معاني الإنسانية ودلالات الحقوق التي تدعي المنظمات الدولية حمايتها والدفاع عنها وفقاً لتقاريرها الإعلامية..
المرأة اليمنية للعام السابع على التوالي تعيش اصنافاً متعددة ووحشية من العنف الذي خلفه العدوان والحصار على بلدها والذي استهدف كل مقومات الحياة فيه، الأمر الذي جعل المرأة اليمنية في مقدمة من يدفع أثماناً باهظة في كل مجالاتها الحياتية نتيجة الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه عموم المحافظات جراء استمرار العدوان والحصار وما أدى إليه من تدهور كارثي في الوضع الإنساني الذي مثل تحدياً كبيراً على المرأة وحملاً ثقيلاً يصعب عليها تحمله، ولهذا تزداد معاناتها قساوة في ظل قيامها بمهمات شاقة بسبب انقطاع الخدمات العامة التي دمرها العدوان..
أرقام المعنفات للإثراء الأممي
الأرقام التي تنشرها المنظمات عن الأسر النازحة وعن الشهداء والجرحى من النساء والأطفال الذين قضوا بغارات العدوان وكذلك الأرقام التي تشير إلى الأسر التي تحتاج بصورة عاجلة الى الأمن الغذائي وغيرها من الارقام المرعبة التي تشير الى حجم ما تعانيه المرأة اليمنية من عنف وظلم واضطهاد.. وهي بكل تأكيد أرقام أقل بكثير عما هو في الواقع الذي لاتسلط الأمم المتحدة الضوء عليها إلا وفقاً لما يخدم مصالحها بصورة مخزية تكشف مدى ازدواجية المعايير لدى المجتمع الأممي الذي يتغنى بحقوق المرأة..
الأمم المتحدة التي تحتفي هذه الأيام بيومها المخصص لمكافحة العنف ضد المرأة تتجاهل العنف الذي خلفه العدوان والحصار على المرأة اليمنية التي تمثل نصف تعداد السكان، فالظروف المعيشية التي فرضها العدوان والحصار دفعت بغالبية النساء والفتيات للانخراط في سوق العمل للمساعدة في توفير دخل لأسرها، بل رمى بالبعض منها الى أرصفة التسول ومواجهة أبشع أنواع العنف والانتهاك لحقها في العيش بكرامة..
الأمم المتحدة تتجاهل بأسلوب مثير للاستغراب الأرقام الصادمة التي تشير الى أعداد النساء والفتيات اللائي انعدمت فرصهن في الغذاء والتعليم بسبب استمرار هذه الحرب العدوانية القذرة التي أنتجت أوضاعا اقتصادية مزرية دفعت ببعض الأسر الى تزويج الفتيات بسن الـ13 من العمر لتخفيف الضغوط الاقتصادية على هذه الأسر..
عنف نفسي
تقول المواطنة أم عبدالله من العاصمة صنعاء: لو أن أدعياء مناهضة العنف ضد المرأة عاشوا الوضع النفسي الذي عاشته المرأة اليمنية خلال سبع سنوات ليلاً ونهاراً وهي تعيش مخاوف لا حدود لها على أطفالها من غارات العدوان الذي جعل من الأحياء السكنية ومن المدارس ومن المشافي ومن الحدائق أهدافاٌ لوحشيته وإجرامه.. وتساءلت أم عبدالله: هل هذا بمعيار الأمم المتحدة يعد عنفاً ضد المرأة أم لا..؟
أم عبدالله أشارت إلى نوع من أنواع العنف الذي يطال المرأة اليمنية، والأنواع كثيرة تتعامى المنظمات المعنية بحقوق المرأة عنها وتتجاهل تسليط الضوء عليها، ولو وقفت هذه المنظمات على تداعيات العدوان والحصار لأدركت حجم تفاقم العنف ضد المرأة بسبب النزوح والفقر..!!
المرأة وعنف ميليشيا الاحتلال..
