الميثاق نت: -
التباكي الذي عبّر عنه البيان المشترك لأحمد بن دغر وعبدالعزيز جباري أرادا من خلاله أن يقنعا الشعب اليمني أنهما لا يعلمان بحقيقة أهداف العدوان السعودي الإماراتي أو كما قالا "التحالف انحرف عن أهدافه".!
تحدثا في بيانهما بمنطق يكشف مأساوية ما آلت إليه أمورهما، لا ما آل إليه الوطن الذي يتباكون عليه ، والشعب الذي دمرته آلة الحرب العدوانية وفاقمت أوضاعه المعيشية والحياتية.
بعد سبع سنوات من القتل والدمار يقولان "نحن أمام وطن ممزق، ينزف دماً، دمرته الحرب، وهي تكاد أن تقسمه إلى دول ومجتمعات" ، وكأنهما لم يصلا إلى هذه النتيجة إلا الآن بعد سبع سنوات من هذا القتل والدمار المتواصلين.!
بيانهما ليس سوى محاولة بائسة لتغيير اتجاه تحالفهما خارج سياقات الأجندة والمخططات التي كان بن دغر وجباري وبقية من ذهبوا بهذا المنحى الخياني يطمحون ،وغايتهم العودة إلى السلطة ولو كان الثمن تدمير اليمن.!
أرادا أن يقولا للشعب أن التحالف وشرعيتهم المزعومة فشلوا في تحقيق اهدافهم طيلة هذه السنوات السبع ، وأن تحالف العدوان استخدم هادي وحكومته أداة ليس أكثر لشن هذا العدوان الإجرامي على اليمن واليمنيين وتمرير اهدافهم ومصالحهم .. وأن شرعيتهم لا تملك من القرار شيئاً وأن حركتها مشلولة.!
ما قاله بن دغر وجباري كنا قد قلناه مع بداية العدوان وأكدنا أنه لم يأتِ من أجل شرعية ماتت وهي ما زالت في صنعاء..؛ كما لم يأتِ من أجل عيون اليمنيين الذين يعانون اليوم أشد المعاناة وخاصة في المناطق التي يسمونها محررة كهدف عمل العدوان على تحقيقه وجعله واقعاً معيشاً، وإنما جاء من أجل مصالحه واقتصاده، حيث وجد في اليمن المكان المناسب لتنفيذ مخططاته الاستحواذية من جهة،والعدوانية من جهة ثانية.. وما يحدث في عدن وجزيرتي سقطرى وميون والمهرة وشبوة يؤكد ذلك بوضوح ودون رتوش.!
هذه التي يسمونها "شرعية" بكل شخوصها وتماثيلها الصدئة تم استخدامها كأداة لتنفيذ هذا المخطط..؛ حيث تم إقناعها بالاستنجاد بالسعودية والإمارات اللتين بدورهما شكلتا هذا التحالف وبدفع من الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل إعادتها والمضي صوب تحقيق أهدافهم جميعاً.
قلناها آنذاك إن المخطط كبير وواضح ولكن ما عسانا نقول لهذه القيادات التي تماهت في شراكتها مع العدوان مهما كانت النتائج ونراها اليوم تتباكى بعد كل هذه السنوات من التدمير الممنهج والمقصود.!
أهداف تحالف العدوان تجلت بوضوح ،منذ السنة الأولى لعدوانه فيما يقوم به وينفذه في المحافظات الجنوبية ؛ كما لم يعد خافٍياً على الشعب اليمني تلك التوجهات بعد سبع سنوات من العدوان.
بن دغر وجباري وغيرهما ممن يتحدثون عن الوطن ويتباكون عليه خسروا وطنهم وأهلهم وخسروا قيمهم وأخلاقهم وخسروا انتماءهم وهويتهم ولم يبق لهم غير الخيانة تحيط بهم من كل الاتجاهات غير مأسوف عليهم.!
من يتحدث عن الوطن ويظهر في حديثه وكأنه وطني ويعمل على إنقاذه من الكارثة التي أصبح يعيشها عليه أولاً أن يتخلص من عمالته وخيانته ويتحدث بمسئولية ويدرك ماذا يعني الوطن وماذا يعني الشعب!؟.
عليهم أن يدركوا ذلك أولاً ، وبياناتهم أو تصريحاتهم التي يصدرونها بين الحين والآخر وهم في حضن العمال والارتزاق لا تسمن ولا تغني من جوع.
كما أن الشرعية المصطنعة التي يدّعونها لم يعد أحد في هذا العالم يحتاج إلى تأكيد أنها أصبحت غطاءً مهترئاً وخرقة بالية ممزقة ، لاسيما ونحن نرى الحاله السيئة التي يعيشها المواطنون في المحافظات التي يديرون شئونها.
لم يقدم هؤلاء جميعاً للوطن شيئاً يمكن للمواطن أن يشكرهم عليه ، لم يقوموا بشيء غير البيع والشراء لمن سيدفع أكثر..، وزادوا معاناة المواطن وأوجاعه وآلامه والواقع شاهد حي على ما نقول.!
بعد سبع سنوات من الدمار الممنهج لليمن والقتل المتعمد لليمنيين يكشف هؤلاء اليوم عن وجوههم القبيحة وهم محشورون في قفص ضيق صنعوه لأنفسهم ، ويصرخون من داخله "لقد خدعونا .. التحالف انحرف عن أهدافه"!!
اضاعوا وطناً وشعباً ؛ واضاعوا أنفسهم نتيجة الأحقاد والكراهية التي تسيّدت قلوبهم ونتيجة خصومتهم مع الآخر المختلف الذي وصل حد الفجور..!
فرطوا في كل شيء .. دمروا النسيج الاجتماعي اليمني وارتهنوا للخارج وباعوا الوطن؟!
هذه هي النهاية الوخيمة التي اختاروها لأنفسهم.. النهاية التي ستحفظ في ذاكرة الأجيال وتدون في كتب التاريخ لا محالة!!
اختاروا لانفسهم السقوط في وحل العمالة والخيانة والارتزاق وهاهم اليوم يتباكون على ما يلاقونه ممن استعانوا بهم.!
اللهم لا شماتة.. ولكن :
المرء حيث يضع نفسه فإذا أعزها علا أمرها وإذا أذلها ذل وهان قدره.
| 
إلى بن دغر وجباري وغيرهما .. المرء حيث يضع نفسه !!