وبتسليط الضوء على اوضاع المرأة اليمنية وما تعنيه بسبب العدوان والحصار سواء في المحافظات الحرة أو المحافظات المحتلة لوجدنا أن هذه المعاناة هي جزء من المخطط الاجرامي لتحالف العدوان ضد الشعب اليمني رجالاً ونساء كباراً وصغاراً..
ولعل العنف الذي يطال المرأة في المحافظات المحتلة يكشف بشاعة ووحشية ودناءة وحقارة المحتل وعملائه، فكل من تابع الجرائم التي ارتكبها المحتل وحثالته من انتهاك بحق بعض الأسر في تلك المحافظات وانتشرت على وسائل الاعلام وصلت في بعضها الى الاغتصاب للنساء والفتيات والأطفال في أبشع صور العنف الذي تتغنى المنظمات الحقوقية بمناهضته.. ومن الجرائم التي تجسد بشاعة العنف الذي يمارسه المحتل الإماراتي والسعودي في تلك المحافظات قيام ميليشياته بقتل بعض الأطفال أمام امهاتهم أو مداهمة المنازل على سكانها دون سابق إنذار او ترخيص بذلك والتحقيق مع النساء والأطفال لمجرد قذف الرعب في قلوبهم دون وازع من دين او رادع من ضمير وفي ظل صمت محلي ودولي لايقل عنفاً وبشاعة..!!
كما برزت هناك ظواهر اختطاف النساء او الزج بهن في السجون..بل وصل الحد بالمحتل الي ممارسة العنف بحق عوائل بعض المسجونين السياسيين للضغط عليهم في التحقيقات.. اضافة الى ممارستهم للعنف ضد النساء من خلال ايقاف المسافرين في نقاط التفتيش والعبث بهم لساعات في أسوأ أنواع العنف والانتهاك الذي تقوم به ميليشيات المحتل تحت مرأى ومسمع من المنظمات التي تتباكي باسم مناهضة العنف ضد المرأة..!!
كما أن من انواع العنف ضد المرأة اليمنية في المحافظات المحتلة ما تمارسه ميليشيات المحتل بحق أمهات واخوات المعتقلين والمغيبين قسراً وما يصيبهن من انتهاكات وعنف خصوصاً في الجانب النفسي..
ولا ننسى الإشارة إلى أن حكومة الفنادق وبرعاية المحتل الإماراتي والسعودي وصل بها الحد في عنفها ضد المرأة إلى نسف ما كان قد تحقق لها من مكاسب ولو بسيطة في حقها بأن تشارك اخاها الرجل في صنع القرار، فتعمدوا إقصاءها من أي حقيبة وزارية في حكومتهم العميلة..!!
دور عظيم..
وبالنظر الي ما تعانيه المرأة في المحافظات الحرة نجد أن المرأة هنا قد أدركت حجم المسئولية الملقاة على عاتقها كأم وأخت وزوجة وابنة لأولئك الأبطال الميامين الذي يضحو بأنفسهم في سبيل عزة وكرامة هذا الشعب العظم كان لزاماً على هذه المرأة العظيمة أن تقوم بأدوارها النضالية لترسيخ القيم والهوية الوطنية في نفوس الأجيال ومفاهيم ومبادئ تستهدف رقي وتطور مجتمعها نحو الأفضل..
خلاصة..
مقصد القول بمناسبة يوم مناهضة العنف ضد المرأة ندعو الأمم المتحدة والمنظمات الدائرة في فلك الدفاع عن حقوق المرأة الى العمل بحيادية في هذا المجال وعدم اتخاذ هذه المواضيع لاستدرار المال والإثراء باسم المظلومين.. فما تعانيه المرأة اليمنية من عنف جراء العدوان والحصار واستمراره وصمة عار في جبين كل من يدعي انتصاره للمرأة ولحقوقها.. أما العمل بازدواجية في هذه القضايا يجعل تلك المنظمات شريكاً - بصورة مباشرة أو غير مباشرة- في كل أنواع العنف التي تطال المرأة اليمنية..
|